|
الى مريم . . قبل نوبل/اكرم محمد زكى
|
وانت تصلين الى وطنك الجديد الذى اختارك بعد ان تركت مرغمة وطنك الاول الذى انجبك واحبك وعشقتيه . . نقول لك شكرا يا مريم . . شكرا على هذا الدرس الذى قدمتيه نيابة عن كل بسطاء ومقهورى الارض . . الى كل المتمكننين فى الارض . . فكنت حين العسر فى محنتك وضعفك قوية شامخة . . لم يزحزك الاعدام عما امنت به . . وكنت حين اليسر وفى قمة النصر . . انسانة سودانية اصيلة لا تغضب ولا تلوم ولا تتوعد
واتساءل بصوت مسموع : هل يمكن لاى من قادتنا نحن الشعوب المقهورة فى السودان والدول العربية ان يتمسك بمبدأه حتى لو عرضه ذلك لفقدان حياته ؟ الاجابة . . انهم يتمسكون بالحياة والسلطة حتى لو ادى ذلك لانكار مبادئهم . . وفناء شعوبهم . . ويكفى دليلا على ذلك ما يحدث فى فلسطين والصومال واليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا . . وما يمكن ان يحدث فى الجزيرة العربية ودول المغرب و بقية دول العرب بل قد يصححنى قائل بان مبدأ كل قادة العرب هو ان يجلسوا على عروش مصنوعة من اجساد شعوبهم . . وبينما يصطفون بطانة يعينوهم على سحق الشعوب ونهب ثرواتها . . اصبح لا بد لهم من ان ان يستعينوا بالشياطين من علماءالفقه ليفتوا بقدسية حكمهم وبان الحجاب للاحرار بينما عورات الاماء كعورات الرجال . . وتقبل صلاتهم وهن عاريات الصدر
قبل ان يشكرك التاريخ وجائزة نوبل التى بدات تشتاق اليك ، نريد ان نشكرك لانك صرخة صامتة من شعب من ابناء وبنات الاماء كما يروننا . . الى قادته من من سلالة الامويين والعباسيين الذين يريدون سحقنا ونحن نبايعهم . . وسرقتنا ونحن ندعو لهم . . ودمارنا ونحن نشيد بهم بينما نبقى نحن المسلمون من اتباع عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم . . ويبقون هم يعيشون فساد قصور بغداد ومصر والاندلس . . دونما دين او علم او حياء
قبل ان يشكرك التاريخ وجائزة نوبل تشكرك عيون الاطفال . . وهى تتلصص النظر الى الامان والامل من بين فتحات وشقوق جبال النوبة ومن خلف االاشجار المحترقة فى النيل الازرق . . ومن بين اعمدة دخان الحرائق فى قرى دارفور وبين انات المرض فى الشمال واهات الغضب فى الشرق . . واطلال ما صمد من الامطار فى الوسط . . ومن عيون اطفال الخرطوم . . الذين يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف . . والابتسامة . . وكثير من اطفال بلادى لا يعلمون متى تكون المرة القادمة التى سينفذ فيها طعام الى بطونهم
نقول لك يا مريم . . شكرا لانك اعدتى لنا الثقة بان الصمود على المبدأ هو السبيل الى الفوز والنصر . . وان البسطاء الدهماء . . هم اصدق قولا من الطليعة المثقفة . . وان تجاهل الاعلام العربى لمحن شعبنا عن عمد . . ليس لشيئ سوى اننا لسنا عرب ولا مسلمين ولا من اصحاب اللون التلفزيونى فى حساباتهم . . يستثنى من ذلك طبعا قادتنا فى الحكومة والمعارضة والثقافة فهم لا يرون غير عروبتهم . . وسودانيتنا . . لذلك يرون انهم امتدادا لابى السرح . . ونحن نفخر باننا سلالة كوش . .
كل سنة وانت طيبة . . كما يقولها اهلك فى السودان . . دون تمييز . . حيث الهم يوحد . . والعيد يوحد . . والدين يوحد . . والوطن كان يوحد . .
اللهم ارحمنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|