|
بعد ان اطاح بغازى امين حسن عمر يواجه حسين خوجلى فى النهائى/اكرم محمد زكى
|
هذا الموقع الاستراتيجى الحساس جدا فى تنظيم الانقاذيين والذى دارت حوله رحى الحروب والنزالات والمباريات التى لا تقل عن الدورى الانجليزى اثارة ولا الاسبانى تشويقا ولا كاس العالم اهمية ومتعة لكل متابع حيث ان هذا المنصب - المفكرالرسمى- دونما كل المناصب يقتصر التنافس فيه على زبدة الزبدة من اعضاء التنظيم
وينبغى ان يكون المتنافس على هذا الموقع من الاصليين ذوى البشرة الفاتحة والقدرة على مضغ الكلام والمناورة واللف والدوران على معطيات التاريخ وثوابت الدين وترتيب الاولويات وبرغم من ان المنصب ليس بالرسمى الا انه يمنح شاغله هالة من القدسية والاجلال الاستراتيجى كما يمده بقدر هائل من القوة التى يمكن ان تجعلنا نعتبره افوى منصب بعد رئيس الجمهورية وربما مواز له فى بعض الاحيان لاسيما اذا اخذنا فى الاعتبار ان شاغل هذا المنصب اصبح رسميا الان من رجال القصر الذين يفخر ابناؤهم حين يقولون ان مكتب بابا فى القصر الجمهورى والذى يتيح لشاغله بطريقة مباشرة او غير مباشرة الاطلاع على معلومات شديدة الخصوصية عن كل التنفيذيين من رواتب ومخصصات وخطط عمل بل والاطلاع على العورات من خلال التقارير الامنية والمخابراتية والمؤامراتية والتى دائما ما توضع على مكتب الرئيس تمهيدا لاتخاذ القرارات
نجح غازى صلاح الدين فى شغل هذا المنصب لفترة ليست بالقصيرة بعد ان اصبح شاغرا نتيجة لقذف الترابى خارج القصر بعد ان تامر عليه غازى نفسه والاخرين لكن المنصب اصاب غازى بالاشعاع النفوذى وتدهورت به الحالة حتى وصل الى درجة جعلته يتصور انه يستطيع مقارعة الرئيس بما يملك من نفوذ وسطوة وعلاقات فقام الرئيس على اثرها بسحقه والقائه خارج المنظومة كلها هو وكل من يتعاطف معه ولم تنجح مساعى غازى بعدها فى تسويق نفسه كمعارض للرئيس الا فى اثارة الشفقة
وبعد خلو المنصب بدا بريقه يتلالا فى اعين المتنافسين وبدا السباق فامتطى حسين خوجلى الذى يسكنه هاجس المفكر منذ امد بعيد وكان قد حاول فى ايام الديمقراطية الثانية عمل استعراض لمدى قوته الفكرية وملكته الاعلامية الترويجية عن طريق دوره المعروف من خلال جريدة الوان الا انه لم يصب المنصب او حتى قربه لكنه اصاب ثروة ضخمة وحشر نفسه بين الاعلاميين واهل الادب والفن وعندما لاحت الفرصة الان دفع نفسه بقوة معيدا تقديم نفسه كرقم جماهيرى ومفكر من الوزن الثقيل له القدرةعلى النقد واستقراء المستقبل بجراة لا يقدر عليها سواه
اما امين حسن عمر والذى نجح فى اقصاء غازى فى مباراة نصف النهائى وبدا انه قد وضع رجلا على المنصب بالفعل وكان واثقا من عدم وجود اى منافس حتى بدا (مع حسين) يؤرق مضجعه وشعر ان هذا الحسين - رفيق الدرب والصديق اللدود - يمكن ان يجذب اهتمام القصر فيعرقل او حتى يشاركه فى حلمه المشروع فوجد ان الرد الامثل يكون فى ان يحبط طموحات حسين ويرسل له وللجميع رسالة انه قد شغل المنصب فعلا كان ذلك عن طريق تصريحات من عيار ثقيل مثل التصريح الاخير الذى يقر بذهاب البشير وان على عثمان ونافع وساطور هم اقوى المرشحين لخلافته
اترك الجميع للاستمتاع بواحدة من اقوى مباريات الانقاذ
الهم الطف بنا وارحمنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|