المعلم الفنان (عبدالله بولا) و آخرين : في نفير لبناء فصل دراسي في مدرسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 07:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2004, 04:54 PM

عبدالله الشقليني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المعلم الفنان (عبدالله بولا) و آخرين : في نفير لبناء فصل دراسي في مدرسة

    المعلم الفنان ( عبدالله بولا ) وآخرين :
    في ( نفير ) لبناء فصل دراسي في مدرسة بنات
    ( المدينة عرب ) 1975 م

    أهلاً بك أيها النهر القديم . الأنجم تتلألأ في صفحة مائك ، والضوء يتكسّر . المساء عندك أهدأ ، والفجر يتلصص عليك ، وأنت لا تنام . تغسل أرواحنا حين نمّد اكفنا نشرب من اللجين . أفتح الآن معي بوابة الذاكرة :
    هناك على المسرح :ـ
    تلميذات المدرسة :ـ
    أهذا أنت بُساط الريح ؟ . أقدمت أنت من الأحلام ؟ .
    بُساط الريح :ـ
    نعم ، نعم .
    تلميذات المدرسة :ـ
    نِحنا بِنيات الخُدُر
    الحَفروا الأرِض .
    دفنوا العَرق
    أكلوا الحُجار
    عشان البَكمة تتكَلم ،
    تفُرش بُساطها دَهب .
    بُساط الريح :ـ
    أهلاً حَبابكن يا بنات .
    أهلاً بنيات البَنوا الواحة الضليلة.
    رفعوا العِمد
    رِضوا بالقسمة القليلة.
    شِن دايرات ؟
    تلميذات المدرسة :
    نبني الفصِل للمدرسة .
    نطلُب نفير .
    ما بنشحَد الساس والمِرِق.
    نصدح بأنغام النشيد.
    مسرح أكيد
    تلقونا عاملينو.
    نسّمعكم كلامنا والراي السديد .
    مين يقدر يَساعِد ؟
    بساط الريح :ـ
    يا بلدي جيتك ...أطلبك ،
    واطلُب جناك.
    وين الرِويحاتم مُكركِرة
    لي نفيرك ؟.
    شوف لي مِن ( بَربَرنا ) كَف وساعِد.
    ومن ( أمدُر) وليد للحارّة قاعِد.
    ومن شاطي البَحَر البعيد جيب لينا واحِد.
    الأقصوصة :ـ
    من المدينة عرب ، استنجد أحد المعلمين من هناك ، وطلب العون لنفير يبني فصلا دراسياً لمدرسة بنات . تشترك فيه معظم تلميذات المدرسة ، في نشاط مدرسي خيري يغري بالمساهمة التي تحفظ الكرامة. حفل غنائي وليلة ساهرة بالمشاركة مع فرقة فنية قادمة من العاصمة ! .
    (عبد الله بولا ) من بربر ، و(هاشم محمد محمد صالح ) من بورتسودان ، و( عبد الله بيكاسو ( من أمدرمان ، اجتمعوا رغم التباين في سنوات العُمر ودروب المهن ( معلم و طالب سابق في كلية الفنون وطالب جامعي ) . لا شيء يربطهم بالمدينة عرب ، بلغة الانتماء ضيقة الأفق ، من جنس أو عرق أو طائفة أو حزب ، أو النعوت التي تميز الآخرين، مما يصطلح عليه الآن بديناميت الفرقة والشتات ( العرق والدين واللغة والطائفة ) .
    جلسنا سوياً ذات مساء ، وفاجأنا ( عبد الله بولا ) :
    ـ بصراحة سوف نشترك جميعاً في ذلك العمل الخيري . و سوف نقدم نحن ( النمرة ) الغنائية . وتحدد الزمان وهو الخميس .
    ـ ماذا ؟
    ـ أنا وأنت و هاشم نكوّن من أنفسنا فرقة غنائية .
    ـ نعم... نعم !، ( الثلاثي المرِح ) ! .
    ـ بالمناسبة أنا جاد في كلامي . أنا ضد الميكافيلية ، ولكنني في هذا الأمر أرى أنه استثناء . الغاية أن نجمع مالاً لبناء الفصل . والوسيلة أن نجتهد لينجح العمل مهما كان ضعفه الفني . الحالة الاجتماعية هناك تسمح بالنجاح ، إذ لا توجد منافسة !.
    ـ و الغناي ؟
    ـ إنتَ طبعاً... ونحن حنساعدك .أنا عازف طبل ممتاز وهاشم عازف عود يحتاج لبعض التمرين و لا شيء غير ذلك . غدا نركب الزلط للحصاحيصا ومن هناك يقابلنا صديق معرفة من جماعتنا ناس الفنون ، متفق معانا يا خدنا للمدينة عرب و حنصل العصُر . البروفات قبل الساعة سبعة مساء ، الفواصل النهائية من الحفل لنا ، حتى نستعد . إنت تحفظ البتقدر عليهو ومع البروفة الأمور بتمشي . الموضوع بالمناسبة أبسط مما تتصور .
    ـ طيب وين النفير في الموضوع دة ؟
    ـ تذكرة دخول الحفل خمسة قروش .
    ـ بصِحَك يا بولا !
    ـ ليه لا ؟ ، جننتونا بالوطنية ، أهو دة المحك . أجمل إبداع عملوهو أهلنا ( النفير ) . التلميذات ديل لازم يَقرَن ، ونحن ما عندنا قروش نتبرع . أنا ( الفيني مكفيني ) ، لكن عندي البوصلنا الحصاحيصا . أنا عرفت أنهم مجهزين لينا (عود ) ، وحانبيت هناك و نرجع الصباح . مواصلات الرجعة على ناس المدينة عرب .
    ـ إنت ما تغني معانا يا بولا ، ما رأيك ؟
    ـ إنت داير الناس تسُكنا بالعكاكيز !
    ـ قالوا زمان صوتك كان جميل و رهيب .
    ـ دة التقليد من زمان بوظ صوتنا ، عموماً الموضوع جاد . يا تبقوا يهمكم الإنسان البسيط و تعليمو أو تبقوا كارثة على بلدكم ، وما تستحقوا أي تعليم إندفع ليكم تمنو، زيكم وزي الكلاب السعرانة الحايمة في الشوارع دي .
    السفر على بساط الريح :
    ثلاثتنا على سرج سابحٍ في الريح . السماء غطاؤنا ، والطريق يطول إلى الأفق . من يغني للطفولة ؟، ومن يحكي لمجلسها الحكاوي ، حتى تنام على أكتاف المحبة غصناً صغيراً أخضرا ؟ . ركبنا بُساط الريح ، قلنا للبراءة لا تبكي . اليوم نفرش الرمل بأيدينا ، ونكتب الأبجدية الأولى :ـ
    ( النون ) للنرجس الفواح .
    ( السين ) للسماء التي تمطر للنماء .
    ( الباء ) لبسمة المحبة ، أرفدت الجذور و ناطحت السماء .
    هبطنا المدينة عرب :
    الحفظ والتمرين كان عسيراً . دوزنة آلة ( العود) كانت العُقدة التي لم نجد لها حلا ، فقد تطفلنا على فن الغناء أيما تطفل ، وتلك هي الحقيقة الصارخة . لا شيء يربطنا به سوى أننا نحبه مثل الجميع . و نحن نعلم أن المحبة وحدها لن تصنع فناً يُقدم للآخرين . تجربتنا محدودة ضمن بعض الأصدقاء ، لن يتعدى عددهم أصابع اليد ، فكيف الحال أمام الجمهرة ، بل الجماهير ، إنها ورطة ! . و سوف نصبح فاكهة المساء لأهل القرية ، أو ربما كارثة المساء !. هل حقاً الغاية تبرر الوسيلة ؟! .
    طرأت فكرة ، وبدأنا إنجازها دون تفكير . بعد أن علمنا أن القرية عن بكرة أبيها تنتظر البعثة الفنية ، التي هي ( ثلاثتنا ) ! ، فمن شدة التوتر انقلب الخوف إلى ضده وأصبح إقداماً جسوراً في اللحظة الحاسمة . فقد قمنا بتدريب ثلاثة من تلميذات المدرسة ليقمن بدور كورال للفرقة الغنائية ونحن نسابق الزمن ، لنستعيض بهن عن الأوركسترا ، وأشتركن معنا في العمل .
    وسط التصفيق والصفير ، وجدية عازف الطبل ( عبد الله بولا ) بدأنا نطمئن . للإيقاع سحره ، فهو يلهب إحساس الجمهور، ويخفي المستور . جاء عزف هاشم من بعد ، واكتمل المطلوب ونجحنا . أنجزت المهمة ، شكلاً و موضوعاً . غشت الجميع موجة من هستيريا الفرح . وحق للقرية أن تفرح فقد انبعثت السعادة من دواخل أهلها ، فالنفير جزء متأصل من سلوك أهل القرى . التلميذات وقد أبدعن ، وكل هؤلاء صنعوا النجاح ، وما كان بيدنا شيء سوى عصا قائد الأوركسترا لينجح النفير .
    أقمنا حفلاً صغيراً قبل النوم احتفاء بالنجاح ، وتحلّق حولنا لفيف من الأصدقاء والرفاق والاخوة من المدينة عرب . التطريب بمشاركة الجميع ، نسيج من الأصوات ، بلحمة تلامس شغاف القلوب . في الصباح غادرنا القرية في هدوء بعد أن تلفحنا بحقائب الكتِف. بعض الأطفال يلوحون لنا بأيديهم في وداعنا ، وكان ذلك هو الثمن ، وما أغلاه من ثمن ، وما أروعه من مشهد . رغم بساطته حمل الوفاء بلا زيف .
    هذه هي البوابة العتيقة ، الزمن وقد خفف من بريق نقشها . اطرق معي وانتظر ، ترى بيوتاً عامرة بالمحبة ، فلنعُد أدراجنا نلثم عطرها . أين أنت أيها الماضي؟. من يغطس في حوضك يخرج مُشرقاً ، إلا أن الحاضر قد سدّ علينا كل منافذ الرجوع .
    عبد الله الشقليني
    27/05/2004 م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de