لقد صدرت الكثير من التصريحات لكبار قادة البيت الأبيض و التي أكدت تورط السعودية بدعم داعش من خلال مد التنظيم بالمال و العتاد و الأسلحة المتطورة و الزج بالمرتزقة للانخراط في صفوف هذا التنظيم الإرهابي رغم أنها قد أعلنت وفي أكثر من مناسبة محاربتها للإرهاب المتطرف فيما كذب تلك المزاعم السعودية جل ساسة الإدارة الأمريكية و خاصة ترامب ، وهذا ما أثار حفيظة حكام و أمراء الرياض ، مما دعاهم إلى إعادة ترتيب أوراق البيت السعودي من خلال تصحيح الأوضاع المزرية التي تعصف بالبلاد و اليوم فقد وضع بن سلمان في دفتر أولوياته القادمة زيارة العراق سعياً منه لإعادة داعش للعراق من جديد من خلال فتح قنصلية للسعودية في مدينة النجف وبالاتفاق مع حكومة العبادي و السيستاني الذي رحب كثيراً بتلك الزيارة وقد قدَّم الضمانات لأمريكا و العبادي و التي تعطي الطمأنينة من موقف إيران الرافض لتلك الزيارة لكن السيستاني و من باب رد الجميل الذي برقبته لكل من السعودية و الكويت وما قدماه له من تسهيلات و اتفاقات مع النظام السابق لتمكينه من إعادة دخول العراق و الاستقرار وهذا ما دفع بالسيستاني إلى مباركة و دعم التوافقات بين أمريكا و العبادي لإنشاء قنصلية سعودية يكون مقرها في النجف و تحت حماية مليشياته في حين انه قد تناسى ماذا فعله داعش بالعراق و العراقيين و بدعم السعودية ؟ داعش سرقوا تاريخ و آثار البلاد القديمة ، داعش هتكوا أعراض العراقيات ومارسوا بحقهن أبشع جرائم الاغتصاب و السبي و بيعهن بسوق العبيد و سوء معاملتهن ، داعش قتلوا الشباب في سبايكر و الصقلاوية و الحويجة و غيرها من مدن العراق التي عانت الأمرين من التفجيرات و المفخخات و الأحزمة الناسفة و العبوات القاتلة ، داعش سرق مقدرات و خيرات و قطع الأرزاق و الأعناق ، داعش هجر الملايين و أجبر الفقراء و المستضعفين و تحت تهديد السلاح على النزوح من مدنهم و بيوتاتهم و تشريدهم في الصحاري القفار ، داعش ضرب مقدسات الإنسانية جمعاء الإسلامية و غير الإسلامية فجر الجوامع و قبور الأنبياء و الأولياء الصالحين ، داعش سرقة الابتسامة و البراءة من وجوه الأطفال و الصغار ، داعش قتل و ذبح و قطع رؤوس العلماء الزهاد ، داعش حرَّف الحقائق التاريخية و تلاعب بمصادر المسلمين ، و بعد كل تلك الجرائم و الانتهاكات يأتي السيستاني ليفتح قنصلية لأسياد داعش في أرض الإمام علي ( عليه السلام ) ليضع موطئ قدم لهم في العراق و لمرتزقة هذا التنظيم الإرهابي الضال المنحرف من جديد وهذا ما سيشكل خطراً دائماً على العراقيين و ستعود معه انهار الدم العراقي إلى الجريان من جديد وهذا ما يسعى له بن سلمان و سيضع جذوره خلال زيارته المرتقبة للعراق و التي أثارت حفيظة الشارع العراقي الذي أعلن عن رفضه لزيارة بن سلمان للعراق فيما أعتبر ترحيب السيستاني بفتح قنصلية لداعش إنما هي خيانة للوطن و لدماء الشهداء و استخفاف بالعراقيين و للمتاجرة بأرواحهم و تهدياً لمستقبل أبنائهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة