|
الناشفين من شقا: صلاح أحمد إبراهيم بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
09:31 PM Jul, 06 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كنا في يوم من فبراير 2012 بجلسة من رقائق الأستاذ الصافي جعفر الصافي جمعت السادة الصوفية والعلماء ومشيخة المسيحية نتذاكر حال الوطن. وجاءت في كلمة الصافي ما أعادني نحو أربعين عاماً. قال الصافي إن اليسار التزم أعراف التسامح السوداني وقيمه. وذكر للتدليل مقطعاً لصلاح أحمد إبراهيم من ديوانه "غضبة الهبباي" وقطعة من مديح أفضل البشر عنوانها "مدينتك الهدى والنور" للأستاذ محمد المكي إبراهيم. قال الصافي عن صلاح إنه ذكر شعبه في ليل ديكتاتورية الفريق عبود وحزن للشدة التي هم فيها: أعرفهم : الضَامرين كالسياط ، الناشفين من شقا اللازمين حدَهم ، الوعرين مُرتقى أعرفهم كأهل بدرٍ شدةً ، و نجدة ، و طلعة ، و خلقا وديوان "غضبة الهبباي" تكلب له شعرة الجلد لأنه غاص بروح الخدمة للوطن ولروحه بمعناها الديني في مثل قولنا إن الحوار قائم بالخدمة في مسيد شيخه. وقد أخذني هذا المعني حتى وجدتني أؤصل صلاح في كلمتي القديمة في أجواء الجذبة والغرقة والشطحة الضيفلابية (المنسوبة لكتاب طبقات ود ضيف). وطلباً للماثلة استدعيت الشيخ مكي الدقلاشي من الضيفلابية. فقد وصفوا الدقلاشي في "الطبقات" بأنه "حافظ الكتاب وشايله الشباب" من فرط فخره بالرقائق والشعر والخدمة التي جاءته رزقاً من الله. فيقال إن الدقلاشي الشاعر كان إذا ركب "تحوشه الفقراء شايلين النشاب. الفرس ما بتنشاف من كثرتهم. شايلين التهليل بالنغمات الحسنة وناس البلد والصادر والوارد والنسا والرجال شايلين معهم التهليل على نغمته". فقيل دخل عليه سليمان ود دكين، ملك الفونج، مرة وقال له إنه لحن أي أخطأ في شعره الفلاني. فقال له الدقلاشي: "الشيطان قاعد فوق راسك أخبرك بذلك". فقرر الملك قتل الشاعر ولكن أعمامه قالوا له: "لا تقتل ولد شيخنا غرقان وسكران وبطران دمه يخربنا". فبالله عليكم كيف لا يكون حال "حافظ الكتاب وشايله الشباب" إن لم يكن على غرق صلاح وسكره وبطره كما جاء في الديوان: سلام على موطني في البلاد على أهله الخيرة الطيبيين ملاذ الغريب، سياج الضعيف، الحماة، الأباة، ليوث العرين أنا منهم ، وبهم، وخدامهم لو همو يأمرون يعذبني أنهم في العذاب، ويؤرقني أنهم نائمون أما مديح ود المكي فلي معه خبر قريب يعظم ذكره وقد رحل عنا يساري آخر "سكران وغرقان وبطران" هو الأستاذ محمد وردي. كنا احتفلنا به عام 2001 في ثنايا اجتماع جمعية الدراسات السودانية بالولايات المتحدة. وفي ختام المؤتمر عرضت عليه أن يلحن "مدينتك الهدى والنور" التي كتبها ود المكي بعد عمرة للبقاع المقدسة في منعطف العمر والمسائل: مدينتك الهدى والنور وتسبيح الملائك في ذؤابات النخيل وفي الحصى المنثور مدينتك الحقيقة والسلام على السقوف حمامة وعلى الربى عصفور مدينتك الحديقة أقرب الدينا إلى باب السماء وسقفها المعمور وبدا العرض غريباً لوردي أول مرة. فقلت له سأرسلها لك وستأخذك منك. وفعلت. أنصفنا الصافي في اليسار من جهة الغرق في شعبنا وروحه، ولم يوف الكيل بعد.
أحدث المقالات
- رسالة عالمية لخدمة الإنسانية بقلم نورالدين مدني 07-05-15, 10:42 PM, نور الدين مدني
- ذكريات رمضانية.. 3 ... !! قريمانيات .. بقلم .. الطيب رحمه قريمان .. بريطانيا... !! 07-05-15, 10:40 PM, الطيب رحمه قريمان
- لو كنت المسؤول ..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-05-15, 10:35 PM, عبدالباقي الظافر
- انتبهوا أيها السادة.. نغرق!! بقلم عثمان ميرغني 07-05-15, 10:33 PM, عثمان ميرغني
- إنقلاب حميد ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-05-15, 10:23 PM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|