|
الهولوكوست الإخوانية في دولة الأبارتهايد المصرية والخلط ما بين إخوان مصر وكيزان السودان بقلم/ شهاب
|
الهولوكوست الإخوانية في دولة الأبارتهايد المصرية والخلط ما بين إخوان مصر وكيزان السودان بقلم/ شهاب فتح الرحمن محمد طه قال الحكيم جورج برنارد شو: " إذا أردت إكتشاف عقل شخص فأنظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي" ولكنه لو كان على قيد الحياة في يومنا هذا لبدل قوله وقال: "إذا أردت إكتشاف وحشية شخص فأنظر إليه كيف ينقض على من يخالفه الرأي". من المؤسف حقاُ أن نعيش في عالم اليوم وبيننا من يدعو أو يوافق على الإقصاء والحرق والقتل الجماعي. الكل يستوعب تماماً مرارت حكم إخوان السودان تحت مسى حزب المؤتمر الوطني، على مدى ربع قرن من الزمان، أذاقوا فيه الشعب كل أصناف البؤس والذل والهوان، وكلنا عليهم لمغبونون، ولكن ما ذنب إخوان مصر؟ معاناتنا من إخوان السودان لا تبرر بأي حال من الأحوال كرهنا لإخوان مصر ودون وجه حق. إخوان السودان جاؤا إلى السلطة بإنقلاب عسكري وإخوان مصر فازوا بها من خلال إنتخابات شهد العالم أجمع بنزاهتها. لماذا هذا الكم الهائل من الآراء والمقالات، المنشورة في هذا الكثير من المنابر الحرة والصحف الإلكترونية والتي تنضح شماتةً وتفور كره وحشي غريب على إخوان مصر؟ لماذا هذا التشفي والأحقاد النفاثات في القلم؟ ضد إناس لم يتركبوا جرماً يذكر بل ظلوا قابعين تحت قمع وظلم على مدى ستة عقود، لم يستسلموا خلالها ولم يجنحوا للعنف بل كان فوزهم كبير في الصبر والتحدى وكسب وترويض الحاضنة الشعبية والغالبية كبرى. يحق لنا أن نختلف معهم في كل شيء ولكن لا يصح وصفهم بأنهم لا يؤمنون بالديموقراطية وهم الأكثر مراساً والأشد حنكة في خوض غمارها منذ عقود؛ إبتداء بإتحادات المدراس ثم الجامعات والنقابات المهنية والعمالية وإنتخابات المحليات والمجالس الإدارية والنيابية والتشريعة وأخيراً الفوز برئاسة الجمهورية. من تلك المقالات ما نشر في الراكوبة لصاحب القلم النشيط شوقي إبراهيم عثمان، بعد فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة، تحت عنوان "طظ في البلتاجي وإبنته" وكان هذا العنوان وحده كفيل بأن يصيب بالغثيان ناهيك عن تجريم الدكتور محمد البلتاجي وإبنته، أسماء عروس السماء، في نضالهما ضد العسكر وكان الكاتب يفترض أن يستسلم محمد البلتاجي لسطوة العسكر وأن ويفض الإعتصام طواعية بإمتثال لأوامرهم وهم نفس الملة التي إنقضت على الشرعية في سوداننا متخفية تحت عباة الدين، فعلى الكاتب أن يتفق معي بأن أي دولة في العالم تكون فيها المؤسسة العسكرية (وبكل فروعها من جيش وشرطة ومخابرات وأمن وغيره) هي أقوى مؤسسة في الدولة ستظل دولة ضمن قائمة دول العالم الثالث وستبقى هناك دون فكاك. لن ينجح العسكر في بسط عدل وتنمية دولة وإن كانوا صادقين. أما المقال الأخير الأكثر إيلاماً ما نشر، أيضاً في الراكوبة، تحت عنوان "الجزاء من جنس العمل جماعة الاخوان منظمة ارهابية بنص القانون" وصدمت عندما عرفت أن كاتبه هو نابغة أيام صبانا، في مدني، محمد فضل على والذي كان وقتها صاحب إهتمات فكرية وقراءآت ثقافية وسياسية يعجز عنها الكبار، وأنا اليوم أستعجب كيف لا يدين هذه القوانين البربرية الهمجية؟ فأي نص قانون وأي قانون في هذا الدنيا يسمح لرئيس الوزراء المصري أن يصنف فصيل سياسي على أنه إرهابي بدون أي إجراءات قضائية تثبت تورطه في تلك الجريمة وبتسرع غير مسبوق. فبعد أن تم إعلام رئيس الوزراء بالحادث كلف النائب العام بتقصي الحقائق فوجدها في غضون نصف ساعة وسلمها له. وفي النصف الآخر من الساعة شكل رئيس الوزراء من نفسه محكمة جنائية من الدرجة الأولى وواجه فيه إخوان مصر بالأدلة القاطعة واستمع لمرافعاتهم القانونية وتمكن من دحضها فأثبت تورطهم في الجريمة فأصدر أحكامه عليهم، ثم أمن لهم حق الإستئناف وعين نفسه محكمة إستئناف عليا، ثم نقض إستئنافهم وأصدر حكمه النهائي بأنهم جماعة إرهابية! وكل ذلك في غضون ذلك النصف الآخر من الساعة، ثم يفرضه كقانون نافذ بكل توابعه الكارثية والكاتب المستنير يعلم تمام العلم أن الأمريكان العتاولة أصحاب الصلف غير المحدود لا يتثنى لهم إلصاق تهمة الإرهاب بفصائل المقاومة المسلحة بدون أدلة وثوابت وإجراءات قضائية معقدة وآخرها مرافعات لجنتي الأمن والشئون الخارجية في الكونقرس الأمريكي ثم التصويت للموافقة على المرسوم القانوني الذي لا يسرى إلا بموافقة الرئيس الأمريكي وليس في مؤتمر صحفي كما فعل رئيس الوزراء المصري، الببلاوي. وايضاً يجاري الكاتب السلطة الإنقلابية في عجلتها في أصدار الأحكام ويقول: "ضربت مصر في اليومين الماضيين عمليات ارهابية استخدمت فيها العربات المفخخة في الهجوم علي مبني مديرية امن الدقهلية" ولكن التحقيقات المتأنية تبين أنها كانت قنبلة إسرائيلية الصنع وليس عربات مفخخة. ثم يقول الكاتب إن ما حدث في الثلاثين من يونيو كان ثورة شعبية صححت مسار الثورة الاولي التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك، ولكن الوقائع، وبعد 6 أشهر، تؤكد أن ماحدث في الثلاثين من يونيو كان إنقلاب عسكري غاشم على الشرعية. ثم يؤكد الكاتب "أن ردود الفعل الغاضبة كانت شعبية وترجمت بهجوم وحرق وتدمير لعدد من المباني والمنشآت المملوكة لعدد من قيادات وعضوية جماعة الاخوان المسلمين في المدينة" وهي في حقيقة الأمر ليست جموع شعبية بل حثالة من البلطجية وفرتها ووظفتها وجهزتها وزارة الداخلية المصرية لتلك الأغراض. أن ما يحدث في مصر اليوم هي جرائم حرب ضد الإنسانية تستوجب تدخل الضمير الإنساني ومؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والدبلوماسية والسياسية لوقفها ومحاسبة مرتكبيها. ما يحدث في مصر اليوم ما هو إلا أبارتهايد مذهبية لا تختلف عن تلك الأبارتهايد العرقية التي مورست في جنوب إفريقيا حيث كل من كان أسود اللون هو شخص لا يستحق أن يعامل كإنسان ونفس الشيء يحدث اليوم في مصر ولكن بتصنيف آخر حيث كل من كان من الأخوان أو مجرد أنه متعاطف معهم تصادر حريته ويهدر دمه وماله وعرضه. يتوجب على العدالة الدولية ملاحقة دعاة الهولوكوست المذهبية مثل نجيب ساويرس الذي يحرض على العنف المجتمعي ويدعو لتكرار سيناريو راواندا في شوارع مصر وذلك الضابط المصري، برتبة لواء، والذي قال: "لو أن الأمر بيدي لأعدمت كل الإخوان في مصر وأسرهم وأقاربهم وحتى جيرانهم وكل الموالين لهم وحرقتهم حرقاً دون رحمة أو شفقة في بيوتهم ومعتقلاتهم وقارعة الطريق وأين ما وجدتهم". ماهي الحرب على الإرهاب؟ ما هو تعريف مصطلح الحرب وماهو تعريف الإرهاب؟ وكيف يحارب الإرهاب؟ أولاً: الحرب تعرف على مر العصر بأنها هي الحرب التقليدية Conventional War والتي تقع بين جيشين أو قوتين كل معروف من هم أفرادها وحجم قواتها وهي لها مواثيقها وأخلاقياتها مثال حفظ حقوق الأسرى وحماية المدنيين ومصالحهم وتحريم وتجريم إستخدام أسلحة الدمار الشامل كالبايولوجية والكيمائية والنووية ... إلخ أما أن تحارب عقيدة أو فكر بقوة السلاح وتجرم المؤمنين بها فهذه جاهلية وردة حضارية وفكرية. ثانياً: الإرهاب هو الناتج الوحيد للإقصاء والتطرف إن كان أقصى اليمين أو أقصى اليسار فهو كفيل بتوليد الإرهاب والدمار وهو مرفوض ولكن يجب أن نقر بأن هناك آليات متاحة لعلاجه أساسها الديموقراطية والشفافية والأخلاقية والعدل ثم تعليم وتثقيف وترفيع مستوى الفهم عند الناس.. لماذا لا نسمع عن تطرف في المجتمعات الغربية؟ لا سلام بدون عدل ... حتى السلام نفسه فهو نوعين... سلام سلبي يتم بسطه بالسطوة البوليسية وبقوانين الطواريء وحظر التجوال فيغيب العنف حيث العدل أصلاً مغيباً وهذ النوع من السلام السلبي تحظى به غالبية الدول والمجتمعات العربية وما يتوقع إحلاله في مصر اليوم، أما النوع الآخر فهو السلام الإيجابّي وجوهره العدل فلا عنف ولا ظلم وهذا ما تعيشة المجتمعات الغربية. المتاجرة بالدين لن تفضح إلا من خلال الإمتحانات السياسية ومن خلال ممارسة السلطة وخير مثال على ذلك ما جناه إخوان السودان من سخط وعدم قبول شعبي غالب وفقدان المصداقية فيما يرفعون من شعارات زائفة وأيضاً الحاخامات الإسرائيليين اللذين تقل شعبيتهم يوم بعد يوم وهم يمارسون أبشع أنواع التطرف الديني والعرقي من خلال العمل السياسي في الكنسيت والحكومة. حقيقة لا يمكن إقصاء الدين عن الحياة السياسية فهو هوية وحياة ولكن يمكن تأصيل الفهم الصحيح للدين بوسائل التوعية المجتمعية والتثقيفية والتعليمية. علينا أن لا نطلق العنان لكراهية الإخوان لأنهم جماعات تمارس الإسلام السياسي حتى تعمينا عن رؤية إمكانية التعايش الديموقراطي الحميد. وأخيراً علينا أن نفهم معنى كلمة وطن ... وأن نتفق أن الوطن لا يعني أي شيء أن لم يكن أي فرد فيه يعني كل شئ ... فالإقصاء هنا يعنى هدم الوطن ... والذي يحرم حق المواطنة لفرد أو جماعة فهو لا يستحقها. [email protected]
|
|
|
|
|
|