تأملات سياسية في الحالة النفسية للحزب الحاكم بقلم حسن احمد الحسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2015, 01:37 PM

حسن احمد الحسن
<aحسن احمد الحسن
تاريخ التسجيل: 01-15-2015
مجموع المشاركات: 113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تأملات سياسية في الحالة النفسية للحزب الحاكم بقلم حسن احمد الحسن

    01:37 PM Feb, 26 2015
    سودانيز أون لاين
    حسن احمد الحسن - USA
    مكتبتي في سودانيزاونلاين



    العديد من الأحداث السياسية والدولية أظهرت وجود عامل مهم في السلوك السياسي للأفراد، ألا وهو الدوافع، غير ان علماء النفس رأوا أن ذلك المعتقد في حاجة إلى مراجعة، مما أدى إلى ظهور علم النفس السياسي كتخصص دقيق يهتم بدراسة وتفسير السلوك السياسي باستخدام المبادئ والأساسيات النفسية، وليس كتخصص من التخصصات التقليدية في العلوم الإنسانية..
    من الناحية العلمية يعرف مورتون دويتش ـ وهو دكتور في علم النفس بجامعة كولومبيا ـ علم النفس السياسي بأنه: دراسة تفاعل علم السياسة مع علم النفس، خاصة أثر علم النفس في السياسة او سلوك الأفراد السياسيين ,.
    إذا أخضعنا الحالة السياسية السودانية وتحديدا سلوك الحزب الحاكم لقراءة وفق هذه الرؤية التحليلية فأننا حتما سنستطيع تفسير سلوك الحزب الحاكم السلوك السياسي والاقتصادي والأمني والمعنوي من هذا المنظور.
    عندما يتحدث الحزب الحاكم على سبيل المثال أن هناك انتخابات ديمقراطية وان هناك أحزاب متنافسة تفوق المئة حزب يتنافسون وهي حالة موجودة فقط في وسائل الاعلام الحكومية ولا تحسها او تجدها في الشارع وبين الناس ،فهذا يعني أن هناك حزب حاكم يعاني من انفصام سياسي بين الشكل الذي يوهم به الناس وبين المضمون الناقض لكل ما يحمله الشكل من شعارات كلامية . بمعنى اخر تناقض الشعارات المرفوعة كالديمقراطية والحرية وحكم القانون والشفافية مع السلوك القمعي والسلطة القابضة النافية للرأي الآخر والفساد او أن يعلو القانون المقيد للحريات المطبق في الواقع على نصوص الدستور المعلقة في الهواء او المعدلة على هوى النظام الحاكم.
    مثال سلوكي آخر ان يتهم الحزب الحاكم على لسان قادته معارضيه بالخيانة العظمى ويقلل من شأنهم او شعبيتهم ويقدمهم للمحاكمات الصورية بتهم التفاوض مع اميركا وإسرائيل والحركات المسلحة وتقويض النظام الدستوري وهو نفس الحزب الذي يفاوض اميركا لكسب ودها ويفاوض الحركات المسلحة وهو مولود غير شرعي لانقلاب قوض النظام الدستوري الذي كان قائما في البلاد.
    ومثال قيمي أيضا يكمن في استغلال الشعار الإسلامي فلا تجد مسؤول واحد الا وهو يرفع اصبعه او عصاه موحيا لغيره بالطهر والعفاف والزهد في المناسبات العامة بينما تزكم رائحة الفساد واكل أموال الناس بالباطل واستباحة المال العام التي نشرتها الصحف والتي منعت من نشرها بالقانون الأنوف وهو تناقض بين القيمة الدينية والسلوك الفعلي ما يمكن متابعته وتقصيه وحالة يعلمها القاصي والداني لا تحتاج إلى دليل.
    فالذي يجري الآن من انتخابات يعلم الحزب الحاكم انها تحصيل حاصل لاتفاق مع بعض حلفائه الذين قبلوا عطاياه السياسية بمن فيهم الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي للأسف اختطفه ذوي المصالح الذاتية ، انتخابات هي في الواقع إحساس بعقدة عدم الشرعية سيظل يعاني منها النظام وحزبه الحاكم حتى يرتضي الاحتكام للشعب وخياراته الحرة ليست المصنوعة بالإعلام والتضليل واسلحة الترغيب والترهيب .
    ومن الملاحظ أيضا ان خطب قادة الحزب الحاكم في كل المناسبات هي ردود في الواقع على تلقيهم إحساس المواطنين السلبي تجاههم فالحديث عن الإنجازات التنموية والمشروعات هي رد نفسي لفشل مشروعات كبرى وانهيار مؤسسات كبرى كمشروع الجزيرة والخطوط البحرية والخطوط الجوية وتدهور الخدمات في مجال الصحة والتعليم وتزايد نسبة الفقر وتزايد نسبة التضخم الخ .
    وكثرة الوفود المفاوضة في اثيوبيا وغيرها والحديث عن المصالحات القبلية هي ردود نفسية على تصاعد العنف في الأطراف بسبب رفض الحكومة الاستجابة لاستحقاقات السلام او محاولة لنفي دور الحزب الحاكم في الغاء دور الإدارة الأهلية وتعزيز القبلية وتمزيق الأحزاب وخلق التناقضات في مناطق لا تدين له بالولاء تاريخيا .
    أيضا الحديث في دول الخليج عن ان الحزب الحاكم لا علاقة له بالإخوان المسلمين هو دلالة على إحساس الحزب الحاكم بأنه مصنف من قبل تلك الدول بأنه حلقة من حلقات هذا التنظيم وإن اختلف منهجه او محاولة للاعتذار لدول الخليج لرغبة الحزب الحاكم في تحقيق مصالح معينة من هذه الدول بغض النظر عن تقييم تلك الدول لذلك .
    وعودة إلى انتخابات الحزب الحاكم والتي تأكد عدم انشغال الشارع السوداني بها حتى من قطاع كبير من انصار الحزب الحاكم بدليل فشل الحزب في حشد المواطنين لتدشين حملته الانتخابية في استاد المريخ فلن يكون هناك ما ينتظره الشارع من مفاجآت لأن أعضاء المجلس النيابي معلومون للجميع وهم أعضاء الحزب الحاكم الذين تم رشيحهم بالإضافة لمرشحي الأحزاب الحليفة معه الذين تم اختيارهم وفق نسبة الثلاثين في المئة التي خصصها الحزب الحاكم لحلفائه .
    وأخير فأن قضية الحرية والديمقراطية وتحقيق السلام والتنمية كل لا يتجزأ وأول الطرق لاستعادة الحزب الحاكم لتوازنه النفسي يبدأ بمعالجات حقيقية لسلوكه السياسي لفض الاشتباك بين رغباته السلطوية والشعارات التي يرفعها حتى لا يؤشر يمينا ويدلف يسارا او كما قيل .


    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • الحكومة وملهاة التطبيع مع واشنطن بقلم حسن احمد الحسن 24-02-15, 02:05 PM, حسن احمد الحسن
  • دور المحلل السياسي في الاعلام الحكومي بين المهنية وصناعة الوهم بقلم حسن احمد الحسن 03-02-15, 01:52 PM, حسن احمد الحسن
  • من يكسب الرهان البشير يلاحق المهدي والمجتمع الدولي يلاحق البشير بقلم حسن احمد الحسن 25-01-15, 02:17 PM, حسن احمد الحسن
  • دبلوماسي عربي .. لم أرى في حياتي حكومة مثل هذه الله يكون في عونكم بقلم حسن احمد الحسن 21-01-15, 03:50 PM, حسن احمد الحسن
  • قراءة في تحليل المهدي لمواقف وسياسات نظام الإنقاذ سياسات النظام أكبر داعم لوحدة المعارضة 19-01-15, 02:41 PM, حسن احمد الحسن
  • خليل بعد التعديل وتجميد نشاط حزب الأمة القومي بقلم حسن احمد الحسن 15-01-15, 03:05 PM, حسن احمد الحسن























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de