|
بطل واحد/أمل الكردفاني
|
غالبا ما تتعدد شخصيات العمل الأدبي ؛ إلا أنها رويدا رويدا تطرح بطلا واحداً هو ركيزتها الأساسية . بالتأكيد إذا استثنينا الأعمال الرومانسية التي يجب أن تتعامل بحتمية مع شخصين. لكن دعنا نتأمل الجبل الخامس أو السيميائي لكويللو ، الهوية، المزحة ، ..الخ لميلان كونديرا .. وماركيز وتولستوي وبورخيس وهمنجواي .نجيب محفوظ...ألخ. إن البطل الأوحد هو النقطة الموضوعية المتمركزة في الخط الزمني للعمل الأدبي ، وهذه قضية قد تحمل خلفية ابستمولوجية قد تنطلق من الكوجيتو الديكارتي وامتداداتها حتى هايدجر وفوجو .. وببساطة هي قضية متعلقة بذواتنا نحن ؛ حيث أننا محصورون في الداخل المتعين والمنفصل بكلياته عن الآخرين. إننا نشاهد الآخرين من الخارج لا من الداخل نشعر بهم بحسب ملكاتنا الإحساسية لا عبر أحاسيسهم، نفهمهم بعقولنا لا بعقولهم.... وهلم جرا . فالإنسان محصور في ذاته وكل ما هو خارج عن ذاته لا يفهمه إلا عبر ذاته هو. ولذلك فإن الكاتب يتعامل مع المفردات الخارجية من الداخل ويكون من الصعب عليه أن ينفصل عنها وإلا كان آلة لتسجيل الوقائع. نعم.. يتقزم العمل الأدبي لينحصر في شخصية واحدة .. ليست بالضرورة هي شخصية الكاتب ولكنها بالضرورة صادرة عن وعيه الأحادي. إن الفكرة الجوهرية التي أحاول طرحها هي ؛ أن البطل الأوحد ميراث طبيعي للفرد البشري .. حيث تتمحور كل انفعالاته بالخارج حول ذاته هو .. وحيث يجب أن تخضع كل المشاهد الخارجية لمعاييره التقييمية الخاصة جدا به دون غيره ، إن فعل الكتابة ليس تشظيا داخليا كما يظن البعض بل هو محاولات صعبة لتفكيك الذات الواحدة ومنح كل قطعة منها كيانا مستقلا لها. ولكنها في النهاية لا تحمل سوى الحقيقة المؤكدة وهي أنها جزء من كل .. وأنها مهما حدث فلن تجد مكانها إلا داخل الكيان الأوحد . ---------- أمل الكردفاني 5مايو2014 الساعة 4:02 صباحا
|
|
|
|
|
|