|
المجلس الإنتقالي للثورة السودانية ضرورة تقتضية المرحلة الراهنة بقلم صديق منصور الناير
|
03:47 PM Apr, 16 2015 سودانيز اون لاين صديق منصور الناير- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لماذا وجب فرض حظر للطيران الحربي في جبال النوبة ومناطق الحرب الاُخري في السودان!!! التاريخ: 16-4-2015م بقلم/ صديق منصور الناير نائب رئيس المجلس التشريعي الاسبق لولاية جنوب كردفان/ جبال النوبة لا شك بان الصراعات والنزاعات المسلحة التي تدور في السودان لها جذورها ومسبباتها الكثيرة ، جلها من الحكومات التي مرت على حكم السودان.. وقد إتفقت معظم هذه الحكومات إن لم يكن كلهاعلى تقسيم السودان على الاساس الديني والعرقي والجهوي، ومن الواضح انها كرست عمليات الإقصاء والتهميش الذي إمتد الى إستخدام أجهزة ومؤسسات الدولة لتكريس السلطة التى ورثوها من الإستعمار البريطاني منذ 1956م، فمارسوا عمليات القتل المنظم والإغتصاب والسلب والنهب والترويع.. كل ذلك تسبب في النزوح واللجوء والتشريد والذي وصل الى درجة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي لم يحدث مثلها في تاريخ البشرية إلا في رواندا والبوسنة والهرسك.. ورغم ذلك لم يظهر دور المجتمع الدولي لوقف هذه المآسي إلا في حدود ضيقة من خلال الإتحاد الأفريقي (مجلس الامن والسلم الافريقي) والإيقاد الذين فشلا في وضع الحلول الجذرية لهذه الأزمة السودانية.. لقد أخطأ الغرب عندما حدد جذور المشكلة السودانية على أنها بين الشمال والجنوب وأساسه الصراع الديني بين المسيحية والاسلام .لقد ثبت خطأ ذاك المنحى وصحة ما ندعيه، خاصةعندما إشتد الصراع بعد إنفصال جمهورية جنوب السودان عن السودان. حيث كان يُعتقد بان الصراعات ستنتهي بمجردالانفصال.. ولكن حدث العكس في الدولتين إذ زادت وتيرة الحرب عن الاول، بل إنعكس الصراع لتدور على الأساس العرقي في جنوب السودان واُرتكبت فيه المجازر الإنتقامية والإنتهاكات التي يصعُب وصفها خاصة في مدن بور وملكال وبانتيو.. وفي ذات الوقت زادت حدة الصراع في السودان خاصة في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور بصورة أكثر ضراوة وبشاعة، ونعتقد جازمين بأن الحروبات التي تكون أساسها الهوية والأعراق من جانب، والموارد والأرض من الجانب الآخر،يصعُب حلها.. كما هو الحال في السودان طالما هناك تقاطعات كثيرة وخلافات في قضايا جوهرية في نظر الكل خاصة مشاكل الحدود.. أبيي والبترول وطريقة تصديره وأشياء أخري بين الدولتين.. بالإضافة إلى مشاكل كل دولة في ذاتها والتي غالبا ما كانت جلها على الأساس الهوية والعرق.. بالإضافة للصراع على السلطة ومراكز إتخاذ القرار في دولة الجنوب.. وهي نفس الأسباب للحروبات في ما تبقى من دولة السودان.. وفي ذلك صدقت المقولة التي تقول بأن( الأجزاء تذهب بامراض الكل ) إتضح من ذلك أن المشكلة السودانية أو أسباب الحرب ليست بين الشمال والجنوب ولا حتي الصراع بين الأديان ، فجذور المشكلة وأسباب الحروبات التي تدور رحاها حاليا أساسها الهوية والموارد.. ومن هنا ظهرت إشكالية من يحكم السودان ؟ وعلى اثر ذلك كُرست الدكتاتورية والتسلط لتثبيت دعائم الحكم الظالم، وغابت الديمقراطية وسيادة حكم القانون من قبل كل الحكومات التي مرت على حكم السودان وإصرار قبائل النيل الشمالي على إحكام قبضتهم على السلطة وقد ساعدهم في ذلك الدعم اللامحدود من قبل ما يمكن أن نسميه بالبُعد العربي خاصة دول ( العراق ،سوريا، مصر ، ليبياوقطر بالإضافة إلى دول الخليج ) هذه الدول تشكل البُعد العرقي العربي للسودان رغم أن أكثر من 69% من سكان السودان يشكلون العنصر الافريقي إلا أن 31% هم من ورثوا السلطة من الإستعمار البريطاني على الأساس العروبي وبدأوا منذ ذلك الحين العمل على تغيير الهوية السودانية رغم أنف الجميع رافضين التنوع الموجود ومن الطرف الآخر بعد المتطرفين من العالم الاسلامي خاصة ( ايران ، افغانستان ،ماليزيا باكستان مالي ، مورتانيا، النيجروافريقيا الوسطى) هذه الدول هي الأخرى تشكل البعد العقائدي ويقف من خلفهم المعسكر الشرقي . لقد إستخدمت حكومة الجبهة الإسلامية الحالية كل الوسائل لفرض إستراتيجتهم خاصة البعدين العروبي والعقائدي وبذلك زرعوا أخطر بذور الفتنة والانشقاقات لتفتيت النسيج الإجتماعي وهتك التعايش السلمي الذي ساد المجتمعات السودانية منذ اكثر من 9 قرون ، وإستنادا على هذا البُعد إعتمدت حكومة الجبهة الاسلامية في الخرطوم على كل العناصر الاسلامية المتطرفة والمنحدرة من كل أنحاء العالم خاصة أفغانستان وباكستان وايران والعربية منها بالاضافة الى دول غرب افريقيا ومنها مالي والنيجر وتشاد بالإضافة الى الصومال واخري، هذه التحولات ظهرت بعد احداث حرب الخليج تلتها تفجيرات 11 من سبتمبر في البرج التجاري الامريكي.. وقد تأكد لنا بأن الحكومة السودانية الحالية هي فعلا محوراً للشر كما وصفها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ومن يعتقد بان المفاوضات الجارية حاليا في أديس ابابا ستفضي إلى سلام دائم فهو واهم وغير واقعي لأن إجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة والذي عُقد في كلية الدفاع الوطني يوم 13 اغسطس الماضي، وعن ذلك الإجتماع نشكر صحيفة الراكوبة لترجمتها ونشرمقتطفات من التسريبات التي تحصلت عليها من موقع البروفسور اريك ريفرز أستاذ اللغة الإنجليزية في كلية نورثامبتون بولاية ماساتشوستس بأمريكا، من ذلك الاجتماع والذي يعكس مدي خطورة تفكير الجبهة الإسلامية في السودان وملخص هذا الإجتماع يعكس ايضا الإرتباط القوي بينها وبين الحركات الإسلامية المتطرفة في العالم خاصة وإنها هي أول من إحتضنت اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعده في تسعينات القرن الماضي.. ومنه إنطلق بن لادن الى الشرق الاوسط وافغانستان وتمدد الى اليمن والعراق وسوريا والآن الى مالى وتونس والجزائر ونيجريا كل تلك الشواهد تؤكدها مخرجات إجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية في أغسطس الماضي والذي حضره اكبر القيادات العسكرية والامنية في تنظيم الجبهة ومن بينهم 3 قادة برتبة فريق اول وهم الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع والفريق اول محمد عطا مدير جهاز الامن والمخابرات والفريق اول هاشم عبدلله محمد رئيس هيئة الاركان المشتركة بالإضافة الى عدد 7قيادي برتبة فريق وهم الفريق بكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية والفريق هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة والفريق مهندس عماد الدين عدوي رئيس اركان العمليات المشتركة والفريق يحي محمد خير وزير الدولة بوزارة الدفاع والفريق صديق عامر مدير الإستخبارات العسكرية والأمن والفريق امن الرشيد فقيري مدير الأمن الشعبي والفريق امن صلاح الطيب مفوض الدمج والتسريح والفريق عبدالقادرمحمد زينمن بينهم ايضا القيادات السياسية الكبيرة وعلي رأسهم البرفسور إبراهيم غندور نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم والدكتور مصطفي عثمان إسماعيل الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم . هذا الإجتماع حقيقة يمثل الركيزة الأساسية لسياسات وإستراتيجيات للحكومة السودانية ويعكس مدي خطورة النوايا تجاه السلام والإستقرار في السودان ويمكن تلخيص مخرجاته كما جاء بصحيفة الراكوبة الإلكترونية 29/9/2014م في الآتي :- 1 / وضحت الحكومة السودانية حقيقة إرتباطها مع الحركات الإسلامية المتطرفة في كل العالم من جانب وعلاقاتها الإستراتيجة المهمة مع ايران من الجانب الآخر وإعتبرت نفسها جسرا بين إيران والحركات الإسلامية المتطرفة وهددت دول الخليج ومصر والسعودية بالإضافة للحركات المسلحة السودانية بإستخدام الأصوليين والمتطرفين الإسلاميين عند الحاجة . 2 / مواصلة العمليات العسكرية وقصف مناطق التمرد بالطيران الحربي المكثف ومنع الحركات المسلحة من حصاد ما تم زراعته في هذا الموسم لتجويعهم وتفتيتهم بالإضافة الى تشريدهم وإجبارهم على الإستسلام والخنوع . 3 / كبت الحريات الصحفية وإعتقال الصحفيين ومنعهم من الكتابة ضد النظام وقوات الدعم السريع بصفة خاصة وتوجيه الإتهامات لهم بالعمالة لصالح الحركات المسلحة ضد الحكومة في الخرطوم . 4 / التركيز على إقامة الإنتخابات في موعدها وحمايتها بعد ان تم تدريب قوة خاصة من الإنتحاريين لذات المهمة ومهمات حربية اخري ضد الحركات الثورية المسلحة . 5 / وضحت حكومة الخرطوم الكيفية التي تم بها الإختراق للوسطاء في عمليات التفاوض الجارية في أديس ابابا على رأسهم امبيكي وعلي الزعتر ممثل الامم المتحدة ومحمد بن شمباس الموالين لهم والمتعاونين لأبعد الحدود لدرجة مطالبتهم الحكومة السودانية لتصحيح الاوضاع على الارض حتى تتوافق مع تقاريرهم حول الأداء . 6 / إختراقهم للحركات المسلحة وقياداتهم وكيفية متابعتهم والعمل على إستقطابهم لإستخدامهم ضد اهلهم المتمردين . 7/ قال بكري حسن صالح عن إعلان باريس وجميع الحراك السياسي والتصريحات بأنهم يحتاجون لنقلها إلى الإنتخابات القادمة وفي عبارة اخري يعترف بان كل هذا النشاط الدبلوماسي هو مجرد إلهاء ومضيعة للزمن الغرض منه هو الإحتفاظ بالرئاسة عن طريق الإنتخابات القدمة (إستنتاج اريك ريفرز) . وهو المقصد الحقيقي والذي يعكس حقيقة النوايا لحكومة المؤتمر الوطني في الخرطوم. 8/ وذكر أيضا ضرورة دعم رياك مشار لإعطاء الجنوبيين درسا لا ينسوه بدلا من السعي بين أطراف النزاع في دولة جنوب السودان لإصلاح ذات البين ،مما يدل على سوء النية المبيتة لخلق الزعزعة وعدم الإستقرار في المنطقة. هذه مقتطفات فقط من الإجتماع الإستراتيجي لقيادات محور الشر في السودان والذي يوضح نواياهم الحقيقية فيما يختص بمفاوضات السلام وسيناريوهات التفاوض الذي يعكس قتامة المستقبل،ففي رأينا هناك اسباب موضوعية ساعدت حكومة الخرطوم في عمليات الخبث التي تحيكها للإستمرار في السلطة والعمل على تمديد عمرها عبر الإنتخابات الشكلية القادمة والتي أعد لقيامها مهما كلف ذلك والاسباب كثيرة نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر ومنها:- 1/ ضعف مؤسسات الإتحاد الأفريقي التي تشرف على عمليات التفاوض بين الحركة الشعبية وحكومة المؤتمر الوطني وعجز آلياتها في تنفيذ قراراتها والقرارات الأممية الاخري ويكمن ذلك في ضعف الوسيط ومؤسسات الإيقاد وقدرة الحكومة السودانية في إختراقها وإستمالتها وبالتالي التلاعب بالعملية التفاوضية بالمراوغة والمماطلة لإطالة امد التفاوض . 2/ سياسات حكومات الخرطوم في إلغاء الدور الدستوري والمؤسسي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطية وتحويلها الي مؤسسات تابعة لحزب المؤتمر الوطني بجانب تجنيدها لأبناء مناطق التمرد من ضعاف النفوس وقوات الدعم السريع ومليشيات الجنجويد من القوميات العربية والإسلامية المتطرفة من مالي والنيجر وافريقا الوسطي وتشاد ، هذه المجموعات تم شحنها بالحقد الشديد لذلك تقوم بالقتل البشع والنهب والإغتصاب وحرق القرى وترويع المواطنين العزل . 3/ إستخدام الحكومة للطيران الحربي المستمر كالميج والانتوق والسخوي والمروحيات التي تخلق غطاء جوي قوي للمليشيات ، وإستهدافها للمواطنين برمي المقذوفات والمتفجرات حتي المحرمة والممنوعة في غياب الرقابة الدولية بالإضافة للبراميل المعبئة بالشظايا وقطع الحديد المصنعة محليا في مجمعات اليرموك وجياد ومصانع اخري مخفية.. كل هذه المقذوفات ادت وما زالت تؤدي الى القتل البشع التي نراها في اشلاء الجثث التي تتناثر حتي الاحشاء الممزقة التي يصعب رؤيتها ووصفها اصبح واقعا مؤلما في جبال النوبة ومناطق الحرب الاخرى في السودان دون حراك من المجتمع المحلى والدولي لوقف هذه المجازر . 4/ عجز المجتمع المحلى والدولي خاصة الامم المتحدة بمجلسها الأمني وعدم الرغبة في التدخل لوقف هذه المجازر والإنتهاكات او على الأقل تقديم المساعدات الإنسانية خاصة لمناطق جبال النوبة والنيل الأزرق طيلة فترة الحرب الحالية . 5/ تعمد الحكومة السودانية لخلق العراقيل لعمليات التفاوض وذلك بخلق منابر اخري كمنبر الحوار الداخلي بجانب الإصرار علي منبر الدوحة لحركات دارفور والغرض من ذلك هو إطالة أمد الحرب وإستخدام سياسة النفس الطويل لإرهاق الحركات الثورية المسلحة والقوي السياسية الاخري بالإضافة لخلق التوترات مع حكومة الجنوب الوليدة شاغلا بذلك الرأي العام العالمي حتي لا ينتبه المجتمع الدولي لما يحدث من إنتهاكات وفظائع في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور. 6/ ضعف الأحزاب والقوي السياسية المعارضة في السودان ساعد علي قدرة الحكومة على إختراقها وتفتيتها مما اضعف دورها في التاثير على إصلاح الوضع السياسي ونظام الحكم في السودان . 7/ غياب الوعي السياسي والتخطيط الإستراتيجي لدي الحركات الثورية المسلحة وإنحصار حروباتها في مناطق معينة من الهامش السوداني مما ادي الى تشريد اكثر من 2مليون مواطن قابل ذلك إستقرار الاوضاع الأمنية في المدن كالخرطوم والمدن الكبيرة الاخرى مما شجع الحكومة في الخرطوم لإطالة امد الحرب لإحباط الثوار وإنهيارهم نفسيا وفشلهم في تحقيق السودان الجديد الذي ينشده الجميع. 8/ غياب الرؤية والبرنامج الواضحين لدي الحركات المسلحة لإقناع المجتمع الدولي لتقوم بدعمها لان المجتمع الدولي يريد البديل المقنع ، فالتجارب السابقة لدول الربيع العربي سيئة ومخيفة خاصة في ليبيا ومصر واليمن والعراق وسوريا بإستثناء تونس كافضل السيئين في تجارب ثورات الربيع العربي السابقة. 9/ الحركة الشعبية لتحرير السودان تاثرت كثيرا بفقدان زعيمها الدكتورجون قرنق دمبيور وتحولت الى بؤر للصراعات في الدولتين رغم الإنفصال خاصة في دولة جنوب السودان الوليدة نسال الله ان يصلح ذات البين ويوحد الفرقاء ،اما الحركة الشعبية في جمهورية السودان فحدث ولا حرج كنكشت (تشبثت) القيادة الإنتقالية بالسلطة فبدلا من إقامة المؤتمر العام او حتي مؤتمر إستثنائي لتقنين عمل هذه المؤسسة ورفضوا العمل المؤسسي وقاموا بحل المؤسسات المنتخبة وتمادت في فصل وعزل وتهميش من لا يروق لهم من عناصرها مما اضعف رؤيتها وبرامجها خاصة بعد إصدار الدستور الجديد المخل في إجراءاتها والمسئ للعملية الديمقراطية فلا يعقل أن تحارب من أجل الحرية والعدالة والمساواة وتكون اول من يخرق هذه المبادئ الأساسية للعملية الديمقراطية بالصورة الفاضحة هذه نسأل الله ان يهديهم ويعيدهم الى صوابهم. مجمل القول هو أننا نعتقد بأن مسئولية الأرواح التي تزهق والتشرد الذي يحدث من لجوء ونزوح لاكثر من 2مليون مواطن نحملها للمجتمع الدولي خاصة بريطانيا وامريكا لإرتباطهما مع السودان والشرق الأوسط ولانهما يمثلان قيادة التحالف الغربي فبريطانيا هي الدولة التي إستعمرت السودان وتعرف كل صغيرة وكبيرة عن السودان وهي المرجع الحقيقي لكل الوثائق التي تحل كل التقاطعات للتحول الذي يحدث في السودان خاصة عملية إنفصال جمهورية جنوب السودان وتدرك تماما بنوعية الحكومات التي مرت على السودان وعقليتها الإقصائية بل وسياساتها التعريبية في السودان إلا أنها اي بريطانيا تغض الطرف وترفض ان تلعب دورها الإقليمي في المنطقة ولا ندري بطبيعة العلاقة التي تربطها مع حكومة الظلم في الخرطوم ، اما امريكا فمن الواضح ان سياساتها الخارجية قد إختلت في عهد الرئيس باراك اوباما والديمقراطيين لذلك وضح الخلل والتردد الكبير فى حسم الأمور رغم وضوحها ويبدو أنها لا تريد أن تقع فيما قيل عنه بالخطأ الفادح في حرب العراق ( الثانية ) كما يبدو ان الرئيس العراقي صدام حسين قد نجح في تضليل الاوربيين والامريكان بإخفاء الأسلحة الكيميائية والجرثومية المحظورة دوليا بما في ذلك الاسلحة ذات الرؤوس النووية التي حارب التحالف الدولي من اجل تدميرها وأعتبر أن الحرب على العراق كان خطأكبيرا لذلك سكتت أمريكا وحلفاؤها عن بشار الاسد وهو يقتل ويشرد ويدمر البنية التحتية والتاريخية لسوريا وهناك اسئلة كثيرة تدور في الاذهان عن الكم الهائل من الاطنان من الاسلحة الكيميائية والجرثومية التي إعترف بها سوريا من أين أتى بها ؟ ولماذا لا تكون أسلحة صدام حسين التي تم تهريبها عبر الحدود الى سوريا من ضمنها ؟ ولماذا لا يكون هناك أسلحة أخري ربما نووية او برؤوس نووئة تخفيها سوريا ؟ خاصة بعد ظهور اكثر من اربعة منشآت ومصانع لم تعلن عنها سوريا للمجتمع الدولي !!! وسكت الغرب ايضا عن روسيا وهي تضم جزيرة القرم وتسعي لإقتطاع أجزاء من غرب اوكرانيا من خلال الثوار المؤيدين لها والآن تقوم بتأليب الرأي العام ضد الدولة الاسلامية في بلاد الشام وسوريا ( داعش ) دون الإلتفات إلى رأس الحية التي تدعم الإرهاب في جميع أنحاء العالم نظام الجبهة الإسلامية في السودان.. لقد أساء الديمقراطيون التعامل مع الواقع السياسي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، لان سياسة المهادنة هذه هي التي اضعفت الغرب عموما والأمريكان بصفة خاصة وبالتالي قتل آمال الشعوب المهمشة والأصيلة في السودان وغيرها من دول المنطقة واظهرت روسيا وهي تدافع عن مصالحها كبطل لهذا الزمان.. هناك الكثيرون من من أصيبوا بالإحباط لما يحدث من الغرب تجاه السودان ويتمنون ان يكون على رأس الإدارة الأمريكية الجمهموريون لوضوح سياساتهم تجاه أفريقيا والشرق الأوسط والسودان بالتحديد خاصة في عهد جوج بوش الأب والإبن وذلك في المجاعات والجفاف والتصحر الذي ضرب السودان فهم من أرسلوا الإغاثة الكافية العاجلة لإنقاذ الأرواح التي كانت تواجه الموت وهم من وضعوا السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وهم من حددوا دول محور الشر في الشرق الأوسط ( سوريا وايران والسودان ) وهم من أعلنوا الحرب على الإرهاب، ففي فترتهم كانت الحكومة السودانية مرعوبة ومتعاونة وملتزمة بكل القرارات التي كانت تصدر من الأمم المتحده ومجلس الأمن والإدارة الأمريكية ، ولكن الإدارة الحالية في زمن الرئيس باراك اوباما جعلت منها الحليف الإستراتيجي في المنطقة ربما للمصالح التي تجمعهما فلا يهمها ما تفعله الحكومة السودانية من قتل وتشريد ونهب وإغتصات لمواطنيها.. حقا لقد صدق من قال بان السياسة لعبة قذرة لكن مازلنا نطالب الجمهوريون والاحزاب السياسية الاخري بالإضافة منظمات المجتمع المدني للضغط على الإدارة الأمريكية الحالية لتغيير سياساتها تجاه السودان لان الوضع اللإنساني في جبال النوبة والمناطق الأخرى لا يمكن وصفها من السوء والتردي بسبب القصف الجوي المتواصل زد على ذلك تلاعب الحكومة السودانية بالوسطاء والمراوغة المستترة، آخرها ما حدث في الأسبوع الماضي عندما أعلن الرئيس البشير رفضه التفاوض مع الجبهة الثورية رغم إلتزامه لثامبو امبيكي في زيارته الأخيرة قبل ذهابه لأمريكا للتبشير بنجاحه في أقناع كل الأطراف لمواصلة التفاوض في أديس ابابا في الجولات القادمة فإذا بالبشير ينقض العهد ويعلن في إحدي مؤتمرات حزبه اللاءات الخمسة وهي:ـ لا للتفاوض مع الحركات المسلحة السلاح ضد الحكومة ولا للتفاوض بغير الدوحة لحركات دارفور ولاللتفاوض في قسمة السلطة والثروة بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان ،بإعتبار ان إتفاقية السلام 2005 قد حسمتها رافضا بان الزمن قد تجاوز تلك الإتفاقية ولا لإعلان باريس ولا لتاجيل الإنتخابات ولا للتفاوض خارج السودان وبالتالي لوقف الحرب إلى ان يتم إستئصال التمرد وسحقه .. ليس هذا فحسب بل أن إجتماع القيادات العسكرية والأمنية لحزبه يؤكد ما ذهب إليه البشير فهم لا يرون إلا أنفسهم في المشهد السياسي السوداني معتمدين في برامجهم على الحركات الإسلامية المتطرفة لإستخدامهم عند الحاجة كما جاء على لسان وزير دفاعة . إستنادا لما سبق نطالب المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن والحلفاء في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحده الأمريكية وبريطانيا وبقية دول الترويكا ان يعيدوا النظر في الحكومة السودانية من خلال ما ورد من تحليل ووقائع حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه في حروبات الصيف القادم مع الحركات الثورية المسلحة في جبال النوبة وباقي المناطق التي تدور فيها الحروبات والمطلوب بصورة ملحة وعاجله هو الآتي :- 1/ فرض حظر للطيران الحربي على جبال النوبة / جنوب كردفان ومناطق الحرب الاخري في السودان في دارفور والنيل الأزرق وشرق السودان . 2/ الإغاثة والعون الإنساني العاجل من علاج ودواء وغذاء لإنقاذ حياة الناس في تلك المناطق لانهم وصلوا الى حد اكل اوراق الأشجار وهذه في رأينا مراحل متأخرة من المعاناة ، فالكل يعلم بان الحكومة السودانية ترفض تقديم العون الإنساني لإرغام المواطنين بالتجويع لكي يستسلموا ورغم ذلك فإن المجتمع الدولى من جانبه لم يبذل جهد يذكر في مجال العمل الإنساني هناك إذ يمكن توصيل الإحتياجات الملحه كالغذاء والعلاج بشتي الطرق من خلال الضغط على الحكومة او عن طريق الدول المجاورة ( كينيا واثيوبيا ) . 3/ الضغط على حكومة المؤتمر الوطني في السودان للشروع في التفاوض الجاد تحت الرعاية الدولية خاصة بعد ان انكشف تكتيكاتها ومراوغاتها لكسب الوقت وإجراء الإنتخابات الزائفة والتي ستمدد بقاءها في الحكم. وبالمقابل نطالب كل القوي الثورية المسلحة منها والسياسية أن تقوم بتكوين المجلس الإنتقالي للثورة السودانيةوتضع برنامج وحدوي مقنعا وتتعاون فيما بينها بعيدا عن الجهوية والعنصرية لتنفيذه . بهذا وحده يمكن التخلص من هذا الكابوس وإقناع المجتمع الدولي بالبرنامج الواضح والتنظيم المؤسس . والله الموفق ونواصل ............ البريد الإلكتروني mailto:[email protected]@yahoo.com الحلقة القادمة :- تحليل ساسي وإستراتيجي لمخرجات وقائع إجتماع الأجهزة العسكرية والأمنية لنظام المؤتمر الوطني الذي تم أنعقاده في 13 اغسطس 2014م
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- جدلية التحول في الحركة الشعبية وتحديات الصراع مع المركز بقلم صديق منصور الناير 12-10-14, 02:27 PM, صديق منصور الناير
- المجلس الإنتقالي للثورة السودانية ضرورة تقتضية المرحلة الراهنة بقلم/ صديق منصور الناير 10-09-14, 05:21 PM, صديق منصور الناير
- السودان ما بين التقسيم الي دويلات او البقاء علي الوحده الضنكه 09-06-04, 12:32 PM, صديق منصور الناير
- اسرار وخفايا مفاوضات سلام السودان ودور القوي الخارجيه 11-24-03, 11:23 PM, صديق منصور الناير
|
|
|
|
|
|