|
انتخابات واسافير بقلم العوض المسلمي
|
02:16 PM Mar, 14 2015 سودانيز اون لاين العوض المسلمي -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
شهدت كثير من الانتخابات ، منذ ذهاب حكومة المرحوم جعفر نميري ، وحتي انتخابات العام 2010 للميلاد ، وقد كان تطور العملية الانتخابية واضحا في كل مراحلها ، الا ان طابع الصندوق والتشكيك في نزاهتها ظل ثابتاً لا يبرح مكانه قيد انملة .. كانت الرموز ذات طابع يرتبط بالمرشح فقد كانت القطية ، العصاية ، الفانوس ، كفة اليد ، الفيل ، وعدد المرشحين في كل دائرة محدود جدا ، والتنافس يظل حتي فرز الصناديق ، وكل مرشح ينتظر ان يفوز .. وكانت القفشات الانتخابية تضفي روح الدعابة علي مكان تجمعات المرشحين ، مثل القول بان الفانوس سيحرق القطية ، والعصاية لضرب الفيل .. ثم كنت شاهدا وقريبا جدا من انتخابات 1996 للميلاد ، وكانت انتخابات بلا احزاب حقيقية ، وكل مرشح يعتبر مستقلا ، ولكن كان للحزب الحاكم الياته ومحلياته حاضرة ، وكانت الرموز الشجرة ( لم تكن للحزب الحاكم انذاك ) ؛ الشجرة ، المروحة ، القطية ، العصاية ، الفانوس .. وكان الرمز يتم عبر القرعة ، وظلت غالبية الرموز ليست مخصصة كما يحدث الان .. هناك الدعايات للمرشحين تتم عبر عربات متحركة تحمل مكبرات الصوت تجوب بها القري والفرقان ، وكانت الدعاية ترافقها الملصقات تربط بين المرشح ورمزه ، فقد كان مثلا النداء العصاية باركها مولانا ، القطية تشيلنا كلنا .. اما اليوم فقد استحدث اسلوبا جديدا في المدن دون الحاجة لجيوش من عربات الدعاية ، نعم الان الدعاية عبر الاسافير ، فقد وصل لبريدي الالكتروني رسالة من احد مرشحي رئاسة الجمهورية ويدعي حمدي حسن احمد ، ورمزه الانتخابي هو خريطة السودان ، مرفقا بها صورته وبرنامجه الانتخابي ، ويطلب من الذين وصلتهم الرسالة واعتقد انهم كُثر ان يصوبوه وان لا يبخلوا برائهم في برنامجه الانتخابي .. واياً كان رايّ في برنامجه الانتخابي والذي اراه قد تطرق لتفاصيل لا تصلح لمنتخب رئاسي ، بل تصلح لمهندس في لحظات تأمل واسترخاء .. الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي ، ومن المنتديات المتعددة ، وخلق تواصل اسفيري بين الناشطين بتلك المواقع وبينه خطوة طيبة ومبادرة تحسب في صالحه ، والسيد المرشح يعلم قبل غيرة استحالة فوزه ، حيث ان كل المترشحين لمنصب الرئيس يتفوق عليهم عمر البشير بقوة حزبه ، وبتجاربه ، ومعرفة المواطنين له .. ولكن مؤكد انه بهذا التواصل يكون،قد خلق لنفسه تعريفا معقولا ، وجعله مكان نقاش وحوار بين متابعي تلك المواقع ، واعتقد ان هذا يكفيه ، وهذا في حد ذاته نجاح يستفيد منه في مقبل الايام اذا قرر خوض تجربة انتخابية اخري .. وتظل نقطة الثبات في كل الحقب الانتخابية تشكيك المواطن البسيط في نزاهتها ، بل مرات عديدة يكون المرشح ولجنته في نزاهة تامة ولا يحتاجون لاي اسلوب خاطئ لاتباعه حتي يفوز ، ورغم ذلك يستمر التشكيك في دائرته ، ولعل الامر ارتبط بان كثير من الذين يشرفون علي الانتخابات ليسوا كلهم من الثقات ، ولهذا اتقدم باقتراح ، هو ان تقوم لجنة الانتخابات بالاتصال بالجهاز القضائي لمدهم بقضاة يرأسون لجان الانتخابات في كل مركز ، حيث ان السادة القضاء محل ثقة كل المواطنين ، وعند القيام بذلك لن يشتكي احد من تزوير ولن يشكك احد في اتباع اساليب غير حميدة.. وعلي الله قصد السبيل.. جريدة الجريدة ثوابت ومتغيرات
|
|
|
|
|
|