|
بين ديمقرلطية الهادى حامد وعسكرية مصطفى سيداحمد/اكرم محمد زكى
|
الهادى حامد ود الجبل يعتبر علميا وعمليا احد المجددين فى الغناء السودانى متفردا ومتميزا عن كثير من القامات الغنائية العملاقة التى اثرت ساحة الغناء السودانى عبر التاريخ بالكثير من روائع الغناء وذلك فى طريقة الاداء والموسيقى التى ادخلها على الغناء وعبقريته التى لون بها الاغنية السودانية والتى تشبه حركاتها وتحاكى مساحاتها العيش فى ظل حكم ديمقراطى راسخ لذلك سرعان ما تلقفها الجيل الجديد من الشباب فابدعوا فيها اداء وادمنوها استماعا وفرضت لنفسها مقعدا مع المخترعين والصانعين والبائعين على حد سواء
برنامج اغانى واغانى فى رمضان 2013 استضاف المبدع الهادى حامد مع المجموعة المبدعة التى استمتعت بمجرد ان فتح لها الهادى بوابة جمهوريته الديمقراطية حيث المساحات الشاسعة للابداع الحر فى ظلال الانضباط الذى يمنع الفوضى ويحفظ النظام وتجلت هذه اللوحة حينما بدا طه سليمان فى اداء اغنية افتقدتك براحة وابداع كما لو انها من بنات الحانه ثم انضم اليه الهادى بصوت رئاسى متنفذ و خبير وسرعان ما انفلت معتز صباحى فى هارمونى رائع ثم انطلق الجميع يركضون فى انحاء حديقة وارفة اشبه ما يكونوا بمجموعة من الاطفال الابرياء فتحت دونهم الابواب عن ملاعب وحدائق فانطلقوا يلهون ويلعبون فى براءة وحيوية و فى تناغم وادب واستلقى هذا المشهد الجميل على ارضية الاداء الرائع للفرقة الموسيقية لاسماء عملاقة فى سجل الموسيقى السودانية استمتعوا ايما استمتاع بالعيش لبعض الوقت فى ظلال ديمقراطية تستوعب كلما تجود به احاسيسهم على الالات وانضباط يراقبك ويقودك دون ان يشعرك بوجوده
فى الزمن الجميل القديم حيث لا ننكر وجود زمن جميل حديث ولكن حينها وعندما يجتمع الزملاء والاصدقاء من العازفين كانوا دائما ما يتندرون بحكايات الحفلات والبروفات وكان هناك شبه اجماع على ان بروفات وتدريبات العملاقين المحمدين وردى وابو الامين هى اشبه ما تكون بالتمارين الرياضية الشاقة ( السويدى ) وذلك لصعوبتها من حيث المجهود الكبير الذى يبذله العازفين والتكرار الكثير حتى يصلوا للاداء المطلوب للمحمدين وهذه الجدية او ( شغل العساكر) كما كان يحب كثيرين منهم ان يطلقوا عليه كان احد اسباب تربع وردى وابو الامين على القمة فلقد كانا فى شدة من الصرامة والانتقائية ولا يقبلان ابدا باقل من الكمال فى الاداء الموسيقى ولكن سرعان ما بدا احد المغنيين الشباب فى اتباع نفس طريق العمل العسكرى وعقد المران والبروفات لساعات طويلة بحثا عن التجويد والتفرد اعلانا عن قيمة فنه ومبادئه واحتراما لذوق هذا الشعب فلم يكن هذا القادم الجديد المثابر سوى مصطفى سيد احمد المقبول
لم تكن لمصطفى سيد احمد اضافة معملية على الموسيقى السودانية بقدر ما كانت اكتشاف لمساحات شاسعة من خلاء وقفر استطاع مصطفى سيد احمد القائد الموسيقى العسكرى بامتياز بجيوش كلماته وموسيقاه الجرارة ان يمد دولته فى هذه الفضاءات فموسيقى مصطفى لا تقبل التطوع او التفنن : ادخل الى معسكرات مصطفى سيد احمد عن طريق بوابة والله نحن مع الطيور مثلا فانك تحس بمصطفى متربصا بين كل حركاتها ولزماتها ينظر لك وانت تغنى او تعزف ويبتسم وهو مدرك تماما انك مهما بلغت مهارتك فى العزف وجراتك فى التفنن فانك لن تستطيع الا وان تؤدى كل الجمل باحساس مصطفى ثم ليعيد وجهته بثقة وانفة صوب المايكرفون كقائد اطمئن على جيوشه من خلفه ليصدر اوامره وتعليماته للجميع قائلا : والحبيبة تغنى لينا لتردد وراءه الجيوش بالملايين فى انضباط صارم ودون اى تردد او نقاش : والحبيبة تغنى لينا ! يا الله . . . ياللها من عسكرية صرفة رائعة فانك تحس حين الغناء او العزف مع مصطفى بانك احد افراد الجند فى جيوش خالد بن الوليد الفاتحة او جندى فى الجيش الاحمر السوفيتى شديد الباس او جندى فى جيوش الرايخ الثالث الجرارة لما كانت تتميز به هذه الجيوش من الصرامة والانضباط والاحترافية واستميح القراء الكرام عذرا ان ضايقهم بعض التشبيه
اتنفس الصعداء وانا اهبط من هذا التحليق الاستثنائى واقرر اننى ساظل يحدونى الامل فامة تنتج مثل هذا الابداع حرى بها بعون الله ان تنعتق من حالة النشاذ التى تعتريها الان
اللهم ارحمنا وارحم موتانا وكل المسلمين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|