|
المفاوضات السودانية: فاشلة يا يوهانس
|
يبذؤ من الجدل الذي لا يزال ساخنا في السودان في شان مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب ، أن الشمال لم تكن قد تنبأ بأنه لن تكون حرة في الدفاع عن نفسه ،بالأدلة التي لديها على الاتهامات التي توجه إليه حول مسؤوليته تجاه مآسي الجنوب . ومن خلال هذا الحوار بامكانى التعقيب على مقالة الأستاذ / يوهانس موسى فوك ـ والتي نشرت بصحيفة سودانايل الغراء بتاريخ 1/12/2003 تحت عنوان المفاوضات السودانية:الجولة المقبلة، من يوكد أنها الحاسمة؟؟)...من حيث انه تناول قضية السلام باعتبارها الشغل الشاغل لأذهان معظم الساسة ومثقفي السودان ،وهو يتناولها برؤية يمكن اتهامها بالقاصرة رغم أن يوهانس نفسه يعتبرها جديدة من نوعها. والاهم والذي شد انتباهي أنها رؤية متناسقة وشبه متكامل لكونها نابع من ذهن ومخيلة جنوبي...ولكن في الوقت نفسه يفتقر الأمانة عند التفسير والتحليل عن ما سماه يوهانس الرؤية الشمالية . في الأول يفرق الكاتب بين ما يسميها النظرة الجنوبية الحادية للسلام الاتى ، والأخر الذي أطلق عليه التفسير الشمالي . ويتعرض يوهانس هنا بشكل سريع إلى أن(.. الجنوبيين يعتبرون السلام الاتى غاية للتخلص من المأزق الشمالي الذي حاصرها وعسف بتوازنها ولا يهمها أن كان نهايته ستقود إلى الوحدة أو الانفصال بقدر ما يهمها ضرورة وضع حد من الفوضة التي سببتها الحكومات السودانية المتعاقبة ، والسياسة العنيفة تجاه الجنوب ..). وموضوعي هنا مختصرة جدا يتلخص في الأسئلة التالية آمل أن يجيبني يوهانس موسى ..وهى:ما علاقتنا كشماليين بتصرفات الحكومات السودانية ، وسلوكها الشيطانية تجاه الجنوب، حتى يتفاصح فينا الجنوبيين بان هناك مآزق شمالي لابد من الخلاص منه لاسيما وان جميع الحكومات التي ذكرهم يوهانس بما فيهم حكومة الإنقاذ ، كانت جميعها تضم في تشكيلاتها وقياداتها العسكرية والمدنية عناصر جنوبية وبالتالي تحول من خلال مشاركتهم في السلطة دون تسميتها حكومة شمالية ؟؟ وبطريقة أوضح ماهو مسؤولية الشمال في مشكلة الحكومات مع الجنوب؟؟؟.
ثم ،ماهو المأزق الشمالي الذي يتحدث عنه الجنوبيين ؟؟ أليس المأزق حاليا هو المأزق الجنوبي الذي حال دون تقدم السودان ؟؟ فالمأزق مأزق جنوبي فعلا لان الصراع الجنوبي ـ الجنوبي كان سببا في تدمير أراضيهم ومضاعفة الماسي الذي يرمون بفضائحه في الشماعة الشمالية ..فانه من المعقول جدا أن يتحدث يوهانس عن الكوارث التي ستنجم عن هذه الاتفاقية التي ينشدون ، ويعلقون عليها الآمال دون الإدراك أن الجنوبيين سيتعاركون عند التنفيذ فيما بينهم . فالبعض يقول بان :حتى الحركة الشعبية نفسها التي كانت قبل مشاكوس غارقة في سلسلة جهنمية من النزاعات الداخلية ، أرادت بهذه الاتفاقية إن تخرج من العزلة الجنوبية ويتصالح معهم بالموافقة أخيرا على حق تقرير المصير للجنوب التي ظلت الحركة طوال الحقبتين من الزمان يحارب به الجنوبيين الذين طالبوا حتى وقت قريب بهذا المطلب الانفصالي. ومن الصحيح القول أن الاتفاقية النهائية بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية لتحرير السودان ستتم توقيعها سواء كانت في هذه الجولة أو في جولة أخرى ستلحق الجارية ولكنها حتما ستفشل لأنها لا تحقق سوء طموحات وأهداف فئة قليلة جدا من الشعب السوداني.وبالتحديد مصالح الجنوب. وكان صائبا المرحوم د.نور الدائم رحمه اللة ، حينما ذكر بان الاتفاقية دون جدل ستوقع ولكن الطفل الذي سيولد بمقتضاه سيكون مشوها. وردا على سؤال الكاتب:هل سنكون أمام علاقة حرب جديد بين الشمال والجنوب دون استخدام العنف ؟؟..لا اعتقد ذلك لان الشمال بريء حتى الان من حرب الجنوب والممارسات الغير أخلاقية التي سجلتها التاريخ على الحكومات السودانية التي تعاقبت السلطة في الخرطوم .ولكن هناك بالتأكيد حربا جديدا بتقديري وربما يشاطرني الأستاذ مصطفى الطيب في الراى ، ستكون بين الشمال والحكومة السودانية في إطار مطالبتنا كشمال بالانفصال عن الجنوب ..لان الأخير طول ما هو معنا سيجلب علينا المااازق.
|
|
|
|
|
|