السودان من البلدان التي حباها الله سبحانه وتعالى بالكثير من النعم التي لاتتوفر في معظم بلدان العالم ، على رأسها 80% من نهر النيل العظيم ، ومشروع الجزيرة الذين يعتبر من بين اكبر المشاريع المروية في العالم، كما لديه 80% من الانتاج العالم للصمغ العربي ، والنفط والذهب والعديد من المعادن النفيسة ، وبه ثروة حيوانية لاتحصى ولا تعد ، وجبل مرة ابو خيرا جوة وبرا ، ولا نريد ان نقر على انفسنا ، لكن والله لم نصن هذه الخيرات ، ومن نستفد منها بل كانت نقمة علينا ، حروب ونزاعات ومشكلات متواصلة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، لا ادرى لماذا نحن هكذا.
و هذه الموارد والخيرات لم تجد من يعتني بها او يطورها ، حتى اصبحت تأتي بعض الجهات الاجنبية تأخذ ما تريد ونحن نكسب الفتات ، وبعض المحاولات المتواضعة دائما ما تكون ناقصة ، وفي بعض اللحظات تكون موسمية او لفترة قصيرة وكل شيء يذهب إلى حاله.
واوردت الاخبار انه ولاية نهر النيل استضافت احتفالات العالمي للسياحة، تحت شعار (السياحة المستدامة أداة من أجل التنمية)، بتشريف رئاسة الجمهورية، ووزير السياحة والآثار والحياة البرية محمد أبو زيد مصطفى، و أن اختيار أهرامات البجراوية الواقعة في ولاية نهر النيل للاحتفال باليوم العالمي للسياحة أواخر سبتمبر وملتقى وزراء السياحة هذا العام “يأتي لتعزيز موقعها كواجهة سياحية واستثمارية، ومحرك للاقتصاد القومي وللترويج للتراث الحضاري والمعالم السياحية البارزة بالبلاد”.
وبلاشك ان اهرامات البجراوية هذه تعتبر واحدة من الاثار النادرة في بلادنا وعلى مستوى العالم ، وقد تقدمت دولة قطر للاستثمار فيها ، ونتمنى ان تنجح هذه المحاولة ، على الرغم من ان بعض السياح الذين زاروا هذه المنطقة اشتكوا من سوء المرافق والخدمات المتوفرة خاصة دورات المياه وغيرها مما ترك اثرا غير طيب لديهم ، لذلك يجب علينا وعلى المستثمر الا نستعجل ونحاول الدخول باي طريقة قبل اكتمال المرافق والخدمات الضرورية حتى تكتمل الصورة ، بدلا من الاستعجال . لأن الخدمات الرديئة بالمناسبة ستكون طاردة ، كما ستسيئ لنا .واذا كانت قطر تريد منافسة الاهرامات المصرية ، او تريد اغاظة المصريين من خلال هذا المشروع لن ينجح ، لأن المقارنة معدومة.
وقصة الخدمات وخاصة دورات المياه العامة او شبكات المجاري وشبكات الاتصالات والطرق والكهرباء وتثبيت سعر الصرف للعملة الوطنية هي اللبنة الاولى لأي تنمية ، وبدونها لاينجح أي مشروع ، واستمرار منح مشاريع البنية الاساسية لمجموعة من الاشخاص الفاسدين الذين يدعون التجارة سنستمر هكذا حتى نقع وننهار تماما. ويذهب ريحنا ، وما تبقى من السودان يحتاج الكثير من المجهودات والشفافية وعدم المحاباة والمحسوبية . واستمرار الفاسدين في مفاصل الدولة سيؤدي لسقوطها ، بعد انفصال الجنوب ، دارفور في الانتظار ، وما حدث في معسكر كلمة نذير بذلك ، والكثير من المناطق السودانية تنتظر دودة الارض حتى تكشف عن نفسها.
والسياحة في بلادنا ليست اهرامات البجراوية فقط ، فهناك الكثير من المعالم السياحية من مناظر طبيعية وحية برية نادرة ومغامرات نهرية وبحرية ومناطق وعرة مثل الجبال وغيرها ، و يجب أن تعمل الدولة للاستفادة منها سواء من ناحية الدخل القومي او تشغيل الايدي العاملة العمانية ، والترويج للسياحة والاستثمار في البلاد . لكن ذلك يتطلب العمل بكل جدية لتوفير الامن وتعيين اشخاص مؤهلين ، وعدم الاستعجال والكلفتة ، بالاضافة إلى العمل على تثبيت سعر العملة ، تدريب المرشدين السياحيين ، وغيرها مكن الامور المتعلقة بقطاع السياحة بصورة مباشرة وغيرة مباشرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كنان محمد الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست