|
تتعدد الآهواء ويبقى السودان وطنا واحدا موحدا
|
كثير من ابناء وطننا الحبيب يتمنون العودة ولو في اجازات قصيرة للوطن الواحد الموحد لرؤية اعزائهم من الأحياء أو تقديم التعازي في مفقوديهم وقضاء لحظات هنيئة يجترون فيها ذكريات الماضي ويصلونها بطموحات المستقبل، ولكن ظروف سواد عظيم من اولئك الأخوة تحول دون بلوغهم تحقيق هذا الأمل في زمن غير طويل. فعلى عكس ذلك وهبني الله فرصة زيارة الوطن وان كانت فترة ضيقة الا أنها كانت حافلة بكثير من الأنجازات وخاصة الأجتماعية . وعندما عدت تارة أخرى لمقر عملي وتفقدت أحد الأخوة في دول الجوار عن طريق البريد الألكتروني أنصب جل اهتمامه أن افيده عن أخبار الوطن وخاصة ما سمعه عن دارفور في الأعلام. فكانت افادتي له كما يلي: ". الحمد لله الأجازة كانت لحيظات ممتعه مع الأهل والأصدقاء واستعادة للصفاء الروحي وكسر روتين الأغتراب فعقبالكم ان شاء الله قريبا. عن الأحداث فربما يكون زائفا ما جاء في الأعلام من مشاهد جوع ومرض ولا اعتقد ان كان ذلك صحيحا انه يختلف عما في سائر انحاء الوطن. على كل ربنا يصلح الحال وربما يجدر بنا ان نبحث في جذور المشكلة قبل الأنطلاق في وصف المسكنات فما نسمعه من جانجويد ومتمردين ومجاعات وبطاله وفساد وايدز ماهي الا حمى ليليه وصداع جانبي (اجارك الله) مما يعانيه مجتمعنا من داء عضال اشتكى من اعراضه كل من الجنوب والشرق وجنوب كردفان والأنقسنا من قبل ودارفور اليوم. فظاهرنا ينشد السلم والأمان وباطننا يضمر قيما ليس لها قيمه دينية او اجتماعية او سياسية من حب العنصر واللون والقبيلة فأين نحن من قول الله "انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم" فآثرنا القبلية والتشعب حتى نميزالصفوف للأقتتال والتطاحن عبر البندقية والجهوية والوظيفة والمضايقة في الشارع و .. و .. و ..ولكنا كمثقفين "ادعاءا" لا نملك قيما تدافع بنفسها عن وطننا بل نجيد العض على الأنامل التي ضاقت ذرعا. وما أجمل الغمام وسحاب الصيف خاصة في بواكير الصباح ايام الأمتحانات فكنت استمتع بذلك الجو الذي ربما كان ملهما لنا في تحقيق نتائج طيبة طيلة مراحلنا الدراسية والحمد لله فهل من الهام لنا في سحابة هذا الصيف وأمل في ان تنقشع فيعاودنا السلام؟ فالخشية من مطر الفرقة والأنقسام والتدخل الأجنبي وما أشبه ما يحدث اليوم في ديارنا بما حدث بالأمس في جوارنا والله المستعان. فان النفس لتحزن والقلب ليدمى ولكن العين لا تدمع ابدا فينبغي لها ان تنفتح على اتساعها لترى الحق حقا فنتبعه وترى الباطل باطلا فنجتنبه. واما عن اجازتي فالحمد لله الذي كلما شكرته زادني خيرا ونعمة فقد كانت الأجازة موفقة في كثير من جوانبها خاصة الأجتماعية فاطماننت على الأهل وتبادلنا معهم والأصدقاء مشاعر الود وأعدنا الحرارة للعلاقات التي بردت بسبب الغياب. الناس في السودان عايشين حياتهم بصورة اكثر فعالية منا ويمكن نسميهم حياتيين ونحن ماديين لآنهم يعيشون اللحظة بما توفر لديهم من سبل ونحن نقيس اللحظة بما وفرنا من مادة. لذلك اجد في زيارة السودان كثيرا من المعاني والمذاق الطيب فأوصيك الا تطيل الغياب عنه فقد قطعته عهدا على نفسي ان ازاحم اهلنا في السوق العربي ولو مرة في العام. خير الكلام ما قل ودل. ولكن ماذا نقول عندما يكون الخطاب من القلب الى القلب فان سبقنا الحاتميون بالكرم المادي فلنجاريهم بالاسراف الكلامي كأضعف الأيمان. الف تحية ومليون سلام. انتهت الرسالة.
رأى صديقي العزيز ان ما دار بيني وبينه يحتوي ما قد يفيد على مدى اكبر من دائرتنا كشخصين ونصحني ان أنشر تلك المقالة علها تكون أضعف الأيمان.. والله من وراء القصد.
صلاح حمزة السعودية – المنطقة الشرقية [email protected]
|
|
|
|
|
|