تسالم العرب على احترام دور العبادة و بلدانهم التي ينعمون بخيراتها و يستظلون بخيمتها عندهم و اعطاءهما منزلة عظيمة لأنهما موضع إقامة طقوسهم العبادية و الروحية و بيتهم الذي يحتمون به من نوائب الدهور وقد يصل الحال بهم إلى الايثار بالنفس من أجل حمايتهما و الذود عنهما بكل ما يملكون في سبيل صونهما من عبث العابثين بحرمتها و قدسيتها و أمنها و سيادتها ، فكانت القدس إحدى هذه الدور التي تملك اهمية كبيرة في نفوس المسلمين في مختلف اصقاع المعمورة كونها أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين وكما هو ثابت عند جميع الطوائف الاسلامية لكن هذه المدينه المقدسة لم ترَ السلام في الماضي أو الحاضر ، بسبب ما عانته من ضيم و حيف وقع عليها جراء ما شهدته من سياسات متخبطة لقيادات فاشلة همها الاول و الاخير دوام ملكها و حتى و إن تطلب الامر التنازل عنها وتحت أي ظرف كان فهذا ابن الاثير ينقل لنا في الكامل (10/81) صور التخاذل المشين و التنازل الفضيع لملوك و سلاطين الايوبيين و خذلانهم لقبلة المسلمين أمام دنيا زائلة و دوام ملكهم فقال ابن الاثير ( و ارسلوا – أي الفرنج - إلى قلج ارسلان هديةً و قالوا له : ما قصدنا بلادك ولا اردناها و إنما قصدنا بيت المقدس و طلبوا منه أن يأذن لرعيته من إخراج ما يحتاجون إليه من قوتٍ و غيره فأذن في ذلك فأتاهم ما يريدون فشبعوا )) فليقرأ المسلمون التاريخ بواقعية و احترافية كي يطلعوا على حقائق الامور و بذلك يخرجون بدراسة مستفيضة عن واقع حال ملوكهم و سلاطينهم و ساستهم الذين سلموا دور العبادة المقدسة مقابل دوام ملكهم و حماية مصالحهم الشخصية فعانت القدس ما عانت من خراب و دمار و تبعية و ذلة و انهيار ، و تلك الصورة المؤلمة انعكست على عراقنا الجريح فكل القيادات السياسية الانتهازية الفاسدة التي جاءت بعد الاطاحة برأس النظام السابق فقد خانوا شعبهم و وطنهم و باعوا ضمائرهم بأبخس الاثمان و سلموا العراق بحفنة من التراب و على طبقٍ من ذهب لكل محتل وطئت قدماه بلاد الرافدين و الثمن هو كم راتبي ؟ ما هي حصتي ؟ ما هي وزارتي ؟ هذا حال القدس و حال العراق فقد تركتهما القيادات السياسية الفاشلة كفريسة سهلة بيد ولوج الاحتلال و ذئابه المفترسة و اضحت البلاد و العباد ضحيةً مقابل الكرسي و الزعامة بكل أشكالها وهذا ما استنكره جملةً و تفصيلاً المرجع الصرخي الحسني فقال : (( ما دام يقصد البيت المقدس ولا يقصد مملكتهم و سلطتهم فلا يوجد أي مشكلة و أهلاً و سهلاً و مرحباً بهم و نعطيهم و نزودهم بكل ما يحتاجون وما يطلبون وحتى الأمراء و نسلمهم لهم الرهائن )) مقتبس من المحاضرة (27) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 20/3/2017
فمَنْ منكم يا دواعش الارهاب و التكفير الاجرامي و الدكتاتورية الفكرية يرضى لساسته و أئمته و قياداته أن يتنازل عن مقدسات المسلمين مقابل دنيا زائلة و ملك فانٍ ؟ فانظروا في صحائف اعمالكم و اطيلوا النظر في حساباتكم و قرأوا التاريخ بمهنية و مصداقية فلا قدسية إلا للقران الكريم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة