|
بوفيه ستاك بقلم عبدالله علقم
|
04:33 PM Sep, 21 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علقم - مكتبتى فى سودانيزاونلاين
(كلام عابر)
معمل ستاك من أقدم المنشآت الطبية في السودان وقد اطلق عليه اسمه تخليدا لذكرى السير لي ستاك الذي كال حاكما عاما للسودان وقائدا للجيش المصري ابان الاحتلال البريطاني المصري للسودان أو ما يعرف بالحكم الثنائي، وقد لقي ستاك مصرعه علي يد وطنيين مصريين في عام 1924م , فانتهزت بريطانيا الفرصة وفرضت عدة شروط على مصر من بينها الاعتذار وتقديم أطراف الجريمة للمحاكمة ودفع مبلغ نصف مليون جنيه استرليني تعويضا للحكومة البريطانية وسحب القوات المصرية من السودان وزيادة المساحة المزروعة قطنا في السودان. من فوائد اغتيال السير لي ستاك قيام هذا المعمل الرائد الذي يحمل اسمه. أصاب معمل ستاك ما أصاب غيره من منشآت ومرافق تاريخية في بلادنا من تدهور بلغ في كثير من الحالات اختفاء هذه المنشآت والمرافق من الخريطة. توقفت كثيرا عند تجربة متبرع بالدم في معمل ستاك، فقد ذهب هذا المتبرع طائعا مختارا لمعمل ستاك وسحبت من جسمه كمية الدم المتبرع بها، ليجد بعد ذلك وبجوار المكان الذي تبرع فيه بدمه بائعا للماء والعصير. بمعنى أن المتبرع يدفع ثمن ما يشربه بعد التبرع،في مشهد خال من الذوق والكياسة، مع أن العرف جرى على أن تقدم هذه المرافق الماء والعصير والبرتقال أحيانا للمتبرع مجانا،كتعويض قليل لجسم الانسان عن الدم المسجوب. في ستاك يسحبون دمك ويبيعونك كوب الماء أو كوب العصير. ترى هل ينطبق في هذه الحالة مثل الحشف وسوء الكيل؟أصل المثل أن رجلا رجلاً ابتاع مِن رجل تمرًا، فأعطاه حَشَفًا، وأساءَ له في الكَيْل، فقال له: أحشفًا وسوءَ كيلة؟! فذهبتْ مَثَلاً. والحشف هو التمر الرديء الذي ليس له نوى لشدة رداءته. الأصل في هذه الحالة قوله تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، ولكن الإمام ابن حزم يقول(إذا أحسنت فانتظر الإساءة تربح)،مع أن معظم الناس يقولون :اذا أحسنت فانتظر الاحسان لأنه الرد الطبيعي والمنتظر،( لكن طبيعة الإنسان الأصلية كما قررها القرآن الكريم هي الجحود وكفران النعمة ونسيان الجميل والتنكر للفضل والإحسان بل مقابلته بالإساءة، إلا من زكى نفسه واعتنى تربيتها على الأخلاق الفاضلة فإن هذا الخلق يَقِلُّ ويختفي ويضعف بحسب تنقية النفس من الشوائب وتحليتها بالإيمان والعمل الصالح). وأكثر مشاكل الناس وما يحدث بينهم من القطيعة،كما يقول الكاتب يحيى بن ابراهيم اليحيى، هي بسبب انتظار المكافأة على ما قاموا به تجاه الناس، ويشق عليهم بل قد يصابون بصدمات نفسية إذا اختفت المكافأة فكيف إذا تحولت إلى إساءة؟ على المتبرع بدمه الا يتوقع مكافأة ولو رمزية من معمل ستاك، ولكن على معمل ستاك بالمقابل الاقلاع عن تقديم كوب الماء أو كوب العصير للمتبرع بدمه، إن لم يكن في وسعه تقديمها مجانا له كما يفعل الآخرون في كل مكان. (عبدالله علقم) mailto:[email protected]@yahoo.com
.
أحدث المقالات
- قضية الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالسودان:الفصل الأخير(1/2) يطرحها حيدر احمد خيرالله 09-21-15, 06:54 AM, حيدر احمد خيرالله
- الإخوان .. والعربات بقلم د. عمر القراي 09-21-15, 06:52 AM, عمر القراي
- ربيع عبد الخالق محجوب الثامن والثمانين: وليشهد عذابه طائفة من النميريين بقلم عبد الله علي إبراهيم 09-21-15, 03:03 AM, عبدالله علي إبراهيم
- السلام لنا ولسوانا بقلم نورالدين مدني 09-21-15, 00:52 AM, نور الدين مدني
- الشاعر أليكسندر راداشكيفتش Alexander RADACHKEVITCH ! بقلم د.الهادي عجب الدور 09-21-15, 00:50 AM, الهادى عجب الدور
|
|
|
|
|
|