|
المجلس الوطني يستميت في الدفاع عن أدارة الحج !! بقلم بارود صندل رجب
|
من المفارقات الغريبة والعجيبة أن هذا البرلمان الذين يسمي بالمجلس الوطني سبق أن توعد أدارة الحج والعمرة بالويل والثبور وعظائم الأمور عندما أثير فضيحة إطعام الحجاج بواسطة الصحافة ، يومها أقام هذا المجلس الدنيا ولم يقعدها .... وكاد صبره أن ينفد مستعجلا انتهاء مراسم الحج لتعود إدارة الحج والعمرة ليواجه الاستجواب والمحاسبة ، ومضت الأيام وعادت بعثة الحج سالمة وغانمة وبالمقابل خفت صوت المجلس الوطني وأستكان , بل كاد يتواري خجلاً من أثارة المسألة علي الملأ وأخيراً جاء يوم الحساب وأثيرت المسألة تحت قبة البرلمان وكان الظن وان بعض الظن أثم أن يتباري السادة النواب في الهجوم الكاسح علي البعثة وتحميلها مسئولية الاخفاقات التي صاحبت الحج هذا العام والمطالبة الفورية بالاستقالة بل اتخاذ إجراءات جنائية ضدها ولكن تمخض الجبل فولد فاراً , خيبوا أمالنا , تباري السادة النواب المحترمون في أنتقاد الضجة التي أثيرت بشأن أطعام الحجاج في تراجع مذهل عن موقفهم السابق وسخر النواب من الحجاج واتهموهم بالجهل بثقافة الأكل من البوفيه المفتوح ووجهوا الوزارة المختصة بالعمل علي تدريب حجاج الولايات علي تناول الآكل بالنظام الجديد .... الله أكبر يالبراعة السادة النواب القادمون من كوكب آخر أكثر تقدماً من سوداننا هذا الناس فيه يطعمون عبر البوفيهات المفتوحة بكل ما لذ وطاب ومما لا يخطر علي بال أمثال أهل السودان القادمون من الولايات البائسة والمتخلفة والناس فيه أيضا يأكلون بالشوكة والسكين وأشياء أخري لا نعرفها ، ويمضي النواب وهم يمطرون الحجاج بوابل من قذافهم فالنائب المحترم محمد احمد الفضل يدمغ الحجاج بالجهل بثقافة الأكل من البوفيه المفتوح وقال بالفم المليان (يكون الأكل ما واقع ليهم وماعارفنوا ، ناس الأقاليم مفروض يدربوهم علي الاكل من البوفيه المفتوح ، الواحد فيهم يخم ساكت علي حساب أخوانو ) لم يكتف هذا النائب المحترم بل فتح النار علي الإعلام واصفا أياه بالسالب وقال انه يركز علي نقطة سوداء صغيرة في ثوب ناصع البياض ... وفات علي النائب المحترم ان يوضح ماهي النقطة السوداء الصغيرة !! ففي رأيه أن البعثة أوفت بما وعدت وزيادة , ، اما النائب المثير للجدل دفع الله حسب الرسول فقد قال ( ان الذي يعتقد ان الحج راحة وسياحة واهم وقال الحج مؤتمر فيه أكثر من ربع مليون (ربما يقصد عدد الحجيج هذا العام فهو أكثر من ذلك بكثير) ولابد أن يكون فيه صعوبات ومشقة مش حاج مستحمي ومستريح وبدي البعثة في رأساً )، ويمضي المسلسل الكوميدي , النائبة عائشة اسحق سارت علي ذات الدرب ووجهت سهام النقد الي الضجة التي أثيرت بشان الأطعام قائلة (الزول لو شرب من موية زمزم دي بشبع والحج ما الا بالأكل والشراب) شوف الكلام كيف!! هذا المجلس المنوط به مراقبة أداء السلطة التنفيذية القومية باعتباره يمثل الارادة الشعبية يذهب هذا المذهب مما يعني تخليه عن دوره الاساسي ودخوله في أدوار وأعمال الآخرين ، فبدلاً من الوقوف مع المواطن المسكين أنقلب عليه وأصفاً أياه بالجهل والنهم بالأكل , دون ان يوجه أي انتقاد ولو علي أستحياء لإدارة الحج ، هذه الإدارة هي التي رصدت المبالغ التي تدفع لإعاشة الحاج. وسكنه وترحيله الخ وبالتالي فأن أي قصور في هذه النواحي يسأل عنها وهي التي وعدت الناس بتوفير كامل الخدمات سكنا وأكلا وراحة مقابل ما أستلمتها من أموال وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان البعثة قد أرتكبت أخطأ فادحة عاني منها الحجاج , والبعثة نفسها أقرت علي لسان مسؤوليها ببعض القصور الذي صاحب أطعام الحجاج ولكن النواب المحترمون ولشئ في نفوسهم أندفعوا بغير وعي ولا هدى للهجوم غبر المبرر للحجاج المساكين!! لم يتحدث النواب عن حج المسئولين بكثرة هذا العام ولا عن الذين أدوا الفريضة من المال العام والحكومة تكذب علينا بأدعاء قفل باب حج الدستورين من المال العام , ولكن لا حياة لمن تنادي ، لم يناقش المجلس التكلفة العالية للحاج السوداني ، فما دام الحج ليس للسياحة ولا للراحة وما دامت موية زمزم تشبع فلماذا هذه التكلفة العالية !! ومن المستفيد من هذه الأموال وهل الخدمات التي تقدم للحاج تتناسب مع الاموال المدفوعة ؟! كثيرة هي الأسئلة التي كانت واجبة السؤال بواسطة النواب ولكن .... يكاد المريب أن يقول خذوني.... تجاوز الأمر كل معقول ومباح ، السادة اعضاء المجلس الوطني الموقرين هل لهم مصلحة ذاتية تمنعهم من أنتقاد أو حتي توجيه لطيف لأدارة الحج والعمرة ؟ ام ان ما قالوه هو الحقيقة التي وقفوا عليها شهودا علي جهل الحجاج بثقافة الأكل من البوفيه أم انهم اطلعوا علي تقارير لجان الحج.؟... سلمنا أن الحج فيه مشقة بطبيعة الحال ولكن أليس الأفضل التيسير للحاج حتى يفرغ جهده ووقته للعبادة وأداء المناسك بدلا من الجري وراء الأكل ... ، قد صوبنا النظر وأمعنا فيه لمعرفة دوافع هؤلاء النواب للانصراف عن أصل المسألة إلي مسائل فرعية تسخر من الحاج فلم نجد سوى ان هؤلاء النواب قد تمتعوا بالحج هذا العام علي حساب المال العام متجاوزين بذلك كل القرارات الصادرة من المجلس نفسه أو رئاسة الجمهورية او الحكومة مما يعني ان ذلك يدخل في باب الفساد بتبديد المال العام وإهماله وصرفه علي غير أوجهه المشروعة هؤلاء النواب والذين أدوا الفريضة من المال العام يجب ان يحاسبوا جنائياً وكذلك الجهة التي دفعت لهم تكلفة الحج ، السؤال الذي نطرحه لفقهاء المجلس الوطني و أدعياء العلم من أمثال دفع الله حسب الرسول!! هل يصح الحج من المال العام للشخص المقتدّر ؟ والأسوأ من هذا أن هؤلاء النواب لم يكتفوا بالحج علي نفقة الدولة فحسب بل أخذوا نثريات من المجلس الوطني باعتبارهم في مهمة رسمية !! حقا الأختشوا ماتوا ماذا يقول رئيس المجلس الوطني هل ينفي هذه الحقيقة أم يفتح تحقيقا شفافاً بعدد النواب الذين حجوا هذا العام علي حساب الحكومة والمبالغ الذي دفعت لهم كنثريات ، وما دام هؤلاء النواب وقد أقدموا علي فتح هذا الملف فموعدنا معهم في نيابة المال العام والمحكمة المختصة ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!!
بارود صندل رجب المحامي
|
|
|
|
|
|