|
المجاهدون على أرض الشام هم الأخسرون .. وقد أوشك لهيب الثورة على الأفول !!!
|
ترددت أخبار كثيرة على مختلف وسائط الإعلام المختلفة .. أن تنظيم الدولة قد غدا .. يملك جيشاً جراراً قوامه أكثر من خمسين ألفاً من المقاتلين الأشداء .. وقد يصل إلى السبعين ألفاً أو يزيد !!! وبغض النظر عما إذا كنا .. أو كان الآخرون يؤيدون التنظيم .. أو يعارضونه .. أو يرفضونه !!! وبغض النظر عما إذا كان منهجه في الحياة صائباً .. أو خاطئاً .. أو مختلاً .. أو مضطرباً .. أو متشدداً !!! فإن الحكمة .. والحصافة .. والحنكة تقتضي ممن يهمهم مصلحة المجاهدين .. ويهمهم صيانة دمائهم .. وحفظ أعراضهم .. والحفاظ على أرواحهم .. وأرواح جميع السوريين .. ويهمهم أيضاً تعجيل النصر .. وتحرير الأرض والبشر من عصابة الأسد وأزلامه .. وشيعته .. كما يقتضي بعد النظر .. والرؤية المستقبلية البعيدة .. منهم جميعاً – إن كان فيهم عقل .. وتدبر .. وصدق مع الله - أن يكفوا عن التحريض على الإقتتال فيما بينهم .. وأن يلجؤوا إلى التعاون فيما بينهم .. ضمن الرؤية العامة .. والهدف الكبير الذي هو الخلاص من نظام الأسد .. أولاً !!! إن محاربة تنظيم الدولة – سواء من بعض الجماعات المجاهدة .. أو من جميعها متحدة – ليس لصالحهم ، وليس لصالح سورية إطلاقاً !!! إنه مهلكة للجميع .. إنه يغيظ الصديق .. ويفرح العدو !!! والعدو ليس بشار وعصابته .. ولا إيران المجوسية وشيعتها فحسب .. وإن كانوا هم العدو الأساسي .. والرئيسي !!! ولكن العدو هو أوسع .. وأشمل .. وأكبر من هؤلاء بكثير .. وكثير !!! إن العدو هو الشرق .. والغرب .. والشمال .. والجنوب .. والوسط !!! إنه بنو يهود .. وبنو الصليب .. وطواغيت العرب .. والعجم .. والإفرنج !!! إنه كل من يعادي .. ويحارب حرية الإنسان .. ويخاف من الإنسان الحر !!! إنه كل من يريد أن تبقى الشعوب أسيرة الشهوات .. والملذات .. والمتع الرخيصة .. وتُساق كقطيع الغنم بالعصا !!! إنه كل من يخاف .. وترتعد فرائصه .. من يقظة الأمة المسلمة .. ونهوضها من رقدتها .. وتحررها من سجانيها .. ومن قيودها .. وأغلالها التي أدمت معصمها لأكثر من مائة سنة عجاف !!! هؤلاء كلهم يبتهجون .. وينتشون فرحاً .. وسروراً .. وغبطة .. وسعادة برؤيتهم ..اقتتال المجاهدين فيما بينهم .. وسفك دمائهم .. وتصفية بعضهم البعض !!! لأن هذا الإحتراب بين المجاهدين .. والمقاتلين على أرض الشام يوهن قوتهم .. ويُضعف شكيمتهم .. ويفت في عضدهم .. وبأسهم .. ويشل عزيمتهم .. ويُنقص أعدادهم وعتادهم ..وينتهوا اخيراً إلى الفناء .. والزوال على أيدي بعضهم البعض .. ويحقق كيد العدو .. ومكره .. ويريحه من بذل أدنى جهد في التخلص منهم جميعاً !!! إذا كان ما تناقلته وسائل الإعلام عن أعداد مقاتلي تنظيم الدولة .. وأنه في شهر واحد انضم ستة آلاف مجاهد إليها .. صحيحاً !!! فهذا يعني عدة أمور.. ينبغي على جميع الكتائب المجاهدة .. والمقاتلة أن تدركها جيداً .. عما يتميز بها تنظيم الدولة : 1- كثرة أعداد مقاتلي تنظيم الدولة ، التي قد تصل إلى ضعفي ، عدد مقاتلي جميع الكتائب مجتمعة ، بما فيها الجيش الحر أيضاً !!!
2- شدة بأس مقاتلي التنظيم ، ومهارتهم الفائقة في القتال ، وامتلاكهم خبرات عسكرية .. فنية كبيرة .. نتيجة حسن تدريبهم المتواصل على فنون القتال !!!
3- وجود قيادة واحدة للدولة .. تُصدر أوامر واحدة ..منسقة .. منظمة !!!
4- طاعة جنود الدولة للقيادة مطلقة .. أو شبه مطلقة .. مع خضوع للأوامر .. وانصياع لها بشكل كبير .. دون تردد .. ولا تذمر .. مع جرأة وشجاعة .. منقطعة النظير .. في تنفيذ الأوامر !!!
5- إمتلاك الدولة لقدرات مالية كبيرة .. وتمويلها يعتمد على قوتها الذاتية .. وذلك بالسيطرة على مصادر التمويل .. بدون الحاجة للتذلل .. والإستجداء .. والتسول من القوى الخارجية !!!
6- ذات استراتيجية .. وتخطيط عالمي .. بعيد الأفق .. ذو رؤية واسعة .. تسير على نفس النهج الذي سار عليه محرر القدس صلاح الدين الأيوبي .. لا تستعجل قطف الثمار .. وإنما تسير على خطوات مدروسة .. محسوبة بشكل دقيق .. تستولي على أراضٍ .. تدعم فيها حكمها .. تؤمن ظهرها .. ثم تنطلق إلى أراضٍ أخرى .. وهكذا إلى أن تصل إلى القدس الشريف !!!
7- بالمقابل جميع هذه المواصفات تكاد تكون مفقودة لدى الجماعات المقاتلة الآخرى .. بل هي على الطرف النقيض منها !!!
وهذا يعني أن الغلبة في النهاية .. ستكون لتنظيم الدولة .. إذا استمرت المواجهة بينها.. وبين الكتائب المقاتلة .. وأن الخسارة ستكون للجميع .. ولكن بالدرجة الأولى للكتائب المتشرذمة .. الممزقة .. المتفرقة .. المعتمدة على القوى الخارجية في تسليحها !!!
والخير للجميع – طالما أنهم جميعاً يرفعون شعاراً واحداً .. ويحملون هدفاً واحداً – أن يتوافقوا على الحد الأدنى من التوافق والتعاون !!!
خاصة وأن :
العم سام وزبانيته من شياطين الإنس والجن .. ما فتئوا منذ إنطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية .. وهم يبذلون كل جهدهم .. ويسعون بالليل والنهار للبحث .. والتنقيب .. والإستقصاء للعثور على رويبضة سورية .. تشابه كرزاي .. او المالكي .. أو الربيعي .. ليولوه أمر سورية بدلاً من بشار .. فما أفلحوا .. ولا نجحوا طوال ثلاث سنوات ونصف !!! لكنهم يبدو أنهم عثروا أخيراً على شبه رويبضة .. أو شبه إمعة – هذا إذا أردنا أن نحسن الظن فيه – وهو الرئيس الأخير للإئتلاف السوري .. الذي أبدى حماساً منقطع النظير لإعطاء العم سام شهادة حسن سلوك .. وانقياد .. وانصياع لأوامره .. حينما طالبه بقصف قوات تنظيم الدولة فقط .. لا غير .. معتبراً أنه هو العدو الوحيد للسوريين .. أما بشار وزبانيته فيبدو أنهم أصبحوا أحباء .. وأصدقاء للسوريين .. حسب تصوره !!! فهل يا ترى يقبل السوريون الأحرار .. الذين صمدوا أكثر من أربعين شهراً .. على كل أنواع القتل .. والحرق .. والتدمير .. والتخريب .. والتعذيب !!! هل يقبلون بعد كل هذه التضحيات النادرة في العالم أجمع !!! هل يقبلون بمثل هذا الإمعة .. ومن حوله من الرويبضات .. واللكع ؟؟؟!!! الإثنين 13 ذي القعدة 1435 8 أيلول 14 20 د/ موفق مصطفى السباعي
|
|
|
|
|
|