يروي الشاهد أن مولانا الصغير جعفر الميرغني دخل على الأستاذ علي عثمان النائب الأول وقتها.. بعد مقدمات غير طويلة قدم مولانا التماساً بأن يؤكل له ملف العلاقات مع منظمة العالم الإسلامي ..وكان مساعد الرئيس يطمح في الاستفادة من علاقات والده الممتدة من الخليج إلى السند..كعادة شيخ علي لم يقل لزائره نعم صريحة ولا «لا» نهائية..كلما فتح الساعي المكتب وابتسم مولانا وجد أن الوارد من البضاعة ليس سوى كميات من الفول السوداني والبلح القنديل.. عكف جعفر في مكتبه في انتظار الملف الذي لم يحضر أبداً.. بعدها اختار المساعد الصغير أن يكون في حالة تجوال دولي باعتبار أن في السفر سبع فوائد.عقد أمس الأول مولانا الحسن الميرغني مؤتمراً صحفياً مصغراً أخرجه الأستاذ محمد لطيف.. وصديقنا لطيف في احترافية يحسد عليه يقدم الاستشارة للخصوم والأصدقاء.. تجده في الأمسيات في صحبة الرئيس وفي نهاية الأسبوع مع والي الخرطوم.. في مجلس الإمام الراتب يقدم حديث الصحافة والسياسة.. المهم أن الحسن عقد مؤتمره استباقاً لإعلان النتيجة التي وضع امتحانها بنفسه.. قبل ستة أشهر صرح الحسن وهو متجه إلى مكتبه الجديد في القصر الجمهوري أنه سيحل مشكلات السودان في «081» يوماً.. صباح اليوم انقضت أيام الحسن التي حددها بنفسه والنتيجة أن مولانا أحرز المرتبة الأولى في فصل يحوي تلميذاً واحداً.أحياناً يكون الصمت أبلغ من الكلام.. الحسن اعتذر للشعب السوداني طالباً مدة إضافية جديدة ليحل مشاكل البلد.. حيث أوضح أنه خلال كل تلك الفترة كان «قاعد ساكت» في القصر الجمهوري لأن الرئيس لم يكلفه بأي ملف حتى لو كان افتتاح معرض الزهور الراتب.. الحسن يعترف في الحديث الذي نقلته التيار أن الملفات «ما ليها أول ولا آخر».. ومن كثرة الملفات أن مولانا شيخ الأمين أمسك بملف العلاقة مع الخليج العربي.. ولكن السؤال لماذ صمت الحسن ولم يحاول حتى قلع ملف كما فعل شقيقه جعفر.. أو يخرج مُغاضباً.في تقديري.. يجب ألاّ يُلام الحسن ابتداءً.. فالرجل كان حسن النية وظن أن الإنقاذ التي نازعت شيخها على السلطة يمكن أن تهبه من الملك شيئاً .. لكن المشكلة أن مولانا الحسن يمارس ذات التسطيح حينما يلمح بمنحه ملف العلاقات مع أمريكا ويعد برفع كل العقوبات دون أن يحدد سقفاً زمنياً هذه المرة.. وكاد الزملاء الضيوف أن يضحكوا حينما برّر الحسن أنه لم يبرز التفويض الذي منحه له مولانا الميرغني لرئيس مجلس الأحزاب لأنه مساعد أول لرئيس الجمهورية فيما المسجل موظف صغير.. ياسيدي الحسن لا علاقة للمسجل بمنصبك السيادي والذي لم تنله إلا عبر ذاك التفويض المشكوك في أمره.في تقديري.. رغم الصفر الكبير الذي أحرزه الحسن في امتحان نصف السنة إلا أن الفرصة مازالت مواتية.. خارطة الطريق واضحة أمام الحسن.. إعلان نهاية حقبة الميرغني الكبير برضائه ومباركته.. الانسحاب من الحكومة التي لن تمنحه من السلطة إلا بهرجة المنصب.. الاستمرار في المعارضة البرلمانية التي ستوفر للحزب منابر إعلامية.. الشروع في إعادة ترتيب البيت الاتحادي عبر مصالحات شاملة تنتهي بعقد مؤتمر عام.. هل هذه الخارطة تحتاج لمستشار ناصح أو دروس إضافية. بصراحة.. مازال بوسع الحزب الاتحادي أن يكون الحصان الأسود في منافسة انتخابية حرة إذا ما تجرع الدواء المر.http://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/56525----n.htmlhttp://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/56525----n.htmlأحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة