|
الى حكومة المؤتمر الوطنى ... التغيير .. أو الطوفان /موسى عثمان عمر على
|
الى حكومة المؤتمر الوطنى ... التغيير .. أو الطوفان أتقدم بأحر التعازى و المؤاساة لأسر الشهداء و للشعب السودانى الصامد و هم يحتسبون عند الله شهداء ثورة سبتمبر --- أكتوبر الشعبية و أتمنى أن يفك الله أسر المعتقليين و يكتب السلامة للسودان و الكرامة لشعبه و يثبت أقدامه و ينصره على كل من يريد لهذا الوطن سواءا ..... 1--- حرم الأسلام قتل الأنسان البرئ مهما كانت المبررات بغض النظر عن دينه أو لونه أو عرقه ..فدم البرئ أعظم حرمة عند الله من حرمة بيته الحرام .. و لعل كلماته الأخيرة فى خطبة الوداع قبل ان يرحل عن دنيانا الفانية (ص) ليلقى ربه قد شدد فيها على حرمة دماء و أموال الخلق جميعا ... ففى الأسلام متسعا من النصوص و القيم و الشواهد تعمد الى بذر ثقافة تدعو الى التبشير و البلاغ ليس كرها و عنفا و لكن أتخذ الى ذلك الحكمة و الموعظة الحسنة .... 2--- الموقف المبدئ يقتضى منا جميعا أن ندين أنتهاك حقوق الأنسان و أزهاق أرواح الأبرياء و غمطهم حقهم فى التعبير و التظاهر .. أيا كان مرتكب تلك الأنتهاكات ..... أن أرهاب الدولة الذى تمارسه الحكومة بواسطة أجهزتها الأمنية و الشرطية يعتبر ضربا من التطرف و الأرهاب المقنن المفضى الى العنف و العنف المضاد الذى يزيد من حالة الأحتقان السياسى و من ثم عدم الأستقرار السياسى فى البلاد .. كما أن محاولات التعبير التى تتجاوز القنوات المعروفة و تتمدد لتبدو كنوع من أثارة الشغب و اتلاف و حرق الممتلكات الخاصة و العامة هو أيضا نوع من التطرف غير مبرر و غير مقبول لا خلقا و لا دينا ... و أن بدأ كرد فعل و مضى فى الأتجاه المعاكس .. بل يكاد ينحرف بالثورة عن مراميها .. أنها أنتكاسة أستغلتها الدولة عبرقنواتها الأعلامية لتجد المصوغ القانونى لأجهزتها الأمنية و الشرطية فى مكافحة الشغب وووضع حدا للفوضى و فرض هيبة الدولة.. لذلك لابد للقوى المعارضة أن تقف عند التداعيات السالبة فى عدم اللألتزام بضوابط التعبير و آدابه .. فالتعبير سلوك و ممارسة قبل أن يكون تغليف لحق الجماهير بأقنعة ديمقراطية و تحديثية ملغومة بالتخريب و أنتهاك حقوق الغير المادية و المعنوية .. و فى ذلك أشارات سالبة تجعل الكثير ممن يتعاطف مع هذه الثورة يقف فى موقف المتفرج ان لم يضع يده مع النظام خوفا من سلوك , و فعل و أداء طلائع التغيير ,, 3--- وددت أن يتحمل المجلس الوطنى مسئوليته الرقابية أتجاه الجهاز التنفيذى أقلها دعوة السيد وزير الداخلية للمثول أمامه و مساءلته بشأن الكم الهائل من الشهداء الذين سقطوا برصاص الاجهزة الأمنية و الشرطية .. أو حتى مجرد تكليف لجنة لتقصى الحقائق أحقاقا للحق و وصولا للجناة الحقيقيين و تقديمهم للعدالة بدلا من محاولات خنق الحقائق و الأستهزاء بعقول الشعب و هم يقدمون الضحية بحسبان أنه الجانى .. دون ان يتعرض الجانى الحقيقى لمجرد المساءلة .. مما يعد أنحطاط بالممارسة السياسية و أنتهاك للقوانين و الدستور.. فما وصل اليه الشعب السودانى من العنت و الرهق هو نتيجة حتمية لسياسات و ممارسات النظام القائم .. ان الديمقراطية التىتتمشدقون بها صباح مساء .. و التى يغيب فيها دور المؤسسات ,, أو تقف فيها موقع التابع المنقاد ,, هى ديمقراطية عرجاء .. أن عجزت اليوم أن تساءل الوزير الخافق .. ستكون غدا عاجزة عن صد خطر يتهدد السودان .. لذلك عرفت من أين و لماذا تأتى الأهوية و الهبايب و الكتاتيح التى تهب علينا بين الفينة و الأخرى ... 4—موقف الأعلام الرسمى من الأحداث التى صاحبت الأنتفاضة المباركة ,, مؤسف , و غير أخلاقى , و غير مهنى ,,تمددت المساحة من خطاب رئيس الجمهورية و هو يعلن عن القرارات الأقتصادية الأخيرة ثم السادة وزيرا الداخلية و الأعلام فى مؤتمرهما الصحفى المثير للجدل مرورا بالمصفقين و المبررين المسوغين الى المهللين و المحللين المادحين الذين يملئون الفضاء ضجيجا ,, و الكتاب الذين يحاولون لى الحقائق وتجميل الصور الردئية ,, فى تطاول على الثوار و تشكيك فى نوايا الثورة و دمغها بكل نقيصة .. أن مجرد الأختلاف فى العرق او الدين أو الحزب السياسى ليس مدعاة للتشفى أو القتل الحقود ,, و لعل أكثر المواد الأعلامية المثيره للجدل هى التى حملت أسم (الأيادى الخفية وراء تدمير الخرطوم ),, الذى تم بثه عبر قناة السودان فى الأسبوع الأول من أكتوبر 2013 ,,فى محاولة لمسخ الذاكرة السودانية و تشوييها و اختزال كل هذا الحراك الجماهيرى فى عصابات ال(.........)ز , المافيا , وست كوست ,,, الخ و كأن هذه العصابات قد نزلت من السماء فجأة لتمارس هذا الحرق و التلف .. أذن ما جدوى وجود الأجهزة الأمنية و الشرطية و دورها الوقائى فىمكافحة الجريمة قبل وقوعها ,,, أنه الغياب أو التواطوء أو المؤامرة .. المؤامرة أصطناعها سهل .. و هنالك أهل الأختصاص المحترفين ,, الذين يجيدون نسج المؤامرة ,, فيقبض على متهمين ,, تحرر أعترافات و تمهر بتوقيعاتهم ,, مقترنة بتأكيدات شهود الزور ,, و يعلن ذلك بالصوت والصورة ,, بينما تكون القصة من أولها الى آخرها تلفيق و أختلاق .. و لسوء الصنيع و الأخراج كان كل المشاركين من قبائل و أعراق بعينها فى رسالة لا تخلو من الغرض و المرض. حينها أتساءل لماذا تنحاز الحكومة و الصحافة دائما ضد أعراق بعينها و تضعها فى خانة الأتهام و التجريم دون سواها ؟؟؟؟ ان للصحافة و الصحفيين دور أخلاقى و تنويرى مهم فى كل العمليات السياسية الحالية و المقبلة ,, ما نريده الصحفى المحترف الذى يضع مصلحة الوطن و المواطن فى حدقات العيون بعيدا عن الصحفى الغوغائى الذى يتقمص دور رجل السياسة و الأمن و يعتلى منصة الأدعاء و القضاء ,, بل يتجاوز ذلك كله لينصب الخوازيق و المخانق و المشانق ,,,, و ما أكثرهم .. 5--- مهما كانت المبررات التى صاغتها الحكومة لتبرير و تمرير قراراتها الأقتصادية الأخيرة ,, الا أن التوقيت و الخطاب السياسى و الكيفية أبانت أن الحكومة لم تراع ظروف الشعب الذى خرج لتوه من كارثة السيول و الفيضانات,, حيث لا تزال جروحه عطنة لم تندمل بعد ,, و أن جل مداخراته المالية قد صرفها على تأسيس العروة الزراعية الصيفية أو الأعداد للعروة الشتوية , و فى ذلك جانب الحكومة الصواب وهى تتخذ تلك القرارات ,, و هو ما أدى الى أشتعال جذوة الثورة ,, فقد بينت الأحداث أن الحكومة لا تمتلك وسائل الحماية الذاتية الممثلة فى مشروع سياسي --- اقتصادى --- أجتماعى متكامل و شفافية فى الممارسة الديمقراطية و حسن توزيع للثروة و مشاركة فاعلة فى السلطة ,, و عدم تصادم مع مكونات السودان المتباينة (أديان وأعراق و أحزاب ) ... لذلك لن تجدى القوة و لا وسائل التأييد الخارجية بما فيها مليارات قطر من سقوط الحكومة آجلا أو عاجلا .. لأنها ببساطة تفتقر الى مقومات البقاء .. ما يجب أن يعلمه الجميع أن شرعية أى سلطة فى المجتمع تستمد أساسا من رضا الناس و من طبيعة و حجم ما تنجزه لصالحهم .. فمع رضا الشعب تترسخ الشرعية .. أما و قد لاحت بوادر العجز و عدم الرضا ,, فما عادت الشرعية الدستورية المغتصبة تقنع الشعب السودانى بجدوى المشروع الحضارى .. و لا بالثورة التى أنقذتهم من حال الى حال و جعلتهم يعرفون الهوت دوق .. أو حفظت للشعب السودانى كرامته المهدرة بالشحدة و قلة القيمة و لحس الكيعان ,,, فكل ذلك لا يشبع البطون و لا يوقف الموت و الموت المدنى الرخيص ,, و لا يرفع عن الشعب السودانى حاجات اليوم و حقه فى الأحساس بالحرية و الكرامة الأنسانية المعدومة ......... فى الختام أن دواعى التغيير غدت ملحة ,, و دروس التغيير و مناهجة و نماذجه ماثلة أمامنا جميعا ,,, أبتداء بعراق الرافدين , ثم بتونس الخضراء .. اليمن السعيد .. ليبيا الصمود .. مصر الكنانة ,, و المخاض العسير فى سوريا دوحة الشام أقال الله عثرتها و أخذ بيدها.. فالشعب السودانى ناضج يعلم الآخرين معنى الصمود و الرجولة ,, و بثورته الحالية قد تجاوز أزمنة الخوف و الصمت .. و بمقدوره فرض التغيير .. اذا لم تبادر السلطة الى حمل لواء التغيير و الأصلاح و السير به قدما فى أتجاه الاخرين . لن يستطيع أحد أن يزايد علينا فى وطنيتنا و حبنا للسودان أرضا و شعبا لذلك فهى دعوة صادقة نقدمها للحكومة و المعارضة للأستجابة الأمينة و المواكبة الحقيقية للمتغيرات التى تحيط بالسودان اليوم ينبغى أن تكون على صعيد الأصلاح السياسى أولا .. ثم بقية الأصلاحات فى المسارات الأخرى .. دواعى الأصلاح السياسى تستوجب الأتى :--- 1—حل حكومة الوحدة الوطنية العريضة ,, و تكوين حكومة قومية عريضة يشارك فيها كل الفرقاء ألا من أبى ,, ذات مهام محددة و فترة زمنية متفق عليها ... 2—عقد مؤتمر دستورى لتشخيص مشاكل السودان و الوقوف على كل الوسائل التى تؤدى الى نجاح المؤتمر .. 3—تكوين هيئة قومية للأنتخابات ,مستقلة تراعى فيها أسس التمثيل ,, واضحة المهام لتهيئ البلاد للعملية الديمقراطية فى نهاية الفترة الأنتقالية ... 4--- مشاركة قطاعات الشباب و المرأة و الطلاب بصورة واضحة فى كل مناحى المشاركة ... 5—محاصرة كل أنواع الفساد و التثبت من وقائعها و تقديم مرتكبيها للعدالة .. 6—قومية الأجهزة القضائية و الأمنية و الشرطية .. 7—حرية الصحافة و التعبير ... فى الختام أنهما طريقان لا ثالث لهما ,, أما طريق النجاة و السلامة ,, أو طريق الأخطار و الندامة .. فعلينا أن نختار .. قبل أن يفرض الخيار و يتقسم السودان آيدى سبأ ..... كل عام و الجميع بخير .. و السودان بألف خير ... موسى عثمان عمر على --- بريسبن .. أستراليا 13 أكتوبر2013
|
|
|
|
|
|