Contrary to all expectations the US conservativ back to power again علي العكس من كل التوقعات والامال العريضة التي راهنت علي فوز هيلاري كلينتون اليمين الامريكي يعود الي السلطة من جديد
علي غير المتوقع وخلافا للاجماع الذي ساد كل اتجاهات الرأي العام والاوساط الاعلامية داخل وخارج امريكا فقد انتصر الخوف الداخلي للامريكان من الارهاب بينما لعبت فلول التطرف بتصرفاتها المسعورة دورا كبيرا في تشكيل الرأي العام الداخلي في ذلك البلد وحملت المرشح الرئاسي دونالد ترامب بكل نواقصه الي السلطة واهدته فوزا غير مستحق علي حساب منافسته السيدة هيلاري كلينتون التي استماتت في الدفاع عن ماتعتقد انه الصحيح لبلادها ولكن رصيد التيار الديمقراطي الذي تنتمي اليه في هذا الصدد لم يرتقي الي المستوي المطلوب والمتوقع بطريقة تكسبها ثقة الاغلبية الامريكية التي نجح ترامب في كيفية مخاطبتها وتحريك مشاعرها ومخاوفها في وقت واحد. فشل التيار الديمقراطي في ادارته القضية المركزية والمواجهة مع الارهاب بعد ان ابقت ادارة اوباما علي الورثة الكارثية للرئيس الجمهوري جورج بوش وطاقم ادارته عبر الطريقة التي اداروا بها الاوضاع في مرحلة مابعد احدث سبتمبر وغزو واحتلال العراق الحدث الذي غير تاريخ العالم وتسبب في اختلالات استراتيجية مخيفة وخطيرة وعملت ادارة الرئيس اوباما ايضا علي تاجيل الكارثة والتهرب من مواجهة تلك القضية بماتستحق مما جعل العراق الراهن قاعدة انطلاق لحرب اقليمية مدمرة تركت اثارها في كل ركن من اركان المعمورة بعد ان اصبح للماساة امتداد جديد في سوريا الراهنة وفي البلدين تموت الشعوب بين نيران جماعات الاسلام السياسي سنية وشيعية والعالم بما فيه امريكا يدعم هذا او ذاك من اطراف تلك الماساة بينما يتمدد الارهاب العشوائي الذي يستهدف المدنيين والمرافق العامة ويذبح الناس علي الهوية. نجح المرشح الرئاسي الامريكي دونالد ترامب في اختراق المشهد العالمي الراهن علي الرغم من قدراته المتواضعة كشخصية عامة وطريقته البدائية في التعامل مع الامور واصدار الاحكام المعممة بعد ان فشلت ادارة اوباما علي مدي ثمانية اعوام في التعامل مع جذور القضية حتي وصلت الاوضاع الداخلية في امريكا واقليم الشرق الاوسط مركز الحدث الي ماهي عليه من فوضي وانفلات وخسائر اقتصادية وانهيار دول وكيانات وحروب دينية وطائفية وموجات هجرات ماسوية غير مسبوقة في تاريح العالم المعاصر مكتفية بطريقة التعامل بالقطعة مع الازمة الانسانية وحالات الانفلات الامني الاقليمي والدولي المتصاعد. واليوم وفي مفارقة غريبة نجح اليمين الامريكي في العودة الي الحكم والسلطة من بوابة المخاوف من الارهاب وتحت شعارات شعوبية ربما تتاثر بها بعض الاقليات ومكونات المجتمع الامريكي. لقد انتخب الشعب الامريكي دونالد ترامب رئيسا وبعد ايام قليلة سيتم تنصيبه بينما عم الذهول والدهشة والمخاوف معظم ارجاء المعمورة خوفا من المجهول القادم علي يد هذه الشخصية المتفردة التي قدمت نفسها للعالم بطريقة لم يعتادها من القادة والروساء والشخصيات العامة. الجانب الايجابي الوحيد في العملية ان الرئيس الامريكي المنتخب الرجل "الفوق العادة" انه قد صرح اكثر من مرة بانه سيحصر نفسه داخل بلاده وسيركز علي تعزيز اجراءات الامن الداخلي ومراجعة اوضاع الهجرة والمهاجرين بصورة ربما تسدد ثمنها الاقليات وربما يشرع في تشكيل محاكم عسكرية ضد الارهابيين ولن يلومه احد في هذا ولكنه سيقوم باجراء تغيير جذري في سياسة امريكا الخارجية خاصة تجاه سوريا والعراق بطريقة ستغير المعادلة الحالية وربما تفتح الباب امام انهاء الهمينة الايرانية علي العراق وتفكيك المليشيات الدينية التابعة لجماعات التشيع السياسي والعقائدي بطريقة ربما تفتح الباب امام القوي العراقية السياسية المدنية بما فيها حزب البعث للعودة بقوة الي الحياة السياسية خاصة بعد اقرار نفس الرئيس الجمهوري المنتخب بعدم وجود علاقة بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وجماعات الارهاب واعترافه بخطاء احتلال بلاده واغتياله مع اخرين في محاكم متعجلة لاتخلو من شبهة الادارة والتوجيه الباطني من رجال الدين الي جانب توقع ان ينهي الرئيس الامريكي المنتخب حالة التردد الامريكي في التعامل مع مصر بصفة خاصة وسيتجه الي دعم الرئيس السيسي والسلطة المصرية في مواجهتها المفتوحة مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر والاقليم. العالم لايزال يعيش حالة الدهشة والوجوم بسبب هذا التطور الخطير في مجريات الامور ومن المتوقع حدوث تاثيرات درامية علي الصعيد الامريكي الداخلي وبعض اجزاء العالم ..السودان ليس عنها ببعيد فلننتظر مع المنتظرين. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة