|
الوهم الانقلابي في السودان والطائفيون الجدد
|
التاريخ : 1 / 4 / 2004م الكاتب : عبد القادر الحبيب الموضوع : الوهم الانقلابي في السودان والطائفيون الجدد اعترفت الحكومة السودانية الأربعاء - على لسان وزير الإعلام والاتصالات بوقوع المحاولة الانقلابية واعتبرتها محدودة ولا تؤثر على الاستقرار في البلاد ونفت أيضاً الشائعات التي ترددت حول قيام مجموعة عنصرية من الضباط بهذا الانقلاب . ويبدو أن الجهات الحكومية أرادت أن تتكتم على هذا الانقلاب حتى لا يؤثر على حركة الاستثمارات العربية والأجنبية في السودان والتي تتخوف من تغير الأوضاع ، ولكن تسرب الخبر للإذاعات الأجنبية ( BBC ، مونت كارلو ) وبعض الوكالات ومعظم الفضائيات العربية ، دفع الحكومة عقب انتهاء الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء إلى التصريح بوقوع الانقلاب واعتقال منفذيه من العسكريين والسياسيين ، واتهمت الحكومة حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور الترابي وجناحه العسكري بتدبير الانقلاب . وتتحدث الأوساط السودانية عن ملاحقة السلطـات لصديق حسن الترابي الهارب ( الآن ) والمشرف على الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي مستفيداً من تجربة ابن خاله عبد الرحمن الصادق المهدي ( زعيم طائفة الأنصار ) . الطائفيون القدامى والجدد والوهم الانقلابي : تشكلت الملامح الطائفية في السودان عقب انهيار الثورة المهدية وإخماد ثورات المجاهدين ( في غرب السودان علي دينار وفي الجزيرة الحلاوين ود حبوبة ) حيث عملت الحكومة الاستعمارية على استرضاء الأنصار بالتقرب من زعيمهم السيد عبد الرحمن نجل الإمام المهدي والذي أتاحت له، فرص استثمارية كبيرة في الجزيرة أبا والخرطوم ، لتشغله بالدنيا عن الجهاد وطلب الثأر ،اما طائفة الختمية فهي معروفة لكل أهل السودان بأنها ( كرازاي السودان ) وشريكة وداعمة للاستعمارين ( الأول والثاني ) واشتغل زعماءها بالربا وجمع الأموال عن طريق السخرة ( المتلبسة بمسوح الدين ) من فقراء شمال السودان ويقولون أن دعوتهم انتشرت في شرق السودان. وإنسان شرق السودان الختمي … ظل لعقود كثيرة والطائفية في أوج عظمتها وحتى الآن نموذجاً للفقر والمرض والجوع والجهل بأي شيء حتى أمور الدين التي يدعي الختمية إنهم أدخلوها في قلوب أهل الشرق ، وبعد حملات التنوير في شمال السودان التي قادها بعض المتمردين على الطريقة وبعض الدارسين في بيروت والقاهرة والخرطوم أخذ الوعي يزداد بين الشباب والأهالي وبدأت الطريقة تفقد نفوذها الربوي المادي الأمر الذي ألجأها إلى الدخول في ( معمعة ) السياسة كوسيلة للكسب والنفوذ. ثم بدأت تظهر في الآونة الأخيرة ملامح طائفة جديدة من الإسلاميين المنشقين وبعض العنصريين الذين يجمعهم التعاطف الشخصي والهوس بشخص الدكتور الترابي ولا أظن أن الطائفة الأخيرة سيكتب لها النجاح بسبب طبيعة العصر الذي تعيش فيه وبسبب المكون الثقافي للمنتسبين إليها ، أما العنصريون فإنهم لا يحبون فكر الترابي ولا شخصه ويستغلونه ويعتبرونه مطية للوصول لكرسي السلطة في السودان ، والذي يجمع بين الطوائف الثلاث على تباينها واختلافها في النهج السياسي فقدان السلطة وحبها في آنٍ معاً ، ولقد حاولت الطوائف منذ الاستقلال استقطاب العساكر واستغلالهم لتنفيذ مآربها الانقلابية وفي التاريخ السياسي السوداني لم ينجح انقلاب لعسكري ضد حكومة عسكرية وإنما ذهبت الحكومات العسكرية بثورات شعبية والشاهد في بقاء الحكومات العسكرية في الحكم لفترات أطول من حكومات الطوائف الديمقراطية تقديمها لكثير من الإنجازات التي يحس بها المواطن . والعسكريون في الغالب هم أبناء الشعب ( العمال والفلاحين والزراع والرعاة ) ولذلك يصبر الشعب عليهم وعندما تتحول الطبقة العسكرية إلى طبقة برجوازية تهتم بمصالحها الخاصة ينقلب عليها الشعب ويثور ، وكانت الانقلابات تنجح في السابق بفعل ضعف وسائل الاتصال والعاصمة التي تنوم من المغرب ، والعساكر الذين لا يمثلون إلا أنفسهم ، فما عادت الأمور كالسابق والذين يفكرون في الانقلاب واهمون .
|
|
|
|
|
|