كان صديقنا العزيز عصام محمد عبد الله، القيادي الشاب في الحزب الحاكم، في زيارة عمل لعاصمة ولاية جنوب كردفان.. سمع مسؤول الشباب في الحزب قصة نجاح مذهلة لشابة في ريعان الشباب.. حينما وقف الرجل على التجربة ميدانياً وجد نادية كوكو مزارع درجة أولى.. نادية تتولى إدارة مزرعة ضخمة تتنوع فيها المحاصيل.. بل إن مؤسسة نادية الصغيرة توظف عدداً كبيراً من شباب قرية (مرتا).. رغم قرب المنطقة لحقول الحرب لكن لا مشاكل تواجه هذه الشابة سوى التمويل والتسويق. أمس كشف الدكتور شوقار بشار أخباراً يفترض أن تسعد قطاعاً واسعاً من الشباب.. دكتور بشار أكد أن رئاسة الجمهورية التزمت بتوفير مبلغ مائة مليار جنيه (بالقديم).. المبلغ الكبير سيكون جزءاً من رأس مال بنك الشباب الذي يروّج له اتحاد الشباب.. لكن هل يحتاج الشباب إلى مصرف حتى يتمكنوا من تمويل مشروعات تشغيل الخريجين؟!.. أغلب الظن أن بشار وضع دائرة كبيرة على الإجابة الخطأ. معظم المصارف اليوم لا تتمكن من الوصول إلى القطاعات الشابة القادرة على القفز من دائرة الفقر عبر ابتدار عمل خاص.. العقدة لا تكمن في مسألة الوصول إلى العنوان الصحيح.. حينما يتقدم أي شاب أو خريج طالباً تمويلاً بنكياً هنا تقفز البيروقراطية.. حينما يكمل الشاب قراءة مطلوبات التمويل يجد أنه بإمكانه أن يأتي بلبن العصفور ولكنه لا يستطيع الإيفاء بتلك المطلوبات.. القائمة تشمل إعداد دراسة جدوى جيدة.. ثم إحضار ضامن غارم وفتح حساب.. ثم بعد ذلك سعر الفائدة يصل إلى أكثر من عشرين بالمائة.. أرجوكم لا تستغربوا في حكاية سعر الفائدة هذه.. البنك يمنحك 20 ألف جنيه ثم يسترد المبلغ عند نهاية العام أو العامين بزيادة خمسة آلاف جنيه بالتمام والكمال. بصراحة.. مطلوب من الدولة أن تفكر بعقل جماعي.. كل فكرة تدرس بتمهل.. ليس في سلم الأولويات إنشاء بنوك جديدة.. بل من باب أولى أن تدمج المصارف المتشابهة أو الضعيفة ليكون الناتج مؤسسات قوية وراسخة.. ومن قبل ذلك يتفرغ الشاب بشار لرعاية المبادرات كالتي صنعتها نادية كوكو في في جنوب كردفان. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة