|
ايلا ليلمع بريق الجزيرة ام الجزيرة ليخبو بريق محمد طاهر ايلا بقلم بهاء جميل
|
08:42 PM Jun, 07 2015 سودانيز اون لاين بهاء جميل- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ما ان عرف البعض بتعيين السيد محمد طاهر ايلا واليا لولاية الجزيرة حتى استبشروا بذلك التعيين خيرا بعكس الذين تحسروا من اهل ولايته السابقة على ابعاده عن ولايتهم فالسمعة التي تسبق السيد محمد طاهر ايلا هي سمعة حسنة تضعه في مقدمة الولاة الذين انجزوا لولاياتهم وقدموا لها الكثير ومع اننا لا ندري على وجه اليقين هل حدث ذلك لان الوالي نفسه شخص كفؤ نزيه عمل بتجرد لخدمة الولاية ام لان الولاية لديها جهة تمويل اجنبية لمشاريع البنى التحتية هي الصندوق الكويتي الذي لا يسمح المسئولين عنه بالتلاعب ويقوموا بمراجعة المشاريع المنفذة بانفسهم قبل ان يقدموا المزيد من الاموال ام لان الدولة كانت تخشى من ظهور بقعة جديدة للصراع في الولاية التي هددت برفع السلاح فغضت الطرف مكرهة عن الجزء الاكبر من مدخولات الولاية الضخمة وسمحت للوالي – حتى حين – باستخدامه في مشاريع البنى التحتية التي منحته السمعة والتاييد اللذان باتت الحكومة المركزية تخشى منهما ام ان الوالي كانت له بطانة صالحة عملت معه على تطور المنطقة ام لكل تلك الاسباب مجتمعة ، ايا كان الاسباب فواقع الحال يقول ان الرجل قدم عملا ملموسا جعل الكثيرين يشيرون اليه بالبنان مما تسبب في ازعاج الكثير من الحيتان الكبيرة . ان تعيين محمد طاهر ايلا واليا لولاية الجزيرة والذي يتزامن مع اعلان الدولة لسياسة نهضة قومية تعتمد فيها على الزراعة لقناعتها – التي جاءت متاخرة جدا - بانها المخرج الوحيد للسودان قد يكون لثقة الحكومة المركزية فيه كرجل يستطيع ان يحقق شيئا ولكنه ايضا قد يكون لسبب اخر بسبب بعض مواقف حكومته السابقة لذا فهو يطرح العديد من الاسئلة المهمة فهل قصدت الحكومة المركزية ان تقوم بتعيين الرجل لكفاءته التي شاعت او اشيعت عنه حتى يقوم بادارة ولاية الزراعة الاولى في السودان ليحقق مزيدا من الانجازات تتماشى مع هدفها الجديد الذي تصبو اليه ؟ وهل نوت الدولة اخيرا ان تنصف مشروع الجزيرة فاتت اليه بواحد من خيرة رجالها حتى يساهم في علاج مشكلاته ويحل معضلاته؟ ام ان الحكومة المركزية قررت ارساله لتلك الولاية بالذات حتى يخبو بريقه ويموت مجده ؟ لقد كانت للرجل صولات وجولات من الصراع مع المركز ايام كان واليا لبورتسودان صراع علي مستوي رئاسة الجمهورية وعلى مستوى وزارة المالية في مايخص نصيب الولاية من مدخولاتها ولقد تطور ذلك الصراع المتكرر حتى وصل الى مرحلة التحدي الذي اصبح يهدد الحكومة ويهدد وحدة البلاد بعد ان شعر الوالي بالثقة المطلقة نتيجة لقوة القاعدة الشعبية التي تسانده وقد تجلي ذلك في مشكلة المياه التي لم تفي الدولة بالتزاماتها تجاه القيام بحلها والتي وصلت ذروتها في العام 2014 عندماعقد مجلس الولاية جلسة هدد فيها اعضاء المجلس بالاعتصام في مقرهم وتعليق جلسات المجلس و شن فيها علي بلعيد نائب دائرة سنكات التي ينحدر منها والي الولاية محمد طاهر ايلا هجوماً عنيفاً علي قيادات المركز وقال ان وزراء وقيادات الحكومة الذين يحملون جنسيات مزدوجه لن يهمهم معاناة ومشاكل اهل الشرق وقال ايضا ، طالبنا المرة السابقه بحمل السلاح والآن نطالب بفصل الشرق وقطع العلاقة مع كل مؤسسات المركز وتقديم الاستقالات منها وقد هددت العضو زين احمد بحمل السلاح اذا لم تحل المشكلة ، ختم تلك التهديدات نائب الوالي صلاح سر الختم الذي شدد علي ان الوالي محمد طاهر ايلا رمز معروف ليس عند الرئيس البشير بل وعند الجميع، في اشارة الي انه لايقل مكانة عن الرئيس.
تلك الصراعات المتكررة لولاية البحرالاحمر وتلك القوة التي اصبح يتمتع بها محمد طاهر ايلا ومجلسه وتلك الثقة التي بات يستمدها من قاعدته الشعبية للحد الذي يجعله يتحدى مركزه وتلك النبرة التي اصبح يتحدث بها كل ذلك جعل المركز يراجع سياساته ويحدد الخيارات التي تناسبه فكان قرار الغاء انتخاب ولاة الولايات واستبدال ذلك بالتعيين من قبل الرئيس على اعتبار ان امر انتخاب الولاة يؤدي الى تفشي العصبية القبلية واستخدامها سُلماً للوصول إلى مواقع السلطة وإن كان ذلك على حساب الكفاءة والمواطنة مثل ماذكر السيد الرئيس في خطاب سابق ولكن الهدف الرئيسي كان هو سحب البساط و قطع الطريق على كل من يعتمد من الولاة على قاعدة شعبية تسانده وتجعل منه قوة تقف في وجه الحكومة المركزية اول اولئك الولاة المستهدفين بالقرار كان هو محمد طاهر ايلا لذا فمن المرجح ان يكون اختياره واليا لولاية الجزيرة سببه انها ولاية مهمشة لم تهدد المركز يوما ولا يطالب فيها احد برفع سلاح او بانفصال ولن يجد فيها الوالي الجديد أي دعم او سند ولن يستطيع ان يحقق فيها أي انجاز ككل الولاة الذين سبقوه وذلك سيجعله في الظل حتى ينساه الناس . اما اختيار الوالي السابق لولاية نهر النيل محمد احمد حامد والذي يتحدر من قبيلة الجعليين فقد تم اختياره لولاية البحر الاحمر من اجل اخماد اصوات المهددين ومن اجل اسكات كل من يغرد خارج سرب الحكومة المركزية . السؤال الاخير الذي يطرح نفسه هل ستؤدي تلك التغييرات وهل ستؤدي محاولة ابقاء ايلا في الظل و الذي يتمتع بعلاقات واسعة مع فرنسا وهل ستؤدي سياسات الوالي الجديد لولاية البحر الاحمر والذي سيكون احد اهدافه الرئيسية تحصيل اكبر قد ممكن من دخل الولاية لصالح المركز الى تصعيد محتمل في جبهة الشرق في قابل الايام يصل الى حد رفع السلاح ؟ ذلك ما ستجيبنا عنه الشهور القادمة بهاء جميل
أحدث المقالات
- المحن السودانية البوبينه والكتاوت بقلم شوقي بدرى 06-07-15, 04:48 PM, شوقي بدرى
- انبطاحة من أجل الوطن! بقلم الطيب مصطفى 06-07-15, 04:40 PM, الطيب مصطفى
- ( كمان الكتب) بقلم الطاهر ساتي 06-07-15, 04:36 PM, الطاهر ساتي
- ألمحامى المهان بالسودان , ووضع حد للمهازل بقلم بدوى تاجو المحامى 06-07-15, 07:21 AM, بدوي تاجو
- الوفد الشعبي السوداني الى امريكا من رفع الحصار الى حصار الوفد بقلم شاكر عبدالرسول 06-07-15, 07:18 AM, شاكر عبد الرسول
- نص شعري بق التواريخ القديمة* بقلم *الحاج خليفة جودة 06-07-15, 05:28 AM, الحاج خليفة جودة
- خالد المبارك ومحمد مراد: ليس كل ما يهتف نضالاً بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-07-15, 05:03 AM, عبدالله علي إبراهيم
- أبو خليل .. خاتم الزِفَريين! بقلم محمد رفعت الدومي 06-07-15, 04:59 AM, محمد رفعت الدومي
- حان الوقت لاستراتيجيّة جديدة بقلم: : أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر 06-07-15, 04:57 AM, ألون بن مئير
- مقاطعة إسرائيل لا تحرر أوطاناً بقلم د. فايز أبو شمالة 06-07-15, 04:54 AM, فايز أبو شمالة
- الفساد و التنمية بقلم ماهر هارون 06-07-15, 04:53 AM, ماهر هارون
- مدنية Vs. عسكرية ! بقلم م.أ ُبي عزالدين عوض 06-07-15, 03:53 AM, أ ُبي عزالدين عوض
- من يسمع شكوى العاجزين عن الكلام بقلم نورالدين مدني 06-07-15, 03:51 AM, نور الدين مدني
- دفع الفتيات كتعويضات لدى بعض القبائل العربية!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-07-15, 03:49 AM, فيصل الدابي المحامي
- هيَ وهوَ!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-07-15, 03:48 AM, صلاح الدين عووضة
- جهاد الطلب وجهاد الدفع بقلم الطيب مصطفى 06-07-15, 03:47 AM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|