|
بين الجد والهزل مصطفى البطل والركشة! محمد وقيع الله
|
بين الجد والهزل مصطفى البطل والركشة! محمد وقيع الله
مصطفى البطل كاتب خفيف الظل حقق شعبية ضاربة واعتبره الأستاذ الكبير الدكتور محمد إبراهيم الشوش أفضل الكتاب الصحفيين السودانيين على الإطلاق. ولكنه لم يكتف بهذه الشهادة الفخمة الضخمة التي لو نيطت بأي كاتب صحفي لاكتفى بها. وراح يبحث عن شهرة من نوع أدنى تنبثق من زمر الشماشة والشرامة ومن لف لفهم وجرى مجراهم من سواقي الركشات الذين أكثرهم فيما أوحى الكاتب م. م. خير من خيرة خريجي الجامعات! وقد ادعى له صاحبه مجروح الشهادة أنه قد حقق برقش اسمه على ركشة تتهادى في شوارع الخرطوم مجدا باذخا تنقطع دونه أعناق جميع الكتاب. وقال مخاطبا إياه: وها أنت تنزل في أعلى المنازل. وهذا الشعب إذا أحبك ووقَّرك ركَّشك! وقد ابتهج البطل بشهادة التركيش هذه أيما ابتهاج. وربما استخفه الطرب بها أكثر مما استخفه الطرب بشهادة الأكاديمي الإعلامي الكبير البروفسور الشوش. وقد كانت أقوى وأشد ذيوعا من تلك لأنها جاءت من عالم وبثت من على التلفاز. وقد كتب البطل إليَّ فور نشر هذا المقال (الدعائي!) عنه بإحدى الصحف اليومية يقول مفاخرا: شوف العمود دة يا فضيلة الشيخ من صحيفة (السوداني) يقول إنو الناس بقوا يكتبوا إسمي في الرقشات. يعني أنا بقيت زي ندى القلعة ونانسي عجاج .. ما شاء الله تبارك الله. وأظنك بديت تحسدني الآن! وربما كان البطل يحسن القول ويصيب المرمى إن قال إنه قد أصبح مشهورا في الطبقات السودانية جميعا حتى صار في مقام صاحب الطبقات ود ضيف الله، رحمه الله. ومن قبل طمح إلى بلوغ تلك الطبقة الشامخة في الذُّرى شيخنا وشيخ جميع الصحفيين السودانيين الأستاذ الكبير عبد الله رجب، رحمه الله. إذ ذكر في مقدمة ذكرياته أن تراثه الصحفي الطريف سيصل في ذيوعه وشيوعه إلى ما آل إليه ذيوع طبقات ود ضيف الله! وقد رددت على رسالة البطل على التو وأفسدت عليه غبطته بقولي: لا شك أني من كبار حسادك منذ قديم الزمان! ولذلك سأكتب مقالا أذكر فيه أنك من اشتريت الركشة وأهديتها إلى هذا الشاب الجامعي المسكين واشترطت عليه أن يكتب اسمك عليها. وقد زدتَ في الحرص بأن اشترطت عليه أن يكتب اسمك على الركشة قبل أن توقع على عقد التنازل عنها لتسجل باسمه. وقد بالغتَ جدا عندما عملت ملحوظة في آخر العقد تقول إن هذا العقد يصبح لاغيا في أي وقت يمسح فيه هذا الشخص اسمك عن ظهر الركشة أو يتجه إلى بيعها لطرف آخر. واشترطت أن يحتفظ المهدى إليه بالركشة وباسمك عليها لمدة عشر سنوات حسوما! وذلك حتى تتحقق لك شهرة سوقية رخيصة لم تتمكن من تحقيقها بمواصلتك لنشر ترهاتك بالصحف الصفراء منها والخضراء والحمراء! وحتى أؤكد دعواي ضدك سأقول أيضا إنك قد دفعت مبلغا كبيرا للكاتب الأستاذ م. م. خير ليقوم بنشر هذا المقال - الإعلاني عنك في الصحف. وإنك وهو شخصان يفسدان الصحف اليومية بتحويل مقالاتها إلى إعلانات. وإنكما تقتديان في هذا اقتداء سيئا بصحيفة خضراء الدِّمَن التي تنتشر فيها هذه الموبقة الإعلامية المخادعة بتقديم إعلانات في شكل مقالات! وهذا كله تفكير أولي في موضوع مقالي القادم عنك. وسيكون مقالا مدمرا وبداية لحملات طويلة وثقيلة (أو سغيلة كما ينطقها السُّودان!) ضدك. وسترى أنها ستكون أعظم من حملاتي على عبد الوهاب الأفندي وفتحي الضو وعثمان ميرغني الذي لا أدري لم (تكجِّنه) كما بدا في واحد من مقالاتك الأخيرة بينا أنت في الوقت نفسه تتبع هواه وتقتفي خطاه في حب الشهرة وطلب الظهور؟! وهو الداء الذي تمكن منه ومن كثير من الصحفيين السودانيين فغدوا يتملقون القراء ويدعون المواقف والبطولات الزائفة. ويختلقون القصص ويلفقونها لتأييد ما يدعون. وهم في هذا سائرون على خطى ركب عاشق الظهور والتألق والتمجد وإمام الضلال المبين محمد حسنين هيكل. وهو الشخص الذي لشدُّ ما عجبت من إعجابه الكبير بنفسه. مع أنه لا يعدو في رأيي المتواضع عن أن يكون مجرد (حكَواتي) كبير. إذ هو كاتب لا يحسن إلا سرد القصص المنمقة والإيحاء لقرائه بواقعيتها مع أن أكثرها زيف في زيف وتلفيق في تلفيق. وكم أعجب جدا من إصراره وهو مجرد صحفي ينبغي أن يعكس الواقع على أنه هو صانع الواقع أو من صناعه القليلين. والحمد لله فقد اقتنع أخيرا أخونا الأستاذ عادل الباز بأن الأستاذ هيكل ما هو إلا حكَواتي دجال محتال. وقد كنت أخبرته برأي هذا فيه منذ عشرات الأعوام. فشكرا له على اعترافه النبيل وإن جاء متأخرا بعد وقت طويل. وأما دعواه التي جاءت في مقاله بـ (الرأي العام) بأني أذكى منه فهذا محض هراء منه وافتراء. وتقع عليه مؤونة أن يثبته أو ينفيه سراعا. وإلا عاجلته وقاضيته عنه بوقت قريب. وذلك لأني في قرارة نفسي لا أصدق أبدا ولا يمكن أن أُخدع أو أُخادع بأني أذكى من أي بشر من خلق الله السُّودان أو العُربان أو العُجمان! وسواء أكان من جِلة العلماء الراسخين. أو من جمهرة السُّوقة الشرامة وسواقي الركشات الجامعيين!
|
|
|
|
|
|