|
المجد للالاف ... في تكريم فضل الله محمد بالقاهرة بقلم صلاح الباشا
|
mailto:[email protected]@gmail.com * من منا لا يذكر اناشيد الاكتوبريات ورائدها الاول .. ذلك الفتي الاكتوبري المتفجر ابداعا وطالب القانون فضل الله محمد عضو اتحاد طلاب جامعة الخرطوم حين اشعلوا الشرارة الاولي لانتفاضة 21 اكتوبر 1964م بتلك الندوة الشهيرة بدار الاتحاد .. ثم حدث الاعتقال لعضوية الاتحاد برئاسة مولانا حافظ الشيخ رئيس القضاء الاسبق عليه الرحمة حين كان طالبا بالحقوق واودعوهم جميعا السجن الحربي بسلاح المهندسين بامدرمان.. ثم استلم مهام اﻻتحاد البديل لتحريك الثورة الطالب ربيع حسن احمد ورفاقه لتتواصل الانتفاضة منذ استشهاد الطالب احمد القرشي طه في ندوة ( البركس ) الشهيرة لتعم المظاهرات كل ارجاء السودان بعد ان تلقفتها النقابات لتعلن الاضراب السياسي ويتنحي الفريق الرئيس ابراهيم عبود بذلك الخطاب الراقي عبر المذياع في امسية الاربعاء 28 اكتوبر 1964م . * خرج فضل الله محمد مع زملائه من السجن الحربي في ذات المساء ليسافر الي اهله بودمدني في عربة لوري بضاعة ليرسم في مخيلته بالكلمات شعرا : اكتوبر واحد وعشرين .. يا صحو الشعب الجبار يا لهب الثورة العملاقة .. ياملهم غضب الاحرار . من دم القرشي واخوانه .. في الجامعة ارضنا مروية. من وهج الطلقة النارية .. اشعل نيران الحرية . * فيضع الطالب الثائر فضل الله تلك الانشودة الاكتوبرية امام موهبة الفنان الناشئ وقتذاك محمد الامين ليصنع منها اول نشيد للثورة ويشدو به في خفل واحد مع العملاق وردي الذي انشد برائعة الفيتوري ( اصبح الصبح ) في احتفالية جبهة الهيئات بودمدني بعد مرور شهر علي الانتفاضة. * تواصلت مسيرة الاستاذ فضل الله محمد في مجال الشعر الغنائي ورفد الساحة الفنية بروائع الاستاذ محمد الامين في ثنائية فائقة الجمال تتربعها اغنيات : الحب والظروف .. اربع سنين .. الجريدة .. بعد الشر .. كلام غزل .. زورق الالحان .. الموعد .. ذات الشجون ... ولابوعركي الخطوبة وطريق الماضي.. ورائعة محمد مسكين من ارض المحنة .. تلك الاغنية المفتاحية لاهل الجزيرة. * تفرغ فضل الله محمد تماما لمهنة الصحافة التي اعطي فيها عصارة جهده وفكره العميق حيث كان الرجل موسوعي الثقافة فاضاف للصحافة الكثير وادخل فيها مفاهيم الابتعاد عن لغة المهاترات الكئيبة التي كانت سمة العمل الصحفي .. وقد ظل صارما في شطب اي مادة تخرج عن حدود الادب واللياقة . *وعند اختياره وترشيحه من اتحاد الصحافيين السودانيين لمجلس ادارة اتحاد الصحافيين العرب لتكريمه وزملائه العرب بدءا بحوار مع الرئيس السيسي.. وتقليدهم الدروع والشهادات بواسطة رئيس الوزراء السيد محلب بمناسبة العيد الذهبي لاتحاد الصحافيين العرب الذي اسسه جيل الاستاذ الراحل ( احمد بهاء الدين وابو المجد ) جاء التكريم مع سبعة عشر اخرين من الدول العربية .. فان ذلك يعتبر تكريما لمسيرة الصحافة السودانية التي قدمت الكثير في حركة التنوير للشعب السوداني. * ولنا ان نفاخر بعطاء الاستاذ فضل الله محمد والذي ظلت رائعته التي انشدها ابو الامين في فترة باكرة من انتفاضة اكتوبر .. تثير فينا لهيب الوطنية المتوهج وقد كنا وقتها في عهد الصبا الباكر : المجد للالاف تهدر في الشوارع كالسيول يدك زاحفها قلاع الكبت والظلم الطويل . مبروك لفضل الله ومبروك للصحافة الراشدة والي اللقاء.
|
|
|
|
|
|