|
بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى
|
02:13 PM Mar, 18 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ظلت بلادنا لعقود من الزمان تتقلب في سعير الأزمات وتتلظى بحروب لم تنقطع منذ ما قبل الاستقلال وكنا نحن أبناؤها السبب الأساسي في ما حاق بها من تخلف وتردٍ بين الأمم رغم الإمكانات التي حباها الله بها، وتمثل أكبر تجليات الأزمة في الاضطراب والاحتقان السياسي وعدم الاستقرار جراء عدم صبرنا على مطلوبات المسار الديمقراطي وتنكّرِنا لقيمه ومستحقاته. آخر الصرعات المجنونة التي تكشف عن حالة التوهان التي تعيشها نخبنا السياسية ذلك البيان الهزيل الذي أصدره الناطق باسم قطاع الشمال ليؤكد فيه أن الهجوم الخاطف الذي قامت به قوات عرمان والحلو وعقار على كلوقي مؤخراً هو جزء من (حملة نداء السودان العسكرية)! لن ينطلي علينا أي تصحيح من عرمان أو من غيره ينفي فيه علاقة قوى نداء السودان بذلك الهجوم وكان الأولى أن يصدر بيان من الإمام الصادق المهدي يستنكر فيه الربط بين الموقّعين على نداء السودان وذلك الهجوم الغاشم بل ويهدد بالانسحاب من ذلك النداء الذي يصر عرمان ورفاقه على أن يقحموا فيه الإمام ويشوهوا صورته وتاريخه السياسي النظيف. لن أصدق أن عرمان لم يكن على علم ببيان يصدره ناطقه الرسمي وهل يجوز أو هل نصدق أن الناطق الرسمي يمكن أن يصرح أو يصدر بياناً سياسياً بدون علم قيادته السياسية، وما هو يا ترى الثمن الذي دفعه الناطق الرسمي جراء ذلك (الخطأ) الذي أُلقي على كاهله لكي يزيل شيئاً من الحرج الذي سبَّبه لعرمان، وقبل ذلك للأمام ولأبو عيسى ورفاقه الآخرين؟ ليس غريباً عن عرمان بسيرته الملطخة بالدماء والشرور والآثام ما فعلته قواته في كلوقي وما ظل يفعله منذ أن غادر السودان في منتصف ثمانينات القرن الماضي ليلتحق بقرنق ويشن الحرب على أهله وعشيرته لصالح أجندة قرنق وجنوب السودان فكم من أرواح أزهق ودماء أسال طوال تاريخه المترع بالدماء والأشلاء، فقد والله وقفت على ما حدث من قتل وتخريب في الهجوم الغادر الأخير على منطقتي كلوقي والرحمانية.. لقد قُتل الشيوخ والنساء والأطفال وشردوا وتعطلت امتحانات شهادة الأساس في عدد من المدارس، ولكن من يكف هؤلاء الوحوش من الولوغ في دماء أهليهم والنيل من وطن أثخنوه بالقتل والتخريب؟ رغم ذلك فإننا لا نزال نطمع في أن يتراضى أبناء السودان جميعاً خاصة النخب السياسية على اتفاق يجمع شملهم وكم كنا سعداء بذلك الإنجاز التاريخي الذي ارتضته معظم القوى السياسية السودانية بما فيها الحزب الحاكم بحضور رئيس الجمهورية وأعني خريطة الطريق، وسعدنا أكثر بتوقيع اتفاق أديس أبابا الذي ضم الإمام الصادق المهدي والحركات المسلحة، وتم التوافق فيه على وقف إطلاق النار، وليت السيد رئيس الجمهورية يوجه بإنفاذ تلكم الوثيقتين اللتين سيحرج وضعهما موضع التنفيذ كل من ينكص عنهما إن كان قد وافق عليهما ابتداء بل سيحرج من لم ينخرطوا فيهما من القوى الرافضة للحوار.. أما الآن وقد تنكّر الحزب الحاكم للوثيقتين فإنه يتحمل المسؤولية التاريخية الناتجة عن ذلك. إذا كنتُ قد بدأتُ مقالي بإدانة الفعلة الخرقاء التي أقدم عليها عرمان ورفاقه في قطاع الشمال بمحاولة توريط الإمام الصادق المهدي وموقِّعي نداء السودان في ما ارتكبوه من مجازر في كلوقي وجنوب كردفان مؤخراً فإنني أدعو إلى ترسيم الحدود بين الحلال الوطني والحرام الوطني. كنتُ قد أيدتُ إعلان باريس من حيث مخرجاته التي نصت على وقف الحرب وهو الهدف الأسمى الذي تضمنه بعد ذلك اتفاق أديس أبابا، ولكن هل هناك فرق بين أن توافق على إعلان تضمن أهدافاً سامية مثل وقف الحرب وبين أن تعقد تحالفاً تتوافق فيه مع من يشنون الحرب على الدولة وتقر أفعالهم (أنكم إذن مثلهم)؟ في السوابق التاريخية السودانية، فقد اتفقت أحزاب وقوى سياسية ليست حاكمة مع من يحملون السلاح لكنها لم تنتظم معهم في تحالفات.. هذا في رأيي هو حد الحلال الوطني، فإذا كان السيد الصادق المهدي عندما كان رئيساً للوزراء قد اعتقل من شاركوا في ندوة أمبو الإثيوبية، فمن باب أولى ألا يعقد تحالفاً مع حاملي السلاح يورطه ويلزمه بأفعالهم. غاية ما يمكن السماح به في رأيي للقوى السياسية غير الحاكمة أن تصل إلى اتفاق لتحقيق مطلوبات وطنية تعزز الممارسة الديمقراطية وتنهي الحرب على غرار اتفاق أديس أبابا الذي توصل إليه غازي صلاح الدين مع الجبهة الثورية والإمام الصادق المهدي. أرجو أن تتفق القوى الوطنية جميعها على هذه الثوابت الوطنية أسوة بما يحدث في العالم أجمع مع رفض للعمل المسلح أو التحالف مع من يحملون السلاح.
http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3664http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3664
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 01:24 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 02:08 PM, الطيب مصطفى
- (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 01:10 PM, الطيب مصطفى
- بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 02:07 PM, الطيب مصطفى
- يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 01:55 PM, الطيب مصطفى
- لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|