دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
بين مطرقة السفارات وسندان جهاز المغتربين بقلم عبدالله علقم
|
05:25 PM May, 02 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علقم - مكتبتى فى سودانيزاونلاين
(كلام عابر)
درج السودانيون على إقامة كيانات طوعية في مهاجرهم لمختلف الأغراض الاجتماعية والثقافية والتعليمية والخيرية والرياضية، تحت مسميات روابط أو جمعيات أو غير ذلك، وتتخذ في بعض الأحيان مسمى وشكل الجاليات، التي هي كيانات أكبر تضم هذه الروافد. وقد كانت لأبناء شمال السودان الريادة والسبق في تكوين الجمعيات التي تضم أبناء المنطقة الواحدة، وكانت هذه الجمعيات الجهوية، وما زالت، تمثل حصن الجماعة الحصين الذي يحتمي به الفرد من هجير الغربة وويلات الزمان،وتعوضه نوعا ما عن فقد الدار والعشيرة. شهدت مصر قيام مثل هذه الجمعيات الجهوية منذ سنوات العشرين من القرن الميلادي الماضي، ثم انتشرت هذه الجمعيات مع انتشار ثقافة الهجرة وتزايد الضغوط الدافعة للهجرة. زيادة عدد العاملين بالخارج(المغتربين) مع بدايات الأزمات الاقتصادية دفع نظام نميري لإنشاء جهاز رعاية شؤون السودانيين العاملين في الخارج(جهاز المغتربين) ، ليس لرعاية شؤونهم كما يقول اسم الجهاز، ولكن لجباية أكبر قدر ممكن من دخل المغتربين، ففرضت الضرائب والرسوم المختلفة تحت شتى المسميات،ولمزيد من الاستنزاف، خفضت صلاحية جواز سفر المغترب لسنتين بدلا من خمس سنوات، وربط تجديد الجواز ومنح تاشيرة الخروج من الوطن بسداد المغترب لما فرض عليه من جبايات، وظل جواز السفر السوداني أقصر جوازات السفر عمرا في كل العالم، ولم يزد عمر الجواز شهرا واحدا خلال فترة الديمقراطية الثالثة القصيرة، وظل هذا الوضع قائما حتى فرض المجتمع الدولي جوازات السفر الالكترونية والتي لا تقل صلاحيتها عن خمس سنوات، وبهذه البركة الدولية،دون فضل لأحد على مغترب، انتهى عصر الجواز ذي السنتين. جهاز المغتربين أو جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين في الخارج جهة لا تملك صلاحية لمعالجة مشاكل المغتربين في وزارات ومصالح الدولة المختلفة (التربية والتعليم، الإسكان، الجمارك، الجامعات، الخ)،كما يعتقد البعض، ولكنه يقوم بدور الوسيط في أحسن الأحوال، وبالتالي كانت نجاحاته ضئيلة في هذا المجال رغم جهوده المقدرة، وبالتالي اقتصرت علاقة المغترب بجهاز المغتربين في معظم الأحيان باستخراج تأشيرة الخروج التي يتحصل عليها بعد سداد ما هو مطلوب منه من جبايات،وهي جبايات يتحصلها جهاز المغتربين نيابة عن جهات حكومية أخرى ولا تذهب لخزينة الجهاز. استخراج هذه التاشيرة قد يتطلب وقتا أطول وجهدا أكثر من المغترب في أيام الذروة، ولكن في معظم الأحوال كان تعامل الجهاز مع المغترب مقبولا بمقاييس بلاد لم تستوعب كثيرا ثقافة احترام المواطن. الجديد في هذه العلاقة بين الجهاز والمغترب أن جهاز المغتربين اتخذ مؤخرا دورا جديدا وهو دور الجهة الاصيلة صاحبة الحق في احتواء وتوجيه كيانات المغتربين السودانيين الاجتماعية الطوعية في الخارج. انفتحت شهية جهز المغتربين للقيام بهذا الدور الجديد بسبب تدخل بعض العاملين في بعض السفارات للسيطرة على هذه الكيانات الطوعية ولجوء بعض المغتربين لمطرقة جهاز المغتربين للإحتماء بها من سندان السفارات. وفي الأذهان واقعة تدخل السفارة السودانية في الرياض كطرف في نزاعات السودانيين في المنطقة الشرقية، وانحيازها لطرف بعينه، مما أدى لانشطار الجالية السودانية هناك إلى ثلاث جاليات،منها جالية السفارة. قانون تنظيم شؤون السودانيين العاملين في الخارج لعام 1998م يقول بأن السلطة العليا لجهاز المغتربين هو المؤتمر العام للمغتربين الذي يعقد كل 3 سنوات،ويختار خمسة أعضاء لتمثيل المغتربين في مجلس إدارة الجهاز، وهو الجهة التي لها حق اصدار اللوائح المتعلقة بتنظيم السودانيين في الخارج،وليس الأمين العام. المفارقة الغريبة التي تثبت أن هذا القانون اصبح خارج الشبكة هي أن السيد تاج الدين المهدي الأمين العام الاسبق لجهاز المغتربين، ما زال رئيسا لمجلس إدارة الجهاز(الصوري) الذي يفترض أنه سلطة تعلو على الأمين العام. استجارة المغتربين بالجهاز من جنوح بعض العاملين في السفارات، واندماج حهاز المغتربين في هذا الدور بإقامة ادارة للجاليات ووضع نظام أساسي موحد لكل الجاليات،ثم حل بعض الجاليات وتكوين لجان تسيير لهذه الجاليات، قد يكون حلا مؤقتا،أو أفضل الحلول السيئة المتاحة حاليا، فالأصل أن كيانات المغتربين كيانات طوعية غير ربحية مستقلة لا تتبع للسفارات ولا لجهاز المغتربين.ليس من عمل السفارات التدخل في شؤون المغتربين لأن المغتربين في كل مكان يخضعون لقوانين البلد المضيف مثل أي أجنبي مقيم في بلاد الآخرين، ومن مصلحة السفارات وجهاز المغتربين والمغتربين أنفسهم أن تكون كيانات المغتربين مستقلة عن السفارات وجهاز المغتربين لضمان استمرارية هذه الكيانات وفاعليتها،مثلما كانت في الماضي، بعيدا عن المؤثرات السياسية ومحاولات الاستقطاب التي أدت لتوقف نشاط هذه الكيانات. هناك الكثير الذي يمكن،ويؤمل، أن يقدمه جهاز المغتربين وأن تقدمه السفارات للمواطن السوداني المغترب دون أن تتدخل في تشكيل مزاجه. دعوا السودانيين في مهاجرهم ينعمون بما تتيحه لهم أنظمة الدول المضيفة من حريات، ودعوهم يعالجون علاقاتهم بأنفسهم بلا وصاية،يرحمكم الله، مثلما كانوا يفعلون منذ أن عرفوا المهاجر،(من يكون وصيا على من؟) فالدائم الثابت الذي يجمع المغتربين،على اختلاف توجهاتهم ومنابعهم السياسية والفكرية والعقائدية والعرقية، أكثر من العابر الذي يفرقهم. (عبدالله علقم) mailto:[email protected]@yahoo.com
كلام عابر
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- ما وراء واقعة قنصلية جدة بقلم عبدالله علقم 04-17-15, 00:58 AM, عبدالله علقم
- قرصــــون بقلم عبدالله علقم 03-05-15, 04:49 PM, عبدالله علقم
- 36 عاما من الغياب بقلم عبدالله علقم 03-03-15, 11:09 PM, عبدالله علقم
- الزول الرائع جدا في الدمام بقلم عبدالله علقم 01-27-15, 02:41 PM, عبدالله علقم
- علي الطريقة المصرية بقلم عبدالله علقم 01-21-15, 03:07 PM, عبدالله علقم
- ترف الافتتاح بقلم عبدالله علقم 01-14-15, 02:30 PM, عبدالله علقم
- الزعيم الجليل بقلم عبدالله علقم 01-07-15, 10:13 PM, عبدالله علقم
- فضـائيون عراقيون وسودانيون بقلم عبدالله علقم 12-28-14, 00:27 AM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) ثقــافة بقلم عبدالله علقم 12-21-14, 04:25 AM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) هذا الرجل الفخيم بقلم عبدالله علقم 11-17-14, 05:56 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) بشير عبّادي يتذكر 10-13-14, 03:50 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) في انتظار البطل/عبدالله علقم 09-27-14, 02:41 AM, عبدالله علقم
- طهارة الحاكم وأشياء أخرى بقلم عبدالله علقم 09-20-14, 05:01 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) إعـــلان/عبدالله علقم 09-11-14, 04:49 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) داؤد عبدالحق بقلم عبدالله علقم 09-06-14, 04:24 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) غزة وضفادع حميدة/عبدالله علقم 08-17-14, 08:52 PM, عبدالله علقم
- الســلاح البــارد/عبدالله علقم 08-12-14, 04:21 AM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) "سِــتَّـهُـم" /عبدالله علقم 08-08-14, 03:38 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) في صلاة العيد/عبدالله علقم 07-29-14, 09:39 PM, عبدالله علقم
- عطّـار الجـزيرة 06-20-14, 06:37 AM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) عسى ولعل/عبدالله علقم 06-17-14, 06:51 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) (شيء في صدري)/عبدالله علقم 06-14-14, 12:50 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) 5 يونيو/عبدالله علقم 06-06-14, 04:33 AM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) 45 سنة على انقلاب 25 مايو/عبدالله علقم 05-27-14, 03:28 AM, عبدالله علقم
- )كلام عابر) حلال عليهم القندول/عبدالله علقم 05-17-14, 05:39 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) صراصير الأسافير/عبدالله علقم 05-14-14, 09:48 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) النوبي/عبدالله علقم 05-12-14, 07:27 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) اللافتة/عبدالله علقم 05-05-14, 04:37 PM, عبدالله علقم
- )كلام عابر) عن صلاح إدريس 05-03-14, 01:11 AM, عبدالله علقم
- Re: )كلام عابر) عن صلاح إدريس 05-18-14, 10:19 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) الإنتخابات المحمولة براً عندما تصبح السرقة ثقافة مجتمعية (3-3) 04-30-14, 08:03 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) الانتخابات المحمولة برا سفارات ليست كالسفارات (2-3) 04-25-14, 11:30 PM, عبدالله علقم
- )كلام عابر) عبدالعزيز بركة ساكن... عاشق المنسيين 04-19-14, 04:35 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) بين مزمل وجمال 04-17-14, 04:58 PM, عبدالله علقم
- الإنتخابات المحمولة برا موسم الهجرة للسفارة برلمان الصومال يجتمع في سفارة السودان(1-3) 04-09-14, 04:42 PM, عبدالله علقم
- هو الأول وكل العالم بعده تاني 04-05-14, 04:36 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) حكاية ميلان دي سيلفا بقلم عبدالله علقم 04-02-14, 03:07 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) حكاية الراعي السوداني.. الوجه الآخر/عبدالله علقم 03-22-14, 00:23 AM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) عايرة وأدوها سوط.. من هوس (المجاهدين) إلى جهاز المغتربين بقلم عبدالله علقم 03-06-14, 11:59 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) هدية ستورمي دانيال/عبدالله علقم 02-25-14, 04:17 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) شارع من دون لافتة وثمن الغربة/عبدالله علقم 02-07-14, 04:14 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) تجميل القبيح/عبدالله علقم 02-02-14, 05:23 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) التلوث الإعلامي/عبدالله علقم 01-23-14, 04:09 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) يا لها من ميتة ثقافيّة جذلى/عبدالله علقم 01-13-14, 04:44 PM, عبدالله علقم
- كلام عابر) "ون مان شو"/عبدالله علقم 01-02-14, 06:48 PM, عبدالله علقم
- وكان اهلي هم السبب/ وحدان حمدان احمد 12-24-13, 11:33 PM, عبدالله علقم
- كلام عابر) أفريكـــانر/عبدالله علقم 12-15-13, 06:21 AM, عبدالله علقم
- )كلام عابر) يوم رحل شيخ العرب/عبدالله علقم 12-08-13, 07:57 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) هذا الرجل قال إنهم صبروا علينا !! 12-06-13, 11:45 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) خـاطرة عابرة/عبدالله علقم 12-02-13, 10:00 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) المشروع الحضاري (نيو لوك)/عبدالله علقم 11-17-13, 08:48 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) فكرة إلكترونية جديدة = إتاوات جديدة ؟/عبدالله علقم 11-16-13, 12:37 PM, عبدالله علقم
- كلام عابر) حـالة إســـتلاب قيمـي/عبدالله علقم 11-12-13, 11:08 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) هذا يحدث في القضارف /عبدالله علقم 11-09-13, 06:20 AM, عبدالله علقم
- كلام عابر) حماد توفيق .. المباديء أوعية الحياة/عبدالله علقم 11-02-13, 10:49 PM, عبدالله علقم
- مابين (هوت دوج) المؤتمرجية..ومانجو الشرعية!!/عبد الغفار المهدى 10-20-13, 05:26 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) الدكتور جعفر كرار فضل في عليائه/ 10-20-13, 05:18 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) مجاهــدات/عبدالله علقم 10-18-13, 06:00 PM, عبدالله علقم
- (كلام عابر) ثلاثة ولاة وعالم وعطش /عبدالله علقم 09-21-13, 11:56 PM, عبدالله علقم
- ليست مجرد واقعة عدم انضباط /عبدالله علقم 09-07-13, 03:35 AM, عبدالله علقم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين مطرقة السفارات وسندان جهاز المغتربين (Re: عبدالله علقم)
|
Quote: دعوا السودانيين في مهاجرهم ينعمون بما تتيحه لهم أنظمة الدول المضيفة من حريات، ودعوهم يعالجون علاقاتهم بأنفسهم بلا وصاية،يرحمكم الله، مثلما كانوا يفعلون منذ أن عرفوا المهاجر، (من يكون وصيا على من؟) فالدائم الثابت الذي يجمع المغتربين،على اختلاف توجهاتهم ومنابعهم السياسية والفكرية والعقائدية والعرقية، أكثر من العابر الذي يفرقهم. (عبدالله علقم)
|
التحايا الطيبة ليك، يا أستاذ/ عبدالله علقم،
وشكراً على هذا الروح النبيل في تحليل القضايا والإشارة إلى وسائل الحلول؛
كأنما هو الـ "طريق الثالث" .. ذاك المُرتقَب عند كثيرين هذه الأيام ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, مع وافر الود والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين مطرقة السفارات وسندان جهاز المغتربين (Re: محمد أبوجودة)
|
أبى أن يتحمل الوطن السودان أهله ،، عندما كانوا في أشد الحاجة إليه ،، فضاقت الأحوال بالناس ،، ثم ضاقت ثم ضاقت ،، فلم يكن الخيار إلا الهجرة والاغتراب ،، ولكن لم يسكت الوطن بل لاحق هؤلاء المغلوبين على أمورهم ،، وطالبهم بالحقوق والواجبات ،، فكانت تلك الضرائب وكانت المساهمة الوطنية وكانت التحويلات الإلزامية وكانت الزكاة وكانت رسوم الخدمات في السفارات أو في جهاز المغتربين ،، بجانب الرسوم التي كانت وما زالت مفروضة على المغترب في حالة تجديد الجواز ،، أو في حالة طلب أية خدمة من الخدمات في السفارة وغيرها من مرافق الحكومة ،، بجانب المبالغ المطلوب دفعها لمطارات ومواني السودان في حالات المغادرة أو العودة ،، فكانت الدولة قاسية جدا بغير رحمة عند تعاملاتها ،، وحين يعجز أو يتأخر أحد المغتربين عن تسديد تلك الجبايات .. كانت الدولة تشدد وكانت تضغط بشدة ،، ومرت على المغتربين تلك الأيام حين كانت المصاحف الشريفة توضع في الطاولات لدى موظفي الخدمات حيث القسم بالله بأن ظروف المغترب الحالية لا تمكنه من تسديد المطلوب .. وعندها كان النظام يؤجل الدفع لفترة قصيرة بعدها لا بد من السداد ،، وكانوا لا يقدرون الظروف ويلقون المطلوب بل كانوا يؤجلون التسديد في مرحلة تالية ،، وفي النهاية كان لا بد من المغترب أن يدفع المبالغ المطلوبة منه بالكامل ،، ولا تتم المعاملات والخدمات إلا بعد تسديد المتأخرات ثم إثبات شهادات إخلاء الطرف التي تؤكد أن المغترب قد أدى الأمانة ودفع الجباية حتى آخر ساعة ،، وعاشت الأجيال سنوات طويلة في ظلال تلك المعاملات المجحفة ،، ثم شارفت أعمار الكثيرين من المغتربين لمراحل التقاعد ،، وفعلا رجعت للبلاد أعداد كبيرة من السودانيين الذين بلغوا مراحل التقاعد ،، عادوا مجبرين لبلادهم وأوطانهم والكل في جعبته تلك الكمية من شهادات إخلاء الطرف ،، عاد هؤلاء ليقضوا باقي الأعمار في وطنهم السودان ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن الوطن قد أنكرهم كما أنكر تلك الأفضال والتضحيات الذي قدموها للوطن ،، وحين عادوا في أحضان الوطن وجدوا أنفسهم في ضياع شديد ،، وفرص الحياة قاسية على الشاب ناهيك عن الكبار ،، وكان عليهم أن يركضوا هنا وهنالك ليجدوا مواضع أقدام تليق بأعمارهم ،، وفي حال رغبتهم في تحقيق أية خدمة من الخدمات لدى الدولة فإن تلك الأوراق الثبوتية وتلك الأموال التي دفعوها لخزينة الدولة بالعملات الصعبة لا تجدي في شئ ولا تميزهم عن الآخرين .. وكمثال تصور الرجل العادي الذي كان يعمل في وظيفة في داخل السودان ثم أحيل للمعاش فإنه قد يجد بعض المعاملات الخاصة فمثلاَ إذا كان يملك منزلاَ فإنه لا يدفع العوائد السنوية بحجة أنه خدم الدولة ،، وهنالك مواطن كثيرة هو معفي فيها من الرسوم بحجة التقاعد .. أما ذلك المغترب المتقاعد فإذا حاجج يقال له أحضر شهادة من مصلحة المعاشات بأنك متقاعد .. وطبعا هو لم يعمل في السودان وليست له علاقة بمصلحة المعاشات .. كما أن معظم دول الاغتراب تتحايل ولا تدفع للمغتربين الأجانب معاشات بعد التقاعد ،، وبالتالي هو ذلك الخاسر الذي يخسر الدولة ويخسر الاغتراب ،، فبالله عليكم متى سيستفيد المغترب السوداني من هذا الوطن ( السودان ) ؟؟ ،، فهو طوال حياته يخدم في الخارج ويقدم للوطن الجبايات جبراَ وقسراَ ،، سراَ وجهراَ ،، دون مثقال ذرة من خدمات مجانية تقدمها الدولة للمغترب في المقابل ؟؟،، ومتى سيستفيد المغترب من تلك شهادات إخلاء الطرف التي تؤكد دفع الضريبة والمساهمة والزكاة والتحويلات الإلزامية والرسوم ؟؟؟؟؟ ،، هل ستكون تلك الاستفادة بعدما ينزل المغترب في القبر تحت التراب ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|