|
امدرمان الاهلية قلعة الترابلة والغبش
|
تعتبر المرحلة الجامعية من اهم واخصب الفترات التى تمر على المرء ومن اجمل الايام التى يقضيها الانسان فى حياته فتظل محفورة فى ذاكرته يستعيد شريطها كلما تغلبت عليه الايام . ولذلك يعطى طلاب الشهادة السودانية اهتمام متزايد للتحصيل للظفر بدخول هذة المرحلة المهمة فى تحديد مستقبل كل متطلع الى افاق المعرفة لما سوف تنعكس عليه نتائجها فى كل مراحل حياته المقبلة لهذا يعيد الطلاب الكره احيانا اكثر من مرة وذلك للدخول للجامعة والتخصص فى احد علوم المعر فة الواسعة والمتعددة .
وقد قضينا ايام الجامعة بين ظهرانين ساحة امدرمان الاهلية فى اربعة اعوام مرت سراعا ولكانها اربعة اشهر .......هكذا دابها الايام الجميلة الحلوه تذهب سريعا لنبقى بعدها نعض اصابع الحسرة والندم على ذهابها .......ثم نذهب نحن ليبقى الزمان ثم ياتى اناس ويذهب زمان فياتى زمان ويذهب ايناس وهكذا الحياة شد وجذب فرح وحزن وغم فى بحر الحياة المتلاطم الامواج .
مرت ايام الاهلية مثل لمحة البصر فقد كان كل يوم فيها اخضر وزاهى اضاء اجمل لحظات عشناها فى رحاب ال 30 فدان المحررة على حسب ما كان يذكر اهل التجمع سابقا بالجامعة فهل زادات المساحة المحررة مع تباشير السلام القادمة فغطت المليون ميل مربع ام زابت تلك المساحة فى بحيرة الانقاذ المتلاطمة الامواج .
جمعتنا ايام الاهلية باصدقاء ورجال صناديد هم واحة من نور على زاكرة التاريخ العطشى للخير والى كل روح جميلة تسرى على البسيطة. فقد كانت اسرة هاردى بقسم اللغة الانجليزية الدفعة 1996م مجموعة واحدة لا يستطيع المداد ان يصف قوة الترابط والتماسك الاسرى الذى افاض وانجلى فى كثير من المواقف المرحة والمشاغبة لدرجة الاندهاش والانبهار فكانت المقالب المتعبه والمناكفات المتعددة التى كانت توضح مدى عمق الصداقة وقوة الترابط بين افراد هاردى الذى اصبح اسرة واحدة جمعتهم الايام وفرقتهم الان فى كل البقاع .
كانت المقالب بمجوعتنا تعبر عن روح الاخاء والزمالة بقوه وصدق وان لم تكن كذلك ما احتملها احد ابدا فقد كانت تفوق حد الاندهاش لدى الاخرين مثل مصيدة وكمشة خالد الطاهر فى رمضان وصفعة ودskimmty rideفى ودالجاك الحافظ بحلفا التى جعلته يستدير 180وينظر للحياه بوجه اخر. وسخرية بت جبره من ابوالريش العوض, ومتاعب ود الجاك التى كان يسددها لنا عبر الحمام الزاجل لايقاف الهجمات عليه وجريدة العوام التى كنت احملها فى سبيل توطيد اسمى واشهر علاقة بالمجموعة عند زيارة ليلى مصطحبا معى الرفيق قيس وبخور وليد الجك فى قاعة الامتحان, وسماية فلب العجيبة التى جعلته يخرج عن طوره وصفعة عم شنبو والشيطة .
فاين هم رفاق القلم والليالى الحلوه عائد- ود الجاك- ابوالريش- عصام- محمدالحافظ وماذا فعلت بهم الايام وتصاريف الدهر العجيبه.
حقيقة ان الايام التى عشناها بالاهلية غيرت تماما فكرة انها جامعة استقراطية لفئة معينة من شرائح المجتمع السودانى لا يدخلها الا الحناكيش فكيف باولئك اذا عرفوا ان ود الحافظ كان يجمع الشيرن ولا يدفع نصيبة يوميا لوجبة الافطار, وكيف ان ود الجاك كان يغسل ملابسه الى ان اودت به للتندر من الحمام الزاجل فجعلته يهرب الى سنار ولا يحضر الا مع الامتحان فقط ولتتوالى شواكيشه داخليا وخارجيا من اقصى اليمين الى اقصى اليسار بعد فشل شبكة اهل السنة اخيرا فلك الصبر وبت عباس .
فهل مواقف الغبش والترابلة تلك يا ود الجاك تحسبك فعلا من اولاد الايس كريم وانت ومعك عصام تبحثون كل اسبوع عن سكن يقى اجسادكم من البرد والحر فلم تنجو مساكن السوق العربى والشركات من اللجوء اليها وازقة عمارة الاخوة نهارا من تشردكم .
فلكم الله اعزتى ابناء هاردى فى كل ارجاء المعمورة فسوف تبقى تلك الايام عرائس من نور وشموع تنير غساوة الايام المرة والرتيبة بالغربة فلك التحية امدرمان الاهلية التى جمعتنا بتلك الكوكبة النيرة ولكل الاصدقاء عاطر التحايا والمنى ولتلك الايام العطرة الخلود فى الذاكرة بمداد من نور لا يزيدها مرور الدهور الا خلودا فستظل المشاعر الصادقة الجياشة كشلالات من الامل بلا هواده فى حياتنا الموغلة فى الالم الان بعيدا عن ديار الاحبة .
|
|
|
|
|
|