|
الى أهلي في دارفور بقلم : إبراهيم عجيب
|
إقليم دارفور في السودان، تقدر مساحته بخمس مساحة السودان وتبلغ 510 ألف كيلومتر، وتحد الإقليم ثلاث دول: من الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى و جنوب السودان ، فضلاً عن متاخمته لبعض الولايات السودانية مثل كردفان والولاية الشمالية (نقلاً عن ويكيبيديا ) إذن اإقليم دارفور أكبر من لبنان وسوريا مجتمعتين وبها عدد كبير من القبائل ونذكر منها القبائل الكبيرة وهي "الفور"، "المساليت"، "الزغاوة"، "الداجو"، "التنجر" و"التامه"الأبالة"، "المحاميد"، "مهريه"، "بني حسين"، "الرزيقات"، "المعالية"والسلامات والبني هلبة والحيمات والترجم والقمر و"الميدوب". وغالبية القبائل المستقرة من الأفارقة، ويتكلمون لغات محلية بالإضافة للعربية وفى كل دول العالم هناك لغة للتخاطب كبيرة مع تعدد اللهجات واللغات الأخرى و من هذا أتت اللكنات والإختلاف فى النطق فنجد عربي البجه وعربي جوبا والشايقية والجعلية الخ...، وبعض أهل دارفور من العرب، أما غالبية قبائل الرحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية، ومنهم أيضا أفارقة وهذا يجعل من دارفور إقليم متفرد بالتنوع الثقافي . وغير ثروات الأرض هناك تنوع فى نمط الحياة من إستقرار زراعي و ترحال بغرض تربية الماشية وغيرها من الأنعام . فالأمم تقوم على تبادل المنافع والتعايش تحت ظل القانون والشيئ المفيد يمكن إستقلاله إن جميع أهل دارفور مسلمين ولذا يفهمون أن قتل المسلم لأخيه المسلم حرام لا يستطيع أياً من كان تحليله و قضية الخروج على الحاكم و غيرها لا تتفق مع مقاصد الدين لحاكم جاء بإنقلاب عسكري مدعياً الدين وبدأ بقتل محرم شرعاً وهو قتل مجدي وغيره فى حر مالهم (( دولار )) و كذلك قتل زملائهم من العسكر المطالبين بالتغيير و إنهاء هيمنة السلطة وخاصة إن الإنقلابيين إنتهجوا طريق السلام لا إلا القتيلات ومنهم رجال يعتبرون فقد كبير للجيش السوداني أمثال كرار والكدرو وغيرهم . وهذا كله مسؤول عنه شخصين لابد من محاسبتهما طال الزمن أم قصر وحتى لو اتنقلوا الى الدار الآخرة وهذا لمصلحة الأجيال والأصلح أن تتم فى حياتهما وهما حسن عبد الله الترابي وعلى عثمان طه ويجب أن تكون هناك تقصى حقائق عن سيرتهما منذ المهد إلى اللحد فالفتنة التي راح الآلاف فيها من تدبيرهم ومجئ العسكر من تدبيرهم وبعدها هم من يحكي قصة الشركاء وإرتباط العوائل وغيره مما يحيط تصعيدهم داخل المتأسلمين إلى دائرة الشك الكبيرة . إن قتل داؤد يحي بولاد كان خطأ كبير والمتأسلمين بهذا القتل متهمون ببعدهم عن الدين ومفارقة الملة المحمدية والإنحدار إلى سياسة أقعدت بالإسلام 13 قرناً من الزمان . كان بإمكانهم سجنه أو إعتقاله لانه أخيهم الذي كانوا يصومون معه فى مسجد البركس بجامعة الخرطوم وكان شريكهم فى المجلس الأربعيني وهذا هو دينهم وديدنهم و هذه كانت بداية الفتنة. إن القضية كبيرة فالذي يحدث فى دارفور غاية فى الخطورة وزيادة فى بث الرعب ونشر سياسة القتل وترويع النساء والأطفال. فما السبب إذا كانت كل القبائل المذكورة تتعايش منذ أكثر من ألف عام وكيف يستطيع أبناء دارفور تدارك ردة فعل هذه المأساة فى المستقبل ؟؟؟ وعليهم أن يفهموا أن الدم مصيبة و يورث الحقد وشهوة الإنتقام والفتنة التي توصل له يصعب إطفاء نارها .. أن كان أهل دارفور يعتمدون على حلول الحكومة فى الخرطوم فسيطول قتالهم وإن كان هذا القتال من أجل ثروة فسيأخذها غيرهم بسبب القتال الذى يفنيهم ويقتلهم ويضعفهم وإن كانوا يستغلون الحرب لنهب ثروات دارفور فما الفائدة فى ثروة تبددها الحرب بشراء السلاح والعربات ذات الدفع الرباعى ؟؟ وهل هناك سلاح مجانى فى العالم اليوم ؟؟؟ أوقفوا الحرب الآن فستحرقكم جميعاً والتغيير فى السودان مسؤولية الجميع ، جميع السودانيين فالتغيير الذي ننشده هو أن يعمر أهل كل أقليم إقليمهم فاليعمر أهل دارفور دارفور وليعمر أهل الشمال شمالهم وأهل الوسط وسطهم وأهل كردفان والشرق أيضا بلادهم ، ولنجتمع جميعاً ونوصل الأقاليم ببعضها البعض بمعنى أن يوصل كل إقليم الطرق الكبيرة و لا يتركها لساسة الخرطوم و خلوها مستورة وغيره حتى العمل فى هذه الطرق تتولاه آليات وأبناء الإقليم و نتخلص من جيش الإنقلابات . و نضع حداً لفتن الخرطوم وتسيدها و سرقتها لمال الاخرين .. إن مصلحة أهل السودان جميعاً أن يذهبوا بالوطن فى منحى آخر هو التعاون وتقنين كل سوداني على أرضه أولا ثم إعطاء الجميع التحرر من قيد وسفاهة سياسيي الخرطوم من التابعين للعسكر و المعتمدين على غبائهم فى بقائهم وتأخير تطور المجتمع .. ما عادت الدنيا كما يتصور أغبياء السياسة والمتطفلين على موائدها كما السابق .. إنه عهد الشعوب و شعوب اليوم لن يستطيع السياسيون فى جميع العالم من التحكم فيهم بالمال لأنهم يعرفون ملكيتهم له أو القهر والإستعباد كما قال الترابي فى محبسه لأن فى نفسه شيئ من القهر والاستعباد . ولن تعود السياسة ذلك الشيئ الهلامي والفزلكات والترف الذي يعيشه الذين يظنون إنهم خلقوا لها ولا أحد غيرهم ((مكنكشين )) فالسياسة ستكون ممارستها بالشفافية المطلقة والتصرف العام لا التصرف الفردي حتى لا يتمكن أمثال العسكري عمر البشير توريث أهله بدون وجه حق .. إخوتي واهلي في دارفور إنه واقع مؤلم علينا أن نسمو فوق جراحاتنا ونقف لنبني وطننا و دارفور جزء عزيز فيه . إن الأمر فى يدكم أن تتحالفوا مع جميع أهل السودان لنبني وطننا نجدد سياسته و نقوم بواجبنا فيه لمستقبل الأجيال وليس لنا الذين نحمل السلاح أو نتظاهر ضد الدولة . فعلينا أن نقف صفاً واحداً ضد كل الذي يفرقنا ونعمل على وحدة البلد وعندما نتوحد سيصمت كل الكاذبين ويعرف كل إنسان قدره وليكن العمل عمل الجميع ولنزرع الأشجار و ننظم الرعي ونستفيد من المعادن ونصدر الألبان ونكتفي .. إننا لا نريد قوماً آخرين ليطوروا لنا بلادنا ابدا فاليذهب الغرباء إلى بلادهم ويطوروها فنحن قادرين على القيام بواجبنا . فالنبدأ بالإتحاد أولاً لمنع الدين فى السياسة ومنع العسكر من الانقلابات و منع الفاشلين من تولي الحكم فى بلادنا . إننا نتأسف جداً لكل حالة إغتصاب و لكل حالة أسر ولكل حالة موت وتشرد للكبار والأطفال فى دارفور . وعلى أهل دارفور أن ينزلوا السلاح و لايصوبوه لبعضهم البعض و عليهم الإسراع حتى لا يفوتهم إستحقاق فجر الحرية ويذهبون مرة أُخرى فى تبعية الخرطوم . توحدوا أهل دارفور فالقتل بينكم لن يغضب ساسة الخرطوم والمال الذى يشترون لكم به السلاح هو مالكم ولكنهم لا يصابون ولا يموتون دونكم . كما على الشعب السوداني قاطبة الإهتمام بقضية دارفور وهذا لن يتم ما لم يتوقف أهل دارفور عن قتل بعضهم البعض ورفض الإرتزاق القاتل لأهلهم وأطفالهم و ليسأل كل من يحمل السلاح منكم ما الفائدة في سلاح يتعبني حملاً وقتالاً ومن يدفع المال ينام فى منزله قرير العين ويعيش فى لهو و دعة؟؟؟ . و نسأل الله أن يحقن دماء أهل دارفور و يزيح هذا الكابوس الذي ملأ السودان رعباً وتقتيلاً .
|
|
|
|
|
|