|
بالدبة... (الحقوق محفوظة)! بقلم إليكم - الطاهر ساتي
|
** آفة الأخبار رواتها، وصار طبيعياً أن يكون الراوي صحافياً أو مواطناً، وخبر هذا وذاك يحتمل التصويب، ثم الاعتذار وتجاوز الآثار.. ولكن حين يكون الراوي للخبر الخاطيء صانعا للقرار الحكومي او نافذا بمنظمة مجتمع مدني مؤثرة، أي حين تصبح آفة الأخبار (مسؤولا)، ترسخ الآثار السالبة في الاذهان حتى لو تم تصويبها.. وبزاوية الخميس الفائت، تعليقاً على تصريح منسوب لمعتمد محلية الدبة، وآخر منسوب للهيئة الشعبية لتطوير الدبة، انتقدت ترحيل ما يقارب الـ (2000 اثيوبي) من محلية الدبة الى الخرطوم، وذلك بعد اخضاع بعضهم الى فحص طبي كانت نتائجه اكتشاف حالات للكبد الوبائي مقدرة بـ(66 حالة) من جملة الذين تم ترحيلهم وعددهم (2000).. هكذا كان التصريح الخبري -على لسان معتمد محلية الدبة وأحد أعضاء الهيئة الشعبية- في صحف الثلاثاء الفائت..!! ** ويوم الخميس الفائت، تعقيباً على الزاوية وليس على تصريح المعتمد وعضو الهيئة الذي سبق الزاوية بثلاثة أيام، اتصل عادل محمد مدني، رئيس الهيئة الشعبية لتطوير الدبة -وهي ذات الهيئة التي شاركت مع المعتمد في الحدث- قائلاً بالنص: (لم نطرد أحداً من الدبة، وكل ما ورد بالصحف غير صحيح. أولاً: حجم الكثافة الإثيوبية بالدبة لا يتجاوز (300 شخص)، ثانياً: من تم ابعادهم عددهم (6 فقط لا غير)، ثالثاً: هذا الإبعاد كان بأمر قضائي، وتم تسليمهم لإدارة الجوازات بمحلية الدبة، وسلموهم بدورهم لإدارة شؤون اللاجئين بالخرطوم)..!! ** ثم واصل عادل موضحاً مع بعض العتاب: (والآن الإثيوبيون يعيشون في الدبة، وبعضهم سافر بطوعه، والبعض الآخر مقيم ويمارس حياته بشكل طبيعي، ولم يتعرضوا لأي مضايقات من قبل المواطنين).. والمدهش في أمر الحدث، حديث عادل هذا: (وعندما أبعدت المحكمة هذا العدد المحدود، كان معتمد الدبة بالخرطوم، ولم يشهد الحدث).. وعليه، أخطأت قناة الشروق عندما نسجت خبراً من خيالها ووضعته على موقعها الالكتروني الذي عمم الخبر على كل الصحف والوكالات.. فالشاهد، حسب توضيح الهيئة الشعبية لتطوير الدبة، وكذلك، تأكيد أهل الدبة الذين أمطروني بوابل من الرسائل والاتصالات، لم تنتهك حقوق اللاجئين الاثيوبيين بالدبة، ولم يتم الترحيل القسري لأي فرد من أفراد الجالية الاثيوبية، ولم يتعرضوا لأي إساءة أو مضايقة من قبل أهل الدبة..!! ** ثم الأدهى في الأمر، ما يلي نصا: (لم أصرح بما ورد في موقع قناة الشروق، ولا بما ورد في الصحف، ولم نأمر اي جهة او نطالبها بترحيل الاثيوبيين من محلية الدبة، وكل ما في الأمر تم تسليم عدد محدود بأمر قضائي وبعد اكمال كل الاجراءت القانونية والصحية للسلطات بالخرطوم، والاحصائية الرسمية لاعداد اللاجئين بالمحلية (320 لاجئا)، و المحلية مسؤولة عنهم في اطار مسؤوليتها وسلطاتها، ولم يتعرضوا لاي انتهاك في حقوقهم ولم يتم ترحيلهم الي اي مكان، ولا نفرق بين اللاجئين او نصفهم في اي إجراء قانوني، واي إجراء يتم وفق القانون و دائما ما يكون محدودا)، عصام علي عبدالرحمن، معتمد محلية الدبة موضحا ومعقبا على الزاوية أيضا..!! ** وعليه، يبقى السؤال، لماذا ينسب لمعتمد الدبة من الحديث ما لم يقله، ومن الحدث ما لم يكن شاهداً عليه؟.. ولماذا ينسب للهيئة الشعبية لتطوير الدبة من التصريحات ما لم تقلها، ومن الافعال ما لم تفعلها؟.. انها قناة الشروق، وليس في الأمر عجب، إذ هي القناة التي حاورت مواطنا بالبطانة بمظان انه الراعي الأمين الطيب بالسعودية.. ومع ذلك، لا تتعظ صحفنا، وتتخذها مصدرا لاخبارها.. وكذلك تقاعست السلطات بالشمالية، اذ لم تبادر أية جهة بالولاية أو بالمحلية بنفي الحدث والحديث المنسوب للمعتمد والهيئة طوال الأيام التي سبقت نشر الزاوية -ثلاثة أيام- رغم انه كان (مانشيتا).. على كل حال، لم يحدث بمحلية الدبة ما ينتهك حقوق اللاجئين والأجانب ولا ما يخالف القانون، والشروق.. (لن تعتذر)..!!
|
|
|
|
|
|