* لست في حاجة إلى تأكيد إهتمامي ومتابعتي لتطورات الأحداث في السودان رغم بعد الأمكنة البعيدة‘ وبحمد الله وتوفيقه ظللت أحاول على قدري التعبير عن حال الناس. *لن أتحدث عن تجربة العصيان المدني التي نفذت يوم الأحد الماضي وهي تجربة نجحت من قبل في ظل ظروف سياسية وأمنية مختلفة‘ لذلك لايمكن المقارنة بينها وبين التجارب السابقة عندما كانت هناك إتحادات ونقابات معبرة عن قطاعات المواطنين المختلفة فاعلة ومؤثرة. *كذلك كانت الأحزاب السياسية أكثر حيوية وأكثر إلتصاقاً بقواعدها وسط المواطنين ولم تكن هناك تنظيمات عازلة ومعزولة مدعومة ومدفوعة من السلطة الحاكمة‘ ومع ذلك كانت تجربة الأحد الماضي تمريناً ديمقراطياً نجح في تحريك الساكن السياسي والأمني في السودان. * ليس بمستغرب محاولة أجهزة الحكم التقليل من أثر هذا التمرين الديمقراطي ومحاولات تشويهه وإجهاضه لكن الغريب حقاً تلك الحملة غير المبررة من النكات والتعليقات السالبة المتعمدة التي تهدف لإنزال هزيمة نفسية مدمرة وسط المواطنين. * لست بصدد تقييم ماحدث يوم الأحد الماضي فقد سبقني بعض الذين تابعوا تطوراته في السودان وكتبوا بموضوعية مجردة عن الهوى والغرض‘ لكنني قصدت التاكيد على ضرورة دفع مثل هذه المبادرات الشعبية والدفاع عنها في مواجهة الحملة المضادة لإجهاضها بردود فعل إنفعالية سالبة تزيد الإحتقانات السياسية والإقتصادية والأمنية بلا طائل. * ليس من مصلحة الحراك المجتمعي الإيجابي التشكيك في نوايا بعض الذين أطلقوا بعض التصريحات أو نشروا بعض الفيديوهات والصور في محاولة للتعبير عن ما جرى يوم العصيان المدني لكن لابد من توخي الحيطة والحذر عند التعامل مع بعض هذه التسريبات المقصود بها إلحاق الهزيمة النفسية بالمواطنين. *دعونا نؤكد أن هذا الحراك المجتمعي السلمي عبر تعبيراً واضحاً عن حالة الإستياء العام والرفض القاطع لمجمل السياسات القائمة التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان و تحقيق السلام الشامل وإسترداد الديمقراطية المغيبة مع سبق الإصرار والترصد. * نؤكد مرة أخرى أن ردود الفعل الإنفعالية لن تجدي في إزالة الغبن الشعبي الناجم من تفاقم الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية التي مازالت في حاجة إلى معالجة جذرية شاملة لم تحدث رغم مسلسل حوار قاعة الصداقة ومخرجاته الناقصة التي لم تجد طريقها للتطبيق على علاتها‘ ولم تفلح حتى الان في الإنتقال من قبضة حكم الحزب الغالب إلى رحاب الديمقراطية والسلام والعدالة الإقتصادية والإجتماعية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة