*الآن...والآن فقط...فهم الوالي كلمتنا هذه.. *فهم ما كنا حذرنا منه (زمان)...السيد عبد الرحيم محمد حسين.. * استشعر (يادوب) خطورة تزايد الوافدين...ولذا نعيد نشرها كما هي.. *وعنوانها مسروق من فيلم (المواطن مصري ..( *تماماً كما بات الواحد منا يحس أنه مسروق من وطنه.. *أو أن وطنه هذا هو الذي سُرق منه.. *وسبب كلمتنا اليوم أن أغراباً سألوني عن شيءٍ بلغة غريبة.. *قد تكون هي السواحلية...أو الأمهرية...أو الفولانية.. *أو قد تكون العربية بلهجة سودانية غريبة علي مسامعي.. *أو ربما كنت أنا الغريب علي (بلدهم) كما شعرت من نظراتهم.. *ربما لم تعد بلادي هي (بلاد ناساً تكرم الضيف).. *ومما زاد من إحساسي بالغربة ولوجي محلاً للمأكولات.. *ومن بعده آخر يجاوره...للحلويات.. *فالعاملون في كلا المحلين كانوا غرباء في نظري.. *وقد أكون أنا الغريب في نظرهم من واقع تعاملهم الجلف.. *ففي كليهما سمعت ما فحواه (خلِّصنا يا زول).. *ثم مع العبارات المستفزة هذه تكشيرة وكأني أتسول.. *وسبب ترددي في طلب ما أود شراءه (غرابة قائمة الأطعمة).. *فهي ليست سودانية مما ألِفنا أكله.. *أو ربما كانت مألوفة في السودان...ولكنها بأسماء غريبة.. *أو قد نكون نحن أبناء السودان الذين صرنا غرباء في وطننا.. *وعند التقاطع هجم صبية على العربات غريبو السحنات.. *بمعنى أن سحناتهم لا توحي بأنهم سودانيون.. *ومع تزايد شعوري بالغربة قد أكون أنا الغريب في بلدهم.. *وفاقم من شعوري هذا جولةٌ لي في السوق العربي قبل فترة.. *فمن بين كل خمسة سودانيين هناك أجنبيان...على الأقل.. *وتاهت مني ملامحٌ بشرية اعتدت عليها في ذياك المكان.. *وتساءلت إن كان لايزال عربياً... سودانياً... هو أم غدا أجنبياً.. *أو ربما كنت أنا الذي أتجول في سوق لا علاقة له بالسودان.. *بل ولا صلة له بالعرب - لغةً - كذلك.. *وتجولت بين قنواتنا- ليلاً- فسمعت من مذيعاتها نطقاً غريبا.. *ليس غريباً على مسامعي...وإنما على ألسنتنا كسودانيين.. *فلما انتبهت إلى (بياض) الوجوه دققت في الشعارات.. *فوجدتها شعارات لقنوات سودانية...وليست شامية.. *وزاد من شكوكي استنطاق إحداها لمراسلها (من السودان).. *وتسائلني نفسي وهي تكاد تجن: (أنا...أنت...نحن... أين بالضبط؟).. *وأهمس لها بأنْ ليس المسؤول بأعلم من السائل.. *ومهاتفة من امرأة لا أفهم كلامها لغرابة اللهجة.. *كل الذي فهمته أنها تقصد رجلاً ذا اسم من أسماء دولة مجاورة.. *وصباحاً أصادف من يبتدر كلامه معي بكلمة (بدِّي).. *فأقاطعه قائلاً (عفواً... المواطن سوداني !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة