|
المواطن يشوف في الفيل ويطعن في ضلو محمد عبدالله موسي
|
المواطن يشوف في الفيل ويطعن في ضلو محمد عبدالله موسي بعد المؤتمرالصحفي للسيد رئيس الجمهورية بقاعة الصداقة كان البداية الفعلية لتدشين البرنامج الحكومي لما سُمي بالاصلاح الاقتصادي والذي يشمل زيادة اسعار المحروقات وغاز الطبخ وكذلك رفع سعر الدولار الجمركي وزيادات اخري في سعر بعض السلع المهمة، مجمل هذه الزيادات ستؤدي الي إرتفاع في الاسعار بشكل جنوني وارتفاع تكلفة المعيشة بشكل غير مسبوق مما يؤدي الي إنهاك المواطن المنهك اصلاً ،وكان من الطبيعي ان يواجهة المواطن هذه السياسات التي تفضي الي افقار وتجويع المواطن وتحميله مسؤولية الحكومة وإخفاقاتها وسوء تخطيطها وتدبيرها وفشلها وصرفها علي الحروبات في البلاد علي حساب التنمية ومعيشة ورفاهية المواطن السوداني. الامر بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار بعد ان إنزلت الحكومة تلك السياسات علي ارض الواقع وتفأجا الجميع بصدور اوامر لكل الطلمبات في الصباح الباكرعلي بيع الوقود بالسعر الجديد واشتري سائقي المركبات الوقود بالسعر الجديد ،وقامت الجهات المعنية بإصدار منشورات اعلنت فيها تعريفة جديدة للمواصلات داخل ولاية الخرطوم وتم منح اصحاب المركبات تلك المنشورات ،لقد أنسحبت بعض المركبات من خطوط المواصلات مما احدث ازمة حادة في المواصلات والازدحام في الاسواق ومواقف المواصلات،والمركبات التي ما زالت تعمل رغم قلتها شهدت نزاعات ومشاجرات بين المواطنين من جهة والكماسرة والسائقين من جهة اخري. لقد حدثت اشتباكات بالايدي والشتائم بعد تم تنفيذ التعريفة الجديدة من قبل اصحاب المركبات ولكن المواطن الذي يتهرب من الواقع المرير وبدل مواجهة هذه السياسات في الشارع يصب المواطن جام غضبه علي المواطن نفسه وهو السائق أو الكمساري،لقد حاولت في احدي المركبات توضيح الامر ولكن اعتبروني متواطئ مع صاحب المركبة وانحالوا علي بالشتائم ،كان مقصدي نبيل لشرح لهم بان يجب توجيه هذه الثورة علي الحكومة التي فرضت هذه الاجراءات الاقتصادية القاتلة بدل مواجهة المواطن والمجتمع ولكن لا حياة لمن تنادي، ولم تهدأ الثورة في المكان الخطأ الا بعد ان وصلت المركبة الي وجهتها والكل ذهب الي حال سبيله . الازمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد وضغط الدولة علي المواطن وتحميله فاتورة خطل سياساتها،جعلت المواطن في وادي والواقع في وادي آخر ولا ادري هل هذا هروب من المسؤولية لمواجهة الازمة بالتظاهر والاحتجاج؟ اما ان سيكلوجية الانسان المقهور يلعب دوراً في هذه المواقف ، يحتم الامر علي مواطن اذا اراد الحياة والعيش في كرامة وعزة فلا بد من مواجهة الظلم حتي يستجيب القدر.
|
|
|
|
|
|