|
انشقاق رئيس هيئة اركان قوات حركة جيش تحرير السودان/ محمد عبدالله عثمان (المر) عضو سابق بحركة تحرير
|
انشقاق رئيس هيئة اركان قوات حركة جيش تحرير السودان
[email protected]
عودة الى امر الانشقاقات والانقسامات التى طالت حركة جيش تحرير السودان / مناوى ، فاننا نستطيع ان نقول ان بيئة التنظيم الداخلية للحركة سيئة وطاردة ولا تساعد كثيرا على تطور الحركة ونموها الطبيعى فى الاتجاه الايجابى ويصعب ان يجعل الحركة تتكيف سياسيا تماشيا مع ظروف الدولة السودانية الراهنة . فالمتتبع لمسيرة الحركة يعلم ان الحركة منذ تاسيسها فى العام 2003م عقدت ثلاثة مؤتمرات ، الاولى كان مؤتمر (قارسلبا) التشاورى ولم يحضرها معظم قيادات الحركة ، ما عدا المتواجدين بالمناطق القريبه من منطقة (قارسلبا) فقط وبعض الطلاب الذين قدموا من الداخل فى ذلك الوقت . اما الثانى فكان المؤتمر الذى عقد بمنطقة (حسكنيته) فى جنوب شرق دارفور فى العام 2005 والذى عرف بمؤتمر (حسكنيته) الشهير ، فكان هو المؤتمر التاسيسى للحركة ، الا ان ما دار خلف الكواليس كان بعيدا كل البعد عن روح الديمقراطية والنزاهة وعن مقاصد المؤتمر الهادف الى اعادة التنظيم حسب الشعار المرفوع آنذاك ، بل كانت مؤامرة كامل الدسم كان الغرض منه ان ينصب مناوى نفسه رئيسا للحركة ويقصى الاستاذ عبد الواحد الرئيس الشرعى للحركة ، وكان من ضمن الذين رفضوا ذلك واعتصموا بقيادة منطقة (السنيط) العسكرية كان القائد محمدين ركن العمليات العسكرية فى ذلك الوقت وعدد آخر من القادة النافذين. المؤتمر الثالث لم يكن مؤتمر بل كان اجتماعا استثنائيا لدورة مجلس التحرير الثورى تم فيها امرين خطيرين , تم تجاوز النظام الاساسى بالتمديد لمجلس التحرير الثورى وتمديد اجل انعقاد المؤتمر العام والذى هو من صلاحيات المؤتمر العام وليس من صلاحيات المجلس حسب النظام الاساسى للحركة ، كان ذلك بمدينة الفاشر بدار الحركة فى العام 2009م قام فيها مناوى بالتعدى على سلطات المؤتمر العام وسلطات مجلس التحرير بالتآمر مع رئيس المجلس عيسى بحرالدين محمود حدث فيها تغيير كلى لنظام الحركة الاساسى واستبدل نظام الامانات الذى كان نظاما ديناميكيا فاعلا وقابلا للتطور بنظام رئاسى جامد على المستوى الهيكلى والوظيفى فاصبح مسخا مشوها شبيها بنظام المؤتمر الوطنى ، تم فيها التخلص من منصب الامين العام وبذا فقد تم تكريس كل الصلاحيات والسلطات التنفيذية والسيادية بيد الرئيس فقط دون غيره واصبح مناوى فرعونا جديدا استبداديا متغطرسا , وانشأ طوقا من اقربائه ومحاسيبه احاط به نفسه واعتبرها عملية مشروعة فامتلك الحركة وعضويتها وابعد الجيش والعديد من سياسيى الحركة ، اعلن القائد محمدين عثمان رئيس هيئة الاركان فى ذلك الوقت رفضه لهذا الامر ، وخرج غاضبا من مدينة الفاشر متجها نحو قيادة الشمال ولكن مناوى طلب من القائد العام جمعه محمد حقار ان يتحدث معه ، واضطر محمدين للاذعان عند طلب القائد جمعه ، وحينها هاتفه مناوى وابلغه ان هذا التدبير مؤقت ريثما يتم انعقاد المؤتمر العام فى غضون تسعة اشهر ، ثم الهاه بالسفر الى الولايات المتحدة ثم الى جوبا وغيرها . عاد اللواء محمدين الى الميدان بعد فترة ليجد ان مناوى نصب له فخاخا جديدة ، فادخله فى معارك وهمية مع قيادات كانت فى الحركة وانشقت عنها ثم صنع له تذمرا وسط الجيش وفى احد الاجتماعات علا صوت مطالبا باقالة القائد محمدين والذى بدوره ابدى زهدا غريبا فى الاحتفاظ بموقع لا يجلب لصاحبه شيئا سوى الموت وطلب ان كل من يانس فى نفسه الكفاءة لشغل الموقع فاليتقدم للقائد العام وهو على اهبة الاستعداد لترك موقعه قانعا بما فيه فاخرس الالسن . خلاصة الامر ان البيئة الداخلية للحركة كانت تنعدم فيها فرص الحوار وتداول الراى والراى الآخر، وكل من يرى رايا مخالفا لما يراه رئيس الحركة فهو اما (طابور)او (جاسوس) وقد يتم التعامل معه وفقا لذلك ، حدث هذا الامر لعدد غير قليل من القادة ومنهم من اعتقل واودع السجون ومنهم من قتل ، وهذا ما كاد ان يحدث للقائد محمدين مما جعله يقول: (ان لم نتحرر نحن فانه من المستحيل علينا ان نقود الآخرين نحو التحرر) . فغادر القائد محمدين صفوف الحركة على ان يعود ويعمل على اعادة ترتيب الحركة وفق مفاهيم جديدة ورؤى قابلة للتطور والتطبيق ليصل الحركة الى غاياته النبيلة التى من اجلها تم تاسيس الحركة . ولكن ان يبقى ابناء دارفور فى الاحراش والغابات يزج بهم فى حروب بجبال النوبه وجنوب السودان ويجلس السيد مناوى فى ضيعته فى كمبالا ليدير اعماله فى جوبا وتزانيا واديس ابابا وجنوب افريقيا عبر مناديب ومراسيل فى تلك البقاع فهذا ما لايمكن ان يستمر ابدا وقد انبرى اللواء محمدين للتصدى لذلك اما امر الاستثمارات الضخمة لمناوى ومحاسيبه فسنتناوله فى مقالة اخرى باذن الله .
محمد عبدالله عثمان (المر) عضو سابق بحركة تحرير السودان الفاشر – شمال دارفور 2014-02-25
|
|
|
|
|
|