|
باقة أشعار هولندية لأبراهيم الشيخ عادل عثمان عوض جبريل ودنوباوي
|
mailto:[email protected]@gmail.com
(1)
للحرية مذاق الالم
كيوام في دي كرافت Guillame V.D. Graft
الحرية للانسان
الحرية لغة الحرية للانسان لكي نخاطب بعضنا
لا يمكننا مخاطبة الطيور فالقمر بارد كسمكة لا يمكننا مخاطبة الطيور فالشمس صامته
لكننا ننادي الناس كلاً بأسمه لكننا ننادي الناس ليجيبوا بنعم او لا
بعضهم لا يود ان يجيب لنتقاسم الزمن بعضهم لا يود ان يجيب لنتقاسم الخبز اغلبهم يبغون أن يتقاسموا السرير لبرهة من الزمن اغلبهم يبغون ان يتشاجروا لبرهة من الزمن
يرددون خبزي وأنفاسي ثم يبتلعون كلماتهم يقولون خبزي وانفاسي لكنهم يأكلون وينامون فقط
أحاور نفسي التقط انفاسي بمفردي أحاور نفسي اما البقية فقد قضوا نحبهم
الحرية للانسان كما الفضاء للطيور الحرية للانسان كما الماء للسمكة الحرية كلمة تحولت الى لقمة خبز اصوات تشظت ودم يسفك للحرية مذاق
كيوام في دي كرافت Guillame V.D. Graft (1920 -2010)
ولد في روتردام , عمل في مجال التدريس منذ عام 1954 ، شعره تأثر كثيرا بنايهوف وآختربيرخ، تميزت قصائده بالرمزية والاهتمام بالمفردات الاجتماعية.
(2)
عام الاعتصام
ريمكو كامبيرت Remco Campert
حدث ذلك في عام الاعتصام رقدت المدينة كمريض يحتضر كان مشهداً كحمى لاحلام لعصافير رحلت بأتجاه الجنوب يتدفق الناس نحو الشوارع وهم يتضورون جوعا : لقد سئموا الحرب ما فتئ قادتها يلوحون بشعاراتهم بينما نتماسك محبة فيما بيننا .
حدث ذلك في عام الاعتصام نصارع الحجر من اجل الخبز حينما نحب بعضنا ونتجول في متنزه عادي نجلس تحت تماثيل الماضي بلونها الرمادي كما الشتاء - كحمامة - هربت من سلة التقويم الزمني وتسللت الى ملابسنا لتبحث عن ربيع المحبة الذي يفوح من اجسادنا
حدث ذلك في عام الاعتصام تخمرت المدينة كشراب الجعه فأحتضنت التلال الحيوانات ،وتناثر الناس في شوارعها كما الدموع عبست المدينة وصرت على فكيها ترنحت الكنائس فالناس تريد ان تأكل وتحيا بسلام .
الشتاء
ريمكو كامبيرت Remco Campert
شتاء امسى فضاءه كآلة جافة فالاشجار بلا حياة انتظمت فوق طرقات بلا نهاية .
نود ان نتجول في القرى ونصغي الى حفيف قطعان الماشية اسمع : كلاب الحراسه تعلن عن انتهاء الخطر .
مساءً حينما نعود الى المدينة نصغي الى الانسان وهو يتحدث بلا جدوى نحن افضل من يمنح الدفأ لبعضنا هنا او هناك . وليلاً ، حينما تعج الارصفه بنجوم وانوار قمر كأنها نار بارده في متناول اليد فتتغطى النوافذ بأزاهير الضباب وملصاقات صور الطيور
ريمكو كامبيرت Remco Campert تمتع بشعبية واسعه ، اضافة لنظمه الشعر كتب القصة القصيرة ، قصائده تميزت ببساطة التعبير بالرغم من نبرة الحزن التي تطغى عليها
(3)
بلا اجيال
روتخر كوبلاند Rutger Kopland
هكذا الحال دوما في كل مكان ومع كل شخص نعود الى نقطة ذاتها اننا لا ننتمي الى جيل ما ، نحن هنا بمفردنا نواجه
نار يعتلي فضائها لون اخضر انبثق من قعر الاوراق تناثر منها كزخات مطر رمادية ساخنة لتسقط في شراب جنيفر كفراشات تحتضر لكنها ما زالت تقاوم ، جاؤوا سوية ليشربوا ويشربوا
هنالك جيل صغير وآخر كبير وجيل آخر، هو نحن، لا يقوى ان يرى شيئا ولا حتى مقدار اختلافه
نحن، بلا حرية، مكبلين، هذا ما نشعر به حقيقة. يتوجب علينا ان نتعرف على الاشياء لكننا كنا نجهل ذلك
نعم ، انها الحقيقة ، نفتقر للاعذار لتقليل اختلافاتنا تجاه اختلافات الاخرين
كل منا يرتاب بالآخر ، نفكر بالآخر بطريقة لم يفكر بها احد في اي مكان ما
روتخر كوبلاند Rutger Kopland درس الطب وعمل استاذا جامعياً ، بالاضافة الى نظمه الشعر لديه نشر العديد من الابحاث العمليه ، ذاع صيته كشاعر في حقبة الستينات واصبح من المع الاسماء حينذاك
(4)
السلام
ليو فرومان leo Vroman
ان وصلت حمامة وزنها نصف كيلو تمسك بغصن الزيتون بين مخالبها لتهدل علي قصصاً حين سماعها من فمها ، كأنها غلال ارامل جميلات ، تسرد نهاية الحرب ثم تكرر الروايه الف مرة : وتنهمر دموعي في كل مره.
مذاك على حين غفلة ، رميت بنفسي الى سيارة الاجره ، بلا امل ، تاركا الليل في ثقب يتسع كل يوم رويداً رويداً وحبيبتي الجميلة مكثت يائسة، جفت دموعها خجلاً ، حتى الحجارة الصلده ارتدت لما اصطدمت بها وقفت قريباً منها بلا حراك اتصبب عرقا مبتهلاً : كانت يائساً ومن بين اسناني تصر الكلمات ،"السلام ، السلام".
الحب معجزة نتنة الرائحة يجز الراس جراء شهوة رعناء ان شئت ان اواصل على ان اعيش بلا سلام ، بلا لعنة السلام لان دوي ضوضاءه يقتلعني عاجلا من حبي بل يخرجني مفزوعا من فراشي فنرى في احلامنا ان حرب الامس عادت تسير على قدميها ، لا نقوى على انجاز الاشياء لكننا ننطلق ، ونجري ونصرخ على مسامع بعضنا ، يائسين بالكاد نسمع احلامنا .
كيف لي ان لا اصب اللعنات حينما نار المدينة ، التي شيدت منذ امد بعيد ، تتصاعد من جدران غرفتي وتلفها وتوقظني ؟
ويتحول الطفل المحروق الى العاب نارية ، لكن هذا ليس بأمر مروع ، ما يروعني : ذلك الزمن الذي بلا تاريخ بغتة ينتصب كبرج ترابي ، وسط الدار، من طين سرداب منسي ، وتمسي اثاث الدار مبعثرة لهب دامٍ ودم احمر ملتهب، واشلاء ناس طيبة عطرت الهواء ، صمتت القرون طويلا قبل ان يشنق الطفل على العامود ويرفع يديه مستسلماً .
تعال هذه الليلة وقص علي تاريخ نهاية الحرب ، كررها مئة مرة: وستنهمر دموعي في كل مرة .
ليو فرومان leo Vroman (1918 - 1992)
درس البيولجي في جامعة اوترخت ، رحل الى اندونيسيا خلال الحرب العالمية الثانية بعد أن قضى بضع سنوات في معتقلات المانيا النازيه ،وفي عام 1946هاجر الى الولايات المتحد الامريكيه و عمل في مدينة نيويورك في نطاق اختصاصه العلمي
|
|
|
|
|
|