|
الهجمة علي الجبهة الثورية السودانية "تحالف كاودا "
|
لا شك أن الجبهة الثورية السودانية(تحالف كاودا), تحتاج الي نقد, ونقد الجبهة الثورية يمكن أن يكون متعددا ومتنوعا. فهو نقد لا يقتصر علي الموضوع السياسي, بل يشمل الموضوعات التنظيمية والنشاطات الجماهيرية اضافة الي موضوعات آخري, قد يكون من الصعب حصرها, لأن الموضوعات الواقعة في حيز اهتمام الجبهة هي موضوعات الشعب السوداني, لأن التحالف بما يحويه من تمثيل لقوي سياسية وشعبية وعسكرية وشخصيات وطنية, ظهر و نُظر اليه باعتباره ممثلا للشعب السوداني, وهذا بين عوامل تجعل من نقد الجبهة الثورية وأداء الجبهة الثورية ضرورة حقيقية, ينبغي أن تمارس علنا عبر كل الوسائل المتاحة خاصة الاعلام. غير أن نقد التحالف كاودا – بما في ذلك نقد شخصياته – أمر مختلف عما يتم من هجمات علي التحالف وعدد شخصياته, ولأهم فيها ما يتم القيام عبر الشبكة الالكترونية سواء منها ما تقوم به مواقع الكترونية, أو ما تسعي اليه صفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها موقع "فيسبوك " , والتي تركز علي الاساءة للتحالف وشخصياته والتشهير بهم الي أقصي الحدود عبر حملة من الأكاذيب والادعاءات والكثير منها غير أخلاقي وغير موضوعي. ورغم أن نتائج الهجمة تصب في هدف رئيسي هو السعي الي تدمير الجبهة الثوريةالسودانية وقياداتها, فان المشاركين في الهجمة متعددون متنوعون, وليس صحيحا أنهم جميعا من سدنة نظام المؤتمر اللاوطني ومليشياته والمنخرطين في اطار استراتيجية القتل والتدمير والتهجير التي يتابعه ضد السودانيين, انما بينهم – اضافة لما سبق – أشخاص عاديون من السودانيين, وفيهم مقربون من الجبهة الثورية وبعض من أعضاء الاحزاب المعارضة, وآخرون كانوا حتي الأمس بين قيادات الحركات المسلحة التي كونت الجبهة الثورية السودانية. ولا شك أن اختلاف المشاركين في الهجمة علي الجبهة الثورية يعني وجود اختلافات تفصيلية في أهدافهم, رغم التوافق في الهدف العام. والأساس في هدف سدنة نظام المؤتمر اللاوطني من الهجمة هو تدمير الكيان الرئيسي للمعارضة السودانية وشخصياتها المنخرطة فيه, والاساءة اليه بأقصي الحدود الممكنة, أما هدف مقربي الجبهة الثورية فهو مواجهة القيادة الحالية للجبهة والتشهير بها وبمواقفها السياسية, رغم أن مجئ القيادة وخيارات الجبهة السياسية تم بالوسائل والأساليب الديمقراطية ووفق القواعد المتفق عليها. أما القسم الثالث من المشاركين في الهجمة فهو الأكثر اشكالية, اذ أن المنتمين اليه لا يجمعهم رابط الا مشاركتهم في الهجمة, بعض هؤلاء من أبناء الثورة الخلص والمخلصين الراغبين في الوصول بالثورة الي غايتها النهائية في تغيير النظام وبناء نظام ديمقراطي جديد أساسه الحرية والعدالة والمساواة ومحاكمة مجرمي الحرب, وهناك آخرون قلقون مما صار اليه الحال السوداني في مجالاته المختلفة, لديهم كل الرغبة في وقف التداعيات المدمرة والخلاص من الوضع الراهن, والبعض ليس لهم من مشاركتهم الا الرغبة في الظهور, والقول انهم حاضرون في قضية هي محط اهتمام وعناية السودانيين من زوايا مختلفة. ومما لا شك فيه أنه لا يمكن تغيير أو تبديل أو اسقاط موقف سدنة النظام الاجرامي ومليشياته في الهجوم علي الجبهة الثورية السودانية وشخصياته, لأن ذلك في صلب استراتيجية النظام في تعامله مع عموم السودانيين ومع المعارضة عامة والجبهة الثورية بشكل خاص نظرا لما يشكله في أهدافه وفي أدواته من بديل منتظر لسلطة القتل والدمار والتهجير. أما احتمالات تغييرموقف مقربي الجبهة الثورية والمشاركين فيه فتبدو ممكنة, اذا أدرك هؤلاء الكم الكبير من الأخطار المحيطة بقضية الشعب السوداني وبالمعارضة وبالجبهة الثورية, وما يمكن أن تلحقه الهجمات المعادية وغير الموضوعية بالجبهة الثورية من خسائر جراء انخراطهم الي جانب سدنة النظام في الهجوم علي الجبهة وشخصياته, والأمر في هذا ينبغي أن يكون موضع نقاش داخل الجبهة عبر الشخصيات والمكونات مشاركة في الجبهة, وينبغي اخراج الادعاءات والاشاعات والاتهام, وكل ما هو شخصي وما له بتدخلات وأجندات محلية واقليمية ودولية من النقاش, ليكون نقاشا حرا وموضوعيا ومرتبطا بالقضية وبالمصلحة السودانية ليس الا, وهو ما يضمن ليس عدم مشاركة هذا الفريق بهجمات لاحقة علي الجبهة الثورية, بل أيضا انخراطه بشكل فعال في قيادة وادارة الجبهة ودفعه قدما علي طريق تحقيق أهدافه. أما القسم الأخير من المشاركين في الهجمة فأكثرهم يمكن أن يخرجوا منها اذا توجه اليهم الجبهة الثورية عبر شروحات وايضاحات, تتصل بالموضوعات والمواقف السياسية والقضايا الاجرائية, وأوضح لهم الظروف والشروط التي يعمل من خلالها وهي شروط صعبة ومعقدة, تحتاج الي شرح وتفصيل, يكون بين أهدافه تحشيد مزيد من السودانيين ليس لفهم جوهر المشاكل التي يواجهها الجبهة ومجمل المعارضة, انما أيضا ما يواجهه الشعب السوداني وقضيته, وهذا سوف يسهم في تخفيف أثر الادعاءات والأكاذيب والاشاعات, التي يجري بثها حول التحالف وشخصياته. خلاصة الأمر أن التحالف كيان من بشر, يمكن نقده, بل ان نقده يقع في باب الواجبات السودانية, وهذا مختلف عن الهجوم عليه بهدف تدميره, وان كان هناك من يتعمد ذلك بصورة مؤكدة ووظيفية, فان علي المشاركين الاَخرين التدقيق في مواقفهم ونتائجها وتغييرها, وعلي التحالف نفسه أن يساعد في خلق بيئة مساعدة عبر الانفتاح والنقاش والشفافية والوقوف عند الأخطاء. احمد قارديا خميس
|
|
|
|
|
|