|
المعارضة المسلحة .. امل أنسان الهامش ... ام عبئاً عليه بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن -بري
|
08:42 PM Jun, 04 2015 سودانيز اون لاين سليم عبد الرحمن دكين- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لكم ان تذكروا ان الاشكالية السودانية خرجت من رحم منظومة الاحزاب السياسية التقليدية. لان الالية التى نشأت عليها هذه الاحزاب قبلية وجهوية وعنصرية. فلذلك لم تنجز اسلوب عمل واحد يحقق تطلعات وطموحات الاعراق السودانية بالتساوى. عندها ولد التغيب والالغاء والاقصاء للاخرين, نتيجة لعجزها فى طرح اطار شمولى يستجيب لحاجيات كل السودانيين. وترسيخ القيم وتوحيد الرؤى ووضع صيغ للتغيير الاجتماعى والسياسى. فقد كان غياب القاعدة المشتركة للقوى السياسية الفاعلة والحية فى تحديد المستقبل وجمع كل الاعراق السودانية داخله مع تعددية الاراء والافكار,كان السبب الاكبر فى فشل الاحزاب فى اخذ القضايا الوطنية الاساسية مأخذ الجد والتعامل معها بواقعية وعلاجها كما يتسوجب. الاحزاب حطمت السودان فكرياً وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعلميا وفنيا. منظومة الاحزاب التقليدية لا تريد التغيير ولا الاصلاح ولا الحداثة ايضا,لأجل تطوير السودان وتقدمه. لم تعد الاحزاب مسار السودان التاريخى كما يعتقد البعض. لان فشلها فى تحمل الواقع السودانى سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وايضا تغيب دولة القانون ومؤسساتها الدستورية وحقوق المواطنة لايمنح الاحزاب هذه الصفة. الاحزاب التقليدية والحكومات العسكرية متورطة فى مداورة الاشكالية السودانية واعين لها او متجاهلين. ايضا هناك القادة السياسيين الذين يرموا بالحطب فى تلك النار يعلم او لا يعلم. سقطت الاحزاب ومعها الحكومات العسكرية فى نظرة حزبية وايدلوجية وقبلية وجهوية ضيقة. فذلك لم تلبى المصلحة الوطنبة ومصلحة كل الاعراق السودانية. لان تركيبة الانظمة السودانية تركيبة طائفية, فكل طائفة تسعى لتحقيق مكاسب انية وشخصية وجر البلاد الى الوراء. تحيزت الاحزاب والانظمة العسكرية وقسمت البلاد ومعها اعراقها الى مرتبات الاولى والثانية والثالثة و التناول والانفعال بالقضايا يتم بمستوى هذه الدرجات. واقع اليوم يرفض هيمنة عرق او حزب او جهة على مقدرات السودان. لقد اضاعت الحزاب التقليدية مصداقيتها, وفقدت صفة الريادة والقيادة. لم تكترس لهموم الوطن والمواطن, ولم تحس بالالامه وهمومه, بل ساعدت فى تاجيج الصراعات القبلية. لان السودان يمتلك ثروات وموارد بشرية وامكانات هائلة. والوطنيين الاحرار حملوا الاحزاب التقليدية السياسية مسؤولية ما الت عليه البلاد اليوم من تمزق وشتات وحروب و صراعات قبلية. اضاعت الاحزاب ثروة البلاد التى تعتبر صمام قلب الاقتصاد القادر على حماية الدولة وشعبها ومؤسساتها وتقديم الخدمات الضرورية لأنسانها. الاثر الكبير فى اندلع الحروب الاهلية السوداينة نتيجة لعدم توزيع السلطة والثروة بالتساوى منذ اليوم الذى نال فيه السودان استقلاله, ايضا ابقاء السلطة فى ايدى فئة معينة دليل واضح فى الجهوية التى اصبحت المحور الاساسى فى هيمنة تلك الفئة على كافة العناصر الاخرى.فطالما الاحزاب السياسية لم يكن هدفها حماية وحدة الوطن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا, ايضا الحفاظ على مكوناته العرقية. لذلك تمكنت الاحزاب من بناء وجودها وصاغت اهدافها من السيطرة والهيمنة التى فرضتها على الاخرين ضد ارادتهم, و تجمعت كل العوامل التى مكنتها من السيطرة والهيمنة و التربع على السلطة وعلى كل شئ. حطمت كل القيم والمثل سحقت الاخلاق والمبادى و الاعراف من اجل بلوغ غاية الغايات السلطة و الثروة. لأكثر من خمسون عاما خوضنا خلالهما حربين اهليتين الى الان, انسان مناطق الحرب يريد من جميع السودانين الخروج بصيغة توافقية نهائية تأمن السلم الاهلى الى الابد. صحيح الاحزاب السياسية والحكومات التى تعاقبت على حكم السودان, تقع على عاتقها مسؤولية ما الت عليه البلاد من التطاحن الداخلى. ولكن لم يكن من الممكن ان نظل نبكى أخطأ الماضى الى الابد, ولم يكن من الممكن ايضا ان تكون الحرب الوسيلة الوحيدة لحل الاشكالية المزمنة. لان الحرب استهلكت موارد البلاد وهلكت أنسانها واصبحت عبئا ثقيلاً على مواطنيين مناطق الحرب. فلذلك لم يعد مواطنيين جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق تتضامن وتتعاطف مع المعارضة المسلحة بكل المقاييس والمعايير. لان المعارضة المسلحة ساهمت بشكل كبير فى تعاستهم وشقاءهم وقتلهم وتهجيرهم من قراهم . بدلاً ان تكون سنداً وعوناً لهم. المواطنيين فى حيرة كبيرة من الحرب التى تدار باسهم عقوداً من الزمن, دون خطة ورؤية استراتيجية واضحة كوضوح معاناتهم المتمثلة فى الفقر والمرض والجوع . افرازت الحرب على ارض الواقع تؤكد حقيقة عجز المعارضة المسلحة فى كل شئ. ناهيك عن تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم واحلامهم لقد نفذ صبر هولاء المواطنيين الابرياء من الحرب التى يترنحون تحت وطأتها دون خطة واضحة من امراء الحرب. لقد طال انتظار انسان مناطق الحرب انبثاق غد جديد مشرق ينعم برغد العيش والسلام والامن. خدعوا امراء الحرب انسان جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق بشعار تحرير السودان. سقطت مصداقية المعارضة المسلحة فى نظر مواطنى مناطق الحرب. لاقدرات ولا امكانات يمكن ان تقدمها المعارضة المسلحة للمواطنيين فى جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق. لقد اثبتت التجارب ان الحرب ليست الوسيلة الوحيدة فى استراد الحقوق. خاض السودان حروب اهلية لم تسفر بالنصر على الانظمة السابقة. ولاسيما النظام الحاكم فى الخرطوم الذى حاربوه امراء الحرب لأكثر من خمسة وعشرون عاما الى الان. كما هناك ثمة عوامل اخرى يجب اخذها فى الاعتبار و التعامل معها بواقعية عندما يتأزم الوضع السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى البلاد. الحرب غيبت المجتمع المدنى ودوره الاساسى المتمثل فى تسجيل انتهاكات حقوق الانسان فى الدولة وايضا ربط كيان الدولة مع المجتمع كالقاعدة اسياسية فى التعامل مع القضايا الوطينة الملحة. فاذا نظرنا الى مناطق الحرب جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق نجد الفقر المدقع والعوز والفاقة بسبب الحرب التى دمرت البينة الاقتصادية والاجتماعية ومعها انسانها. فكلما اتسعت دائرة الحرب كلما اتسعت دائرة المعاناة والذل والهوان. فكيف للحركات الدرافورية الثلاثة المسلحة تحقيق طموحات وتطلعات واحلام مواطنين دارفور وطرح نفسها كأطار امثل للمستقبل دارفور. فاذا كانت الاجندة مختلفة, فلايمكن لأنسان دارفور ان يعيش فى سلام وامن. لانه لايدرى اى نوع مستقبل سيولد فى غياب الوحدة بين الحركات الدارفورية المسلحة. فاما انسان جبال النوبة الذى يعتبر مرتزق منذ اليوم الاول لأنضمام النوبة للحركة الشعبية لتحرير السودان الى الان, حسب نصوص القانون الدولى. لان انسان جبال النوبة لم يدير الحرب بنفسه لا يملك قرارها و لا قرار نفسه ايضا, حتى يحقق طموحاته واماله واحلامه بنفسه. سيبقى ماجور مرتزق يحارب من اجل اهداف الاخرين. اذا نظرنا الى حجم الماساة فى جبال النوبة وأثارها العميقة على كافة المحاور. نقول حقاً انه شئ محزن. لم تحقق الحرب هدفا واحدا من اهدافها حتى الان. فكيف للمعارضة المسلحة ان تدعى بانها حققت انتصارات ميدانية على كافة الجبهات, والعالم كله يدرى بان المعارضة السودانية المسلحة لا تملك القدرة والمقدرة الكافية فى ازالة النظام الحاكم فى الخرطوم عسكرياً. السؤال الذى يطرحه انسان مناطق الحرب ماذا ستفعل المعارضة المسلحة التى هلكت مواطنيين دارفور والنيل الازارق وجبال النوبة باسم تحرير السوادان؟ يبدو ان المعارضة المسلحة أتخذت من الحرب تجارة رابحة. لان الحرب لم تعكس هموم المواطنيين التواقين للسلام. لان انسان دارفور وجبال النوبة والنيل الازراق فقد الثقة و الامل فى المعارضة المسلحة. يبدو ان الدافع الغريزى فى التسلط على العباد هو المسيطر على عقول امراء الحرب. والا ما مغزى الحرب التى تجرى باسم انسان مناطق الحرب. انظر الان الى التطاحن الموجع بين قبائل دارفور بسبب التكاره والتباغض فيما بينهم. يعود كل ذلك الى الحرب و افرازاتها المدمرة. لاندرى لمن تحارب المعارضة المسلحة. لان المجتمع السودانى عن بكرة ابيه رفض ولايزال يرفض الحركة الشعبية لتحرير التى تحارب المعارضة المسلحة تحت مظلتها. قاطعت المعارضة المسلحة الحوار وقاطعت الانتخابات ايضا. يا ترى هل للمعارضة المسلحة بديل ؟ الاجابة ببساطة ليس للمعارضة المسلحة بديل على الاطلاق. فمن الاحسن حشد قواها تجاه مصلحة أنسان جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق وصيغة خطاب سياسى اعلامى موحد كألية جديدة للتساق بها المفاوضات لأجل التوصل الى الحل السياسى السلمى للأشكالية السودانية المزمنة. لابديل لهذا الخيار لانه خياراً أستراتيجياً. لان أنسان جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق رفض الحرب ورفض الحركة الشعبية لتحرير السودان وشعاراتها التى يموت باسمها. لان الحركة الشعبية قد ماتت فى مسقط راسها أنظروا ما يجرى فى جنوب السودان اليوم من تطاحن شرذ. فلكم ان تتذكروا دائما يا أمراء ان لكل أنسان الحق فى الكرامة والحياة. حتى لقاء اخر 04/06/2015
أحدث المقالات
- القادة ألافارقة وتصاريح قتل جديدة للبشير بقلم خالد قمرالدين 06-04-15, 04:36 AM, عوض امبيا
- مفارقات بقلم خالد قمرالدين 06-04-15, 04:34 AM, خالد قمرالدين
- اللجنة العليا لتنمية وتطوير ولاية غرب كردفان بقلم ا.د. سليمان محمد الدبيلو 06-04-15, 04:32 AM, سليمان محمد الدبيلو
- في ضيافة رئيس المجلس التشريعي بالإنابة بقلم د. فايز أبو شمالة 06-04-15, 04:29 AM, فايز أبو شمالة
- الوصولية السياسية والنفاق الإسلاموي بقلم مبارك أباعزي 06-04-15, 04:28 AM, مبارك أباعزي
- جوزيف بلاتر والتجربة الفلسطينية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-04-15, 04:27 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- ذكريات موظف سابق بادارة اللاجئين (1) بقلم د. طارق مصباح يوسف 06-04-15, 04:25 AM, طارق مصباح يوسف
- ميني تحقيق مع ود أرقو الشاعر أبو ناجي بقلم بدرالدين حسن علي 06-04-15, 04:10 AM, بدرالدين حسن علي
- قال الملك الدهمشى وقلنا ! بقلم على حمد ابراهيم 06-04-15, 04:09 AM, على حمد إبراهيم
- نداء الإنسانية للإنسان السوداني في دارفور بقلم نورالدين مدني 06-04-15, 04:06 AM, نور الدين مدني
- جهاز الأمن يستهدِف أعمدة الأستقامة لكسر الإرادة.. د.ساندرا طوبى لك..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-04-15, 04:05 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- عن وعود الشفافية ومكافحة الفساد مركز إقتراع نصف الكوب : ممنوع التصوير ! بقلم فيصل الباقر 06-04-15, 04:03 AM, فيصل الباقر
- محطات ..... من هنا وهناك بقلم صلاح الباشا 06-04-15, 04:01 AM, صلاح الباشا
- شكراً شيخ علي ولكن..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-04-15, 03:30 AM, عبدالباقي الظافر
- برنامج المائة يوم..!! بقلم عثمان ميرغني 06-04-15, 03:27 AM, عثمان ميرغني
- هدية لمسؤول بقلم صلاح الدين عووضة 06-04-15, 03:26 AM, صلاح الدين عووضة
- شر البلية ما يضحك! بقلم الطيب مصطفى 06-04-15, 03:24 AM, الطيب مصطفى
- ( الجفلن خلهّن ) بقلم الطاهر ساتي 06-04-15, 03:22 AM, الطاهر ساتي
- إلي متي تستمر ذلة وملطشة الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 06-04-15, 03:21 AM, سيد عبد القادر قنات
|
|
|
|
|
|