|
تأمُلات عدت من أرض المذلة (2) كمال الهدي
|
تأمُلات عدت من أرض المذلة (2) كمال الهدي [email protected] · عند وصولنا للسودان ومع اقتراب الطائرة من مطار الخرطوم جاءت إحدى المضيفات تحمل استمارات تأشيرة الدخول وكانت تردد عبارة " لغير السودان." · استفسرتها مرة ومرتين عما إذا كانت هناك استمارات تخصنا كسودانيين وكان الرد بالنفي. · لم اقتنع بالإجابة لأنني أعرف حالنا جيداً وأنه من الصعب أن تتغير الأمور عندنا بهذه السرعة، لكن شابة سودانية قادمة من ماليزيا ظافرة بعد حصولها على درجة الماجستير في تقنية المعلومات كانت تجلس على يميني قالت لي ربما أنهم تخلوا عن فكرة تعبئة استمارة التأشيرة للقادمين. · قلت لها هو إجراء كثيراً ما تمنيت أن يكفوا عنه نظراً لغبائه الشديد بعد أن صاروا يدخلون المعلومات في الحواسيب لكنني أستبعد أن يكونوا قد تخلوا عنه. · ولسوء حظنا عندما دلفنا للصالة وجدناها مليئة بالمسافرين والصفوف ( ما تديك الدرب) ورأينا الكل منهمكون في تعبئة الاستمارات. · قمنا بملء الاستمارات مثلما ظللنا نفعل منذ سنوات رغم أن كل شيء مسجل في حواسيب إدارة الجوازات، وبالرغم من أننا ندخل بلدنا وليس أي بلد آخر، علماً بأنني أغادر سلطنة عمان وأعود لها دون أن أقوم بأي إجراء مشابه وبدون المرور بنافذة جوازات أصلاً، لأن لديهم في مطار مسقط بوابات الكترونية يستطيع الشخص المقيم أن يمر عبرها دون الانتظار ولو لدقيقة واحدة. · هذا يحصل في عمان التي بدأت نهضتها في عام 70 بينما نحن في السودان – الذي كان أفضل حالاً حتى وقت قريب- نملأ استمارات لتأشيرة الدخول في كل مرة وتدمغ لنا التأشيرة في الجواز. · وعند المغادرة ( نتمرمط ) في جهاز شئون العاملين بالخارج وندفع أموالاً هنا وهناك لينتهي الأمر بإصدار تأشيرة خروج، وبعدها أيضاً يطلبون منا في المطار أن نملأ استمارة تأشيرة الخروج لتدمغ لنا على الجواز أيضاً. · إجراءات مطولة ومملة وفيها إهدار للوقت والثروات، فهل نتعشم في أن يتغير شيء في هذا الجانب، حتى يصبح مطار الخرطوم " الأميز في أفريقيا من ناحية الأمن والسلامة والتسهيلات" كما يزعمون أم أنه مجرد كلام والسلام!! · بعد خروجنا من المطار بدأنا رحلة التوجه إلى مدينة بحري عبر الشوارع ( طالع نازل) التي لم يتغير فيها شيء رغم وفرة الأسفلت في فترات سابقة. · فقد بنا الفاسدون الشوارع بطريقة عشوائية ودون أن يقوموا بتسوية الأرض، لذلك لا يمكنك أن تشعر بالراحة داخل أي عربة طالما أنها تجوب شوارع الخرطوم. · عند دخولنا لكوبري النيل الأزرق لم أصدق عيني وقلت لمرافقي: أيعقل أن يكون لهذا البلد مسئولين يجوبون الشوارع مثلنا ويرون ما نراه أمامنا. · فقد بدا الكوبري في حالة بائسة لدرجة لا يتخيلها العقل. · حتى الصبغة ضنوا بها عليه الأمر الذي قد يؤدي لتآكل حديده وربما سقوطه على العربات التي تعبره في أي وقت. · مجرد علب (بوهية) تبعد الصدى وتمنح الكوبري منظراً مقبولاً وجدوها صعبة في هذا الزمان الرديء، وبرضو هناك من يحدثنا عن كفاءة والي الخرطوم ! · حالة كوبري النيل الأزرق ليس استثناءً. · فالحفر بدأت تعود للكثير من شوارع الخرطوم ويبدو واضحاً أن الحكومة رفعت يدها تماماً عن شيء اسمه الخدمات. · بحكم تواجدي خلال أيام الأمطار شاهدت وعشت الحالة المزرية للخرطوم وضواحيها. · مطرتان فقط أوشكتا أن توقفا الحياة تماماً، فكيف سيكون الحال لو أن الخرطوم تمطر بمعدل يومي خلال فترة الخريف! · شاهدت بأم العين الواقع المأساوي لسكان بعض مناطق شرق النيل مثل مرابيع الشريف والكرياب وحي المصطفى وحي النصر لأنني كنت كثير التنقل بين بحري والعيلفون خلال الأسابيع القليلة التي قضيتها في الوطن. · ومن خلال ما كنت أتابع وأرى تأكد لي أن الغالبية العظمى ممن يكتبون للناس أو يتهندمون ليقدموا البرامج التلفزيونية لا علاقة لهم بواقع وحياة أهل السودان. · فأهل السودان كما قلت في الجزء السابق من المقال لا يعيشون حياة أدمية، أما من يكتبون ويقدمون البرامج فيكذبون وينافقون ويصورون لنا الأوضاع وكأننا نعيش في سويسرا أو النرويج. · أذكر أنني أمسكت ذات يوم بجريدة آخر لحظة وبدأت في مطالعة مقال لكاتبة استهلت مقالها ذاك بالإشادة بوالي الخرطوم الذي أكدت أنها لا تشيد بها نفاقاً لكن لأنه الأكفأ بين من تولوا أمر الولاية!! · ضغطت على نفسي ووصلت للفقرة الثانية من مقال الكاتبة - التي انخدعت فيها من قبل وظننتها مختلفة بعض الشيء - فوجدتها تعبر عن إشفاقها على الوالي بسبب حجم المأساة التي نتجت عن الأمطار. · وفي الفقرة الثالثة وجدت الكاتبة ( التي لا تنافق الوالي حسب قولها) تمسح بالمعتمدين الأرض وتقول أنهم لا يؤدون عملهم كما يجب. · وقتها لم استطع مواصلة قراءة المقال لأن الضحك على القول بات واضحاً، إذ كيف يكون الوالي عظيماً وصاحب كفاءة عالية وفي ذات الوقت يقبل بأن يعمل تحت إمرته معتمدين لا يؤدون عملهم كما يجب؟ ! · أعلم أن الوالي لا يختار المعتمدين ولا يد له في معايير اختيارهم، لكن هذا نفسه يؤكد أنه ليس أفضل من غيره، وإلا لما قبل بهذا الوضع من أصله. · خلاصة هذه النقطة أن الكاتبة المعنية لم تكن تفعل أكثر من منافقة الوالي، لشيء في نفسها. · ولأنها تعلم ذلك بدأت بنفي التهمة عن نفسها في مستهل المقال فعبارة " الحرامي في رأسه ريشه" لم تأت من فراغ. · المأساة لم تكن بذلك الحجم الذي حاولت الكاتبة تصويره. · وكل ما في الأمر أن أمطاراً قد هطلت على بعض المناطق وأن سيولاً قد جرت هنا وهنا، لكن لأن الوالي وكافة موظفيه لم يستعدوا للخريف ولم يحفروا المجاري ولم يشيدوا الطرق بالطريقة المثلى لم يكن من الممكن أن تتصرف المياه دون أن تلحق الأضرار بالسكان. · أما حديث الوالي وبعض المعتمدين عن أن السكان يختارون مناطق منخفضة وأنهم في النهاية كمسئولين يضطرون للتسليم بهذا الأمر فهو حديث مضحك. · وليقل لنا حضرة الوالي من الذي باع للمغتربين أراضي الوادي الأخضر مثلاً؟ · وماذا يكون الوادي إن لم يكن منطقة منخفضة ومجري للسيل! · السلطات هي التي تبيع للسكان في الأماكن غير الملائمة يا حضرة والي الخرطوم، فتصوير الأمر وكأنه مجرد سكن عشوائي يفترض أن يتحمل وزره ساكنوه لا يمت للحقيقة بصلة. · وحتى إن سكن الناس في الأماكن الخطأ من تلقاء أنفسهم فهذا يقدح في الحكومة لأنها يفترض أن تنظم حياة الناس لا أن تتركهم يفعلوا ما يحلوا لهم ثم يأتي واليها ليحدثنا عن الواقع الذي يفرضه عليهم السكان. · بعد أن وقعت المأساة ووجد سكان بعض مناطق شرق النيل أنفسهم يلتحفون السماء كنا نسمع ونقرأ عن الجهود الحكومية، لكننا لم نر لأسابيع شيئاً فعلياً على أرض الواقع، باستثناء بعض الجهود الشعبية وعمل بعض المنظمات الطوعية مثل (نفير) التي عانت كثيراً وواجهت صعوبات من الحكومة بدلاً من تسهيل مهمتها. · ولن أنسى بالطبع التهافت القبيح على المساعدات التي حملتها بعض الطائرات من بلدان شقيقة وصديقة. · فمع هبوط أي طائرة مساعدات بمطار الخرطوم كانت مختلف الجهات الحكومية تتصارع من أجل الظفر بأكبر كم من المساعدات. · وبالطبع كانت تلك إشارة واضحة إلى أن المساعدات لن تصل إلى الضحايا. · وبالفعل وصلت الكثير من تلك المساعدات للأسواق. · ولكم أن تتخيلوا دناءة ورداءة هذه النوعية من البشر الذين لا مانع عندهم من مص دم الفقراء ولهف ما يجود به الآخرون لكي يزدادوا ثراءً. · لم يشعروا بمأساة أسر التحفت السماء ووضعت أسرتها وما تبقى لها من حاجيات بجوار سارع الأسفلت المؤدي للعيلفون باعتباره المكان الوحيد الخالي من المياه. · ظلت المياه تغمر المنطقة على يمين ويسار شارع الأسفلت وكنا نشفق على أي ساكن يظفر بشيء من مواد الإغاثة حيث كان يترتب عليه أن يحمل ما حصل عليه على رأسه ويخوض بذلك الحمل المياه وصولاً إلى بقايا بيته حيث يقيم صغاره دون أن يجدوا ما يقيهم من تقلب الأجواء. · على مدى أيام عديدة كنت أتابع منظر المياه دون أن يلوح في الأفق أمل بتحرك حكومي لشفط المياه من أجل تخفيف المأساة على ساكني تلك المناطق. · كانت الولاية وواليها ( الكفء) ينتظرون من الشمس أن تفعل فعلتها بتلك المياه فتجففها. · لكننا لم نر لا محليات ولا جيش ولا شرطة يحركون آلياتهم لتصحيح الأوضاع مثلما يحدث في أي بلد آخر تجتاحه السيول والفيضانات أو أي كارثة طبيعية. · وبعد كل ذلك هناك من يكتبون للناس عن عظمة هذا المسئول أو ذاك. · الغريب في الأمر أن الناس في السودان كيفوا أنفسهم مع هذه الأوضاع المأساوية ويطلقون على ما يعيشونه "حياة". · هناك حالة من الخضوع والقبول بكل ما يأتي من الحكومة بصورة مخيفة. · وبهذه المناسبة سأروي عليكم طرفة حدثت مع صديق مغترب أثناء إجازته في السودان. · فقد ذهب ذلك الصديق لميكانيكي لإصلاح عربته التي كانت تعاني من عطل في ( المقنيتة) وقد أشار له الميكانيكي لمحل اسبيرات وطلب منه أن يأتيه منه بأربعة مسامير مؤتمر وطني. · استغرب الرجل ولم يفهم لغة الميكانيكي وسأله: " ماذا قلت!" · ردد الميكانيكي ذات العبارة وقال له اذهب لصاحب المحل وقل له أنك تريد أربعة مسامير مؤتمر وطني وهو سيفهم طلبك. · وعندما شعر الميكانيكي باستغراب الرجل قال له " نحن نسميها كذلك لأن هذه المسامير عندما تمسك لا يمكن أن تفك إطلاقاً. · هي طرفة جميلة وتنم عن ذكاء لكنها في ذات الوقت تعكس حالة الخضوع التي أشرت لها. · من غير المعقول أن يقبل الناس بحياة كالتي يعيشها أهلنا في السودان ويكتفي كل من يواجه الأهوال في حياته بعبارات مثل " ليهم يوم". · نعم رب العباد لا يغفل عن شيء.. لكننا بهذا الفهم نصبح كمن يرددون عبارات من شاكلة " الملائكة حاربت معنا في جبهات القتال" و" شممنا رائحة المسك"، فرب العزة منحنا العقول لنقيم بها أوضاعنا ونقبل بما يقبل ونرفض ما لا يمكن قبوله. · وحتى نكون موضوعين يجب أن نشير إلى أن الأمر لا يتعلق بالحكومة وحدها فنحن أيضاً ساهمنا بقدر كبير في السوء الذي وصلنا إليه. · قبولنا وإذعاننا لهذا الواقع المزري يشجع الحكام على الاستمرار في غيهم. · استهتارنا وفوضويتنا وعشوائيتنا وانصرافنا لتوافه الأمور يضاعف من السوء الذي آلت إليه حياتنا. · نزوعنا الدائم لصناعة نجوم من أشخاص لا يسوون شيئاً يدعم النظام الذي نرفضه. · فالمتابع لصحفنا ومواقعنا الإلكترونية يلاحظ أن القراء يسبون كتاباً صاروا أسماء كبيرة من لا شيء في هذا الزمان الغابر، لكن المؤسف أن هؤلاء القراء هم أنفسهم من أسهموا في أن يصبح هؤلاء الكذبة كباراً. · فعندما يقرأ الآلاف لكاتب يومياً يصبح من حقه أن يقول أنه الأوفر شعبية. · البعض يبحثون عن ( الشمارات) ويقرأون لكاتب معين ربما بغرض التسلية أو لمجرد سب الكاتب في نهاية المقال، لكن يفوت عليهم أنهم يسهمون بذلك في صناعة نجومية هذا الكاتب. · فالمشكلة إذاً تتعلق بعدم نزوعنا لاتخاذ المواقف المبدئية. · فلا يمكنني أن أتوقع من كاتب صنعته سلطة متجبرة أن يصدح بالحقيقة، فلماذا أقرأ له إذاً؟! · هذا الوضع ينسحب على أمور شتى في حياتنا. · فهناك من يكره الحكومة وينتقد مسئوليها، لكن إن جمعته الصدفة بأحدهم تجده يتعامل معه كصاحب مقام رفيع. · الشباب أمل المستقبل لأي أمة ، لكنه لم يعد كذلك في السودان. · فقد كنا حتى وقت قريب نهتم بنظافة إحيائنا وانسيابية الحركة في شوارعها. · أما الآن فحدث ولا حرج. · الشباب يتسكعون ويجلسون في الطرقات و( عينهم في العوج ) ولا أحد منهم يحرك ساكناً. · أثناء إجازتي الأخيرة كنت أشير لأبناء أشقائي وشقيقاتي أن منظر الشوارع أمام بيوتهم لا يسر وقلت لهم مراراً أنني وإلى أن صرت رجلاً كبيراً كنت أذهب في الصباح للتدريس بمدرسة الخرطوم القديمة للبنات وفي المساء أحمل المكنسة لتنظيف المساحة أمام بابي منزلنا متى ما رأيت أوساخاً. · لكن المؤسف أن الكبار الآن يقولون لك أنه من الصعب أن تتوقع من الجيل الحالي القيام بمثل هذه الأمور. · وهذه سلبية منا في نظري حيث يفترض أن نشجع هؤلاء الشباب ونضغطهم لأن يقوموا بأدوارهم، لا أن نسلم بأن زمنهم قد تغير ونردد أمام مسامعهم الحديث عن استحالة القيام بما كنا نقوم به. · فالشاب الذي لا يعبأ بصيانة وترتيب منزله وحاجياته الخاصة لا يمكن أن يكون أداة تغيير جادة لمجتمعه. · ومع وجود مثل هذه الفئة من الشباب تصبح الكتابة في السياسة والحديث عن ضرورة تغيير الحكومات مجرد تسلية وإضاعة للوقت لا أكثر. · فالتغيير الحقيقي يبدأ من كل بيت سوداني. · عندما نعيد شبابنا لسيرتنا الأولى ليصبحوا أعضاء فاعلين في تغيير ما بداخل بيوتهم وما حولها، من الممكن أن نتحدث عن التغيير الكبير. · أما بالوضع الحالي والاكتفاء بالفرجة على مهازل هؤلاء الشباب واستهتارهم وركضهم المستمر وراء أحدث طرازات الموضة وتسريحات الشعر والجري وراء حفلات يحييها مطربون أقزام فمن المستحيل أن نحدث أي تغيير. · الطمع.. الجشع.. الكذب.. الرياء كلها صفات رذيلة صارت رائجة وسط السودانيين بصورة مخيفة. · تكيفنا مع البيئة غير النظيفة صار أمر يستحق أكثر من وقفة. · فعندما تدخل أسواق الخضار مثلاً ترى القاذورات من حولك وتزكم أنفك الروائح النتنة. · فيما مضى كان أصحاب المحلات يكملون الجهد الحكومي بالمحافظة على نظافة المكان حول محلاتهم. · أما الآن فلا الحكومة مكترثة بنظافة هذه الأماكن، ولا أصحاب المحلات يعبئون بغير سحب ما في جيوب المواطنين المغلوب على أمرهم والمتسببين في معظم مآسيهم في ذات الوقت. · أما المسئولين فمنهم من يضحكك عند استضافته في أحد البرامج التلفزيونية حين يحدث الناس عن مساعيهم لجعل الخرطوم الأنظف بين العواصم، علماً بأن عربة الأوساخ تأتي للأحياء يوماً في الأسبوع. · فبالله عليكم هل يعقل أن يتم تنظيف عاصمة تقطنها كل هذه الملايين وعربات الأوساخ تأتي لجمعها مرة في الأسبوع! · وحتى عندما تأتي العربة تلاحظ أن العاملين عليها يجمعون أكياس الأوساخ بطريقة متعجلة وغير منضبطة فيكبون نصفها في العربة ويسكبون الباقي على طول الشارع. · فكيف ننظف عاصمتنا بهذا الوسائل المتخلفة وهذا الفهم المتأخر! · قلت أن الغريب أن السودانيين قد كيفوا أنفسهم مع هذا الوضع بالغ السوء، أما الأغرب فهو أن هناك من يكتب مشيداً بجهود حكومية غير موجودة إلا في خيال هؤلاء الكتاب النفعيين والمتسلقين. · ولهذا أردد دائماً أن التغيير صعب للغاية في بلد فقد جل إعلامييه مصداقيتهم كما هو حادث في السودان. · فلا يمكن لأي بلد أن ينهض بدون إعلام نزيه. · ونحن للأسف صرنا نتعامل مع الإعلام كوسائل للتكسب والتسيلة.
|
|
|
|
|
|