|
تأمُلات التآمر على المريخ كمال الهدي
|
تأمُلات التآمر على المريخ كمال الهدي [email protected] · بالإضافة للابتلاء العام الواقع عليهم كجزء من أهل السودان، يبدو أن أنصار المريخ يواجهون بلاءً إضافياً يتمثل في رئيس قطاعهم الرياضي وسكرتير ناديهم. · فالأول كتبت عن هرطقته في مقال سابق، أما الأخير فقد عودنا على إطلاق تصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع. · آخر تقليعات الفريق طارق أمين عام نادي المريخ قوله أن ناديه ظل يتعرض لمؤامرة منذ أكثر من عشر سنوات، مؤكداً أن الدلائل موجودة دون أن يقدم لنا شيئاً منها، مع أن الكلام المؤسس يكون مصحوباً دائماً بالأدلة إن توفرت. · وأضاف حضرة الأمين العام قائلاً: " إذا سادت العدالة فإن المريخ بطل كل المنافسات، ولكن البطولات بشكلها الحالي مزيفة ولا تذهب لمن يستحقها." · كنا سنتفق مع الفريق طارق حول المؤامرة لو أنه قال أن المتآمر على المريخ هي حكومة جمهورية السودان ورئيسها البشير! · أقول ذلك لأن أحد أهم أسباب خسائر المريخ المستمرة هو رئيسه الوالي، وكما يعلم الفريق طارق فإن حكومتنا الموقرة ورئيسها هم من أتوا بالوالي رئيساً للمريخ منذ أكثر من عشر سنوات. · الفشل الذي ظل ملازماً للمريخ سببه الرئيس هو أن الوالي لا يفهم في العمل الإداري للأندية كثيراً. · وهو يحيط نفسه بمجموعة من أصحاب المصالح الذين ظلوا يتناوبون على العمل في مختلف المناصب بالمجلس والأجهزة التنفيذية دون أن يقدموا لهذا النادي الكبير شيئاً. · كما تحوم حول الوالي مجموعة من إعلاميين لا هم لهم سوى تضليل جماهير الأحمر و ( نفخ) لاعبيه والتشجيع على المغالاة في الصفقات المضروبة، الحضري نموذجاً. · أفبعد كل هذا يطيب لأمين عام نادي المريخ أن يحدثنا عن المؤامرة ويتذمر من عدم توفر العدالة! · طالما أنك موله بالعدالة فالأحرى أن تطلبها لكافة أهل السودان وحينها سوف يهنأ المريخ كجزء لا يتجزأ من هذا السودان بهذه العدالة. · حدثنا أمين عام نادي المريخ أيضاً عن الانفلات والفوضى والتحريض الإعلامي، مشيراً لإعلام الهلال كداعم وحيد لحالات الانفلات. · لا أنفي أن الكثير من إعلاميي الهلال يكتبون بتعصب وينصبون أنفسهم حماة للأزرق لا لشيء سوى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب هذا الكيان. · لكن الموضوعية كانت تقتضي أن يعترف سكرتير نادي المريخ بأن لإعلام المريخ أيضاً دوره الكبير والأساسي في توسيع الهوة بين جمهور الناديين والسعي لانتهاك القواعد والنظم واللوائح. · وليت الأمر اقتصر على الإعلام المريخي وحده. · فالمؤسف أن بعض الإداريين يلعبون دوراً سالباً أيضاً ويشجعون هذه التفلتات. · وما حديثك هذا يا أمين عام نادي المريخ إلا أبلغ دليل على ذلك. · فالإداري الحصيف لا يفترض أن يتحدث كما المشجع العادي. · وطالما أن لدينا غريمين تقليديين في السودان هما الهلال والمريخ، فالطبيعي عندما يكون هناك تحريض إعلامي أن نلوم إعلاميي الناديين لا أن نختار معسكراً دون الآخر من أجل خداع جماهير النادي الذي نناصره وكسب ودها. · وليعلم سكرتير نادي المريخ أن التصريحات – زادت أم قلت- لن تصنع فريق كرة مهاباً، ولن تقنع هذه الجماهير العريضة. · فالجمهور يريد أن يرى فريقه ينتصر داخل الملعب. · والانتصارات لا تتحقق إلا بالعمل الجاد وفرض الانضباط. · وسؤالنا للفريق طارق هو: هل فرضتم الانضباط في ناديكم قبل أن تبادروا بإطلاق التصريحات الجوفاء؟! · بالطبع لا. · وما نراه ونسمعه كل يوم يؤكد أنكم ما زلتم على بعد آلاف الأميال عن فرض سياسة الانضباط. · فالحضري ما زال يسرح ويمرح دون رادع. · وقد رأينا كيف أن علاجه خلال مباراة الأمل الأخيرة استغرق وقتاً طويلاً، وبالرغم من ذلك لم يتجرأ مدربكم بإشراك الحارس البديل أكرم وكأن الأخير صار مجرد مشجع للحضري يقتصر دوره على مؤازرته والتربيت على كتفه. · حدث ذلك لأن الحضري قرر أن يواصل اللعب رغم الإصابة. · وعندما يقرر الحضري فالكل طوع بنانه. · لا مدرب يتدخل ولا طبيب يقول أن الإصابة تستدعي التغيير ولا إداري يتجاسر بمجرد التساؤل عما يدعو لكل هذا. · تابعنا أيضاً الخلاف الذي نشب بين مدربكم كروجر ورئيس القطاع الرياضي بسبب أن الأخير أصر على مرافقة بعض الصحفيين للبعثة الرسمية إلى مدينة عطبرة. · وهو أمر رفضه كروجر، لكنه رضخ في النهاية بعد تدخل إبراهومة. · وأتمنى أن يكون الفريق طارق على معرفة بالأسباب التي تجعل شخصاً مثل إبراهومة حضوراً دائماً في معظم الأجهزة الفنية للمريخ !! · هذا غيض من فيض فيما يتصل بأسباب تراجع المريخ خلال العشر سنوات الأخيرة. · والأهم من ذلك كله هو أن الأموال التي تنفق ببذخ على اللاعبين الفاشلين والمدربين الذين لا تصبر عليهم مجالس الوالي المختلفة في وقت يعاني فيها جل أهل السودان من الفاقة لا يمكن أن تصنع فريق كرة قدم قادراً على حصد البطولات. · فهل علم الفريق طارق بأسباب تراجع فريق الكرة في ناديه أم نزيده من الشعر بيوتاً؟!
|
|
|
|
|
|