|
المهدي ذليلاً في كوبره ..موقفي من الحوار مبدئي واستيراتيجي !!
|
بسم الله الرحمن الرحيم...
عبدالغني بريش فيوف
في محاولة ابتزازية واستفزازية مكشوفة ، زار وفد من نقابة المحامين التي يسيطر عليها حزب المؤتمر الوطني زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي الذي يقبع في سجن كوبر منذ 18 مايو 2014 بتهمة اهانة الجنجويد " مليشيات بدوية صحراوية متحجرة لا أخلاق ولا دين لها " ، وقال الوفد أن المهدي أكد لهم أن موقفه من الحوار الوطني مبدئي واستراتيجي بقصد الخروج من كل أزمات البلاد .
ونحن إذ نسمي زيارة وفد نقابة المحامين للمهدي بالإبتزازية ، ذلك لأن هذه النقابة لم تدن إعتقاله أصلا ، فبأي حق تقابله إن لم يكن الهدف ابتزازاً وتحقيراً له ولجماهيره !؟ .
أما بالنسبة للصادق المهدي وقوله بأن موقفه من الحوار الذي نادى به رئيس نفس النظام الذي اعتقله ووضعه في كوبر مبدئي واستيراتيجي ..فنقول له :
أن القوى السودانية المعارضة سواء كانت سياسية أو مسلحة أكدت أن موقفها من أي حوار وطني جاد يفضي إلى إخراج البلاد من أزماتها المختلفة مبدئي واستيراتيجي ..لكنها أضافت قائلة : ينبغي أن تهيأ لهذا الحوار أن ينجح ، الأجواء عبر بعض المطالب التي تقدمت بها للنظام السوداني ومنها :
1/ الإفراج عن جميع معتقلي الرأي والضمير .
2/وقف الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور وذلك لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في الحوار المزعوم .
3/اطلاق الحريات العامة والسماح لكل الأحزاب السياسية بممارسة أنشطتها دون أي مضايقات من قبل أجهزة أمن البشير .
4/ لا بد أن يؤدي الحوار المزعوم إلى النجاح في إخراج البلاد من أزماتها وتنعكس نتائجه الإيجابية على جميع مكونات الشعوب السودانية .
إذن القوى السياسية السودانية المعارضة لم ترفض الحوار الذي نادى به الجنرال عمر البشير من حيث المبدأ ، لكنها طالبت النظام بتنفيذ بعضاً من شروطها قبل البدء في الحوار المعني للتعرف على جديته . وبالفعل أظهر النظام عدم جديته لعدم خلق الأجواء المناسبة في ظل استمرار الإعتقالات السياسية والتحريض على الكراهية عبر وسائل الإعلام التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم .
حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وهو ينادي بالحوار الوطني لم يغادر عقلية المراوحة واستخدام الحوار كورقة تكتيكية لكسب بعض الوقت ، مما يعني أن الحوار الذي ينادي به لم يكن خياراً استراتيجياً ينبغي الشروع فيه لحل كافة أزمات البلاد السياسية والدستورية والإقتصادية ..الخ ، فلا ندري لماذا يتمسك المهدي بحوار الطرشان وهو يقبع في سجن النظام بتهمة سياسية بحتة ؟ .
ان الكلام الذي نقله وفد نقابة المحامين على أن المهدي متمسك بالحوار لا بد أن يكون هو موقف الرجل في ظل صمت قيادات حزب الامة وعدم نفيهم لما نقل عن زعيمهم ، مما يعني ان الصادق المهدي فعلا يدير حزب الأمة كشركة خاصة حتى وهو وراء القضبان بعدم نيته التراجع عن الحوار مع نظام الانقاذ حتى لو حكموا عليه بالإعدام أو بالسجن المؤبد .
الصادق المهدي هو الوحيد من السياسيين الذي يحاور النظام منذ خروجه من التجمع الوطني في العام 1999 وتوقيعه لاتفاق جيبوتي مع المشير البشير ، لكن حواره معه لم يفض إلى أي نتيجة حتى الآن ، وتمسك المهدي بالحوار الذي لا يراوح مكانه لقرابة الـ16 عام إنما دليل على أن حزبه لا يتمتع بالشعبية التي يوهم بها الآخرين ، ولا يستطيع إذن التأثير على أي حوار بينه وبين النظام وهذا من شأنه اطالة عمر النظام .
لم يعد الحوار الوطني الذي يطالب به ناس الانقاذ الجاثمين على صدور السودانيين لربع قرن من الزمان محاولة جادة لإخراج البلاد من ظلماته وأزماته المختلفة المختنقة ، بل الحوار في منظورهم هو تذوييب الأحزاب السياسية المعارضة في حزبهم الحاكم بغض النظر عن النتائج والعواقب .. هذا هو حوارهم ، حوار التذوييب والإقصاء والتهديد والتخوين ونشر الفوضى وزعزعة المجتمع ليأكل كل سوداني لحم أخيه ميتا .
لم ولن يهدأوا ولا يريدون لهذا السودان وأهله الهدوء أبداً ..لا يهدأ بالهم إلآ وقد أشعلوا نيران الفتنة بين قطاعات الشعوب السودانية المختلفة واتهموا المخالفين لهم في الرأي بالخيانة وتلقي الأوامر من جهات أجنبية ..والمهدي أكثر الناس معرفةً بعناد هؤلاء ومع ذلك يتمسك بالحوار المزعوم معهم .
موقف المعارضة السودانية منذ البدء كان واضحاً وهو أنه لابد أن تسبق الحوار المزعوم إجراءات عملية يظهر فيها النظام جديته وحسن نيته ، لكن النظام لم يظهر سوى تعنتاً سياسياً وتصلباً في موقفه الذي لا يشاركه فيه أحد وهو ( ماي وى اور هاي وى) ، وجراء هذا الموقف المتصلب رأت أنها لا تريد أن تضيع وقتها في حوار تعرف فشله سلفا .
أن الحوار الذي نطالب به ونريده هو أن يشارك فيه جميع أبناء السودان دون تمييز أو تفضيل لمكون على اخر ، فضلاً عن توزيع الثروة الوطنية والسلطة بالتساوي بين جميع المواطنين ، لذا فإن على جميع السودانيين بمؤسساتهم المجتمع المدني وبتنظيماتهم السياسية المختلفة المحبة للسلام واستقرار السودان التصدي لمحاولات صقور حزب المؤتمر الوطني المناهضة لحوار مفيد يخرج البلاد من أزماته ، والحيلولة دون بثهم لخطاب الكراهية والتعصب وتخويف المواطنين من مطالب المعارضة .
على الجميع تحمل مسئولياته الوطنية في منع البلاد من الإنهيار التام من خلال اجبار عمر البشير وحزبه على فك أسر السودان وتسليم السلطة لإدارة انتقالية حتى قيام انتخابات حرة نزيهة.
كلام أخير للصادق المهدي في كوبره :
أنت أكثر واحد في السودان هادنت ودخلت في حوارات عبثية مع نظام البشير منذ عام 1999 حتى لحظة اعتقالهم لك في 18 مايو 2014 ..وأنت تعرف ان النظام أصلا لا يريد ان يشاركه في السلطة أحد ..ولا يريد خيرا للسودان ولأهله بدليل الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة ، وأصبح حزب المؤتمر الوطني هو الدولة والدولة هي المؤتمر الوطني ، وأصبح كل من يعارض هذا الحزب خائناً وعميلاً يعمل ضد مصالح السودانيين وهي التهمة التي أوصلتك إلى سجن كوبر...أنت تعرف كل هذه الأشياء عن عصابة الانقاذ ، وبدلاً أن تقول للناس البتكلموا عن الحوار - أسألوا المجرب ولا الطبيب !! جاي تقول ان موقفك من الحوار مع هذه العصابة مبدئي واستيراتيجي !! أي مبدأ وأي استيراتيجية يا هذا ؟ وهل تعرف يا ايها المهدي أن بموقفك هذا أهنت وأذلت نفسك أكثر وأكثر ولم تكن محل احترام بعد اليوم حتى بين أنصارك الذين كانوا يريدون منك موقفا ينسجم مع مواقف قوى التغيير السودانية وأنت خلف القضبان !؟ .
والسلام عليكم..
|
|
|
|
|
|