الهوية الواحدة أو الجامعة.. خدعة سياسية واداة لقتل بذرة التعايش السلمي بقلم محمد دهب تلبو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-15-2017, 00:55 AM

محمد ادم دهب تلبو
<aمحمد ادم دهب تلبو
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهوية الواحدة أو الجامعة.. خدعة سياسية واداة لقتل بذرة التعايش السلمي بقلم محمد دهب تلبو

    11:55 PM December, 14 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد ادم دهب تلبو-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    المتتبع للرأي العام السوداني هذه الايام سيلاحظ الهياج الحاد السائد بين اوساط المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص جزء غامض من كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في مؤتمر طارئ للدول الاسلامية بتركيا هذا الاسبوع، وبعيداً عن محتوى المقطع المعني من كلمة الرئيس الفلسطيني وهياج مدونو الرأي السودانيون حول عروبة دولة السودان من عدمها، وما يتبع من ذلك من جدل عقيم تجاوزته الحضارة الانسانية سنتساءل هنا عن حقيقة ما يسميه بعض الساسة بـ"الهوية الجامعة" داخل الدولة رغم معرفتهم التامة بأن مصطلح الدولة هو في الاساس يعني: اخر ما توصل اليه الانسان في اطار الهوية الجامعة. فالهوية هي تعبير عن المصلحة المشتركة التي يجب على الجميع الاجماع في حمايتها والمحافظة عليها واعلاء امجادها وبطولاتها. ولكن دعونا نختبر ادعاء الساسة بهذا السؤال: هل حقيقة هناك اجماع على هوية واحدة غير "الدولة" بين المكونات الاثنية والثقافية والدينية المتباينة التي تكون انموذج الدولة في عالم اليوم؟.



    كحقيقة معاشة، العالم الآن يتكون من دول متباينة التكوين الاثني والديني و الثقافي، رغم التداخلات العميقة بين هذه المكونات الا أنها لا تشترك كلياً قي شيء سوى "الدولة" فأي جزء من هذا العالم مهما صغر بإمكانه أن يصلح كعينة للتركيبة المتباينة للأنسان االحالي، ولكن رغم ذلك يدهشنا السياسيون وأشباههم من مرتزقي السياسة وأصحاب الوجاهات في بلادنا بإحتيالهم العلني وقوة عينهم وإستغبائهم لنا عندما يتحدثون عن الهوية الجامعة للشعب. ومع ذلك الاسفاف نطلق تساؤل أخر ملح الآن: لماذا يحرص الساسيون على حشرنا في خُن الهوية الواحدة؟



    الاجابة على هذا السؤال تصبح واضحة لو تتبعنا كلمات السياسيين انفسهم التي يختمون بها ادعائهم الزائف ذلك، فهم بارعون في الوقاحة واللعب على الذقون، فمأربهم هو تسيهل قيادة الناس عبر دمجهم في قطيع الهوية الجامعة والتسلط عليهم عبر تمكين أنفسهم عبر دعاوى الحفاظ على تماسك الامة أو الزود عن الدين. الاجابة ببساطة هي: ليصرفوننا عن المطالبة بحقوقنا المهضومة من قبلهم في الهوية الجامعة الحقيقية، حق المساواة في الحقوق والواجبات، حق سيادة القانون وحياد الدولة تجاه مكوناتها الاثنية والدينية، حق العمل وفق كفاءتنا لا ولاءتنا، حق الحياة، حق الحرية، حق التعليم والصحة، حق التمثيل السياسي، حق الاقتراع وحرية الرأي. إذاً الهوية الجامعة هي حبل متين لحزم "كليقة" الشعب قبل رميها في نار الاستعباد والقهر. وبالاستناد الى ما سبق يتضح جلياً أن الساسة السودانيون بغض النظر عن مواقعهم ( معارضة ام حكومة) يولون مسألة حشر الناس في اقفاص الهويات الثقافية والعرقية والدينية الواحدة اهتمام خاص وصارم رغم معرفتهم بأن الدولة هي اسمى تجلي للهوية الجامعة في هذا العصر ونجد ذلك جلياً في تحوير رؤية دكتور جون قرنق للهوية وقولبتها فيما سمي بـ"السودانوية" بين أوساط مثقفي الحركة الشعبية واصدقائهم، ليدعوا أنها هوية بديلة للأسلاموعروبية الواحدة التي بُني السودان الحديث على أساسها. ولكن المدهش هو انه وبحسب الشواهد التاريخية والوثائق المكتوبة والمروية والتي جاءت على لسان ناحت المصطلح -القائد المغدور به- نفسه ليس هناك وجود لهوية تسمى "السودانوية" الا في اذهان وألسنة الساسة المِحوارة التي استطاعت خلقها من العدم، فدكتور جون في اطار بنائه لمشروعه الذي سماه "السودان الجديد" أو دولة القانون والمواطنة، عمد الى تكسير تابوهات الهوية الجامعة عبر اشارته الى "السودانيزم" وكان واضحاً في تفسير قصده عندما تحدث عن المواطنة كأساس للحقوق والواجبات في الدولة وكذلك عند حديثه عن المكونات الثقافية السودانية ( العرب والفور والهدندوة والدينكا....الخ) بإعتبارها مكونات اصيلة للأمم السودانية التي من المفترض ان تبني الدولة السودانية العلمانية المفترضة و التي تقوم على اساس القانون والمواطنة لترعى الديانات وجميع الثقافات الموجودة داخل السودان ويتبناها افراد من الشعب السوداني، الدولة العادلة التي ترعى التباين والتنوع من أجل النهضة لا لتتبنى ثقافة أو عرق من هذا التباين أو تنحاز الى دين او جهة دون الاخرى. وهنا يتضح جلياً ان مصطلح " السودانيزم" "والسودانوية" شيئان مخنلفان، يمكن للسودانوية أن تصير مكون من مكونات دولة " السودانيزم" ولكن ليست بديلاً للهوية الرسمية المتبناه من قبل دولة الاخوان المسلمين التي يتزعمها عمر البشير الآن، فما كان جون يقتل مرفعين لقضيع غنمه باحش في محله. بل السودانيزم هي الاجماع على اللاهوية، وهنا لا اقصد خلع جلابيب الهويات من الناس قسراً وتركهم " أم فكو".

    وإنما نزع جلباب الهوية الجامعة - الهوية الرسمية المنحازة سواء كانت اثنية او ثقافية او دينية- من الدولة وتركها دون أي هوية، فالدولة لا تحتاج الى هوية رسمية حتى تنال مقعداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا حتى في التمثيل الدبلوماسي بين نظيراتها من دول العالم، لأن الدولة هي في ذاتها هوية ثقافية وهي أخر تجليات الحضارة البشرية في التعاضد من أجل البقاء. أما وضعية بعض التحالفات الاقليمية مثل " الجامعة العربية والدول الاسلامية..الخ" فهذه تجمعات سياسية قائمة على اساس المصالح المشتركة وليست الهوية الجامعة كما يتصور بعض الناس، وبقاء الدولة السودانية من عدمه في هذه التحالفات يقيم على أساس ماهية المشاركة والكسب السياسي والدبلماسي وليس العاطفة أو الوجدان، ووجودها لا يؤثر سلباً او ايجاباً على عدالتها بين مواطنيها، طالما هي دولة ذات سيادة وديمقراطية.



    يبقى السؤال هنا: من هو الذي يحتاج للهويات القديمة المتبقية من غير السياسيين البائسين؟، الهوية اصلاً هي عقيدة انسانية مقدسة ابتدعها الانسان لضمان التعاضد والتوحد ، وقد تغيرت وتدرجت هذه العقيدة بتغير وتدرج الحضارة الانسانية ، من الاسرة الى العشيرة ومن الدين الى الملك، ومن الثقافة الى الدولة، ثم الى العالم ، ولازالت تتطور وتتغير بحسب وعي وتطلع الانسان على سطح هذه الأرض، ولكن عدم جدوى الهوية الجامعة على المستوى الرسمي لا يجعلها عاطبةً كل العطب فهناك بعض العوالق والتداخلات العويصة داخل النفس البشرية لا زال أخذها في الاعتبار مهماً بل ضرورياً بالنظر الى بند قدسية الحقوق الذي تؤمن به الحضارة البشرية السائدة ، فطالما ان كل شخص يحتفظ بهوية خاصة له كجزء من تكوينه الشخصي، ويعتبر ذلك شيئاً مقدساً يعتز به، يجب أخذ أمر الهوية الفردية على محمل الجد. قد تكون هذه الهوية ثقافية أو عرقية أو دينية، وقد يجتمع مجموعة من الناس حول هوية خاصة واحدة، وفي بعض الاحيان هذه المجموعات تتحد مع مجموعات اخرى في هوية ثانوية اخرى، ثم ثالثة في تجمع اكبر، وقد تتباين وجهات النظر حول الهوية بين شخصين من أب وام واحدة ، لذلك يجب اعتبار الهوية الشخصية حق شخصي غير قابل للالغاء لمجرد أن المستوى الرسمي قد تجاوزة وكذلك غير قابل المتاجرة السياسية، أو التكوييش على الدول، ولتبيان ذلك أكثر يمكننا التطرق الى فكرة التعدد الهُويي عبر الانموذج الامريكي كدولة تجاوزت هذه العقدة بمئات السنين الضوئية. فالأمريكي من أصول جمايكية يرى أنه جمايكي امريكي، مثله مثل الأمريكي من أصول غانية الذي يؤكد دائماً أنه افريكان أمريكان،على الرغم من أن افريقيا في حد ذاتها ليست تجمعاً عرقياً أو ثقافياً واحداً وإنما قارة متباية التكوين تشمل في تعددها الاثني حتى المجموعات الأنجلوسكسونية التي يتبرأ منها هذا الافريكان أمريكان وتتبرأ منه داخل اطار الدولة الامريكية. ولكن على الرغم من ذلك التباين الاثني والثقافي والهُويي داخل الدولة الامريكية الا أن الدولة لا تتبنى اياً من هذه الهويات كهوية جامعة لتحشر نفسها فيها، فالهوية الجامعة هي الدولة، لأنها تجلس على كرسي الحكم بين الهويات الفردية والجماعية التي تحويها في ثوب المواطنة والقانون الذي ترتديه.



    بالرجوع الى موضوع أزمة الهوية المفتعلة من قبل الساسة السودانيون ، حول عروبة او أفريقانية الدولة السودانية، سنقول، الدولة السودانية القائمة منذ خروج المستمعر هي دولة غير سوية بل هي دولة عنصرية بالتمام، لأنها تحشر فيل "الدولة" في فأر "الهوية الجامعة" فبعد أن انحازت لهوية واحدة من الهويات المكونة لها عملت على حشر الاخرين قسراً في الجلباب الضائق بأصحابه اصلاُ، بل عملت على محاربة الاختلاف علناً بعد انقلاب الجبهة الاسلامية في يونيو من عام 1989 عبر فرض الثقافة العربية والدين الاسلامي على مؤسسات الدولة الرسمية عوضاً ودائماً ينجح القائمون على أمرها في التخلص من خصمائهم السياسيين عبر فزاعة التربص بالهوية الجامعة.





    كخاتمة أقول فيما يخص الزوبعة الاخيرة التي اثارها حديث ابومازن المُحوّر- لأن في المقطع لبس عميق بين الاشارة الى القمم/ المبادرات أم الدول التي قامت فيها- إن التربص الزائد بهوية "دولة" السودان الجامعة المُدعاة هو سلوك طبيعي ناتج عن استراتيجية القهر التي تنتهجها هذه الدولة اتجاه مكوناتها الاخرى عبر حشرهم في جلباب الهوية العرقية والدينية الجامعة، فالعرب والمسلمون جزء اصيل من مكونات السودان الاثنية والدينية مثلهم مثل الزنوج والنوبا والنيليون والاستوائيون والاتراك والمسيحيون، والوثنيون واليهود ووالخ من مكونات السودان العرقية والدينية، ولكن ذلك لا يعطيهم الحق في اختطاف الدولة، لأن الدولة ملك للجميع والدين حق ربنا مثلما قال جون قرنق في تسجيل مصور يخاطب فيه بعض مأسوري الحرب من جيوش حكومة الجبهة الاسلامية في حربه ذات القدسية المُتراجع عنها.



    حل معضلة الهوية السودانية يكمن في هيكلة الدولة السودانية على اساس المواطنة كأساس للحقوق والواجبات، مع الحياد التام للدولة اتجاه مكوناتها التي تنعم بالمساواة أمام القانون والدولة كأفراد بهوياتهم واتجاهاتهم واعراقهم المختلفة.



    محمد دهب تلبو























                  

12-15-2017, 06:43 AM

الفتاح


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهوية الواحدة أو الجامعة.. خدعة سياسية وا (Re: محمد ادم دهب تلبو)

    السياسة العروبية العنصرية و الأيديولوجية الإسلامية الإرهابية هما المرضين الخطران اللذان يصيبان دولة السودان المريضة التى تحكمها اولاد الإبليس المشريرين وهم يشنون الحروبات الإبادية ضد الشعوب السودان المساكين الإميون. الحق هو الحق و الحق نقوله ليكم. من هم العنصرين و هم متوحشون القاتلين في السودان ؟ هم اللذين يسموا أنفوسهم العرب و الإسلاميون .وهم يبررون همجيتهم ضد الأخرين على التبرير إنهم يدافون عن الإسلام . هل الإسلام يعني العروبة؟ لنه ظاهر إن العرب ينتشرون السياسة العروبة العنصرية ضد الاخرين بواسط الدين الإسلامي. لهذا السبب نحن طالبين بي علمانية الدولة. الصراع ليس بين العروبة و الأفريقانية إنما هي المقاومة ضد الإستعمار و الظلم .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de