بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة : الصحافة السودانية بين تقبل النقد و احترام القارئ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 04:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2014, 11:05 PM

عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
<aعبدالعزيز وداعة الله عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2014
مجموع المشاركات: 159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة : الصحافة السودانية بين تقبل النقد و احترام القارئ

    التهنئة لكل الصحفيين باليوم العالمى لحرية الصحافة , و أنه و بهذه المناسبة ليسرنى الدعوة لتقَبُل النقد , و ان نعترف بأن حال صحافتنا لا يَسُر , و ان البَوْن و بين نظائرها الاقليمية و الدولية شاسع و يكفينا ان نقارن حالها بحال الصحافة السودانية ذاتها منذ وقت ليس ببعيد , و ان الواحد لـتأخذه الدهشة و هو يسمع ان صحيفة يورييمورى اليابانية تطبع يومياً عشرة مليون نسخة , بل ان صحيفة " الشروق الجزائرية تطبع مليونى نسخة يومياً, و تكاد تماثلها صحيفة " اليوم السابع المصرية " التى يتجاوز متصفحى نسختها الاليكترونية الخمس مليون متصفح و انها اصبحت مركزاً لتلقى الانباء الآنيّة , و نشاهد الصحف السعودية و ضخامة اصدارتها و غزارة موضوعاتها لدرجة تصبح فيها الصحيفة مرجعاً يستشهد به , أمّا نحن فعلى النقيض تماماً فحَشَفٌ و سؤ كَيْل حيث تجد الصحيفة و مع ضآلة حجمها فقيرة المعلومات و تحليلاتها باهتة , و انك لتجد عنواناً يشير الى تقرير فلا هو تقرير و لا هو مادة اخبارية ,و من البديهى ان كان التناول و التحليل معتمِداً على العاطفة و الانطباعية المحدودة المكان و الزمان فذلك قمة الضَعْف , و الكاتب غير المزود بحصيلة وافرة من المعلومات عن الموضوع المُتَناوَل بالإضافة الى لغة سليمة و مفردات وافرة يكون ذلك خصماً على مهنية الصحيفة , و ما لنا لا نقارن انفسنا بالإعلام من حولنا حيث تجد المُحاوِر غير السودانى مُلِمَّا بكل صغيرة و كبيرة و تجده يحاور السودانى بكل ثقة العارفين و كثيراً ما وجدناهم و قد ضيقوا على ضيفهم بالأسئلة الصعبة , فلماذا لا يتزود صحفيونا بالمعلومات التى اصبحت مشاعة و على مدار الساعة , ليس ذلك فحسب بل يكاد الواحد يحس بعدم رغبة هؤلاء الضعفاء فى تحسين ادائهم و الكثير منا لا يقبل النقد criticism و لكنهم فى المقابل يقبلون النقد money و قد لمست ذلك من بين كلمات للأستاذ فيصل محمد صالح فى عموده " افق بعيد " بصحيفة الخرطوم بتاريخ 6\4\2014 و تحت عنوان " غياب اسفيرى" ان احد رؤساء التحرير اشار له بأنه اكثر من نقد الزملاء و ان هذا الامر سيؤثر سلباً على علاقته بالمجتمع الصحفى .... و يقول الاستاذ فيصل ان ما يكتبه عبارة عن مجموعة ملاحظات و متابعات تهدف للنقد الذاتى .. كما كتب الاستاذ عبدالرحمن الامين رئيس تحرير صحيفة الخرطوم مقالاً تحليلياً لحال الصحافة السودانية بعدد الاحد 4\5\2014م الذى أقتبِس منه الآتى : ( كنت أقدر ان تكون مناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة فرصة يتدارس فيها الصحافيون اوضاع ساحتهم من حيث الحرية و مساحتها , و فرص اغتنامها و توسيع دائرتها , و النظر فى النصوص التى يرون انها مقيدة للحريات و مكبلة لها , و هشاشة مؤسساتنا الصحافية و ضعفها , و التى تنعكس سلباً على المهنية , و التعاطى معها . لكن البعض جعل من المناسبة بكائية نجتر عندها احزاننا ............................ ليست القوانين وحدها هى التى توفر للصحافة تطورها و تحجب الرقابة عنها و تحقق التجويد لأدائها , و لكن الممارسة الصحافية تلعب دوراً كبيراً فى الارتقاء بالمهنة و توفير نجاحها , و على الصحافيين ان يعملوا النقد فى وسطهم ....... ................................. ) . و كتب الاستاذ العبيد احمد مروح للمرة الثانية حول اخلاقيات الصحافة تحت عنوان " اخلاقيات الصحافة مرة اخرى " بعدد الثلاثاء 25\3\2014 بصحيفة الرأى العام فى عموده " اضاءات " و قدَّم نقداً ذاتياً للصحافة , كما كتبتْ الاستاذة هويدا حمزة فى عمودها " فوكس " بصحيفة الصيحة بتاريخ 10\4\2014 حول جائزة التفوق الصحفى منتقدة اجراءاتها و تقييمها ..... و ترجو ان لا يكون ما اثارته سبباً فى استهدافها ... و اكتفِى بهذه الاقوال و اعود و اشير الى ان المآخذ على الصحافة السودانية ليست وخيمة بمعنى انه يمكن حلّها اذا سَلَّم المخطئون بأخطائهم و عملوا على تصحيحها .
    و أكبر آفات الصحافة السودانية – اذا تغاضينا عن التكلفة العالية التى لا يد للصحفيين فيها – فيمكن ايجازها فى الضعف اللغوى , و الانطباعية المتسرعة التى تؤدى الى الحكم على الاشخاص و الاشياء بدون معلومات وافرة كأن يلاحظ امراً او شخصاً فى مكان و زمان محددين و يبنى رؤيته على ما رآه , و التعميم ايضاً بسبب النظرة الضيقة و المعلومات المحدودة و التى يستخدم فيها عبارات مثل ( لم يسبق له نظير اوليس له مثيل , و لم تشهده البلاد من قبل ,,) , و ايضاً الغرض , حيث تجنح بعض الكتابات الى المدح و الثناء أو الذم على اساس المصلحة الشخصية و تصفية الحسابات , بالإضافة الى آفة الكتابة التى تغلب عليها الأنا ego , و لنا من الصحفيين ما لا تخلو كتابتهم الراتبة منها , و كذلك الغياب الاسفيرى كما قال بذلك الاستاذ فيصل محمد صالح . ليس هذا فحسب بل التواصل الاليكترونى يكاد يكون مفقوداً تماماً مع البعض , و لكن الكثير و لله الحمد مبذولون بهواتفهم او عناوينهم الاليكترونية . فالتواصل من شأنه خدمة الصحفى قبل القارئ .
    و اورِد هنا بعضاً من نماذج التفكك اللغوى و المعلوماتى :
    • كتب رئيس تحرير فى كلمته بتاريخ 25\12\2013 ما يلى : (كانت الطائرة تنطلق بنا ناحية ..... . ان اجمل شىء يمكن ان يتكشفه المرء فى هكذا مناسبة عمق العلاقات ....... و صعوبة التميز بين هؤلاء و اولئك ....... لقد تقاسم الاثيوبيين ...... ناس لا يختلفون معنا كثيراً و لا نختلف معهم فى الكثير .) و نقول : ( الأسلم ان يقول الطائرة تحلق بنا , امّا السيارة فتنطلق بنا ,, يكتشفه و ليس يتكشفه ,, فى مناسبة كهذه و ليس فى هكذا مناسبة ,, التمييز بمعنى التفريق لا التميز فالتميز مرتبط بالتفوق ,, الاثيوبيون مرفوعة لانها فاعل و ليس الاثيوبيين بالجر ,,, لا يختلفون منَّا و ليس لا يختلفون معنا , فهذا يختلف من هذا فى الشكل و لكنه لا يختلف معه فى الرأى ....)
    • رئيس تحرير سابق كتب فى ذات الصحيفة التى كان يرأسها بتاريخ 11\3\2014 و قد اكثر من وضع الكلمات بين الاقواس : (..... كما دعت على ابتدار ...... , و ..... كما تشتركان الحركتان .......... ) , و نقول ان الكلمة توضع بين قوسين لأغراض معينة و لا توضع بكثرة و عبثاً فتربك القارىء , و الصحيح ان يقول دعت الى و ليس دعت على , و هو بهذا متأثر بلغة العامة فى قولها ( اتصل على بدلاً من اتصل بى ) , و الصحيح ان يقول كما تشترك الحركتان و ليس تشتركان الحركتان .... )
    • فى صحيفة ........ كتب رئيس تحريرها وقتذاك بتاريخ 4\10\2011 معلقاً على وصول وفد من محلية ابوحمد لمقابلة المركز ما يلى : ( وصل الى الخرطوم اكثر من مائتى مواطن من محلية ابوحمد بالولاية الشمالية .... لم يزر المواطنون المتذمرون الخرطوم فى رحلة ترفيهية ... و انما احتجاجاً على عدم مد مناطقهم بالكهرباء , و هم فى الولاية التى تحتضن سد مروى ...... هذا امر جد خطير فكيف تتخلى حكومة الشمالية و واليها عن مسؤوليتها , و تعجز عن اقناع وزارة الكهرباء ....... ) و ليس لأنى من منطقة ابوحمد تجدنى مستنكراً جهل رئيس تحرير بموقع ابوحمد و لكن لأن ما من تلميذ مدرسى الاّ و هو يعرف موقع ابوحمد و قد ارهقه رسم خريطة السودان و انحناءة النيل التى تقع عليها ابوحمد , ثم ان الكاتب يقرر بخطورة تخلى حكومة الشمالية و واليها عن مسؤوليتها و قد نصَّب نفسه حكماً عليها دون ان يجهد نفسه ببضع لحظات مع الحاسوب ليتأكد من موقع ابوحمد التى اصبحت قبلة لطالبى التعدين عن الذهب , وحتى العامة فى مقدورها ان تحدثه ان شاء عن اى شىء عنها و فيها . و هل تدار شئون البلاد بالمسئول الفلانى يقنع غيره و ذاك يقنع هذا ؟
    • صحفيَّة معروفة بلغتها الركيكة و اخطائها الفاحشة مع تلميع اقرب للتغزل فيها من بعضهم كتبتْ عن زيارة لها للصين و فى ذِكْرها لتعداد الصين و بالبنط الكبير قالت ان تعداد سكان الصين يبلغ المليار و ثلاثمائة الف نسمة , فأنقَصته بأكثر من 299 مليون نسمة
    • نائب رئيس تحرير صحيفة ....... كتب بعدد السبت 7\12\2013 تحت عنوان " قدلة يا مولاى ... " ما يلى : ( الاسبوع الذى مضى شهدت ام درمان .... طابوراً لا مثيل له ابطاله جنود جهاز الامن و المخابرات .... صفقت له جماهير العاصمة .... امتلأوا منها حماسة و فراسة و امتلأت منهم طمأنينة و يقيناً بنصر الله ....... شعر كثيرون بالفخار و بالعزة الساجدة ..... كانت بالمقابل تقطع قلوب العملاء و الطابور الخامس ) , و نقول : ( ان صاحب القدلة " مولاى " المذكور فى القصيدة المشار اليها كانت طوابير جنده تُستعرض بحى العرضة المعروف بام درمان و تمتلىء بهم الساحات كحوش الخليفة , و لا داعى لتضخيم الاشياء خاصة اذا كان التضخيم لرجال أمن طبيعتهم المهنية الدِقَّة فى تقدير الاحوال و الاحداث .... و بذات تضخيمه للاشياء و تعميمه المخل يقول ان ام درمان هى التى شهدت الطابور ثم ما يلبث ان يقول صفقت له جماهير العاصمة , و مضى فى الحشو و وضع مفردات فى غير محلها و استخدم كلمة فراسة acumen و insight و هى الفطنة و الاستبصار و عمق النظر , و لكنه يريد فروسية knighthood و chivalry , و قوله " شعر كثيرون بالفخار " لعله يريد " شعر كثيرون بالفخر " فالفخار هو الخزف pottery , و قوله " العزة الساجدة " لم استطع تخمين ما يريد بها فالعزة تكون دائماً شامخة عالية , و قوله " تقطع قلوب العملاء و الطابور الخامس " هو استعدائى و تجريمى علاوة على انه ما من بشر يعلم ما تخفى الصدور , و مع ذلك تدخَّل فى عمل جنود الامن لأنهم بطرائقهم و بمعلوماتهم التى من صميم عملهم . و هذا الكاتب و امثاله هم الاداة التى تشعل النيران بين ابناء البلد الواحد و تزرع الفتن بكلامها هذا فى وقت تنادى فيه الدولة على اعلى مستوياتها بحوار وطنى لا يستثنى حتى حملة السلاح , و يسعى كل الوطنيون لنزع فتيل اى بادرة شقاق و فتنة .
    • فى صحيفة .......... بعدد الاربعاء 9\4\2014 و تحت عنوان " نهر النيل .... الحاضر و المستقبل " كتب ما يلى :( نحن ابناء ولاية نهر النيل لسنا من اولئك الذين يحيلون التراكم الى محكمة الآتى بقدرما نحاول ان نلتمس و نلاحق سلسلة الضؤ او خيطه لنقترب اكثر من انفسنا و نبتعد عن براكين اغترابنا .... نقترب من اولئك الذين سيجوا الروح بعطر الزوايا الحادة و اسأثروا بالحلم .... ) , و اقول مؤكداً اننى لم اضف او احذف او أبدِّل اى كلمة من كلامه هذا , و لا تعليق عليه فقد شككنى فى قدراتى العقلية و اللغوية ..
    • و فى صفحة 11 بصحيفة يومية بعدد الثلاثاء 29\4\2014 و تحت عنوان " كمال عبداللطيف ...... و تبر و تراب " مَدَح كاتِبٌ كمال عبداللطيف مدحاً لا حدود له و مع ذلك اورد و بدون ان يشعر واحدة من سلبياته كفيلة بأقالته و محاسبته منذ وقت مبكر ,حيث ذَكَر بأن شركات التعدين تستخدم مادة خطيرة و ضارة , و الوزير يرى و لا يقرر , و نورد هنا بعضاً مما جاء فى المدح : ( فى العام 2013 سافرت فى رحلة بحث علمية و عملية و اعلامية لمناطق تعدين الذهب مع وزير المعادن الاسبق الاستاذ(كمال عبداللطيف ) و كنت وقتها اكتب فى صحيفة التيار ... لكن مجريات تلك الرحلة لم اتمكن من تدوينها و نشرها عبر صحيفة التيار ... و السبب بأن التيار تم ايقافها فى نفس اليوم الذى كنا نحن نحلق و نجوب بقاع السودان .... و تلك الرحلة كانت متفردة لأسباب كثيرة . حيث انطلقت من بعد صلاة الصبح مباشرة ,, و الشمس لم تشرق بعد , و لم تنتهى الاّ و الظلام قد حل علينا . يعنى عمل متواصل 18 ساعة دون توقف , فتصور هل مثل هذا الوزير يكون بعيداً . فالاخ الوزير السابق كمال عبداللطيف شخصية فوق العادة فى الحرص على العمل ,, و لا يهمة الراحة البدنية اذا ما ارتاح نفسياً لما يعمل ..... و الرحلة وضحت لى شخصياً , اى صنف من الرجل هو , هذا الرجل كان بالفعل لا ينام حقيقتةً ..... و الرجل يغضب كثيراً حين ما امر لا يرضى الله سبحانه و تعالى ,, او تقاعس فى العمل ...... و لا يحمل فى نفسه على الاشخاص اى ضغينة ,, و قلب ابيض ينتهى غضبه عند اصحاح و اصلاح امر كان خطاء , .... فأن جاز لى التعبير بأن اصف الرجل ,, لكان وصفى له انه ( محرك و وقود الاصلاح الاول فى البلاد ) , و بما اننى كنت من اصحاب الخبرة ........ الخ ) . و نقول : ( لقد غادر كمال عبداللطيف منصبه بقرارات رئاسية طالت قامات انقاذية اعلى شأناً منه مثل دكتور نافع و على عثمان محمد طه و غيرهما و غادروا بلا ضجة و لا نحيب , فكيف يقال عنه " هل مثل هذا الوزير يكون بعيداً ؟؟ " و الكاتب المادِح وصَف رحلتهم بأنها " متفردة " و لأسباب " كثيرة " ثم انها بدأت بعد صلاة الصبح مباشرة و الشمس لم تشرق بعد , و يذكِّرنا بعدم شروق الشمس , و يقول عن الوزير " انه شخصية فوق العادة فى الحرص على العمل " و نقول ان اى عمل بدون انجاز واضح و موازٍ لما يتقاضاه الشخص فذلك يندرج تحت التعب بدون فائدة , و العمل المتواصل لأكثر من 18 ساعة مسألة روتينية يومية شائعة عند غالبية اهل السودان , و دعك من اهل الريف فحتى اهل المدن حينما تخرج من صلاة الفجر تجد المواصلات العامة سايرة و ممتلئة من البسطاء الذين ينشدون لقمة بما يتيسر لهم من الرزق الحلال , امّا ان تكون مجرد رحلة مترفة مدفوعة الاجر و مدعومة بأطيب الطعام و الشراب فلا يصح ان تُمتَدح , و المادح يبدو انه ما كان يعرف كمال عبداللطيف الى ان حُظى بمرافقته فى رحلته – المتفردة –هذه ,, ثم يصفه بأنه محرك و وقود الاصلاح الاول فى البلاد !!! أترى هل غابت هذه الصفات عن السيد رئيس الجمهورية فحرم البلاد من محركها و وقودها ؟؟؟؟ و العجيب ان المادِح قال عن نفسه انه كان من اصحاب الخبرة بمعنى ان خبرته كانت شيئاً فى الماضي , ألم يقل : " كنتُ من اصحاب الخبرة " ؟؟؟؟ و يمدح الرجل بأنه لا ينام , و نقول ان ذلك ليس مدحاً بل طعناً فى سَوِيته فالإنسان السوى و ليس السيىء يأكل و يشرب و ينوم وفقاً للمعايير المألوفة , و نقول ما فائدة سهر متواصل اذا لم يحقق دعماً للخزينة العامة من الذهب المورد الطبيعى المتبقى بعد فقدان بترول جنوب السودان , خاصة و قد قيل بأن الذهب سيكون بديلاً افضل بكثير من بترول الجنوب ؟؟ ليس هذا فحسب بل ان الممدوح فشل فى الحد من استعمال مادة السيانيد الضار الذى تستخدمه بعض شركات التنقيب .
    و المدح حينما يكون فى غير محله و بصورة مبالغ فيها يكون مفضوحاً و مثيراً للشكوك و الغرض .
    • و بذات طريقة المدح الطائش تكَرَّم صحفى رياضى آخر بمدح معتمد محلية ابوحمد بولاية نهر النيل و بلغة لم تسلم من الاخطاء اللغوية فى صحيفة عملاقة بتاريخ 27\4\2014, و نورد بعضاً من كلامه : ( ... ان المعتمد لم ينحصر دعمه على الرياضة فقط و انما شمل كل المجالات الاخرى مثل الصحة و التعليم , و سفلتت الطرق و هيئة المياه بالإضافة الى اهتمامه بتوصيل الكهرباء للمحلية التى قطع العمل فيها شوطاً بعيداً و شهدت المحلية فى عهده حراكاً مكثفاً و انتعشت بصورة لم يسبق لها مثيل ... و يعود ذلك للتنمية التى حدثت فى المنطقة فى مجال الزراعة و التعدين فالتحية للسيد المعتمد ...... ) . و أقول : ( لَولا كَوْنى من مواطنى ولاية نهر النيل لما استغربت لما قاله الصحفى المادح هذا , و ذات الاستغراب يمكن ان يصيب كل مواطنى المحلية بما فيهم المعتمد الممدوح ذاته , فأى تنمية و اى نهوض بالزراعة و الصحة و غيرهما , فالكل على مستوى السودان يعرف مدى الانحطاط الذى اصاب الزراعة و تدنى الخدمات الاساسية و التى ان أجرى تقييم لمحصلة التنمية فى المحليات المختلفة فمحلية ابوحمد بدون شك ستكون من متذيلى القائمة . و قوله ان المعتمد مهتم بمد محليته بالكهرباء !! كلام فيه استخفاف بمواطنى المحلية , اذ كيف لمحلية لا تبعد كثيراً من سد مروى تُحْرَم من الكهرباء و تبقى مسألة للمزايدة السياسية .. و الملاحظ غالباً ان المادحين بالباطل هم الاكثر ضَعْفاً لُغوياً التى ما ينبغى ان يقع فيها اطفال المدارس , و لعل الصحفى المادِح متأثر بطريقة المغالاة فى الوصف الرياضى حيث يصبغون اوصافاً و نعوتاً شاطحة لفرقنا الرياضية رغم ادائها المتواضع كالتماسيح و الاسُود و النمور و الفهود و غير ذلك مما يعجب له اهل الرياضة انفسهم , و نشاهد المباراة فلا نرى تماسيحاً و لا أسوداً, ونقرأ صباح الغد وصفاً و تعليقاً على المباراة فنجد ثانية الوصف بالتماسيح و الاسود و قد أدَّتْ مباراة مذهلة . و ما اعجب له كيف لهؤلاء الوصول لدرجة الكتابة و التحليل و اسباغ احكامهم دونما أهلية , فمن لا يملك لغة سليمة و معلومات كافية و معرفة بمبادئ الأخذ بالمعارف و المعلومات الى جانب فطنة التمييز بين الخطأ و الصواب فلا ينبغى ان يكون له مكان يلطخ فيه صفحات الصحف بما يسيء و يغضب القارىء .
    • و نورد بعضاً من المدح المفرط فى حق بروفيسر ابراهيم غندور بصفحة الرأى فى صحيفة عريقة بعدد الخميس15\5\2014 تحت عنوان " يا غندور " و هو مدح على حوار فى اذاعة قومية اشبه ما يكون بالمباراة الودية , و من المدح نقتطف الآتى : ( ان الدبلوماسية الهادئة ... الحصافة السياسية المعتقة و الذكاء الفطرى المتوقد ... و الفكر الثاقب ... و الحنكة الناضجة ... و الرأى الصائب ... كلها مهارات و قدرات ذهنية نادرة يمن الله بها على فئة محدودة من عبادة , فتصعد بهم الى درجات علا: لتقبع على قمة هرم الشموخ و التميز ..) و (...كان الحوار شاقاً , عصياً حرجاً , لكنه تزين بألمعية متفردة ....لكن رغم عسر الحوار فقد اجتاز "غندور " الامتحان , و تخطى العثرات الكأداء التى اعترضت الطريق بما وهبه الله عز وجل من قدرات ذهنية نادرة رصدها قلمى فى فاتحة مقالى هذا . ليسمح قارئى اليقظ لقلمى الحذر ليدون ما جال بذهنه على طريقة و مسلك ذلك الحوار و ليس محللاً للمحتوى . استعان المذيع الموهوب بذخيرة لغوية ثرة تنساب من ذاكرته البضة لتقديم اسئلته الملتهبة الحارقة ...... كان طرح "غندور " وافياً و كافياً مرناً مرتباً, انقشعت به سحائب الغموض و الريبة التى غمرت الاجواء و ازال الشبهات التى علقت بالنفوس ... لم تصبنِ الدهشة و انا اصغى بلهفة بالغة لاجابات "غندور" العبقرية لأنى أحد الذين علم البروف رسم الحرف و نطق الكلمة بمدرسة الدويم الريفية الوسطى سابقاً . فقد غرست هذه القدرات الذهنية فيه منذ ان كان "غندور " صبياً يافعاً . فلا غرابة أن اصبح قامة سياسية عرف بالاستقامة الفكرية و الخلقية وشحها بالنبل و الرقة و القلب الناصع البياض مما دفع الاخ رئيس الجمهورية ان ينثر كنانته و يعجمها عوداً عوداً فيجده الاقوى و الاصلب فاختاره لمائدة التفاوض العسيرة الشاقة ...... لكنى ارمى من هذه المقالة ابراز القدرات الذهنية و المهارات المكتسبة النادرة التى يتمتع بها احد ابناء مسقط رأسى و قامة من قامات الوطن لا يقل شموخاً عن افذاذ الرجال فى العهود السابقة . آمل ان يكون قدوة تحتذى . كان الحوار نبتاً اينع و اثمر فشكراً لك ابنى "غندور " و لك انت اخى الزبير عثمان احمد ببذلك و جهدك .. و الله المستعان ) . و أقول : ( ان عمالقة مدح رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم بما امتلكوه من ابداع و فصاحة لم يجنحوا لوصف المصطفى صلى الله عليه و سلم بهذه المبالغة و لو فعلوا ما عاب احداً ذلك. و لقد لاحظت كثرة وضع اسم غندور بين قوسين و الوضع بين الاقواس له اغراضه , و ان الواحد ليستغرب للصفة غير المناسبة لموصوف غير مناسب حيث نجد دبلوماسية هادئة , و حصافة معتقة , و حنكة ناضجة ,,, الى آخر الاوصاف و المفردات فى المكان غير المناسب و نجد : ( ... تقبع على قمة هرم الشموخ و التميز ... ) و نقول ان القُبُوع يشير الى الولوج بغرض الاختباء فى الغالب و لذلك لا يكون فى القمم , و يقال قَبَع القُنْفُذ أى انه ادخل رأسه فى جلده , و قَبع اللص اى انه ادخل رأسه فى ثيابه لغرض الاختباء . و لأن المَادِح هو من علَّم البروف رسم الحرف و نطق الكلمة , فلذلك لم تصبه الدهشة و هو يصغى بلهفة لأجابات غندور , و نلاحظ انه شكر غندور بأعتباره ابناً بينما الزبير احمد الحسن كأخ , و لا تعليق .
    و اشير الى بعضٍ مما يؤخذ على صحافتنا : أولاً الاستهانة باللغة العربية , فقد شاعت الاخطاء اللغوية و على سبيل المثال الاستهانة بحروف الجر و الجار و المجرور , و المبتدأ و الخبر مع كان واخواتها و ان و اخواتها , و اقول الاستهانة و ليس الجهل ذلك من غير المعقول ان يجهل كاتب اساسيات العربية , وكذلك تعريف كلمة غير فيقال خطأً الغير كذا و الصحيح طبعاً غير الكذا , و يقال اتصلت على فلان و الصحيح اتصلت بفلان , و يقال هكذا شىء و الصحيح شىءٌ كهذا , و استخدام مفردات فى مواضع تتسبب فى اضعاف اللغة كالقول بواسطة فلان الفلانى و من الافضل القول من قِبَل فلان الفلانى و لكن الصحيح ان نقول بواسطة قلم الرصاص او المسطرة مثلاً , او استخدام كلمة فقط فى مواضع يكون من الاسلم استبدالها بكلمة فحَسْب و غير ذلك .
    . و مما يضعف مهنية الصحافة عدم اتاحتها الفرصة للخبراء فى المجالات المختلفة ليتناولوا القضايا من زواية معرفية علمية خاصة فى تلك التى لا تحتمل الرأى الشخصى , فالاوفق ان تستضيف صفحة الحوادث مثلاً علماء النفس و القانون و نحوهم و كذلك فى مجال الاقتصاد او التربية , وغير ذلك , و ليس مقبولاً ان تكون كما فى بعض البرامج الاذاعية حيث يتصل احدهم من غير اهل المعرفة بالموضوع الحساس فيتصل هاتفياً بالبرنامج و بعد الثناء المتبادل يبدى رغبته فى تناول القضية المطروحة بالبرنامج , و المذيع يفسح له المجال : ( يا فلان الفلانى من قرية كذا بمحلية كذا موضوع حلقتنا اليوم هو الكذب عند الاطفال ) و يسارع الفلان الفلانى بالقول : ( يدقوهم دق شديد لحدى ما يشوفوا الدم ) و يقاطعه المذيع : ( و لكن يا فلان ... ) و البرنامج يستمر و لا احد من المسؤولين يتكرم بايقاف البرنامج او التوجيه لوجهته السليمة. و اذكر اننى كنتُ فى مركبة عامة و مذياع المركبة يبث البرنامج و البعض من الركاب يستمع و يضحك ... و ليس تقليلاً من قدْر الصحافيين و لكن لكلٍ حدوده المعرفية و المهنية . و من آفات الصحافة هو التعميم generalization و يعود ذلك لمحدودية المعارف و المعلومات لدى الصحفى فان رأى شيئاً واحداً سرَّه او سائه حَكَم عليه بالانطباع الذاتى الآنى و لذلك ينبغى ان تتسع دائرة معارف و معلومات الكاتب فى الموضوع المراد تناوله , و مما نلاحظه فى صحافتنا تطابق نشر الاخبار و تماثلها لبعضها حتى فى المفردات و علامات الوقف , و اختم بما قال به الاستاذ فيصل محمد صالح عن الغياب الاسفيرى لصحفنا , و اضيف ضعف التواصل الاسفيرى بين كثير من الكُتَّاب و قرائهم , و بالطبع اذكر عدداً معتبراً مِن متميزى الصحافة مَن تعجبك سرعة ردهم و تفاعلهم بريدياً . و من الزمن القريب
    أذكر سؤالاً ضمن امتحان اللغة العربية فى امتحانات القيد الصحفى للعام 2002 يطلب تصحيح العبارات التالية : - 1-بلغ سنه العشرين . 2- اشاركه احزانه و افراحه . 3-اصر على موقفه الصحيح . 4-تقدمت سيارة الرئيس يتبعها رَتْل من السيارات ( التاء فى رتل ساكنة ) . 5- تقدمت الحكومة بخطة اصلاحية .. كما اذكر ان بروفيسور عثمان محمد عبدالوهاب متعه الله بالعافية استاذنا لمادة المناهج التربوية كان يُحاسِب على الاخطاء اللغوية .
    و حيث ان العَالَم يحتفل سنوياً فى 18 ديسمبر بيوم اللغة العربية احياءً لذكرى تضمين اللغة العربية مع رصيفاتها من اللغات الرسمية بالامم المتحدة فى 18 ديسمبر1973م , و التذكير دوماً بشيخ النحاة ابوبشر عمرو بن عثمان البصرى المشهور" سيبويه " ( كلمة سيبويه تعنى بالفارسية رائحة التفاح ), و هو المولود ببلدة شيراز بأيران فى760 و خرج منها و عاد ليُتَوَفى فيها فى العام797م ,فينبغى الاهتمام باللغة العربية . و نشير الى ان اهتمام المسؤولين بالعربية كان شديداً, و بلادنا بفضل الله ذخرت و لا تزال تذخر بفطاحلة العربية و الادباء و الكُتَّاب فمن من عالمنا العربى لا يعرف بروفيسر عبدالله الطيب و الطيب صالح و الفيتورى و غيرهم بما لا يتسع المجال لذكرهم , و لكن ما بالنا الآن لا نهتم بسلامة لغتنا الرسمية و لغة القران و الحديث النبوى ؟؟

    و لو لم تكن هناك فئة من اهل الصحافة مَن يهتم بترقية و تجويد الكتابة الصحفية لأصبح الحال مزرياً , و ينبغى ان لا يعتمد التأهيل و التدريب على تخصيص الميزانيات و نحوها فحسب , فالتأهيل الذاتى فى وقتنا هذا متاح و منه ما هو مجانى , كما ينبغى ان تفرد جهات التقييم و التحفيز حيزاً مقدراً يليق بأهمية اللغة العربية خلال تقييمها و منحها للجوائز و كما نجد فى الرياضة جائزة اللعب النظيف , فمن الأوْلى ان تُمَيَّز الصحيفة التى تخلو من الاخطاء , كما ان على هذه الجهات ان لا تهتم بالكَمْ و تتغاضى عن النوع أى بمعنى ان لا تهتم بكمية التوزيع و تغفل عن ما تنشره الصحيفة من غثاء لُغَوى وغيره , اما التجاوزات الأخرى فلا اشير لها لأن لها حُرَّاسها. و قد سرَّنى قبل فترة ما كتبه الاستاذ عبدالله علقم الكاتب بصحيفة الخرطوم مشيداً برئيسِ تحرير لِلغته السليمة البليغة و افكاره المُرَتَّبة , و ان يأتِ مدْح كهذا فتلك اشارة الى ان سلامة اللغة العربية اصبحت عملة نادرة تستحق الاشادة. و ادعو ان نسبق الاحتفال العالم باللغة العربية و ندعو لصحافة خالية من الاخطاء اللغوية و المآخذ المهنية الاخرى .
    اختم بأننى دارٍ بصعوبات الصحافة و غلاء مدخلاتها , بل و توزيعها و لا اذكر اننى اشتريت صحيفة بسعرها الرسمى و قد داعبتُ ذات مرة بائع صحف بقولى ان ما يكسبه من الصحيفة لا تكسبه هيئة التحرير بما فيها رئيسها . و ما اشرتُ له من مآخذ يمكن معالجتها سريعاً و بدون اعباء مالية تُذكَر , كما اننى أشُكّ فى ان يبخل عمالقة الصحافة بمعارفهم و توجيهاتهم للنهوض بصحافتنا , و كل عام و اهل الصحافة بألف خير .

    عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
    مترجم - استاذ الترجمة























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de