جاء في مقدمة كتاب الحريات والحقوق للكاتب مختار الأسدي أن الحكم على صحة أو صلاحية هذه النظرية أو خطأ وعدم صلاحية تلك ينبع من القدرة على إمكانية تطبيقها على أرض الواقع وقدرة دعاتها وأنصارها على ردم الهوة بين المفاهيم والمصاديق ..أو بين الأقوال والأفعال..وتبقى كل الرؤى والأطروحات جميلة على ألسن أنصارها وعشاقها حتى تنفتح على الحياة..وتنتقل من النظرية إلى التطبيق..ومن الأحلام الوردية إلى الوجود..أو قل من الأطار النظري إلى الواقع العملي.. حقيقة إن ما دفعني لعرض مقدمة الكاتب مختار الأسدي هو لدحض ما قرأته عن ما كتبه أحد دعاة وعشاق رؤية السودان الجديد ياسر سعيد عرمان في الأول من يوليو 2017م ونقتبس منه الأتي:(إن هذه الرؤية شقت طريقها نحو الجموع وأستأثرت بأفئدة وقلوب الفقراء والمهمشين على تباين مواقعهم ..نساءاً ورجالاً..وكذلك المثقفين ..وقد حصدت هذه الرؤية نجاحات وخيبات عديدة ..والآن تقف هذه الرؤية العظيمة في مفترق الطرق..شمالاوجنوبا ..وتواجه تحديات وصعوبات جمة ليست هي الأولى من نوعها ولن تكن الأخيرة..مثلما واجه الفكر الإنساني تحديات على مر الأزمنة..رؤية السودان أمام خيارين لا بد أن ينتصر أحدهما..فإما أن تصعد نحو ميلاد ثان يفتح أمامها أبواب التجديد والإنفتاح على الحقائق الجديدة على مستوى الممارسة والنظرية..أو يصيبها الجمود في عالم متغير على مدار الساعة..وإذا أراد أصدقاؤنا أو خصومنا أن يعلموا ماذا سنفعل؟؟فإننا بالقطع سنتجه مع كل الراغبين نحو بداية جديدة وميلاد ثان لرؤية السودان الجديد..إنتهى الإقتباس)... *وبالنظر لما جاء في مقال العاشق لرؤية السودان الجديد السيد / ياسر سعيد عرمان نجده خالي تماماً من جميع المطلوبات التي تجعل الرؤية ذات قيمة مادية..فمنذ إطلاق هذه الرؤية منذ ثمانينات القرن الماضي فلم يثبت المؤلفون لهذه الرؤية أو عشاقها أي جدية نحو تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع ..بل العكس تماماً فالرؤية إعتمدت على الأقوال من دون الأفعال..فرؤية السودان الجديد حسب ما تم تلقينها لنا في كلية الدراسات العسكرية في إثيوبيا من ثمانينات القرن الماضي فهي رؤية كانت تسمو بنا نحو بحور الأحلام والسعادة ..عالم يسود فيه العدالة والمساواة والشفافية في المحاسبة (محاسبة الضمير قبل محاسبة الآخرين)وتقديم الخدمات الأساسية للشعب من ربط القرى والأرياف بالمدن عبر تشييد شبكات الطرق المعبدة والمسفلتة..وتوسيع دائرة الخدمات الصحية من خلال بناء المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز لتوليد النساء الحوامل وتوسيع دائرة التعليم من المدن إلى الريف والقرى وكذلك إقامة شبكات المياه والكهرباء قرية قرية لنربط هذا في نهاية المطاف مع نظرية نقل المدن إلى الريف بدلاً من إنتقال المواطن من الريف إلى المدن ..وكذلك إقامة برامج التنمية البشرية حيث يسيطر التخلف على 75% من مناطق سكان الهامش ..وإقامة نظام يشيع فيه العدل والمساواة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المعتقدات بعيداً عن التمييز بسبب الدين أو اللون أو اللغة أو الثقافة..فالرؤية كانت جذابة للغاية وتسري في الوجدان كسريان الخمر فى العقول ..وتأسر وتسحر القلوب عند الإستماع إليها من منظرها.. *إذاً لماذا ظلت هذه الرؤية الجذابة حبيسة هكذا على ألسن عشاقها وأنصارها من دون تنزيلها وتطبيقها على أرض الواقع؟!وخاصة عندما تهيأت لهم الفرصة المناسبة لنقل الرؤية من الأقوال إلى الأفعال..ومن الأحلام الوردية إلى الوجود الواقعي بعد توقيع السلام 2005م وحصول أنصارها وعشاقها على أموال خيالية هائلة.. ملايين من العملات الصعبة والمحلية من أموال البترول وأموال المانحين ؟؟!! *حقيقة والحق يُقال المشكلة لم تكن على الإطلاق فى الرؤية ..ولكنها كانت ولا زالت فى هل يوجد اُمناء أكفاء قادرون مؤهلون لتوصيل هذه الرؤية إلى نهاياتها المنطقية المرتجاء؟؟!! تحاسبهم ضمائرهم قبل محاسبة الناس لهم؟! الإجابة لا يوجد على الإطلاق مثل هذه الأصناف..لماذا لا يوجد؟؟لأن 10%فقط من الثوار الذين رفعوا السلاح هم من رفعوه على بينة من أجل هدف واضح وظاهر هو تحرير شعب السودان من الظلم وإقامة دولة المساواة والعدالة والحرية وعدم التمييز العنصري بسبب اللون أو الدين أو اللغة أو الثقافة ..أما البقية بنسبة ال 90% فهؤلاء أتوا إلى الحركة الشعبية بأهداف لا علاقة لها مع برنامج الحركة الشعبية المعلنة على الإطلاق..حيث أن منهم على سبيل المثال من أتاها هارباً من العدالة لجريمة إقترفها يعاقب عليها القانون..ومنهم من أتاها هارباً من أجهزة الأمن ولإستخبارات لوقوعه تحت طائلة النشاطات المحظورة كالإنقلابات الفاشلة والتعامل بالمواد الممنوعة..ومنهم من آتاها من أجل الحصول على السلاح من أجل الدفاع عن نفسه وأمواله..ومنهم من أتاها بسبب أن زملائه قرروا السفر إلى الحركة الشعبية من أجل التسليح..والبقية أتوا إليها من أجل مآرب اُخرى..وكما أن بعض من الذين أتوها بعد توقيع السلام كانوا يمثلون قمة الإنتهازية الهدامة أصحاب المصالح الخاصة.. *ولسوء الحظ فإن ال10% من الثوار الذين رفعوا السلاح على بينة وعلم من أجل هدف واضح وظاهر فإن أقل من 01% منهم فقط هم من حظوا بالتعيين فى حكومة الشراكة المرحلة الإنتقالية 2005م ـ2011م..لذلك كان أداء الذين تم تعيينهم فى حكومة الشراكة دون المستوى المطلوب بل وسيء للغاية وفاشل فى الولايتين سواءاً على مستوى وزراء ووزراء دولة فى الحكومة الإتحادية..أو وزراء أو محافظين فى الحكومات الولائية..أو على مستوى الولاة ونوابهم فى الولايتين فكان أدائهم سيئاً للغاية بما فى ذلك الدستوريين وأعضاء البرلمان قومي وولاءي وقيادات الجيش الشعبي ..فأنظر إليهم فى الولايتين !!ما هي إساهماتهم فى تثبيت رؤية السودان الجديد التى يتمسكون بها ويتحدثون عنها كثيراً ويمثلون الطرف المنظَر لهذه النظرية؟؟!! ما هي إسهاماتهم لتطبيق وتنزيل هذه الرؤية على أرض الواقع بدلاً من تعليقها فى أرض الخيال والأحلام الوردية والأماني؟! ما هي مساهماتهم فى ردم الهوة بين المفاهيم والمصاديق أو بين الأقوال والأفعال؟! ما هي مساهماتهم لنقل هذه الرؤية إلى التطبيق ومن الأحلام الوردية إلى الوجود الفعلى ؟!ما هي مساهماتهم لنقل هذه الرؤية من الآطار النظري إلى الواقع العملى؟! *الإجابة على هذه الأسئلةـــــ لاتوجد أي مساهمات إيجابية قدموها مقابل هذه الأسئلة على الإطلاق.. بل عكس ذلك فلقد ظهروا للناس فى ثياب الكبرياء والاُبهة والطغيان والعجرفة والتعامل الخشن مع المريدين بالداخل.. إلا لمن تبعهم من أصحاب المصالح الخاصة الرخيصة الآنية مثلهم..أما من كان صاحب رأي سديد من المريدين بالداخل فلم يستمعوا له بإعتبار أنه مصنف بالجبن لأنه لم يشاركهم فى النضال..فكانت النتيجة الطبيعية لمثل هذا الغرور الأعمى والطغيان هو الفشل الذريع والسقوط عند تجربة البداية 2005م ــــ2011م.. مع أن فُرص النجاح كانت متاحة ومهيأة بنسبة كبيرة ..حيث أن غالبية الشعب السوداني قد ملَ هذا النظام وكان فى إنتظار من يخلصه منه ..بالإضافة إلى أنهم كانوا قد حصلوا على أموال هائلة من أموال البترول وأموال المانحين ..ففشلوا فى عكس هذه الأموال الهائلة الخيالية على شكل خدمات التي حاربنا من أجلها ووعدنا بها الشعب.. مثل التعليم المياه الصحة الطرق والكهرباء بالإضافة للتنمية البشرية..ومع أن هذا الفشل الذريع والسقوط واضح وظاهر لم يكونوا اُمناء مع أنفسهم وشعبهم عند الإجابة على سؤال لماذا لم يقدموا الخدمات التي وعدنا بها الشعب من النضال ؟! فكان بعضهم يجيب بكل طغيان وعنجهية وغطرسة بدلاً من الإعتذار أن الشريك كان عنيد للغاية ولم يوفر الأموال المطلوبة للخدمات الخمسة..وكما أن المدة كانت قصيرة..وكأن للناس قنابير صمٌ بكمٌ لا يسمعون ولا يرون تهافتهم على شراء الأراضي عن طريق الإغراء لبناء البيوت الفاخرة مثنى وثلاث فى العاصمة وفى الولايات ..وبهذه الإجابة العاجزة يكونوا قد سقطوا ووقعوا فى قاع الفشل والكذب ..كيف تكون الفترة غير كافية وجلهم قد أمضوا ثمانية عشر شهراً فى مواقعهم قضوا نصفها فى جدل بيزنطي لا فائدة منه لشعب الولاية ..وبعضهم قد أمضى بالتمام سنتين مثل عبد العزيز أدم الحلو..فكيف إستطاعوا أن يبنوا لأنفسهم بيوتاً فاخرة فى الولاية واُخرى فاخرة فى الخرطوم ومتاجر وعربات.. وبعضهم إمتلك كميات كبيرة من الأبقار بينما قبل دخولهم للحركة الشعبية كانوا لا يملكون ولا نعجة..وبعضهم قام بإيجار منازل سكن فى الأحياء الراقية بمبالغ هائلة أدى إلى إرتفاع إيجار المنازل فى الخرطوم.. وإذا قيمنا أدائه من خلال موقعه نجده يساوي صفر كبير لأن فاقد الشئ لا يعطيه.. فأين لهم بهذا الوقت الذي مكنهم من بناء منازل فى الولاية وفى العاصمة ولم يجدوه لبناء شفخانة أو مركز لتوليد النساء الحوامل أو مستشفى أو أبار مياه (مضخة) أو إصلاح طرق أو بناء مدرسة أو مجمع لفاقدي الأبوين أو مركز لخدمة اُسر الشهداء..فمن أين لهم بالوقت والمال الذي ساعدهم فى بناء بيوتهم الخاصة وإمتلاك كميات كبيرة جداً من البقر ولم يجدوا الوقت والمال المناسب لصرفها في خدمة الشعب الذي رفعنا السلاح من أجله؟؟على جميع وزراء ووزراء دولة من الذين عملوا فى الحكومة الإتحادية والولائية من الولاة ونوابهم وأعضاء البرلمان قومي وولاءي وقيادات الجيش الشعبي فى الولايتين والمحافظين فى حكومة الشراكة 2005م ـــ2011م يجب عليهم أن يجيبوا على السؤال أعلاه...يجب على الجميع كشف حساباتهم حتى نعرف أسباب فشل المرحلة الإنتقالية فى الولايتين؟؟!! *إنظروا إلى المتيم العاشق الولهان برؤية السودان الجديد السيد/ياسر سعيد عرمان اُنظروا إلى حاله قبل هروبه من العدالة من السودان الى الحركة الشعبية؟!ماذا كان يمتلك؟؟ما هي أملاكه قبل هروبه من العدالة إلى الحركة الشعبية؟! واُنظروا إلى حاله وممتلكاته بعد هروبه إلى الحركة الشعبية؟! منازل فاخرة لا حصر لها ..شركات تجارية بما فيها شركة طيران للنقل الجوي (جست فور يو)..ألم تلاحظوا معاكسة الرجل برنامج نقل الإغاثة إلى المحتاجين فى المنطقتين إلا من خلال شروطه التي تقضي بنقل الإغاثة من إثيوبيا ليرتب مع الدول المانحة إدخال شركته من ضمن الشركات التي ستنقل الإغاثة من إثيوبيا إلى جبال النوبة ومن إثيوبيا إلى النيل الأزرق حتى تدر عليه ملايين الدولارات في رصيده بينما الجوع يسحب من رصيد دماء النوبة وشعب النيل الأزرق في هذه المساومة القذرة!! *هذا هو حال وزراء الحكومةالإتحادية ووزراء الدولة والولاة ونوابهم والمحافظين وأعضاء البرلمان القومي والولائي وقيادات الجيش الشعبي فى الولايتين فى الفترة الإنتقالية 2005م ــ2011م..وهذا هو حال العاشق الولهان برؤية السودان الجديد ياسر سعيد عرمان فهل نوع شكل الناس ديل بقادرين على حمل رؤية السودان الجديد وتوصيلها إلى نهاياتها المنطقية المرتجاء لتنعكس على شعب السودان رخاءاً وسعادة وعدالة وحرية وخضرا؟!! أرجو من المهتمين الإجابة على هذا السؤال؟؟!! * نختم هذا المقال ونقول إن ما ختم به السيد/ ياسر سعيد عرمان مقاله المختصر هذا لا يعدوا من أن يكون مجرد فرفرة ديك مذبوح.. وكان الأحرى به القبول بموت الرؤية بعز بدلاً من كثرة البتابت..لأنه يعلم علم اليقين الأسباب الأساسية التي أدت إلى الموت السريري لرؤية السودان الجديد..وكان عليه أن يكون صادقاً وأميناً وشجاعاً ولو مرة واحدة فى حياته وينعي موت هذه الرؤية نعياً صريحاً واضحاً بدلاً من التستر على الموت ..وكان هذا بالضرورة سيفتح عليه باباً من الرحمة والتعاطف والتعاضد هو فى أمس الحاجة إليها فى هذه الظروف الصعبة التي يمر بها هو سوياً مع الرؤية من الأصدقاء والخصوم على السواء..لأن لا شماتة فى الموت فالجميع ميتون لا محال..ولكن سيكون لكل أسبابه للتعزية.. فالأصدقاء سيقدمون له التعزية كموقف إنساني طبيعي..بينما الخصوم سيقدمون له التعزية من زاوية الراحة الأبدية من ياسر سعيد عرمان وخزعبلاته الوهمية لأنه بهذا سيقبر مع رؤية السودان الجديد إلى الأبد..فهو بدلاً من القبول بالموت الأبدي فهو يحاول مرة اُخرى بدأ خزعبلات جديدة يرفع من خلالها الروح المعنوية له هو وللغافلين والغافلات الذين ظلوا يتبعونه من زاوية المصالح الخاصة عندما كانوا يهتفون بإسمه ويطبلون ويحرقون البخور له وهو يؤسس فى الشركات المتعددة والمنازل الفاخرة والعيش الرغيد وكانوا لا يعرفون أن السيد / ياسر سعيد عرمان يبني فى شخصه هو الديكتاتوري الأناني بناءاً حقيقياً على أرض الواقع.. بينما كان يبني فى رؤية السودان الجديد بناءاً وهميا على أرض الخيال والأحلام الوردية..فكان يصرف على بناء شخصه من الأموال التي خصصتها الحركة الشعبية لنقل الرؤية من النظرية إلى الوجود ومن أرض الخيال إلى أرض الواقع..من أموال المانحين والأموال التي تبرع بها الأصدقاء للمساعدة فى تنفيذ رؤية السودان الجديد.. وكان بلا شك سينعكس هذا على حياة ومعاش الناس على شكل خدمات عامة..ولكنه لم يفعل إلى أن أتته ريح صرصر من ثوار جبال النوبة الذين جمع ثرواته على حساب دمائهم حيث كان كالقراد الذي إمتص دماء شعب النوبة حتى أصبحوا كالهياكل النخرة..عليه نقول لياسر سعيد عرمان تو لييت فلقد إنقطع حبل الكذب لأن الإنسان يولد مرة واحدة ويموت مرة واحدة ويبعث مرة واحدة ..فلا يوجد ما يُسمى ميلاد ثان بل توجد بداية جديدة يكون روادها جيل جديد بأفكار جديدة.. جيل أمين رشيد كفء قادر مؤهل يخشى الله وغير فاسد مثلكم...
07-13-2017, 10:16 PM
Talb Tyeer
Talb Tyeer
تاريخ التسجيل: 05-30-2006
مجموع المشاركات: 499
مقال في الصميم.... مازالت نظرية الحركة الشعبية عصية الفهم للكثيرين بالرغم من انها مليئة بالادبيات التي تؤهلها بان تكون مفهومة للجميع ولكن القائمين على الامر لم يجتهدوا حتى الان لانزال تلك الرؤية الى ارض الواقع لانهم انغمسوا في ملزاتهم الخاصة واستمرأوا حياة السودان القديم..... وعندما كنا نتحدث معهم لوضع نظرية الحركة الشعبية موضع التنفيذ لاقينا كثيرا من العنت بل الازدراء والتخوين...... وانت تعلم انه عندما قررنا في النصف الثاني من العام 1984م الانضمام للحركة الشعبية والركون الى الكفاح المسلح كان ذلك بوعي تام بعد دراسة منفستو الحركة الشعبية كلمة كلمة سطر سطر وفقرة فقرة وسفحة صفحة. وعندما وقع السلام توقعنا ان يلتئم الجمع بين الذين حملوا السلح والذين بقيوا للنضال من الداخل..... فهولاء هم الذين دفعوا الثمن اكثر من غيرهم وقد فقدنا منهم نفر عزيز قتل بدم بارد ومنهم من شرد الى خارج الاقليم بل الى خارج السودان الى المنافي خاصة بعد التجربة المريرة التي فقدنا فيها كوكبة من الشباب التنظيميين داخل الحركة الشعبية نفسها الذين هم من كان يحمل الفكرة الحقيقية للنضال....وعندما اتى السلام لم يكن التنظيميين على راس الوفود الذين قدموا الولاية بل لقد خون الذين اتوا اخوتهم الذين ناضلوا من الداخل ودفعوا ثمنا باهظا في ارواحهم ولم يبقى منهم الا القليل ومع ذلك تم استبعادهم ولم يتم الاستعانة بهم في التوظيف بل تم توظيف اناس لم يكونوا اصلا اصحاب مشروع.... وحتى القليل من التنظيميين الذين اتوا قد انحرفوا عن طريق الجادة ولم يساهموا في انزال المشروع الى ارض الواقع وكان بامكانهم فعل ذلك..... ولكن ذلك لم يحدث لذا فشل المشروع فشلا زريعا من هذا التخبط......كما اننا لم نجد احدا يهتم بنشر مباديء وقيم ومفاهيم نظرية الحركة الشعبية الاساسية لمنسوبيها من القمة الى القادة... وقد راينا كيف كنا ننتهك مبادئنا:مثل الحرية والعدالة والمساوة والوحدة الطوعية على مراى ومسمع من الجميع فلا حرية اعطيت ولا عدلة تمت ولا مسواة في الحقوق والواجبات تمت ولا وحدة طوعية تمت بل بدلا منها تم التشرزم والتشظى والتكتل القبلي والاثني والتخندق في القبيلة والاسرة وخشم البيت لتنتفي اهم اركان النظرية وهي التنوع التاريخي والمعاصر......فاما القيم الاساسية للنظرية مثل المسئولية والشفافية والمحاسبة فلم نرى لها اثرا... بل راينا كيف كان يتصرف المسئولين بدون مسئولية وبدون شفافية ولم تتم المحاسبة الا على الضعفاء...... فاما المفاهيم الاساساسية مثل الديمقراطية والعلمانية والتنوع التاريخي والمعاصر والرفقة فهي ايضا قد انتهكت تماما.... فلم نحتمل الممارسة الديمقراطية داخل جهازنا الحزبي ولم نمارسها كما وان العلمانية التي تعني فصل الدين عن السياسة وان يكون الدين شانا خاصا بين العبد وربه وان نوفر الظروف لممارسة الاشخاص لدياناتهم بحرية بدون الحجر عليهم فهمت بانه محاربة الدين فاما التنوع التاريخي والعاصر الذي تحدثت عنه النظرية والذي يعتبر الركن الاساسي في نظرية الحركة الشعبية فقد اسيء فهمه وتم انتهاكه بصورة واضحة وكاد يعود بنا ذلك للوراء دهورا... فاما مفهوم الرفقة فقد فقد مضمونه تماما ايضا... فالرفيق يضرب من الخلف وتنتهك اعراضه .... اذا مازلنا بعيدين تماما من النظرية التي نذرنا انفسنا لانزالها الى ارض الواقع...... فما لم نسعى في المرحلة القادمة للعمل بجد مع المباديء والقيم المفاهيم التي وضعناها وتشربناها واصبحت جزءا من سلوكياتنا في حياتنا اليومية قيادة وقاعدة، نكون بذلك نضيع في الزمن والجهد والمال.... ونكون لا رحنا ولا جينا...... لاننا بدون مبادي وقيم ومفاهيم واضحة ورؤية مبنية على تلك المباديء والقيم ورسالة تهتدي بتلك الرؤية وهدف عام واهداف استراتيجية ومشاريع وبرامج واضحة فاننا سنتجه الى الهاوية لا محالة.......فلا بد من الاستفادة من التجربة المريرة التي عشناها منذ توقيع اتفاقية السلام في 2005م حتى الان وتصحيح المسار...... فاما الحديث عن ميلاد ثاني وما ادراك ما ميلاد ثاني فهي حديث للاسهلاك ليس الا.... فعقار وعرمان نفسه كانت لهما فرص سانحة لتصحيح المسار حتى اخر لحظة لكنهما فشلا زريعا وذلك لعجزهما لاتباع الاسلوب والمهارات القيادية السليمة.... وفاقد الشيء لا يعطيه...... ومع ذلك مازالت لهما فرصة سانحة لمراجعة نفسهما والاعتراف بالاخطاء التي تمت ان ارادا فعلا رؤية السودان الجديد تنزل الى ارض الواقع كما هي..... فالرؤية يا رفيق مازالت عصية الفهم والاستيعاب!!!!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة