النوبة : النظرة التاريخية والجغرافية وتطلعات مستقبلهم السياسى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 05:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2004, 01:48 AM

هنوه كوندو ايرقو– دنفر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النوبة : النظرة التاريخية والجغرافية وتطلعات مستقبلهم السياسى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    البحث : الجزء الثالث (3)

    النوبة : النظرة التاريخية والجغرافية وتطلعات مستقبلهم السياسى والاجتماعى والتقسيم القبلى والادارى فى إطار السودان الموحد
    بقلم : هنوه كوندو ايرقو
    الولايات المتحده الامريكية – ولاية كلورادو – دنفر
    [email protected]


    نواصل الاتى :-
    الأسلمة والتعريب
    الحرب الاهلية
    العوامل الاقتصادية

    حكومات مابعد الاستغلال (الوطنية)

    ـ حكومة 56 – 1957 أزهر
    ـ حكومة 17 نوفمبر 1958 م ـ عبود
    ـ حكومه اكتوبر 1964م
    ـ حكومة 6 أبريل الجماهيرية سوار الدهب – الجزولى 1985- 1986م
    ـ حكومه الصادق المهدى والإئتلاف الاحزاب 86- 1989م
    ـحكومة 30 يونيو 1989م حتى الان 14 عاما

    حكومات الوطنية
    مع وصول الحكومة الوطنية الاولى إستقر الحال نسبيا بعد أن ظلت المنطقة مسرحا للعمليات وحقلاً للتجارب لفترة طويلة.

    ولكن لم تستفد هذه الحكومه من هذا الاستقرار لاستغلاله فى دراسه المنطقة . بشكل جيد مما كان سيجنبها كثيرا من الاشكاليات الاجتماعية والاقتصادية.
    ووقعت هذه الحكومات فى نفس أخطاء حكومات ماقبل الاستغلال عندما جاءوا ببعض السياسات.

    التى كان لها الاثر الواضح بشكله المباشر او غير المباشر منطلقين من وجهة نظر محدودة دون إعتبار لابناء المنطقة وبذلك كانوا (كجيلان) الذى لم يستوعب بصورة جيدة جبال النوبة هذا النموزج المصغر للسودان فى داخلها كل تناقضات الواقع السودانى الكبير بدءاُ بالتقابل العربى – الزنجى مروراً باحتكاكات المسيحية والاسلام بالمقابله مع الديانات الافريقية السائدة آنذاك وانتهاءاُ بعدم وجود لغة مشتركة بين هذا العرقيات المتنوعة أضافة الى طبيعة المنطقة والتى تحتاج معرفة بشكل خاص. وبخصوص سياسات حكومات مابعد الاستغلال فقد طرحت وزارة الشئون الدينية فى الفترة من 1955 حت 1972م برنامج الآسلمه لمواجهة إنتشار المسيحية فى جبال النوبة واختير بعض خريجيى المدارس الثانيوة والوسطى للتدريب والعمل وسط أهلهم كدعاة ولقد كان لهذا البرنامج اثره فى مناطق (النيمانج) لكنه فشل فى أغلب المناطق فى الوقت الذى لم تكن الحكومه فى حوجة لمثل هذا البرنامج لوضعنا فى الاعتبار أن بعض القبائل وقفت دون انتشار المسيحية بشكل تلقائى وفى هذا الصدد نذكر المك رحال مك كادقلى. الشعبية فى المنطقة والتى كانت هناك الجهود الشعبية فى المنطقة والتى كانت تقف خلفها وتدعمها منطقة الدعوة الاسلامية والتى تمولها السعودية وتشرف عليها الشئون الدينية حيث تقوم بتدريب الدعاة والائمة مع دعم بناء المساجد وتخصيص رواتب لللائمة. كانت هناك ايضا على صعيد التعليم العالى فرص مخصصة لابناء جبال النوبة بالجامعات (أم درمان الاسلامية – جامعة الازهر – المركز الاسلامى الافريقى) تحت مسمى مناطق التداخل اللغوى وكانت هناك احصائية تشير الى أن عدد المساجد لمناطق جبال النوبة حتى عام 1983م حوالى 170 مسجداً (1) هذه البرنامج لم يستطيع اختراق قبائل المورو نسبة لان عدد المسيحين بهذه القبلية كبيرة اذ تصل النسبة الى 75% تقريبا.

    وعن الحديث عن النشاط الاسلامى فى فترة مابعد الاستغلال لانستطيع أن نتجاهل رجالات الدين من الصوفية والذين كان لهم دور بارز فى هذا المجال بالاضافة الى جهود الشيخ محمد القرشى بالاخص فى مناطق النيمانج والدلنج ملحوظ ومؤثر ويرجع هذا لخوف النوبة من السيطرة العربية وارتيابهم من المجموعات العربية . ولكن بعد عام 1920م وصاعدا صحبت معها بعض التغيرات فى انماط الحياة الاجتماعية لسكان جبال النوبة.

    فدخول الطرف المعبدة الجديدة والتى إخترقت المنطقة بطولها وعرضها كان لها آثرها ولكن العامل الاقتصادى الاكثر تاثيرها . كان دخول زراعة القطن وصناعته لجبال النوبة ولما كان النوبة يمتلكون ارض زراعية شاسعة وخصبة كان من السهوله أن يجد عندهم هذا المشروع الاقتصادى القبول . وبالتوسع الزراعى صاروا يتخلون عن حصونهم قليلاً وينزلون من قمم الجبال للعمل تاركين دفاعاتهم المحصنة مؤقتاُ (موسم الزراعة) وبهذا الطريقة قامت قرى ونشأت فى مناطق بعيدة قليلا وكان من البديهى أن يحدث بعض التداخل مع المجموعات الاخرى من غير النوبة والتى تعمل فى نفس المجال. لان هذه القرى الجدية كانت فى حوجة لخدمات الجلابة التجارية لو وضعنا فى الاعتبار ان النوبة توسعت فى الاسواق الكبيرة لبيع محصول القطن وهناك بعض النوبة الذين تخلوا عن مزارعهم تماما وذهبوا للعمل فى مزارع الجلابة من أجل زيادة الدخل بعد أن زادت قائمة الاحتياجات.

    وهناك مجموعات آخرى من النوبة أختارت الذهاب للمدن الكبيرة مثل كادوقلى – تلودى للعمل فى المجالات المختلفة ومن هذه المجموعات هناك من آختار الجندية. كل ذلك حدث فى وقت قصير نوعاً ما مما أحدث الانفتاح على المجتماعات غير النوبية. الآمر الذى كان له أثره فى التركيبة الاجتماعية والثقافية عندما صارت هناك ضرورة لتعلم انماط حياة غير التى الفوها وترجوا عليها.



    (ب) الحرب الآهلية بجبال النوبة – كردفان

    دخلت جبال النوبة دائرة الحرب الاهلية فعلياُ 1985م عندما استطاعت الحركة الشعبية لتحرير السودان نقل عملياتها العسكرية للمنطقة فى محاولة منها للضغوط على حكومة نميرى فى أقليم كردفان بجبال النوبة. وقد أحدثت الحرب بعض التغيرات الجوهرية على الصعيد جبال النوبة لمنطقة عمليات عسكرية وصار كل شى يمكن من تغيير التركيبة الاجتماعية مباحا ويمكن أن نجمل ذلك فى بعض الملامح الاساسية.

    اولاُ :- كل الاطراف التى تتقابل فى المنطقة او خارجها تشكل ابناء النوبة الدعامة العسكرية الاساسية لها سوى كان ذلك فى الجيش النظامى الحكومى والدفاع الشعبى او الحركة الشعبية. باستثناء بعض القيادات العليا بالاخص منطقة جبال النوبة. والارقام العسكرية تشير الى أن 80% من الجيش النظامى الحكومى هم من أبناء غرب السودان وتحديدا فى جبال النوبة وقد يرجع ذلك للطبيعة العسكرية لهذه القبائل مع الامتيازات التى يتمتع بها الفرد الذى يعمل فى خدمة الجيش حيث يمثل المرتب الثابت والسكن نوعا من التأمين من تعقيدات الحياة المدنية. والان هذه المجموعات الموزعة بين الجيوش المتقاتله يموت منها يوميا كميات كبيرة من الشباب من أبناء جبال النوبة لاعتماد الجيش الحكومى عليهم بناءأ على الارقام أعلاه وايضا أعتماد الحركة الشعبية عليهم فى تنفيذ عملياتها الثقيلة حتى فى مناطق الاستوائية. وبقية أقاليم الجنوب.
    كذلك لوضعنا فى الاعتبار أن الجيوش فى منطقة جبال النوبة تمارس بعض السلطات المطلقة على المناطق التى يسيطرون عليها وهنا يمكن أن تزهق أرواح بعض المواطنين رمياُ بالرصاص حتى ماأحس طرف أن ذلك الشخص غير موال له. وبهذا الطريقة قتل كثير من أبناء جبال النوبة أغلبهم من النخب المتعلمة والمتقفة.

    ثانيا :- انهيار كامل للقطاع الحكزمى فى منطقة جبال النوبة من تعليم وصحة واتصالات وغيره. رغم أن القطاع الخدمى قد وجد العناية والاهتمام النسبى فى فترة من فرات حكومة نميرى خاصة فى بداياته الاولى الا انه عاد وتدهور بصورة لاتخطئها العين فى نهايات نفس الفترة. وبمجىء الحرب الاهلية صار كل شى قدم فى هذا المجال خرابا ودماراً. فلو أخذنا التعليم والذى يعتبر من المرافق المهمة جداً نسبة لان تقدم وتأخر اى مجموعة يتوقف عليه نجد أن مسالة التعليم فى جبال النوبة قد ظلت فترة من الزمان. حقلاً للتجارب بداءاَ بالانجليز الذى إرتحلوا لها بعض المناهج التى تركت أثرها السلبى فى المنطقة. ولكن تغيرت الصورة قليلا مع حكومات مابعد الاستغلال خاصة بعد عام 1969م عندما صار هناك توسع ملحوظ من خلال الاعداد الهائلة من الطلال الذين اتيحت لهم فرص التعليم وكانت معظم المدارس فى المنطقة عبارة عن مدارس داخلية تتكفل الحكومة بدعمها من كافة النواحى ولانقول أن حكومات مابعد الاستقلال لم تفعل شيئا فى هذا المضمار ولكنها لم تكن بالمستوى المطلوب. الان هناك أكثر من 6 الاف طفل ضاعت عليهم فرصة التعليم لوعلمنا أن المناطق التى تسيطر عليها الحركة ليست بها مدارس تعمل بعد أن توقفت تماما بفعل الحرب الشعبية منذو عام 1987م الى 2000) وفى رحلة البحث عن التعليم نزح الكثيرون للمناطق الشمالية لدخول المدارس التى أعدت يعنى ضمناً تأثر هولاء بثقافة أخرى على حساب ثقافتهم وأيضاُ نجد أن هذه المدارس التى أعدت لهؤلاء تعانى من بعض المشاكل الاكاديمية والمالية من عدم إكتمال الاثاثات ونقص المعلمين.

    وبقية المناطق الاخرى من جبال النوبة جاءت فترة من الفترات توقف فيها التعليم تماما رغم أن الذى كان يقوم بالتعليم والادارة فيها هم المتطوعون من ابناء المنطقة وذلك بأمر من الحكومة بدعوى ان المنطقة منطقة عمليات عسكرية. وأحيانا تتوقف المدارس فى المنطقة ليؤخذ كل الطلاب والتلاميذ للمشاريع الحكومية للعمل فى الحصاد وغيره وطبعاً هذه الفترة التى نجده ينعكس على المستوى العام للمنطقة . أضف الى ذلك ان هناك بعض الطلاب يؤخذون قسراُ من مدارسهم الى كتائب الدفاع الشعبى. أما الانهيار فى مجال الخدمات الاخرى مثل الصحية فنجده أسواء حالا من التعليم. ويكفى أن تعلم أن مستشفى الدلنج العمومى وهو فى المدينة لم تتاثر بالحرب كثيرا كان فى فترة من الفترات لايوجد بها غير المساعدين الطبييين وان وجد طبيب فلم يزد عن الواحد.

    ثالثا :- أتخذ الحرب فى المنطقة طابع الحرب المقدسة بعد ما صارت جهادا ضد الكفار المتمردين , تصدر فيها الفتاوى الدينية باباحة الجهاد فى حق النوبة بعد أن سمعوا بالخوارج (10) على ملة الاسلام مع وجود برنامج الآسلمة المنطقة بشكل قسرى مثل منع الاحتفالات وطقوس الحصاد وتحريم الكجور وعدم تقديم بعض الرقصات الشائعة والمألوفة وأختيار بعض الكوادر المثقفة من ابناء المنطقة وارائهم للعمل وسط أهلهم كدعاة ومراقبين تنفيذين لمثل هذه البرامج.

    رابعا : تغير كامل فى ديمقراطية المنطقة من خلال ترحيل إجبارى للسكان فى اماكنهم الاصلية الى بعض المناطق فى الشمالية ووضعهم فى معسكرات (قرى السلام) وهناك نزوح أختيارى من المواطنين هرباً من ويلات الحرب ولو وضعنا فى الاعتبار مدى تمسك النوبة بارضهم يصبح حتى هذا النوع من أنواع النزوح إجبارياُ لانهم لم ينزحوا الا بعد إحتراق قراهم وفقدانهم لمواشيهم مع عدم قدرتهم على ممارسة الزراعة ليكون البديل أختيار العيش فى الضواحى العشوائية على أطراف المدينة فى الشمال.

    خلاصة :ـ

    ظلت جبال النوبة تتاثر بهذه العوامل التى تقدم ذكرها بدرجات متفاوته وصار النسيج الثقافى للمنطقة يتلون بالوافد الخارجى بطريقة طبيعية تارة وبشكل مقصود تارة أخرى . حتى أن الدارس للمنطقة يحتاج لجهد خارق ليفرق بين الاصلى والوافد بعد أن دخل الوافد حتى فى العادات والتقالد والطقوس التقليدية كذلك فى أنماط الحياة وبهذا تغيرت مفاهيم وسادت قيم لم تكن موجودة بالمنطقة.

    ولقد كان للتعريب ودخول الاسلام لجبال النوبة أثره الواضح وقد يرجع ذلك لاستمرار اثيريهما منذ فترات قديمة مقارنة ببقية العوامل حتى تركت بصماتها على كافة مناحى الحياة بدءاأ بتغير الاسماء من كوكو و كافى وكوه و كرتكيلا وكوشية وكاكا والى محمد وشيماء وخنساء وهيثم والحارث و بل حتى شهرزاد وسموءل وشيئاً فشياً أصبح النوباوى يتخلى عن بعض الممارسات والقيم الراسخة التى ظلت معه فى إطار مورثه الثقافى وذلك بدعوى تخلفها او حرمتها من وجهة نظر الثقافة الداخلية الوافدة. فمثلا لوأخذنا (المريسة) وهى مشروب روحى مثلها مثل البيرة المعروفة نجد أن قيمتها الادبية والمعنوية تتعدى قيمتها المادية نسبة لدخولها فى كثير من طقوس الحياة وتقاليدها ولايمكن أن تتخيل احتفالات الحصاد (النفير) او مناسبات الافراح بدون المريسة لان قيمتها تعنى ضمن ماتعنى الكرم والتقدير والحفاوة بالمدعوين وبالمقابل لم تعرف المنطقة الانواع الاخرى من المسكرات الكحولية . ولكن نسبة لتاثر المنطقة بالوافد صار النوبة يتخلون من شريها او صناعتها بعد ان سكنت مفاهيم مثل (حرام ومكروه) فى قاع البرام التى تصنع بها هذه المريسة . ولو تمعنا نجد انه لم يكن مسموحا لكل من هب ودب تعاطى مشروب المريسة لان هناك بعض القبائل كانت تربطها بمعايير أخلاقية صارمة مثل أن يبلغ الشاب عمراُ معيناً ليكون مسموح له ذلك وغالبا بعد مرحلة الزواج . أما بيعها للارتزاق قد يوصل للعزل الاجتماعى عند بعض القبائل.

    2/ السلب عادة مثوارثة فى قبيلة من قبائل جبال النوبة, أستنادا على الخلفية الثقافية لهذه القبيلة والتى لاترى أى حرج ففى هذه العادة والتى فى نظرهم نوع من الشجاعة والبطولة إذا استطاع أحدهم أن يجلب غنيمة باتباع هذه الطريقة طالما كانت لاتضر القبيلة , وهذا هو نفس مفهوم الهمباته فى السودان الشمالى عند ود ضحوية مثلاُ والذى اشتهر بقصائد تمجد الهمباتة بحفظها كثيرون عن ظهر قلب. ونجد نفس هذه القبيلة التى نجد فيها هذه الممارسة فى جبال النوبة من أكثر القبائل حفاوة بالضيف , أضافة لاحترامهم المنقطع النظير للمرأة ومكانتها فى المجتمع.

    3/ المستعمر الاجنبى وقفت ضده بعض القبائل العنيفة والشؤسة وفى محاولة منه كبح جماحها, قام باذلالهم بعد أن أخضعهم بفكرة أختيارهم لحمل على النظافة التى كان فى حوجة لمن يقوم بنظامها لانعدام الدورات الصحية بالمنطقة. وبمرور الوقت صارت جزءأ من الثقافة الاجتماعية للقبيلة بعد أن وجدوا لها تدبير أجتماعى خوفا من العار, ووفقا لكل ماسبق أن أشرنا اليه فى البحث إضافة لهذه التاثيرات التقافية التى سقناها ضمن هذه الخلاصة والتى كانت كالهزة العنيفة لانسان هذه المنطقة. نسبة لاستمرار حدوثه فى زمن متقارب نسبيا مما جعله يحمل فى داخله توترا عاليا وهو يعيش مظاهر الغربة المركبة بين الماضى والحاضر خاصة عندما وجد أن الثقافة وأجهزة الاعلام ومنهج التعليم تتجاهل موروثاتة وتقاليده كان من الطبيعى أن يترجم بعض أبناء جبال النوبة هذا التوتر الى (لكره) لكل ماهو وافد ودخيل , بذلك أراحوا انفسهم من التفكير فى هذه الاشكاللات المعقدة . أما الاخرون فى الطرف الآخر فقد ترجموا هذا التوتر الى (تقديس وحب) عندما فرض هيمنته على كافة الاصعدة وهم يرون الكل لايمجد الا الوافد الدخيل والذى تحول فى نظرهم الكمال والاصالة الانسانية المطلقة.

    الفئة الاولى التى تطرفت كرهاً والاصالة الانسانية المطلقة.
    الفئة الاولى التى تطرقت كرها تقوقعت داخل ذاتها وهى تلعن ظلام الثقافة الوافدة.
    والتى أخذت منها العروبة نصيب الاسد لتاثيرها الكبير على كافة انماط الحياة دون أن يوقدوا شمعة أمل.

    أما الفئة الثانية والتى تطرفت حباُ لهذه الثقافة الوافدة تنكروا لذرواتهم ورفضوها بعد أن تخولت فى نظرهم الى مجموعة من أنماط السلوك البدائية والقيم المتخلفة. وبين المجموعتين كانت هناك مجموعة ثالثة رأت أن التطرف كرها للوافد هو نوع من السلبية وعدم الموضوعية غير المبررة رغم كل المرارات التى حدثت لهم على طول التاريخ. وكذلك التطرف حباً لدرجة تقليد الاخر لتعويض نقص نفس هو نوع من الثقاف الثقافى وذلك لايمانهم أن الخروج من هذا النفق يمكن باعادة ترتيب منطقية للثقافة نحو صياغة تسع الجميع لاننا لو استثنينا العوامل ذات التاثير الطبيعى نجد أن كل الساسات التى بقيت تمارس على هذا الجزء من الوطن السودانى كانت واحدة , وان إختلفت الاساليب والتى تلخصت فى فرض وجهة نظر أحادية بشكل وصاية أبوية دون أن يكون لانسان جبال النوبة الراى فيما يحدث حوله.

    ونجد أن جبال النوبة التى ظلت تتفاعل مع كل الاحداث التى مرت بالسودان وتتأثر بها بقيت رقماً مجهولا لاقرب أبناء النوبة عندما لم يجدوا فى كل ما كتب عن السودان وشموخة وبطولاته سوى بضع اسطر كتبها أناس لاعلاقة لهم بالسودان. وعندما ذهب أنسان جبال النوبة ليبحث عن تاريخه فى أكبر كتاب للتاريخ يؤرخ للسودان وهو كتاب (مكى شبيكة) ( السودان عبر القرون) لم يجد غير بضع اسطر لاتتعدى السته أو سبعة كانت هى كل تاريخ المنطقة والذى ورد أما مربوطا بالجهادية الرقيق أو انهم لم يكونوا على ايمان قوى بالمهدية. لهم ورغم أن الدكتور محمد سعيد القدال انصفهم بصفختين على عجل. لكن هذه المنطقة ظلت تعانى من وقوعها خارج دائرة الاهتمام الاعلامى. وكان الامر أفدح عند هذا الانسان القادم من الجبال وهو يفتح صدره متفاعلا بتلقائية مع كل ماهو دخيل لاستصحاب النافع والثمين فى الوقت الذى يجد أن مفهوم المركز وثقافته وأعلامه تعرفه فقط على انه شخص كل إهتمامه المتجرة فى الخمور والسرقة وكل ماهو متخلف ومشين.

    ونعتقد انه جاء الوقت ليعرف الاخرون الشجاعة والنبل والكرم والاهتزاز بالنفس ورفض الذل والهول الذى يتمتع به هذا الفرد القادم من جبال النوبة وهو بمثابة أخر معاقل الحضارة النوبية فى وادى النيل والسودان وأفريقيا.


    نواصل فى العدد القادم الجزء الرابع
    1/ التقسيم القبلى والادارى للنوبة الحديث (المعروف – بجبال النوبة)
    2/ نبذة التاريخية عن قبائل الآجانق
    النواة الصلبة لقبائل جبال النوبة الحديث
    إضافة مجموعات بكردفان ودارفور
    (الجزء الآول منها)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de