|
المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى
|
01:25 PM Feb, 26 2015 سودانيز أون لاين الطيب مصطفى - الخرطوم-السودان مكتبتي في سودانيزاونلاين
أنه لمما يسعد كل وطني غيور على هذه البلاد محاولات إقناع الإمام الصادق المهدي بالعودة إلى أرض الوطن، بل إنه لمما يسعد أكثر إعادة حتى حاملي السلاح من قادة الجبهة الثورية وغيرهم حتى يتراضى أهل السودان بمختلف فصائلهم وأحزابهم ويتفقوا على كلمة سواء تنهي التشاحن والتباغض والاحتراب الذي لطالما عانت منه بلادنا دون غيرها من بلاد العالم التي تقدمت وتطورت جراء الاستقرار الذي نعمت به في ظل نظم حكم اعتمدت التداول السلمي الديمقراطي للسلطة. سرَّني كثيراً الخبر الذي نشرته صحيفة (التغيير) حول تأكيد الإمام الصادق المهدي أن هناك وساطة بينه وبين الحكومة وأنه قدم مذكرة تفاهم للجانب الحكومي تمهِّد الطريق لعودته يقوم فيها بدور الوسيط بين الحركة الشعبية والحركات الدارفورية من جهة، والحكومة من جهة أخرى بما يضمن عودة الجميع للخرطوم وإنهاء الحرب والاحتقان السياسي. الوساطة التي أكدها الإمام شارك في إجرائها ابنه العميد عبد الرحمن الصادق مع نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق إسماعيل وأربعة من قيادات الحزب، وكذلك القيادي بالمؤتمر الوطني أحمد عبد الرحمن محمد الرجل الوفاقي الذي تربطه بالإمام علاقة قديمة لم يعكر صفوها احتدام الخلافات السياسية بين حزبيهما. صحيح أننا كقوى سياسية معارضة غاضبون مما أقدم عليه المؤتمر الوطني من تصرفات عوَّقت الحوار الوطني وجعلت معظم من ارتضوا الحوار ممن توافقوا على وثيقتي خريطة الطريق واتفاق أديس أبابا ينسحبون ويعلقون الحوار وسنظل رافضين للحوار بعد نقض العهد الموثَّق بين المتحاورين بمن فيهم المؤتمر الوطني، إلى أن يُستجاب لمطلوبات الوثيقتين، لكن ماذا عسانا أن نفعل غير أن نعمل على إيقاف الحرب وعودة الجميع إلى ربوع الوطن من أجل ممارسة سياسية سلمية بحيث يجتمع شمل أبنائه ليتعاركوا سلمًا داخل حدوده، فذلك بالقطع أفضل مليون مرة من العراك والاحتراب في أطرافه وخارجه. ما أبلغ العبارة الشعبية (الجابرني على المُر الأمر منه) والتي تفسر القاعدة الفقهية (أن بعض الشر أهون من بعض) وإذا كان المؤتمر الوطني تعميه سكرة السلطة وتجعله يتصرف بنزق وطيش يحمله على خرق العهود والمواثيق فإن المسؤولية الوطنية وقبل ذلك الدينية تضطرنا إلى أن نبحث عن مخارج للأزمة المستفحلة مضحِّين بكل شيء في سبيل المصلحة الوطنية العليا خاصة مع تفاقم المشكلات والأخطار التي توشك أن تمسك بتلابيب بلادنا المأزومة من تلقاء محيط جغرافي مضطرب وتآمر دولي يسعى لإشعال بلادنا بكرة اللهب المتدحرجة بقوة نحونا ونحن في غمرة غافلون. إن من ينظر جنوباً إلى ما يحدث في دولة جنوب السودان التي تعاني من حرب أهلية طاحنة، ومن يرقب المشهد غرباً حيث تتحرك بوكوحرام في تشاد وإفريقيا الوسطى وداعش في ليبيا التي تضطرب بالحروب والصراعات الدامية، ومن يشاهد ما يجري في شرقنا حيث تتمدد إيران من تلقاء اليمن وجيبوتي، بعد أن احتل أتباعها الحوثيون الحديدة على ساحل البحر الأحمر، وما يجري في مصر شمالاً من تطورات في شرقها (سيناء) وغربها ليبيا، يدرك أن السودان أصبح داخل بؤرة ملتهبة تتهدد أمنه القومي من كل الاتجاهات، فإذا أضفنا إلى تلك الأخطار الخارجية ما يعانيه السودان من حرب في بعض أطرافه مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق مع الاضطرابات الأمنية التي تئن تحت وطأتها بعض مناطق دارفور علاوة على أزمته الاقتصادية الخانقة، فإن ذلك كله مما ينبغي أن يحفز جميع الفرقاء إلى العمل على نزع فتيل التوترات والاحتقانات التي تمسك بخناق وطننا المأزوم والمهدد من محيط جغرافي مشتعل. لقد ظل الإمام الصادق المهدي عاقلاً طوال تاريخه مضحياً ومترفعاً عن الصغائر، طارحاً حكمة بليغة ارتبطت باسمه لطالما نصح بها صهره د. الترابي أيام كان مخاشناً للحكومة تقول: (من فش غبينته خرب مدينته) فما أحوج الإمام إلى إعمال هذه الحكمة الآن بعد أن تبدَّلت المواقف وأصبح اليوم في موقف الترابي القديم بينما تحول الترابي إلى الطرف المهادن المتحالف مع الحكومة مهما فعلت به وبالسودان!! إنني لأدعو الإمام الصادق المهدي أن ينقل معركته السياسية إلى داخل الوطن بدلاً من وضع يده في أيدي من يعلم أنهم لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة، بالرغم من أني أثق في وطنيته التي لم يلطخها في يوم من الأيام بتآمر أو خيانة. في نفس الوقت فإن على المؤتمر الوطني الذي يبدو أنه قد حسم خياره وقرر خوض الانتخابات أن يعلم أن بمقدوره بضربة واحدة أن يغير من حالة الاحتقان السياسي التي يشهدها الوطن، فقد والله ارتكب من (ركوب الرأس) في مواجهة الحوار الوطني ما سيحاسبه عليه التاريخ ما لم يثب إلى رشده ويرعوي، وبإمكانه أن يقلب المشهد السياسي تماماً ويغيِّر قواعد اللعبة، وينقل السودان إلى حالة من التراضي الوطني ويسحب البساط من أرجل الكثير من القوى التي وجدت في تصرفاته مبرراً للكيد له وللوطن. أقولها بملء فيّ إنه لا خطر على الوطني إن هو أقدم على خطوة ينقذ بها الحوار الوطني، ويستمسك بخريطة الطريق واتفاق أديس أبابا ويشرع في حوار حقيقي يقوم على الوثيقتين فهو في وضع آمن من حيث الإمكانات تؤهله دون غيره من الأحزاب (المفلسة) لأن يحتل موقعاً متقدماً في أية تسوية سياسية أو انتقال إلى مربع جديد في المسار السياسي، فهلا فعلها وأنقذ التراضي والوفاق الوطني بل وأنقذ السودان مما يتهدَّده من أخطار؟ http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3123http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3123 مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 24-02-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 23-02-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 22-02-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 21-02-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 20-02-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 19-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 17-02-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 15-02-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 14-02-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 13-02-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 11-02-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 10-02-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 08-02-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 07-02-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 18-09-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|