مما لا يخفى على كل عاقل أن السماء اعطت كل ذي حق حقه من حقوق و واجبات تنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف و بذلك تستطيع الانسانية العمل وفق منظور تلك الانظمة التي شرعتها السماء و جعلتها ضمن بنود القران الكريم فمن أعظم ما حمله هذا الكتاب المقدس هو كيفية التعامل و ماهية العلاقات الانسانية القائمة بين الابناء و الآباء فأعطت كل منهما ما له وما عليه حتى لا تدخل تلك العلاقات في دهاليز مظلمة و تحل محلها شريعة الغاب فلا يحترم الصغير الكبير ولا يوقر الكبير الصغير وقد تتطور هذه العلاقات السلبية إلى ما لا يحمد عقباه مثلما فعله الملك قطب الدين بأبيه عندما حجر على أبيه من أجل الملك العقيم ، من اجل دنيا فانية و سلطة زائلة وكما جاء في الكامل لابن الاثير ( ج10/ ص81) فيقول ( في هذه السنة-586هــ - خرج ملك الالمان من بلاده وهم نوع من الفرنج فلما قاربوا مدينة قونية خرج اليهم الملك قطب الدين ملكشاه بن قلج ارسلان ليمنعهم فلم يكن له بهم قوة فعاد إلى قونية و بها ابوه قد حجر ولده المذكور عليه ) لاحظوا يا منصفين يا مسلمين داعش يقول بأن هذا الملك هو امير المؤمنين و سلطان السلاطين و عماد الدين و معز الدين وهو من السلاجقة وما ادراك ما السلاجقة ؟ وماذا فعلوا بالإسلام و بلاد المسلمين من جرائم بشعة ؟ وكم عاثوا بالخلق من فساد و افساد ؟ ومع ذلك فهم بنظر داعش و أئمتهم خلفاء و امراء مؤمنين و تجب طاعتهم مهما صدر منهم من طغيان و فساد ، فبأي وجه يحجر الابن على أبيه ؟ هل هذا من سنن القران الكريم ؟ هل هذا من تعاليم سنة خاتم الانبياء و سيد المرسلين ؟ هل هذا من فعال الخلفاء الراشدين ؟ فاين داعش و قادتهم و أئمتهم من قوله تعالى ( ولا تقل لهما إف ولا تنهرهما ) فالسماء نهت عن اطلاق كلمة الضجر و الكراهية في وجه الوالدين و عدم زجرهما أو التطاول عليهما فكيف بمَنْ يحجر على أبيه من اجل الملك العقيم و الكرسي السقيم ؟ أليس هذا هتك لحقوق الوالدين فكيف يكون امير مؤمنين و خليفة المسلمين وهو ينتهك تعاليم و شرائع السماء فيحجر على أبيه ولأجل مَنْ ؟ لأجل دنيا فانية و جاه زائل و كرسي لا يدوم لاحدٍ مهما طال به الزمان ، وهذا ما كشفه المحقق الاسلامي الصرخي الحسني قائلاً : (( التفتوا جيدًا إلى ما يقوله ابن الأثير، يقول: فعاد إلى قونية وفيها أبوه قد حجر ولده المذكور عليه، يعني هذا قطب الدين، ملكشاه ابن قلج أرسلان قد حجر على قلج أرسلان، الآن هذه تدغدغ الأفكار والمشاعر، ينصرف الذهن وجود أشخاص حكام في هذا العصر قد حجروا على آبائهم من أجل المنصب والكرسي والسلطان، يقول: وَبِهَا أَبُوهُ قَدْ حَجَرَ وَلَدُهُ الْمَذْكُورُ عَلَيْهِ )) مقتبس من المحاضرة (27) من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري بتاريخ 20/3/2017 .
السلاجقة تاريخ اسود و هتك لشرائع السماء و سنن الانبياء و فساد بشتى المقاييس فلا حرمة لديهم لمقدسات المسلمين و يقولون عنهم خلفاء و ولاة الامور و قادة مصلحين رغم ما بهم من فساد اخلاقي و انحطاط اجتماعي و مجالس قبائح و منكرات فمتى يعي هذه الحقائق داعش و أئمته المارقة ؟
ان الفكر المتطرف هو أبرز أمراض المسلمين اليوم، وهو مصدر ثقافة الكراهية التي تعصف بالمسلمين وتحول دون انفتاحهم على الحياة، وهو مصدر فوضى الدماء التي يعانيها المسلمون اليوم، وتحت هذا العنوان تحديداً ترتكب أشد الفظائع في المجتمعات الإسلامية. الذي خلفه منتحلي الدين والذين يدعون انهم من اهل القبله والاسلام
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة