* أحياناً نحتاج لإعادة قراءة الكتب القديمة خاصة تلك التي تتناول قضايا فكرية وسياسية مازالت تشغل أذهان الناس‘ ولصيقة الصلة بما يجري حالياً في كثير من بقاع العالم من ردة إنسانية ومجتمعية. * لن أستعرض في هذه المساحة كتاب أنطوني جيدنز عالم الإجتماع البريطاني الذي شارك أيضاً في تاليف كتاب"الطريق الثالث" تجديد الديمقراطية والإشتراكية.. لكنني سأتوقف عند بعض ماجاء فيه عسى أن تعين في مواجهة التحديات الماثلة في بلادنا. *معروف ان العالم تعرض لهزة سياسية كبيرة عقب سقوط نظام الإتحاد السوفيتي"الشيوعي" لأنه افسح المجال لقوى اليمين في العالم للهيمنة الأحادية تحت ظلال الديمقراطية المفترى عليها‘ لكن مازالت أشواق الناس تتطلع إلى قيام مجتمع الكفاية والعدل والإخاء الإنساني. * قال مؤلف الكتاب الذي ترجمه للعربية شوقي جلال : على الرغم من إنتصار النزعة المحافظة على نطاق العالم إثر التصدع الذي أصاب المشروع الشيوعي‘ لكن علينا ان نميز بين النزعة المحافظة وبين اليمين وينتقل بعد ذلك لتأكيد أهمية إصلاح مظاهر التضامن المخربة بما في ذلك إحياء الثقة في الأسرة والإلتزام إزاء الاخرين. *يمضي الكاتب قائلاً : حري بنا ان نعترف بالتزايد المضطرد لمحورية ما أسميه سياسة الحياة Life Politics‘ وأن نكون مهيئين لإعادة التفكير في شان دولة الرفاه .. وبعيداً عن اليمين واليسار و"الطريق الثالث" لابد من النأي عن التطرف والمواقف الحادة وتوخي الإعتدال. * إنتهى الكاتب إلى أن العالم يعيش الان أزمة عميقة تجسدها حالة السيولة الفكرية بعد أن تداعت النظم والنظريات المطلقة والإنماط الفكرية الجامدة‘ وقال ان الأوان لإطلاق شرارة لتحقيق المعادلة اللازمة بين واقع يسار مهزوم ومأزوم وواقع يمين مأزوم يتربع على قمة السلطة. *يحذر الكاتب من تنامي تيارات من يسمون أنفسهم صراحة بالفاشيين الجدد‘ الأمر الذي يستوجب حراكاً مجتمعياً أكبر لمواجهة العنصرية البغيضة‘ وقال : إننا في حاجة كي نتقاسم جميعاً المصالح المشتركة مثلما نواجه المخاطر المشتركة والكوارث الكثيرة التي تسببها الأنظمة الشمولية‘ ويؤكد أنه على خلاف القول بأننا نشهد تلاشي القيم الكونية فإنه ربما تكون هذه هي المرة الأولى في تأريخ البشرية يكون لمثل هذه القيم قوة حقيقية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة