أدار الأستاذ عبد الرحمن الأمين المستشار بصحيفة "الوطن" حلقة نقاش مثمرة عن "مستقبل الصحافة الورقية في السودان" بالمنبر الصحفي لطيبة برس السبت المنصرم الموافق الخامس عشر من أبريل الجاري، والذي نظم بالتعاون مع شركة أقمار للإعلان المتحكمة على الإعلانات الحكومية، ويا ليت تكررت مثل هذه الحلقات ذات الحضور النوعي، وبالمهمومين بالصحافة ومستقبلها لتترسخ الأفكار. الحلقة انتزعت اعترافات من الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية الأستاذ عبد العظيم عوض، ومن رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين الأستاذ الصادق الرزيقي، أن المؤسستين يتحملان جزءاً من التدهور الذي لحق الصحافة السودانية بعد قرن وعقد من الزمان، مهنياً، وادارياً، وفنياً، ومن حيث الانتشار، وذلك لعدم الزام المؤسسات الصحفية تطبيق الالتزامات المنصوص عليها في القانون واللوائح المنظمة، وعدم التقيد بالأعراف الصحفية الراسخة، بجانب التساهل وتبعية بعض الصحفيين لسياسيين يأتمرون بإمرتهم. كما أن الحلقة أبرزت تبايناً حول مستقبل الصحافة الورقية، بين من يرى أن مستقبلها واعد في السودان، وأنا بينهم، إذا ما تم معالجة المشكلات التي اعترف بها من بيدهم القرار، لأن البلاد شاسعة ولم تتوفر الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ناهيك عن الكهرباء ومصادر الطاقة للصحافة الالكترونية، ولكن ذلك لا يمنع أن تسيرا معاً. فيم آخرون يرون أن عصر الصحافة الورقية ولى، وتجاوزها التاريخ، وأن التفكير يجب ان ينصب في الصحافة الالكترونية والرقمية، وتأطيرها بالكيفية التي تخدم البلد الذي تصدر منه، ويقود هذا التيار رئيس تحرير صحيفة "اليوم التالي" الأستاذ مزمل أبو القاسم، والذي ضرب أمثلة بالصحف العالمية الكبرى في إمريكا، وبريطانيا وكيف إنها بدأت تتحول إلى الصحف الإلكترونية. تظل الصحافة هي بنت بيئتها السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، والقانونية وتلبي حاجتها ولا تنفك منها، وإلّا اصبحت كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. نعم أن الظرف الاقتصادي ضاغط، ومدخلات صناعة الصحافة باهظة، وسعر الإعلان منخفض، والتدخلات الأمنية واضحة، وتحكم سياسين، ورجال الأعمال على بعض الصحفيين بائن، لكن قواعد المهنة هي قواعد المهنة، إن عض عليها الصحفيون بالنواجز، ومحاسبة من يخالفها حتماً تعود الصحافة قوية وتنتشر، ولا تنحسر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة