|
تأكلون طعامنا ثم تتغوطون في ماعوننا بقلم/ أحمد محمدخير حقاني - الخرطوم
|
تأكلون طعامنا ثم تتغوطون في ماعوننا بقلم/ أحمد محمدخير حقاني - الخرطوم [email protected]
أغتاظ جداً لأسلوب (الإستهبال) الذي ينتهجه أبناء دارفور المعارضين والمتمردين منهم في إظهار أنفسهم بالمظلومين ، هذه المظلمة المفتعلة التي جعلوها واجهة لممارسة إبتزازاتهم على الخرطوم .. فهم المظلومون في قسمة الثروة والسلطة وهم المهمشون وكأنما خيرات دارفور تتدفق على بلاد السودان وبقية الولايات تنتفع بهذه الخيرات وهم محرومون.. أسلوب إبتزازي رخيص لم يتركوا فيه منبر إلا واستغلوه للظهور بمظهر الضحية. دارفور طوال تاريخها ظلت عالة على المركز وإعتمادها كلياً عليه في ميزانياتها وفي تموينها بشتى أنواعه سواء كانت مواد غذائية أو وقود وخلافه حتى المشروبات الغازية تشحن لهم بالشاحنات من السوق الشعبي في أم درمان.. بالمقابل ماهي واردات دارفور؟ الإجابة لا واردات لها سوى قليل من الماشية والتمباك ذلك النوع الردئ من التبغ المسبب للسرطان بشهادة أهل الطب.. كل متاجر التمباك في العاصمة أصحابها من أبناء دارفور وكل الوارد يأتي منهم وقد أثرى الكثيرون منهم بسبب هذه التجارة المكروهة .. لا نعرف لدارفور غير هذا ، اللهم إلا مخدر (البنقو) الذي يزرع في سهولها وله أباطرة وعصابات محمية بقوة السلاح ، بل بعض الحركات المتمردة اتخذته مصدراً لتمويلها وكل يوم نسمع بشحنة من البنقو قادمة من دارفور قبض عليها في أطراف العاصمة الخرطوم وكانت في طريقها للتسويق ، لا يعرف عدد شحنات البنقو التي أفلتت.. هذه هي واردات دارفور الى الخرطوم وولايات الشمال والوسط.. واردات مسمة مهلكة وهم يصدر إليهم الطعام والشراب الحلال وبعد ذلك يجأرون بالشكوى أنهم مظلومين.. بربكم من المظلوم غيرنا نحن أهل الوسط والشمال.. تأكلون طعامنا ثم تتغوطون في ماعوننا. في مقال سابق ذكرت أن ضم دارفور عام 1916م أتى بسبب سياسات إستعمارية لم تراعي مصلحة أهل السودان ولا حتى مصلحة أهل دارفور وذكرت انها وحدة مصنوعة مفروضة علينا فرضاً.. لهذا وبمثلما أهمل الإستعمار جنوب السودان كذلك أهمل دارفور لا لشئ إلا لأنه رأى انها غير ذات جدوى إقتصادية وهو لم يأت للسودان لإستعماره دون مقابل ، فدارفور بعيدة عن المركز وإنسانها غير متحضر هذا إضافة لشح مواردها حتى المياه فيها شحيحة لا تكفي لشرب أهلها دعك من إقامة مشاريع زراعية ضخمة كمشروع الجزيرة الذي توفرت له الأرض الخصبة الواسعة المنبسطة والمياه التي تحيطه من جانبين وتوفر العمالة الماهرة.. لكل هذه العوامل إهتم المستعمر بوسط السودان مهملا دارفور ، مكتفيا فقط بفرض سيطرته العسكرية والادارية كإمتداد لمستعمرتهم السودانية. منذ ذلك الحين ظلت دارفور عبئاً إدارياً على المركز ، فإن كان الإستعمار له نظرة إستراتيجية في إطار مصلحة بريطانيا العظمى وقتها ، فما بال حكوماتنا الوطنية بعد الإستقلال وصولاً لفترة الانقاذ هذه ، تتبع ذات سياسة بريطانيا في الإحتفاظ بمنطقة ثبت تاريخاً وحاضرا أنها عربة معطوبة تعطل قطار تقدم السودان ، فلا أهلها إندمجوا مع بقية أهل السودان ورضوا بالمقسوم وكل ولايات السودان مهمشة ولا أثروا بلادهم وانهضوها لتساهم في الدخل القومي للبلاد حتى نقول لا ينبغي أن تفصل دارفور لأننا نستفيد من ثرواتها .. كل ذلك غير موجود فلم الاحتفاظ بها؟ لم السكوت على إبتزاز أبنائها السافر وهم عالة على هذه البلد بل هم مدمورون لتنمية منطقتهم ، فما من مشروع ولا حتى مدرسة سلمت من عدوان متمردي دارفور وكل ذلك والمركز يضخ الملايين من الدولارات وكأن دارفور حوض رمل يشرب أي كميات من المياه تضخ فيه. إن الصرف على الأمن في دارفور وكذلك تنميتها لو تم توفير ربعه لصار السودان من الدول الغنية ومع ذلك (كأنك يا اب زيد ماغزيت). أبناء دارفور يستحوذون على أغلب الوزارات الإتحادية والمؤسسات العامة وأبنائهم يدرسون بالمجان في جامعات الخرطوم وبقية الولايات بل توجد كليات 80% من طلابها من أبناء دارفور ككليات الاعلام في بعض الجامعات.. هذا خلاف حكمهم لولايات دارفور الخمس بالكامل دون شراكة من بقية أهل السودان وكذلك السلطة الانتقالية بوزرائها ورئيسها حتى نائب الرئيس منهم وبعد ذلك هم مهمشون.. ماذا أعطيتم للسودان حتى تكافئوا بكل ذلك؟ لم تعطوا لا مادياً ولا وطنياً ، بل كل مشاكل السودان الأمنية والإقتصادية والإجتماعية أنتم سببها..نفس الأسلوب الإبتزازي الذي كان يتبعه الجنوبيين قبل الإنفصال هاهم أهل دارفور يتبعوه أيضاً ، فبمثلما عاش الجنوبيون لعقود طويلة عالة على الشمال ثم انفصلوا بعد أن استخرج لهم البترول واستلموه جاهزا دون عناء ، أيضاً يكرر أبناء دارفور ذات السيناريو.. الى متى ستستمر هذه المهزلة؟ الآن تم تشكيل وزاري جديد والآن قواتنا المسلحة احكمت سيطرتها على التمرد.. آن الأوان لفرض نسبة مقدرة من الإيرادات على دارفور مثلها وسائر الولايات الأخرى.. إن كان في دارفور ثروات وخيرات كما يدعون فلتستثمر في تنميتها بل ورفد الخزينة المركزية بنسبة مقدرة من الإيرادات.. كفي تدليلاً وكفي إستهبالاً ..ولايات دارفور مثلها ومثل بقية الولايات لها ما لها وعليها ما عليها وإلا فلينفصلوا اليوم قبل الغد ، تكفينا تجربة واحدة مع الجنوب.
|
|
|
|
|
|